الأحد
كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...
العربية
المؤلف | راشد بن مفرح الشهري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - الحياة الآخرة |
الموتى أسرى التراب, فمن منكم تصدق عن قريب له بمئة أو ريال بقليل أو كثير؟, من منا كفل عن والده يتيماً أو أطعم عن أمه مسكيناً؟, من منا على قرب مكة حج عنهم أو اعتمر نعم اعتمر فهل اعتمرت عن أبيك ودعوت له؟...
الخطبة الأولى:
الحمد لله حمداً كثيراً كثيراً, حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده, الحمد لله هدى من شاء بمنه فكان هادياً مهدياً, وأضل من شاء بعدك وحكمته فكان نسياً منسي, أشهد ألا إله إلا الله وحده خلق من الماء بشر فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله ربه هادياً ومبشراً ونذيراً, وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً, صلوات ربي وسلامه عليه كثيراً كثيراً كثيراً.
اللهم أنت خلقتنا ولا قوة لنا, ورزقتنا ولا حبل لنا وأنت على كل شيء قدير, اللهم أنت ربنا ونحن عبيدك ونحن على عهدك ووعدك ما استطعنا, نعوذ بك من شر ما صنعنا نبوء لك بنعمتك علينا, ونبوء بذنوبنا؛ فاغفرلنا وارحمنا وأنت أرحم الراحمين.
اتقوا الله فإن تقوا الله عليها المعوَّل, وعليكم بما كان عليه سلف الأمة والصدر الأول, (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ) [الحج: 1] (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102] (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70، 71].
ثم أما بعد:
عباد الله: فقدُ الآباء كرب عظيم, والصبر على فقدهم نزل قويم, وهل على وجه البسيطة بيت سلم من الحزن, أو مخالطة الكرب؟, ولكن العسر بعد اليسر, ثم اليسر بعد العسر, ولا يغلب عسر يسرين أبداً. (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) [الشرح: 5].
توفي ابن لامرأة فجزعت جزعاً كبيراً, فذهبت لحكيم فطلبت منه حلاً لإعادة ابنها إلى الحياة, فقال لها الحكيم: لا مانع بشريطين, قالت وما هما ؟ قال: أن تدخلي بيوت هذا الحي وتسأليهم بيتاً بيتاً عن بيت فيه بطيخ لم يدخله الحزن, فذهبت المرأة تسعى هل لديكم بطيخ؟ قالوا: نعم, هل دخل بيتكم الحزن؟ قالوا: ادخلي لنحدثك فقصوا عليها القصص, فخرجت إلى منزل آخر هل دخل بيتكم الحزن؟ قالوا: كيف لا؟! أدخلي: دخلت منازل تلو منازل, وكل بيت لهم مع الحزن قصص وأخبار, وجدت بيوتاً إضافة إلى الحزن أحزان, فقر وأحزان.
لِمَا تُؤذن الدنيا به من صروفها | يكون بكاء الطفل ساعة يولد |
وإلا فما يبكيه منها وإنهـا | لأوسع مما كان فيه وأرغــد |
إذا نظر الدنيا استهل كأنـه | بما سوف يلقى من أذاها يهدد |
وقال علي -رضي الله عنه-:
بني بقيتُ على الأيَّامِ والأبدِ | ونلتُ ما شئتُ من مالٍ ومن وَلدِ |
من لي برؤيةِ من قد كنْتُ آلفهُمْ | وبالزمنِ الذي وَلَّى فلم يَعُدِ |
لا فارقَ الحزنُ قلبي بعدَهم أبداً | حتى يفرقَ بين الروحِ والجَسَدِ |
عباد الله: إننا لنحزن على موتانا, نعم نحزن عليهم وإذا ذكرناهم حزنا ولكن ثم ماذا؟! هل دعونا لهم كلما ذكرناهم في صلاتنا, في وترنا, هل قدمنا لهم عمل صالح ينفعهم؟. يحدثني رجل صالح فقد أمه وأباه, قال: والله لا أذكر أني صليت صلاة إلا دعوت لهما, نعم إلا دعوت لهما. فماذا صنعت أنا وأنت؟!.
روى مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي –عليه الصلاة والسلام-: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له". فهل أنت ولد صالح تدعو له؟!. إن من مات انقطع عمله, وفاته أمله, وحق ندمه, فأين أنتم -أيها الأولاد- عن آبائكم وأمهاتكم وأجدادكم وجداتكم وأعمامكم وعماتكم وأخوالكم وخالتكم؟.
