البحث

عبارات مقترحة:

البر

البِرُّ في اللغة معناه الإحسان، و(البَرُّ) صفةٌ منه، وهو اسمٌ من...

المقتدر

كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...

الرحمن

هذا تعريف باسم الله (الرحمن)، وفيه معناه في اللغة والاصطلاح،...

أسباب فلاح الأمة المحمدية

العربية

المؤلف حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب - أهل السنة والجماعة
عناصر الخطبة
  1. سواء أحوال الأمة الإسلامية اليوم .
  2. كيف تنجو الأمة من كبوتها؟ .
  3. وسائل استعادة المسلمين لمجدهم .
  4. سمات أمة الإسلام. .

اقتباس

في واقعِ الأمةِ اليوم فتنٌ مُدلهِمَّةٌ، ومصائِبُ مُتنوعةٌ، وتحديَاتٌ خطرةٌ، ومخططاتٌ ماكِرة، وإنَّ أهلَ الإسلام - حكوماتٍ وأفرادًا - يتطلَّعُون إلى ما يُصلِحُ أحوالَهم ويُسعِدُ حياتَهم، ويُحقِّقُ لهم السرَّاءَ والرخاء، ويدفَعُ عنهم الشدَّةَ والضرَّاء. وإنَّ فلاحَ الأمة وفوزَها بكل مرغوبِ، ونجاتَها من كل مرهوبٍ، وسلامتها من سائرِ الخُطُوب، لا يتحقَّقُ إلا بتمسُّكِها بالإسلامِ الصافِي، الذي يتضمَّنُ سلامةَ التوحيد، وصحةَ الاعتقاد، والاستِسلامَ الكاملَ للواحدِ المعبُود، في كافَّةِ مناشِطِها ومجالات حياتِها...

الخطبة الأولى:

الحمد لله، من أطاعَه سعُد ولم يشقَ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريك له، بيدِه مقاليدُ الأرضِ والسماء، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه النبيُّ المُصطفَى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آلِه الأصفياءِ الأتقياء.

أما بعدُ .. فيا أيها المسلمون: أُوصِيكم ونفسي بتقوَى الله - جل وعلا -؛ فمن اتقَى أفلَحَ وزكَى.

أيها المسلمون: في واقعِ الأمةِ اليوم فتنٌ مُدلهِمَّةٌ، ومصائِبُ مُتنوعةٌ، وتحديَاتٌ خطرةٌ، ومخططاتٌ ماكِرة، وإنَّ أهلَ الإسلام - حكوماتٍ وأفرادًا - يتطلَّعُون إلى ما يُصلِحُ أحوالَهم ويُسعِدُ حياتَهم، ويُحقِّقُ لهم السرَّاءَ والرخاء، ويدفَعُ عنهم الشدَّةَ والضرَّاء.

وإنَّ فلاحَ الأمة وفوزَها بكل مرغوبِ، ونجاتَها من كل مرهوبٍ، وسلامتها من سائرِ الخُطُوب، لا يتحقَّقُ إلا بتمسُّكِها بالإسلامِ الصافِي، الذي يتضمَّنُ سلامةَ التوحيد، وصحةَ الاعتقاد، والاستِسلامَ الكاملَ للواحدِ المعبُود، في كافَّةِ مناشِطِها ومجالات حياتِها، قالَ تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) [المؤمنون: 1].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: «يا أيُّها الناسُ! قُولوا: لا إله إلا الله تُفلِحُوا»؛ أخرجه ابن خُزَيمة في "صحيحه".

معاشرَ المسلمين: لن تَسعدَ الأمةُ وتصلُحَ أحوالُها ما لم تُخضِع جميعَ أنظمة حياتِها وشتَّى توجُّهاتِها لشرعِ الله - جلَّ وعلا -، قال - سبحانه -: (وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج: 77].

ونبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - قال: «قد أفلحَ من أسلمَ، ورزَقَه اللهُ كفافًا، وقنَّعه بما آتَاه» (أخرجَه مسلم).

لن يتحقَّقَ رخاءٌ واستِقرارٌ ورغَدٌ في عيشٍ، وأمنٌ وأمانٌ لمُجتمعٍ مُسلم، حتى يُسلِمَ أمرَه لحكمِ الله - جلَّ وعلا -، ويُطبِّقَ شرعَه وينقَادَ لهَدي رسولِه - صلى الله عليه وسلم -، (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [النور: 51].

