الفتاح
كلمة (الفتّاح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من الفعل...
العربية
المؤلف | عبد الله بن محمد الطيار |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المهلكات - نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة |
من أخطر أضرار الإرجاف على أمتنا الإسلامية؛ لأن الحرب النفسية أعمُّ وأشمل من أي حرب أخرى؛ لأن هدفها ذاتُ الإنسان وعقلُه، وفكره وعقيدتُه، ومعلوم أن الانتصار يبتدئ من العقل والقلب، والنفس والإرادة، والهزيمةُ كذلك تبتدئ منها.
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مُضِلّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له.
وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فاتقوا الله -أيها المؤمنون والمؤمنات- واعلموا أن تقواه خير زاد للعباد يوم التناد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر: 18].
عباد الله: تكلمنا في الجمعة الماضية عن الإرجاف وخطورته وأسبابه، وذكرت لكم طرق أهله في زرع الإشاعات، وبث ونشر الأخبار المُثبِّطة والمُحبِطة بغرض إحداثِ الاضطراب وزعزعةِ الثقةِ والأمنِ والإيمانِ في نفوس المؤمنين، وإضعافِ أمةِ الإسلام وهمتِها عن الاعتزازِ بهذا الدين، وتركِ العمل الدعوي والإصلاحي فيها، ليكون ذلك مكتسبًا للأعداء بما يخدم مصالحهم وتوجهاتهم السيئة نحوها.
واليوم أذكر لكم بعض الآثار المترتبة على هذا الداء على الفرد والمجتمع والأمة، ومن ذلك:
1- الهزيمة النفسية والمعنوية: وهي من أخطر أضرار الإرجاف على أمتنا الإسلامية؛ لأن الحرب النفسية أعمُّ وأشمل من أي حرب أخرى؛ لأن هدفها ذاتُ الإنسان وعقلُه، وفكره وعقيدتُه، ومعلوم أن الانتصار يبتدئ من العقل والقلب، والنفس والإرادة، والهزيمةُ كذلك تبتدئ منها.
2- الخوف الشديد: وهذا الخوف يهزم الإنسانَ قبل أن تبدأ المعركة، فالذي يحرِّك الإنسانَ نفسيتُه، وبالخوف تفقد نفسُه إرادتَها، وتبقى بلا حراك؛ مما يؤدِّي إلى الهزيمة الحقيقية.
3- فقدان الثقة بالنفس وضعفُ حسن الظن بالله: وإذا فقد الإنسان ثقته بنفسه، وضَعفُ حسنُ ظنِّه بالله فلن يصنع نجاحًا، وهكذا يريد أعداء الإسلام، قال الله -جل وعلا-: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ) [آل عمران: 173 - 174]، وكان هذا في يوم أحد عندما اجتمع المشركون ضدَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فأنزل الله -جل وعلا- هذه الآية.
4- معاونةُ أهلِ الباطل في باطلهم: فأهلُ الفساد عندما يجدون المساعدةَ والمعاونةَ من بعضِ أفراد الأمة، يستحثون السعي وراء مآربهم ومصالحهم، ويزدادون نصرةً لباطلهم، وذلك يضر المجتمع ضررًا كبيرًا، وتشيعُ الفاحشةُ والفسادُ في الأمة، وقد نهى الله -تعالى- المؤمنين عن ذلك بقوله: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة: 2].
5- زرعُ اليأس في نفوس المسلمين: فعندما يرى المسلمون سطوةَ المرجفين، وأبواقَهم، وكثرةَ الفساد والباطل، يَنبُت اليأسُ في قلوبهم، ويكثُر القنوط في ديارهم، وتخور عزائمهم عن السير في طريق الإصلاح، وهذا هو ما يتمناه هؤلاء المرجفون بأهل الإسلام.
6- قتلُ الهممِ وتثبيطُ العزائمِ بين أفراد الأمة: وهو مصيبةٌ عظمى ورزيةٌ كبرى تُرزَأ بها الأمة؛ مما يؤدي إلى توقُّف العمل الدءوب لنصرة الحق وأهله، وتوقفِ العمل نحو تقدُّم المجتمع ورقيِّه.
عباد الله: ومن آثار الإرجاف أيضاً:
7- التسبُّبُ في هزيمةِ الجيوش: وهذا من أعظم الثلم الذي تصابُ بها أمةُ الإسلام، لأنها إذا أُتيت من قبل أهمِّ ما تملك وهو جيشُها وحاميها بعد الله فعليها السلام.