دعوني عباد الله: أحدثكم في هذه الخطبة عن حقوق أمواتنا علينا, نعم عن حقوق فيها قصرنا أو لها أضعنا, وهم إليها أحوج ما يكونون لو كنتم تعلمون, ولو نطقوا لقالوا: رب ارجعون لعلنا نستزيد, ولكنه ليس كتحسر الكافر أما المؤمن الصالح فلا. وعن عائشة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا: نرجعك إلى الدنيا؟ فيقول إلى دار الهموم والأحزان؟ فيقول: بل قدماني إلى الله وأما الكافر فيقال: نرجعك؟ فيقول: (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ) [المؤمنون: 100]. [تفسير الطبري].
ولست هنا في معرض الحديث عن الحقوق الست التي يذكرها الفقهاء -رحمهم الله-, فغسله وتكفينه وحمله واتباعه والصلاة عليه ودفنه؛ حقوق معروفة يقوم بها الناس وافرة -ولله الحمد والمنة-, ولكني أريد الحقوق المستمرة والأعمال المستحبة التي تدر على الميت الحسنات وترفع له الدرجات, وهو في انتظارها كالغيث ينتظره الناس, خطبة اليوم تعنى كل شخص صغيراً كان أو كبيرا, ذكرا أو أنثى, تعنيه حالاً ومآلاً, فأما حالاً فهو يقدم لحبيب, وأما مآلاً فلييسر الله له كل لبيب, (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) [الرحمن: 60].
من حقوق الميت: تعجيل دفنه, وهو يستبشر بذلك عن بكر المزني قال: "حُدِّثت أن الميت يستبشر بتعجيله إلى المقابر". وعن أيوب قال: "من كرامة الميت على أهله تعجيله إلى حفرته". والميت تبكي عليه السماء لصلاحه. فعن أنس -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: "ما من مؤمن إلا وله بابان: باب يصعد منه عمله, وباب ينزل منه رزقه, فإذا مات بكيا عليه, فذلك قوله تعالى: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ) [الدخان: 29] [أخرجه الترمذي], وقال علي -رضي الله عنه-: "إن المؤمن إذا مات بكى عليه مصلاه في الأرض, ومصعد عمله في السماء".
من حق الميت أن تعزي أهله فيه ولك الأجر. وفي الحديث: "ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة" [رواه ابن ماجه وحسنه الألباني]. والتعزية لكل مصيبة موت ونحوها, وفي الموت تبدأ التعزية بالموت قبل الدفن وبعده (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران: 185].
وما الدهر والأيام إلا كما ترى | رزية مال أو فراق حبيب |
هو الدهر لا يبقي على لائذ به | فمن شاء عيشاً يصطبر لنوائبه |
فمن لم يصب في نفسه فمصابه | يفوت أمانيه وفقد حبائبـه |
عباد الله: الموتى أسرى التراب, فمن منكم تصدق عن قريب له بمئة أو ريال بقليل أو كثير؟, من منا كفل عن والده يتيماً أو أطعم عن أمه مسكيناً؟, من منا على قرب مكة حج عنهم أو اعتمر نعم اعتمر, فهل اعتمرت عن أبيك ودعوت له؟.
قريب حبيس القبر لو خرج لصلى, ولو خرج لدعا, لو خرج لسجد لو خرج لاعتمر, لو خرج لتصدق لو خرج لسبَّح, لو خرج لقرأ كتاب الله. قريبك يناديك, والدك يناديك: ولدي انقطع عملي وأنت أملي. قريبك ينطبق عليه قول الحق: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) [المنافقون: 10] ولكن هيهات هيهات!!.
واعلم أن صدقتك عنهما صدقة لك أيضاً, روى الطبراني في الأوسط من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله: "ما على أحد إذا أراد أن يتصدق بصدقة أن يجعلها لوالديه, إذا كانا مسلمين فيكون لوالديه أجرها ويكون له مثل أجرهما, من غير أن ينقص من أجورهما شيء". والدك غادر الحياة ينتظر شفقة منك, وصدقة منك له؛ ففي الأضحى ينتظر الأضحية, وعند أكلك مما ورثك ينتظر الشكر والثناء، وعند كل لحظة ينتظر الصدقة والبر والإحسان.
واعلم -رحمك الله- أن من أبر البر لأبيك وأمك أن تصل صديقها وتحسن إلى قريبيهما. عن عبدالله بن عمر عن رسول الله: "إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه" [رواه الإمام مسلم]. فمن منا زار صديق أبيه, أو أهدى إليه, أو في عيد عايده, أو في فرح هنأه, أو في مصيبة عزاه, أو في حاجة وقف معه. من منا أرسل هدية لصديقات أمه, أو حمل صدقة لفقيرة من صديقات أمه.
يحدثني أحد من البارين بأبويه, يقول: أصنع وليمة كل شهر أجمع أصدقاء أبي وصديقات أمي, واحتفي بهم فو الله لكأني أنظر إلى أبي وأسلم عليه. وفي الأثر وفيه ضعف: "احْفَظْ وُدَّ أَبِيكَ، لَا تَقْطَعْهُ فَيُطْفِئَ اللَّهُ نُورَكَ".
