المجيب
كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...
العربية
المؤلف | عبدالباري بن عواض الثبيتي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الدعوة والاحتساب - المنجيات |
ومجالاتُ صِناعة الأثر مُتنوِّعة، وأشكالُه مُتعدِّدة، يختارُ كلُّ فردٍ ما يُلائِمُ إمكاناتِه، وما يتوافَقُ مع قُدراتِه ومواهِبِه، كما كان صحابةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الذين ترَكُوا أثرًا فاعلًا في شتَّى مجالاتِ الحياةِ؛ في الإصلاح، في القضاء، في الإنفاق، في الجهاد، وفي العلم. وكلُّ نفعٍ مُتعدٍّ يغرِسُ خيرًا، وتصلُحُ به الحياة يكون أثرًا طيبًا وأجرًا دائمًا؛ كالتعليمِ، والدعوةِ، وقضاءِ الحوائِج، ونُصرة المظلُوم، وأفضلُ العباداتِ أكثرُها نفعًا.
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله، الحمدُ لله الذي خلقَ الإنسانَ في أحسن تقويم، وشقَّ فيه السمعَ والبصَر، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه جعلَ الشمسَ سِراجًا وبثَّ الضياءَ من القمَر، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له أسكنَ المُؤمنين الجنَّة، ومأوَى الكافرين سقَر، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه قادَ السائرين على هَديِه إلى جناتٍ ونهَر، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه الذي ترَكُوا كريمَ المآثِرِ وعظيمَ الأثَر.
أما بعد: فأُوصِيكم ونفسِي بتقوَى الله، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
من أعظم نِعَم الله على العبدِ: أن يجعلَ له أثرًا طيبًا يُحيِي ذِكرَه، ويُجرِي به أجرَه، ويُمِدُّ به عُمرَه، بدوامِ حسناتِه بعد موتِه، قال الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) [يس: 12].
الأثرُ الطيبُ الذي يصنعُه الإنسانُ في مسيرةِ حياتِه يُورِثُه معيَّةَ الله وحِفظَه، وحين فاجأ الوحيُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أول مرَّة، وقد أصابَه الفزعُ، قال لزوجِه خديجة - رضي الله عنها -: «لقد خشِيتُ على نفسِي»، فقالت له: "كلا، أبشِر، فوالله لا يُخزِيكَ الله أبدًا؛ إن لتصِلُ الرَّحِم، وتصدُقُ الحديثَ، وتحمِلُ الكلَّ، وتَقرِي الضَّيفَ، وتُعينُ على نوائِبِ الدهر".
وإذا فتحَ الله لعبدِه أبوابَ رحمتِه وفَّقه لعملٍ له أثرٌ طيبٌ، وبارَك له فيه، وضاعَفَ نفعَه وفضلَه، وأخلَف عليه في قليلِه وصغيرِه، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «سبقَ درهمٌ مائةَ ألف درهَم».
والقصدُ من تحقيقِ الأثر ابتِغاءُ مرضاةِ الله، ولا ينتظِرُ المُسلمُ مُعاينةَ عمله، ولا يُوكِلُ ذلك لجُهدِه وجِدِّه؛ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «عُرِضَت عليَّ الأُمم، فجعلَ يمُرُّ النبيُّ معه الرَّجُل، والنبيُّ معه الرَّجُلان، والنبيُّ معه الرَّهُط، والنبيُّ ليس معه أحَد».
وإذا جهِلَ الناسُ جُهدَ صانِعِ الأثر وسعيَه، فإن ذلك لا يَضِيرُه؛ فعلمُ الله يُحيطُ كلَّ خفِيٍّ وجلِيٍّ؛ قال الله تعالى: (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا) [المزمل: 20].
وكلما أصلحَ العبدُ قلبَه، واقتربَ من خالقِه أثرمَ أثره، وأزهرَت ثِمارُه؛ قال الله تعالى: (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) [الكهف: 82].
العملُ الطيبُ المُؤسَّسُ بنيَّةٍ صالحةٍ يجعلُ الأثرَ يزدادُ رُسُوخًا وعُمرًا وقبُولًا؛ قال الله تعالى: (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) [فاطر: 10].