8- إسقاطُ هيبةِ الرموزِ والعلماءِ والمصلحين في نظرِ العامةِ، وهذا يؤدي إلى عدم السمعِ والطاعةِ والاستجابةِ لتوجيهاتهم ونصائحهم.
9- انتشارُ الاختلافاتِ والاضطراباتِ والإشاعاتِ بين الناس، وهو عاملٌ قويٌ على إضعافِ جانبِ الأمةِ وهوانِها على أعدائها وهو ما يقومون به منذ أزمنة بعيدة.
10- الصدُّ عن سبيل الله: فالاستجابةُ لهؤلاء المرجفين والانسياقُ وراء كلامهم وشبهاتهم ووقيعتِهم يخلخلُ الصفَّ، ويُضعفُ الاجتماع.
11- تخويفُ المسلمِ من عدوهِّ: وذلك حتى لا تتم المواجهةُ، ويكون المسلم ذليلاً تحت عزةِ الكفار المصطنعةِ من خلال هذا الإرجاف.
12- تأخرُ نُصرةِ الأمة.
13- إماتةُ النصرةِ الإسلاميةِ في نفوس المسلمين لإخوانهم في العالم، وإماتةُ الآمالِ في إعادةِ أمجادِ المسلمين من خلال بثِّ الأحداثِ الكاذبةِ التي تُوحي بهزيمة المسلمين، وكسرِ شوكتهم.
14- توقفُ العملِ الدعوي والإصلاحي والإغاثي أو بعضِه في تلك البلدان التي أُعلن عنها بأنها دُمِّرتْ وأصبحتْ في قبضةِ اليهود والنصارى أو غيرهِم.
15- فقدانُ المسلمين لأراضيهم، والتنازلُ عن مبادئهم من خلال هذا الإرجاف، حتى لا يبقى للمسلمين حقٌ في أراضيهم، ولو بعد حين.
16- جعلُ المسلمِ البعيدِ عن تعاليم دينه أسيرًا لهذا الإرجاف، فتتشبعُ روحُه، ويتغذى عقلُه منه، حتى ينسى الاستعانةَ بالله،وحسنَ التوكل عليه، فيصلُ به ذلك إلى اليأس من رَوْحِ الله، والقنوطِ من نُصرةِ دينِه، فيكونُ ذلك سبباً في زيغِ قلوبِ ضعافِ الإيمان والجاهلين وارتدادِهم عن دينهِم.
17- إضعافُ إيمانِ الآخرين بنقلِ أحداثِ السَّقَطَةِ، والسفهاء من الناس، والنفسُ البشريةُ تتأثر بما يجري حولها سلبًا وإيجابًا.
18- إدخالُ الحزنِ والهمِّ على الغيورين على دين الله من خلال تضخيمِ المنكراتِ، ونقلِها بصورةٍ مبالغٍ فيها، وهو في الواقع أقلُّ من هذا بكثير.
19- إعطاءُ الشجاعةِ لأهلِ الباطلِ وحثِّهم على استمراءِ أعمالِهم بطريقة غير مباشرة؛ بإعانةِ المرجفِ لهم الطريقُ لكم مفتوحٌ، وليس أمامكم ما تخشوَّنه؛ ففي كل وادٍ بنو سعد، والشَرُّ قد عمّ وطمّ، فاعملوا ما شئتم.
عباد الله: ومما يجب علينا جميعاً تجاه تلك الأراجيف والشائعات أن نحميَ مجتمعَنا منها، وأن نتخذَ خطواتٍ جادةٍ للوقوفِ أمامها ومنعِها من الانتشار، ومن ذلك:
أولاً: صيانةُ ألسنتنا عن الخوض فيما لا يقين لنا به: فيجب تعويدُ النفسِ على التثبتِ من أي كلمةٍ نسمعُها أو نخرجُها من أفواهنا؛ فقد يكون ما نسمعه أو ننقله عبارةً عن أخبارٍ كاذبةٍ واهيةٍ، والجميعُ يعلم أن أغلب ما ينقل من شائعاتٍ وأراجيفَ عن طريق وسائلِ التواصلِ الاجتماعي أو غيرِها هي في الأصل أخبارٌ قد زِيدَ فيها ونُقص، وغُيِّرت عن وجهها، وهنا يجب على كل واحد منا حفظُ لسانِه عن الخوض فيما لا علم له به، قال الله -جل وعلا-: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا) [الإسراء: 36].