يا أمةَ الإسلام: لن يرتفعَ الشقاءُ بأنواعِه المختلفة، مهما حاوَلنا بكل السُّبلِ التخلُّصَ منه، ما لم نُحقِّق توبةً نَصُوحًا مما حلَّ في واقِعِنا، من مُخالفةٍ لمنهَج ربِّنا وسُنَّة نبينا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فلقد آنَ للأمةِ وهي تُقاسِي من الآلام والمآسِي ألوانًا مُختلفةً .. آنَ لها أن تخشَعَ لربِّها .. آنَ لها أن تتُوبَ إليه بإصلاحِ الشأن وفقَ مرضاتِه - سبحانه -، (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) [الحديد: 16]، (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور: 31].

وإلا فما دامَ أمرُنا مُستمرًّا على نَهجِ العِصيَان، والتوغُّل في المحارِمِ والآثام، فلنعلَم أن سبيلَ الفلاحِ لنا مُجانِب، والإصلاحَ عنا مُتباعِد، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة: 90].

وها هي الأمةُ - على سبيلِ المثالِ اليوم - تعيشُ في تدابُرٍ وتقاطُعٍ، واختِلافٍ وتنازُعٍ، وتشاجُرٍ وتدافُع، نتَجَ عن ذلك سفكُ دماءٍ، وهَتكُ حُرمات، حتى ذاقَ بعضُهم بأسَ بعضٍ، فتحقَّق فيهم قولُ الله - جلَّ وعلا -: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) [الأنفال: 46].

صدَقَ فيهم قولُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: «وما لَم تَحكُم أئمَّتُهُم بِكِتابِ اللَّهِ ويتخيَّروا مِمَّا أنزلَ اللَّهُ إلَّا جعلَ اللَّهُ بأسَهُم بينَهُم»؛ رواه ابن ماجه وغيرُه، وصحَّحه جمعٌ من المُحدِّثين.

ها هي الأمةُ اليومَ تُعانِي نكَسَاتٍ كُبرى في مجالِ الاقتِصادِ والمال؛ وذلك لأن سبيلَ الخلاصِ للأمةِ المُحمدية، من النكَبَاتِ المالية، والانتِكاساتِ الاقتصادية، إنما هو في السَّيرِ وفق المنهج الإلهيِ المُرتَضى، الذي متى حادَت عنه وقعَت في الضرَّاء والبأسَاء والبلوَى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران: 131].

وفي الحديثِ الآنفِ الذِّكرِ: «ولم ينقُصُوا المِكيالَ والميزانَ إلاَّ أُخِذُوا بالسِّنينَ وشدَّةِ المؤونَةِ وجَورِ السُّلطانِ».

والمعنى: أنهم متى لم يتعامَلُوا في مُعاملاتِهم الاقتِصادية بما أنزلَ الله؛ فإنهم سيُصابُون بقَحطِ أرضِهم، ويُصابُون بغلاءِ المعيشةِ وارتِفاعِ الأسعار، وضِيقِ العيشِ في الأموال، ويُسلِّطُ الله - جلَّ وعلا - عليهم الحاكمَ الذي يجُور عليهم بما لا قُدرةَ لهم عليه.

أيها المسلمون: تحقيقُ الفلاحِ مطلَبٌ عظيم، لكنَّه لهذه الأمة مُعلَّقٌ على عملِ الأمةِ الجادِّ الصادِقِ، بمنهَجِ التآمُرِ بالمعروف والتناهِي عن المنكر، والتناصُحِ فيما يُصلِحُ الأمورَ ويُسدِّدُ التوجُّهات، وفقَ منهجٍ رَاقٍ، وأسلوبٍ حكيم، ومقصدٍ سامٍ، وهدفٍ نبيل، (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران: 104].

يظنُّ بعضُنا أن (مِنْ) هنا تبعِيضِيَّة، والصحيحُ: أنها بيانيَّة، والمعنى: ليكُن الجميعُ من المُجتمع آمِرًا بالمعرف، ناهِيًا عن المنكر.

ومتى حادَ المسلمون عن هذا الطريق، وقَعُوا في الخَسَارِ، وارتَكَسُوا في البَوَار، الله - جلَّ وعلا - يقول: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [العصر: 1- 3].