وكلُّ أثرٍ لم يُبنَ على الإيمان، فمصيرُه الزوالُ والاندِثار مهما عظُمَ ونمَا.
الإسلامُ يُرسِّخُ صِناعةَ الأثَر؛ لبِناءِ الحياة، والقيامِ برسالتِها، وليستمرَّ بناؤُها؛ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن قامَت الساعةُ وفي يدِ أحدِكم فسِيلَة، فإن استطاعَ ألا تقومَ حتى يغرِسها فليغرِسها».
هذا الغرسُ الذي يغرِسُه الإنسانُ ولو لم يَجنِ في حياتِه ثمرةً، يُعدُّ أثرًا يبقَى له وللأجيالِ من بعدِه؛ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما مِن مُسلمٍ يغرِسُ غرسًا، أو يزرعُ زرعًا فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلا كان له به صدقة».
ومَن عرفَ أثرَ صناعةِ الأثَر سمَا في آفاقِ الاجتِهاد والتنافُس؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَن سنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً فله أجرُه وأجرُ من عمِلَ بها بعده من غير أن ينقُص من أجورِهم شيءٌ».
المُسلمُ حسنُ الإيمان، صاحبُ السيرة الحسنة هو النموذجُ المُثمِر، حيثما حلَّ نفَع؛ فسلُوكُه قُدوة، وسِيرتُه منارةُ إشعاع.
هذا نبيُّ الله إبراهيم - عليه السلام - يسألُ ربَّه: (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) [الشعراء: 83- 85]، فاستجابَ الله دعاءَه فقال: (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) [الصافات: 108]، فليس أحدٌ يُصلِّي على نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - إلا وهو يُصلِّي على إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -.
وظهورُ أثر المُسلم في حياتِه وبعد مماتِه من عاجلِ بِشارات توفيقِ الله وقبُولِه.
قيلَ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: أرأيتَ الرَّجُل يعملُ العملَ من الخير ويحمدُه، أو يُحبُّه الناسُ عليه؟ قال: «تلك عاجِلُ بُشرى المُؤمن».
ومجالاتُ صِناعة الأثر مُتنوِّعة، وأشكالُه مُتعدِّدة، يختارُ كلُّ فردٍ ما يُلائِمُ إمكاناتِه، وما يتوافَقُ مع قُدراتِه ومواهِبِه، كما كان صحابةُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الذين ترَكُوا أثرًا فاعلًا في شتَّى مجالاتِ الحياةِ؛ في الإصلاح، في القضاء، في الإنفاق، في الجهاد، وفي العلم.
وكلُّ نفعٍ مُتعدٍّ يغرِسُ خيرًا، وتصلُحُ به الحياة يكون أثرًا طيبًا وأجرًا دائمًا؛ كالتعليمِ، والدعوةِ، وقضاءِ الحوائِج، ونُصرة المظلُوم، وأفضلُ العباداتِ أكثرُها نفعًا.
فالعاقِلُ الحَصِيفُ اللَّبيبُ هو الذي يترُكُ أثرًا بعد الرَّحيل؛ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن مما يلحَقُ المُؤمنَ من عملِه وحسناتِه بعد موتِه: علمًا علَّمَه ونشرَه، وولدًا صالِحًا تركَه، ومُصحفًا ورَّثَه، أو مسجِدًا بناه، أو بيتًا لابنِ السَّبيلِ بناه، أو نهرًا أجرَاه، أو صدقةً أخرجَها من مالِه في صحَّتِه وحياتِه يلحَقُه من بعد موتِه».
ومن سِماتِ صانِعِ الأثر: أنه يجعلُ الآخرةَ نُصبَ عينَيه، يبني باطنَه وظاهرَه، ويُزكِّي نفسَه وعملَه، ويُوافِقُ قولُه فعلَه.
ومن سِماتِ صانِعِ الأثر: أن مبادِئَه وقِيمَه راسِخة، وحياتَه مُتوازِنة، ينطلِقُ واثِقًا من نفسِه مُعتزًّا بهويَّته.
