الرقيب
كلمة (الرقيب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...
العربية
المؤلف | سلمان بن يحيى المالكي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | العبادات - أركان الإيمان |
كنز عظيم من كنوز الخيراتِ، وباب واسعٌ من أبواب المبرّات، طالما غفل عنه المشمرون، وتهاون به الجفاة البخيلون، بل ربما وصل الحال بكثير من المقتصدين ومن السابقين في الخيرات إلى التقصير فيه، هذا الكنز هو...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له.
وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهَد أنّ نبينا محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعد:
فاتقوا الله -عبادَ الله- حقَّ التقوَى، فمَن اتّقى ربه نجا، ومن أعرض عنه تردّى.
أيّها المسلمون: كنز عظيم من كنوز الخيراتِ، وباب واسعٌ من أبواب المبرّات، طالما غفل عنه المشمرون، وتهاون به الجفاة البخيلون، بل ربما وصل الحال بكثير من المقتصدين ومن السابقين في الخيرات إلى التقصير فيه، هذا الكنز وهذا الباب -عباد الله- هو الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلمَ- فكم فيها من فضائل ؟ وكم عنى بشأنها السابقون الأوائل؟ فلله درها كم صح فيها من أخبار؟ ولله درها! كم افترى فيها على النبي -صلى الله عليه وسلمَ- المختار؟ وما بنا من حاجة إلى الافتراء وحسبنا ما صح عن خير الورى؛ فقد صح عنه فيها من الأخبار ما هو حري بأن يحفزّ كلَّ ذي قلب حي إلى المسارعة في هذا الباب ليحظى عند الله بحسن الثواب والله عنده حسن الثواب، قال البخاري -رحمه الله-: "قال أبو العالية صلاة الله -تعالى-؛ ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء"، وقال ابن عباس: (يصلون) يبركون، أي يباركون، قال ابن كثير في قول الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبي) [الأحزاب: 56] المقصود من هذه الآية: "أن الله -سبحانه وتعالى- أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه وحبيبه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة، وإن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين".
أيها المسلم المبارك: إذا أردت أن يصلي الله عليك عشر صلوات فصل على النبي -صلى الله عليه وسلمَ- واحدة؛ فقد صح عنه أنه قال: "من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشراً " (رواه مسلم).
وإذا أردت أن يصلي الله عليك وملائكتَه سبعين صلاة فصلي على النبي -صلى الله عليه وسلمَ-؛ فعن عبد الله بن عمر بن العاص -رضي الله عنهما- أنه قال: "من صلى على رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- وملائكته سبعين صلاة، فليُقِل من ذلك أو يُكثر" (رواه أحمد).
وإذا أردت أن تصلي عليك الملائكة فأدم الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلمَ-؛ فقد صح عنه أنه قال: "ما من عبد يصلي علي إلا صلت عليه الملائكة ما دام يصلي علي فليقلِ العبد من ذلك أو يكثر".
وإذا أردت أن تُكتب لك عشرُ حسنات، وتُمحى عنك عشرُ سيئات، وتُرفع لك عشر درجات، ويُصلي الله عليك عشراً؛ فصلِ على النبي -صلى الله عليه وسلمَ-؛ فقد صح عنه أنه قال: "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحُط عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات" (رواه أحمد والنسائي)، وفي رواية: "كتب الله له بها عشر حسنات، ومُحى عنه عشر سيئات، ورُفع له عشر درجات، ورُدّ عليه مثلها".
وإذا أردت أن يُكفى همك، ويغفر لك ذنبك، فصلي على النبي -صلى الله عليه وسلمَ-؛ فقد صح عن أبيّ -رَضي الله عنه- أنه قال للنبي -صلى الله عليه وسلمَ-: "إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: "ما شئت" قال: قلت: الربع؟ قال: "ما شئت فإن زدت فهو خير"، قال قلت: الثلث؟ قال: "ما شئت فما زدت فهو خير" قال: قلت: النصف؟ قال: "ما شئت فما زدت خير لك" قال: قلت: الثلثين؟ قال: "ما شئت فما زدت خير لك" قال: قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: "إذاً يكفى همك، ويغفر لك ذنبك" (رواه الترمذي والحاكم).
عباد الله: إن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلمَ- سبب لنيل شفاعته يوم القيامة؛ صح عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: "من صلى علي حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة"، وصحّ عنه أنه قال: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة" (رواه مسلم).
والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلمَ- سبب لعرض اسم المصلي على النبي -صلى الله عليه وسلمَ- فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلمَ- أنه قال: " أكثروا من الصلاة علي، فإن الله وكّل لي ملك عند قبري، فإذا صلى علي رجل من أمتي قال الملك: يا محمد إن فلان ابن فلان صلى عليك الساعة"، وصح عنه أنه قال: "إن لله -تعالى- ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام" (رواه أحمد والنسائي).
كما أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلمَ- طهرة من لغو المجالس؛ فقد صح عنه صلى الله عليه وسلمَ قوله: "ما اجتمع قوم ثم تفرقوا عن غير ذكر الله وصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلمَ- إلا قاموا عن أنتن من جيفة"، و "ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولو يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة (أي نقص وتبعة وحسرة) فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم"، وفي رواية: "ما قعد قوم مقعداً لا يذكرون الله -عز وجل- ويصلون على النبي -صلى الله عليه وسلمَ- إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة للثواب".
والدعاء محجوب لا يُقبل حتى يصلي العبد على نبيه -صلى الله عليه وسلمَ-؛ فقد صح عنه أنه قال: "كل دعاء محجوب حتى يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلمَ-"، وقد أشار عليه الصلاة والسلام إلى أن البخيل من ذكر عنده فلم يصل عليه (كما رواه النسائي والترمذي)، وصح عنه صلوات الله وسلامه عليه قوله: "من نسي الصلاة علي فقد أخطأ طريق الجنة" (رواه بن ماجة).
وصلاة العبد على النبي -صلى الله عليه وسلمَ- تبلغه حيث كان؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ-: "لاَ تَجعَلُوا قَبري عيداً، وصَلُّوا عَلَيَّ، فَإنَّ صَلاَتَكُم تَبلُغُنِي حَيثُ كُنتُم" (رواه أبو داود بإسناد صحيح).
وإن أفضل الأيام صلاة عليه صلى الله عليه وسلمَ هو يوم الجمعة؛ فعن أوس بن أوس قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلمَ-: "إنَّ مِن أفضَلِ أيَّامِكُم الجُمُعَة، فَأكثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاة فيه، فَإنَّ صَلاَتَكُم مَعرُوضَةٌ عَلَي" قال: قالوا: يا رسول الله وكَيفَ تُعرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيكَ وَقد أرَمتَ؟ (صرت رميماً) قال: يقولُ بَلِيت، قال: "إنَّ الله حَرَّمَ عَلَى الأرضِ أجسَادَ الأنبِيَاءِ" (رواه أبو داود بإسناد صحيح).
عباد الله: لقد وردت صيغ كثيرة ثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلمَ- في أداء هذه الصلاة عليه، فمن تلك الصيغ ما صح عنه صلى الله عليه وآله وسلمَ أنه قال: "اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
ومن الصيغ الثابتة أيضا: قوله صلى الله عليه وسلمَ: "اللهم صلِ على محمد النبي -صلى الله عليه وسلمَ- الأمي وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد النبي -صلى الله عليه وسلمَ- الأمي وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد".
ومنها: "اللهم صلِ على محمد عبدك ورسولك كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد عبدك ورسولك وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم".
وأيضا قوله عليه الصلاة والسلام: "اللهم صلِ على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد".
وفي بعض الصيغ الثابتة عنه: "اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد".
قال ابن القيم -رحمة الله عليه: "لا خلاف بين أهل العلم أن لفظه "اللهم" معناها: يا الله، ولهذا لا تستعمل إلا في الطلب يقال: اللهم اغفر لي، أي يا الله اغفر لي، ثم قال: وأصل الصلاة في اللغة يرجع إلى معنيين: أحدهما: الدعاء والتبريك، والثاني: العبادة، وهذا بالنسبة للعباد، أما من الله -جلا وعلا- فقد ذكر البخاري في صحيحه عن أبي العالية -رحمة الله عليه- قال: "صلاة الله على رسوله ثناؤه عليه عند الملائكة" فصلاة الله على نبيه هو ثناؤه عليه وعنايته به، وإظهار شرفه وفضله وحرمته، وصلاة العباد عليه والملائكة هي دعاؤهم له، ثم قال رحمه الله: "وللعلماء في المراد بآل النبي -صلى الله عليه وسلمَ- أقوال فبعض أهل العلم قال: إن آل النبي -صلى الله عليه وسلمَ- هم ذريته وأزواجه خاصة قالوا: والآل والأهل سواء، وآل الرجل وأهله أزواجه وذريته، وقال بعض أهل العلم: آل النبي -صلى الله عليه وسلمَ- هم أتباعه إلى يوم القيامة وأقوم من روى عنه هذا القول جابر بن عبد الله ورجحه الإمام النووي في شرح مسلم.