إخوةَ الإسلام: إن فلاحَ المسلمين مُتعلِّقٌ بفَهمِ الإسلامِ الصافِي، الذي جاء به محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -، دينُ الوسطيَّة البعيدُ عن الغلُوِّ والتنطُّعِ والتشدُّد، وعن التفرِيطِ والتساهُلِ بالأحكامِ الثابِتةِ في الوحَيين؛ فكم جرَّ الغلوُّ أو التفريط، كم جرَّ ذلك على المسلمين من مفاسِدَ عُظمى، وشُرورٍ لا تُحصَى؛ لأن ذلك مخالفٌ لما أرادَه المولَى، وسنَّهُ المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، قال الله - جلَّ وعلا -: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) [البقرة: 143].

معاشرَ المسلمين: إن الفلاحَ الدنيوي الذي مفهومُه الازدهارُ الاجتماعي، والرَّخاءُ الجماعي، بتدفُّقِ النعمِ المُتوافِرة، والبرَكَات المُتتابِعة، لا يكون بعملٍ جادٍّ بالأسبابِ الحِسِّيَّة فحسب؛ بل المُقوِّمات الحقيقية لذلك: استقامةٌ على طريقِ السُّنة، ودوامٌ على الالتِزام بالمناهِجِ الشرعيةِ في جميعِ الأمورِ، (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2- 3]، وقال - عزَّ شأنُه -: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) [الأعراف: 96].

يا أمة الإسلام: لقد جرَّبَ كثيرٌ من المسلمين بعد زوالِ عصرِ ما يُسمَّى بالاستِعمار - وهو الاستِخراب - جرَّبُوا في حياتهم نماذِجَ من الأفكار المُستورَدة، والتوجُّهاتِ الوارِدة أكثرَ من قرنَين، فما وجَدَت منها مُجتمعاتُ الإسلام إلا وبالا فكريًّا، وضَعفًا عسكريًّا، وكسادًا اقتِصاديًّا، وفسادًا أخلاقيًّا، وتفكُّكًا اجتماعيًّا، لم تصلُح بها دُنياهم،؛بل أفسَدَت كثيرًا من ثوابِتِ دينِهم.

لقد آنَ بعد الشواهدِ التطبيقيَّة المُحزِنة في أرضِ الواقع، منذ ذلك الزمن، آنَ لها أن تعُودَ لنورِ الوحيَين، وضياءِ الهديَين، آنَ لمن خُدِّر بحُقن الانبِهارِ الفاضِحِ بحضاراتٍ تُبرِزُ مبادِئَ وقيَمًا، أثبَتَ الواقِعُ الحِسِّيُّ أنها زُورٌ وباطِلٌ وتزيِيفٌ ظاهريٌّ، يلُوحُ عند ظُهورِ المصالِحِ الشخصيَّة، والمنافعِ الذاتيَّة لأعداء الإسلام.

فإنما هي مفاهِيم بمثابَة نقُوشٍ جميلةٍ مُثبَتةٍ في لوحةِ دساتِيرهم، ولكنها في التطبيقِ تحمِلُ الخرابَ لديار الإسلام، والتدمِيرَ لمُقدَّراتِهم، والسَّلبَ الدائِمَ لخيراتِ بُلدانهم، ولا غَرْو؛ فهي مبادِئ حضارةٍ مُنفلِتةٍ من قيُود الإصلاحاتِ الربَّانيَّة والهدي النبوي، وإنما همُّها الهدمُ لا غير، دون معاييرَ دينيَّة ولا أخلاقيَّة ولا أدبيَّة ولا إنسانيَّة، (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة: 50].

وما يحصُلُ في مواطِنِ الصراعِ من بُلدنِ المسلمين اليوم، أصدَقُ بُرهانٍ على ما ذُكِر.

فاتَّقُوا الله - يا أهل الإسلام -، عُودُوا لدينكم، تصلُح أحوالُكم.

باركَ الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين، وأستغفِرُ الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلِّ ذنبٍ، فاستغفِرُوه، إنه هو الغفورُ الرحيمُ.

الخطبة الثانية:

أحمدُ ربي وأشكرُه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شَريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه.