والذين يترُكون أثرًا في الناسِ والحياةِ هم الذين يزرعُون المحبَّةَ والأُلفةَ في القلوب.
وفي الحديث: «إذا أحبَّ الله العبدَ نادَى جبريل: إن الله يُحبُّ فُلانًا فأحبِبه، فيُحبُّه جبريلُ، فيُنادِي جبريلُ في أهل السماء: إن الله يُحبُّ فُلانًا فأحِبُّوه، فيُحبُّه أهلُ السماء، ثم يُوضَعُ له القبولُ في الأرض».
يُصبِحُ الإنسانُ مُؤثِّرًا كلما توجَّهَ إلى التخصُّص، وحدَّد الهدفَ؛ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أحبُّ الأعمالِ إلى الله تعالى أدوَمُها وإن قلَّ».
والقرآنُ الكريمُ يحُثُّ على التخصُّص بقولِه: (فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) [التوبة: 122]، وفي قوله: (فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) [الفرقان: 59]، وقوله: (وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) [فاطر: 14].
يكونُ الأثرُ مُؤثِّرا وفاعلًا وباقيًا حين نجعلُ جودةَ الأداءِ دليلًا، وإتقانَ العملِ سبيلًا، والإحسانَ منهجًا؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله كتبَ الإحسانَ على كل شيءٍ».
بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه؛ إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله حمدَ الشاكرين، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له ربُّ العالمين، وأشهدُ أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُ ربِّ العالمين، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِ رسولِ ربِّ العالمين.
أما بعد: فأُوصِيكُم ونفسِي بتقوَى الله.
هناك مَن يصنَعُ أثرًا له برِيقٌ، لكنَّه مجهُولُ الطريق، لا هدفَ من ورائِه يُنشَد، ولا قيمةَ فيه تُؤسَّس، مُحتوًى زائِف، ومبنًى زائِغ، وأفظَعُ مِن هذا أن يُحدِثَ الأثرُ خرابًا، ويُثمِرَ دمارًا، ويُفسِدَ أخلاقًا، (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) [الكهف: 104].
يضِيعُ أثرُ الأثر وقيمَتُه بجُرأة صاحبِه على معاصِي الخلَوات، والجهلِ بالمعاصِي؛ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لأعلَمنَّ أقوامًا من أمَّتِي يأتُون يوم القيامة بحسناتٍ أمثالِ جِبال تِهامة بِيضا، فيجعلُها الله - عزَّ وجل - هباءً منثُورًا». قال ثَوبان: يا رسولَ الله! صِفهم لنا، جلِّهم لنا ألا نكون منهم ونحن لا نعلَم، قال: «أما إنهم إخوانُكم، ومن جِلدتِكم، ويأخُذون من الليل كما تأخُذُون، ولكنَّهم أقوامٌ إذا خلَوا بمحارِمِ الله انتهَكُوها».
وشرُّ صُنَّاع الأثر: أولئك الذين أوصَدُوا على أنفسِهم بابَ الحسنات، وفتَحُوا في سجلَّاتهم سيلًا من السيئات، يمُوتُ صانِعُ الأثر، ويبقَى أثرُه وِزرًا عليه.
قال الله تعالى: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ) [النحل: 25]، وقال: (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ) [العنكبوت: 13].
صانِعُ السوء يضُرُّ مُجتمعَه، ويهتِكُ سِترَ وطنِه، وينتَهِكُ حُرمةَ أمَّته؛ لما يُحدِثُه من إغواءٍ وخِداعٍ وتزيينِ السُّوء، من خلال مواقِع إلكترونية يُزيِّنُ بها الشهوات، أو منصَّاتٍ ينشُرُ منها الشُّبهات، ودعوةٍ للإثمِ والعُدوانِ، أو ترويجٍ للجرائِمِ، أو قنواتٍ مُخِلَّةٍ بالآدابِ والأخلاق.
قال - صلى الله عليه وسلم -: «ومَن دعا إلى ضلالةٍ كان عليه من الإثم مثلُ آثام مَن تبِعَه، لا ينقُصُ ذلك من آثامِهم شيئًا».