وهذا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- كان يحتفي بصديقة لخديجة فعن عائشة قالت: جاءت عجوز إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو عندي فقال لها: "من أنت؟" قالت: أنا جثامة المزنية: قال: "أنت حسانة كيف أنت؟ كيف حالكم؟ كيف كنتم بعدنا؟" قالت: بخير بأبي أنت. فلما خرجت, قلت يا رسول الله: تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟! قال: "إنها كانت تأتينا على زمن خديجة, وإن حسن العهد من الإيمان".
وقد كان صحابة رسول الله يقدرون أصحاب آبائهم, بل أبناء أصحاب آبائهم, روى لنا عبدالله بن دينار عن عبدالله بن عمر أن رجلاً من الأعراب لقيه بطريق مكة, فسلم عليه عبدالله بن عمر وحمله على حمار كان يركبه, وأعطاه عمامة كانت على رأسه, فقال ابن دينار فقلنا له: أصلحك الله إنهم الأعراب وإنهم يرضون باليسير. فقال عبدالله: إن أبا هذا كان وداً لعمر بن الخطاب, وإني سمعت رسول الله يقول: "إن أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه" لله درهم ما أعظمهم!, وما أجل اتباعهم!, ومنا اليوم من لا يقيم لأصدقاء أبيه وأمه وزنا!!. يا هذا: أبوك كان يحبهم, أبوك كان يجالسهم, جدك كان يخالطهم ويسامرهم.
عبدالله: قدم لمن مات من والديك؛ فلو كنت مكانهم لانتظرت انتظارهم.
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم, أقول ما سمعتم وتسمعون واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله
عبدالله: هل وصلت إخوانك وأعمامك؟! إن صلتك لهم صلةٌ لأبيك. قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصِلَ أَبَاهُ فِي قَبْرِهِ فَلْيَصِلْ إِخْوَانَ أَبِيهِ بَعْدَهُ" [رواه أصحاب السنن], وعن ابن مسعود: " إن عم الرجل صنو أبيه".
إن من الناس من مات أبوه, فيمر الشهر والشهران لا يزور عمه وعماته إن كانوا قريباً, أو يتصل بهم إن كانوا بعيداً, فأي بر بأبيه؟, والأعجب أنه ربما كان قاطعاً أو مخاصماً أو هاجراً, والله المستعان. هل وصلت إخوانك ورأيت فيهم صورة أبيكم, وشممت فيهم دم أمك أم إنها القطيعة؟, نسأل الله العفو والعافية.
من ترك أولاداً رجالاً به بارين, وللعمل له مواصلين, وللدعاء مسبلين, فما مات فقد أكملوا حياته. هذا رجل توفي فوجد أولاده وصية عظيمة في ثلاثة أبيات:
أبني لا تأسوا لفقد أبيكـم | فرضاه يكفل بالمنى المستقبله |
ما مات من أبقى رجالاً مثلكم | فحيـــاتكم لحياته كالتـكمله |
أوصيكم بالاتحاد وأن تروا | إخوانكم في البر مني مبـدله |
وصية مختصرة لكن ما أعظمها وأجلها, وجههم إلى:
1- الاستمرار على الخير.
2- أن حياتهم الصالحة امتداد لحياته.
3- الاتحاد وعدم التفرق.
4- أن يبروا بعضهم؛ فبرهم ببعض بر بأبيهم.
عبدالله: ومن البر الاستغفار لهما, وإنفاذ عهدهما, قال مالك بن ربيعه بينما نحن عند رسول الله -صلى الله عليه و سلم- إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يارسول الله: هل بقي على من بر أبوي شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ قال: "نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما, وإنفاذ عهدهما, وإكرام صديقهما, وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما" [أخرجه أبو داود وابن حبان والحاكم].
عبدالله: لكل منا آباء وأجداد وأمهات وجدات وإخوان وأعمام وعمات وأخوال وخالات, كلهم لقي الله, انقطع عمله, ماذا عزمت أن تقدم لهم بعد هذه الخطبة؟ نريد صدقة ولو باليسير ودعاء ولو بين حين وحين, واستغفار لهم كثير, عمرة وحجا, وصلة لأصدقائهم, لا تبخل عليهم بعد اليوم, فماذا يكلفك الدعاء؟ (وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 24].
فو الله؛ لو متَّ قبلهم ما نسوك, ولذكروك ودعوا لك وتصدقوا عنك, فالله الله فيهم فبسببهم خرجت إلى هذه الحياة.
صلوا وسلموا وأكثروا من الصلاة والسلام على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب : 56].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ, كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ, وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ, كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.