وقال صَلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ" [رواه البخاري ومسلم].
وهذا من أنجح العلاجات التي تقطع دابر تلك الأراجيفِ والشائعاتِ، وتُطْفِئ نارها، وتُميتُ شَرَّها، فإذا وصلتْ إليك أخي أيها المؤمن التقيِ أَمِتْها في مهدها بأن تحفظ لسانك عن الخوض فيها أو الحديثِ عنها، وتقفَ حائطَ صدٍ أمام كل من يريد أن يتكلم بها.
ثانيا: تجنبُ سوءِ الظن: فينبغي أن يكون المسلم سليمَ الصدرِ لإخوانه المسلمين وخُصوصًا تجاه ولاةِ الأمورِ والعلماءِ والدعاةِ والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وأهلِ الخير والصلاح، بل وجميعِ عمومِ المسلمين والمسلمات، فإحسانُ الظنِ واجبٌ، وإساءةُ الظنِ بالمسلمين مُحرَّمةٌ شَرْعًا، قال الله -جل وعلا-: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ) [الحجرات: 12].
ثالثا: التماسُ الأعذارِ وتقديمُ حُسنِ النيةِ: فينبغي على كل واحدٍ منَّا إذا بلغه كلامٌ عن أحدٍ أو سَمِعَه وتوثَّق من صحته، أن يحملَه على أحسنِ المحاملِ، وأن يبحثَ لهُ عن الأعذارِ، وأن يظنَّ بأخيه خيراً.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً * أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً) [الأحزاب: 18 - 19].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما سمعتم، فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضلهِ وإحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهدُ أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه الداعي إلى جنتهِ ورضوانِه، صلى الله عليه وآله وصحبه ومن سار على نهجِه إلى يومِ الدِّين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فاتقوا الله -جل وعلا-، واعلموا أن الجنَّةَ سلعتُها غاليةٌ وتحتاجُ منَّا إلى نيةٍ طيبةٍ وعملٍ صالحٍ.
عباد الله: ومن الخطوات المطلوب اتخاذها أيضا تجاه تلك الأراجيف والشائعات:
رابعاً: أن نرد الأمر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وولاةِ الأمرِ عندَ وصولِ الشائعة؛ استجابةً لقول الله -تعالى- في الشائعات التي تُسببُ الخوف والفزع للمسلمين: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلًا) [النساء: 83].
خَامِسًا: عدم مجالسةِ المرجفين: أو الاستماعِ إليهم عبر القنواتِ والإذاعاتِ، أو قراءةِ كلامهِم في المنتدياتِ أو الصحفِ والنشراتِ، فهم حريصون على إيصال الأكاذيب والأراجيف إلى كل مسلم ليضعفوا همتَه ويوهنوا عزيمته ويؤثروا فيه.
فيجب هنا أن يعملوا بقول الله -جل وعلا-: (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ) [الأنعام: 68].
سادسا: إدراكُ عظمِ الإرجافِ وخطرِه: فهنا يجب علينا أن نقف وقفةً حازمةً أمام هؤلاء الكَذَبةِ والمروجين للأخبارِ الباطلةِ، فما دبَّ الضعفُ في نفوس الكثير، وما تقهقر البعضُ عن الإقدام لعمل الخيرات إلا بسبب هذا الإرجاف.
سابعًا: الثقةُ في المسلمين: فالأصل في المسلم السلامةُ، وما طرأ على ذلك فهو عارض، قال الله -عز وجل-: (إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا) [الحجرات: 6]، وقال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا) [النساء: 94].
أسأل الله -تعالى- أن يكفينا شرَّ الإرجافِ وأهلِه، وأن يحفظَ علينَا دينَنا وعلمائَنا وولاةَ أمرنا وبلادَنا وأمنَنا واجتماعَ كلمتنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
عباد الله: ومما يثلج الصدر ويبهج الخاطر هذه الحملة المباركة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الأشقاء في الشام، فاجتهدوا -رعاكم الله- فقد فتح الله لكم باب النصرة بالمال، فأروا الله منكم خيرا، واحتسبوا ما تنفقونه في سبيل الله فهذا نوع من الجهاد.
أسأل الله أن يرفع الضر عن إخواننا وأن يرحم ضعفهم ويجبر كسرهم ويتولى أمرهم، وأن يعجل النصر لهم إنه على كل شيء قدير.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى فقد أمركم الله بذلك، فقال جل من قائل عليماً: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56].