ألا وصلُّوا - عبادَ الله - على رسولِ الهُدى؛ فقد أمرَكم الله بذلك في كتابِه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على مُحمدٍ وأزواجِه وذريَّته، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، وبارِك على محمدٍ وأزواجِه وذريَّته، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآل والصحبِ الكرام، وعنَّا معهم بعفوِك وكرمِك ومنِّك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الكفرَ والكافرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداءَ الدين، واجعَل اللهم هذا البلدَ آمِنًا مُطمئنًّا وسائرَ بلاد المُسلمين.
اللهم من أرادَنا وأرادَ الإسلامَ والمُسلمين بسُوءٍ فأشغِله بنفسِه، واجعَل تدبيرَه تدميرَه يا سميعَ الدعاء.
اللهم انصُر دينَك، وكتابَك، وسُنَّةَ نبيِّك، وعبادَك المُؤمنين.
اللهم كُن للمسلمين المُستضعفين في كلِّ مكان، اللهم كُن لهم مُؤيدًا ونصيرًا وظهيرًا، اللهم إنهم جِياعٌ فأطعِمهم، وحُفاةٌ فاحمِلهم، وعُراةٌ فاكسُهم، ومظلُومون فانتصِر لهم، ومظلُومون فانتصِر لهم، ومظلُومون فانتصِر لهم، اللهم سدِّد رميَهم، ووحِّد كلمتَهم، واجمَع كلمتَهم على الحقِّ يا رب العالمين.
اللهم انصُر رِجالَ أمنِنا وجنودَنا المُرابِطين على الثُّغور، اللهم أيِّدهم بتوفيقِك ونصرِك، اللهم سدِّد رميَهم، اللهم احفَظهم في أعراضِهم وأموالِهم وأولادِهم يا رب العالمين، اللهم انصُرهم على عدوِّك وعدوِّهم يا أرحم الراحمين، اللهم احفَظ جنودَنا ورِجالَ أمنِنا في كل مكانٍ يا رب العالمين.
اللهم وفِّق إمامَنا لما تُحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، ووفِّق نائِبَيه لما تُحبُّ وترضَى.
اللهم وفِّق جميعَ وُلاة أمور المُسلمين للعمل بكتابِك، وتحكيم شرعِك يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا نسألك الجنةَ، ونعوذُ بك من النار، اللهم إنا نسألك من الخير كلِّه، عاجِلِه وآجِلِه، ما علِمنا منه وما لم نعلَم، ونعوذُ بك من الشرِّ كلِّه، عاجِلِه وآجِلِه، ما علِمنا وما لم نعلَم.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عِصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي فيها معادُنا، واجعَل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كلِّ شرٍّ يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك فواتِحَ الخيرِ وخواتِمَه وجوامِعَه، وأوَّلَه وآخرَه، وظاهرَه وباطنَه، ونسألُك الدرجاتِ العُلَى من الجنةِ يا ربَّ العالمين.
اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتِك، وتحوُّل عافِيَتك، وفُجاءة نقمتِك، وجميعِ سخطِك يا رب العالمين.
اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدَى لنا، وانصُرنا على مَن بغَى علينا.
اللهم اجعَلنا لك ذاكِرين، لك شاكِرين، لك مُخبِتين، لك أوَّاهِين مُنِيبِين.
اللهم تقبَّل توبَتَنا، واغسِل حَوبَتَنا، وثبِّت حُجَّتَنا، واسلُل سَخيمةَ قُلوبِنا يا رب العالمين.
اللهم ابسُط علينا من بركاتِك ورحمتِك ورزقِك يا رب العالمين.
اللهم ارحَم موتانا، واشفِ مرضانا، وتولَّ أمرَنا يا أرحم الراحمين، اللهم اغفِر لنا ولوالدِينا وللمُسلمين يا أرحم الراحمين.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90].
فاذكُرُوا اللهَ يذكُركُم، واشكُروه على نِعَمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلمُ ما تصنَعون.