أما بعد .. فيا أيها المسلمون: إنَّ أمةَ الإسلام تملِكُ من أسبابِ العزِّ والنصرِ ما لا يملِكُه غيرُها، وتختصُّ بمُقوِّمات الصلاحِ والسعادةِ ما لا يُوجد عند سِواها، وتأريخُ الأمة في قُرونٍ مضَت أعظمُ شاهِدٍ وأكبرُ بُرهان، لكن ذلك مشرُوطٌ بشرطِه، ومُرتهنٌ بمُقوِّماتِه، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) [محمد: 7].

حِفظُ اللهِ لهذه الأمة النبوية مشرُوطٌ بالتِزامها بشريعةِ الله، وطاعتِها لأمرِ الله - جلَّ وعلا -، وانزِجارِها عن محارِمِه، (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) [الحج: 38]، وفي قراءةٍ أُخرَى: (يَدْفَعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا).

وفي الحديثِ الصحيحِ: «احفَظِ اللهَ يحفظْك».

أمْنُ هذه الأمةِ ومُجتمعاتها واستِقرارُ ذلك، وأمانُها ورخاؤُها، مربُوطٌ بقيامِها بالإيمان ولوازِمِه، والإسلامِ وحقوقِه، ليس قولاً، وإنما اعتِقادًا وقولاً وفعلاً، (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) [الأنعام: 82].

"وللأمة المُحمدية من العلُوِّ على عدوِّها والغلَبَة عليه، بحَسب ما معَها من الإيمانِ وحقيقَتِه وواجِباتِه"، كما قالَه ابنُ القيِّم.

يقول - جلَّ وعلا -: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]، (وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) [الصافات: 173].

قال ابنُ كثيرٍ عند قولِه - جلَّ وعلا -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [التوبة: 123]، قال كلامًا متِينًا: "فكلَّما قامَ ملِكٌ من مُلُوك الإسلام، وأطاعَ أوامرَ الله، وتوكَّل على الله؛ فتَحَ الله عليه من البلاد، واسترجَعَ من الأعداء بحسبِه، وبقَدر ما فيه من وَلاية الله - جلَّ وعلا -". اهـ كلامُه.

ثم إن الله - جلَّ وعلا - أمرنا بأمرٍ عظيم، ألا وهو: الصلاةُ والسلامُ على النبيِّ الكريم.

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك وأنعِم على نبيِّنا محمَّد، وارضَ اللهم عن الخلفاءِ الراشدين، وعن الآلِ والصحابةِ أجمعين، وعمَّن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

اللهم إنا نسألُك يا ذا الجلال والإكرام أن تُصلحَ أحوالَنا وأحوالَ المسلمين بالإسلام، اللهم أسعِد حياتَنا بالإسلام، اللهم أسعِد حياةَ أمَّتنا بعقيدةِ التوحيدِ يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اكتُب لها العزَّ والنصرَ والتمكين، اللهم رُدَّها إليك ردًّا جميلاً، اللهم رُدَّها إليك ردًّا جميلاً.

اللهم عليك بأعداءِ الإسلام فإنهم لا يُعجِزُونك، اللهم عليك بأعداءِ الإسلام فإنهم لا يُعجِزُونك، اللهم عليك بهم، اللهم أرسِل عليهم جُندَك التي لا تُهزَم، اللهم أرسِل عليهم جُندَك التي لا تُهزَم، يا قويُّ يا عزيزُ، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اغفِر للمُؤمنين والمؤمنات، والمسلمينَ والمسلمات، الأحياءِ منهم والأموات.

اللهم آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخِرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار.

اللهم إنا نعوذُ بك من زوالِ نعمتك، وتحوُّلِ عافيتك، وفُجاءةِ نِقمتك، ومن جميعِ سخَطك.

اللهم إنا نعوذ بك من جهدِ البلاء، ودَرَك الشقاء، وسُوء القضاءِ، وشماتةِ الأعداء.

اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تُحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه لما تُحبُّ وترضَاه يا ذا الجلالِ والإكرام، اللهم وفِّقه وجميعَ حُكام المسلمين لما فيه خِدمةُ رعايَاهم في دينِهم ودُنيَاهم يا حي يا قيوم.

اللهم يا غنيُّ يا حميد، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم اسقِ ديارَنا وديارَ الإسلام، اللهم اسقِنا واسقِ ديارَنا وديارَ الإسلام، اللهم اسقِنا واسقِ وديارَ المسلمين يا غني يا حميد، يا ذا الجلال والإكرام.

عباد الله: اذكُروا الله ذكرًا كثيرًا، وسبِّحُوه بُكرةً وأصيلاً.