عباد الله: لقد ذكر الإمام بن القيم -رحمه الله- جملة من الفوائد والثمار الحاصلة بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلمَ-، فقال رحمه الله: "ويكفي في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلمَ- امتثال أمر الله -سبحانه وتعالى- وموافقته سبحانه في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلمَ- وإن اختلفت الصلاتان؛ لأن الله يصلي عليه حيث ذُكر كما قال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) [الأحزاب: 56] صلى الله عليه وسلمَ، ومنها: موافقة ملائكته الكرام -عليهم الصلاة والسلام- في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلمَ-، ومنها: حصول عشر صلوات من الله على من صلى عليه مرة واحدة، ومنها: أنه يرجى إجابة الدعاء إذا قدم الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلمَ- قبل الدعاء، ومنها: أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلمَ- سبب لشفاعته إذا قرنها بسؤال الوسيلة له أو أفردها، وأنها سبب لغفران الذنوب ولكفاية الله العبد ما أهمه، كما أنها سبب لقرب العبد من النبي -صلى الله عليه وسلمَ- يوم القيامة، وأنها تقوم مقام الصدقة لذي العسرة، وأنها سبب لقضاء الحوائج، ومنها: أنها زكاة للمصلي وتطهير له، وأنها تبشير للعبد بالجنة قبل موته، ونجاة له من أهوال يوم القيامة، ومنها: أنها سبب لطيب المجلس وأن لا يعود حسرة على أهليه يوم القيامة، كما أنها سبب لنفي الفقر وأنها تنفي عن العبد اسم البخل إذا صلى عليه عند ذكر اسمه، ومنها: أنها ترمي صاحبها على طريق الجنة، ومنها: أنها تنجي من نتن المجلس الذي لا يُذكر في اسم الله واسم رسوله، وأنها سبب لتمام الكلام الذي ابتدأ بحمد الله والصلاة على رسوله، كما أنها سبب لوفور نور العبد على الصراط، وأنها يخرج بها العبد عن الجفاء، وأنها سبب لإبقاء الله -سبحانه- الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض؛ لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه، والجزاء من جنس العمل، فلابد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك، ومنها: أنها سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه؛ لأن المصلي دعا ربه أن يبارك عليه وعلى آله صلى الله عليه وسلمَ، وهذا الدعاء مستجاب، والجزاء من جنسه، ومنها: أنها سبب لنيل رحمة الله له؛ لأن الرحمة إما بمعنى الصلاة أو من لوازمها وموجباتها، فلابد للمصلي عليه من رحمة تناله، ومنها: أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه فإنه كلما أكثر الصلاة عليه وذكره استولت محبته على قلبه حتى لا يبقى في قلبه معارض لشيء من أوامره، ومنها: أنها سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه لحديث عبد الرحمن بن سمرة الذي رواه عنه سعيد بن المسيب في رؤيا النبي -صلى الله عليه وسلمَ- وفيه: "رأيت رجلاً من أمتي يزحف على الصراط ويحبوا أحياناً ويتعلق أحياناً فجاءته صلاته علي فأقامته على قدميه وأنقذته".
ومنها: أن الصلاة عليه أداء لأقل القليل من حقه مع أن الذي يستحقه لا يحصى علماً ولا قدراً ولا إرادة ولكن الله -سبحانه- لكرمه رضي من عباده باليسير من شكره وأداء حقه، ومنها: أن الصلاة عليه من العبد هي دعاء".
فاللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو التواب الرحيم .
الخطبة الثانية:
الحمد لله معز من أطاعه ووالاه، ومذل من خالف أمره وعصاه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، وصفيه وخليله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
فيا عباد الله: قد ذكر بن القيم في كتابه القيم: "جلاء الأفهام" بعض المواضع التي يحسن بالمسلم ويستحب له فيها صلاته على النبي -صلى الله عليه وسلمَ- -صلى الله عليه وسلمَ-، فمن المواضع التي يستحب الصلاة فيها على النبي -صلى الله عليه وسلمَ- -صلى الله عليه وسلمَ-: الصلاة عليه في آخر التشهد وكذا في التشهد الأول، وعند آخر القنوت، وفي صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية، وفي الخطب والعيدين والاستسقاء، وعند إجابة المؤذن، وعند الإقامة والدعاء، وعند دخول المسجد والخروج منه، وعلى الصفا والمروة، وعند الاجتماع في المجلس وقبل التفرق منه، وعند ذكره صلى الله عليه وسلمَ وحال الوقوف عند قبره، وعند قيام الرجل من نوم الليل، ويوم الجمعة وليلتها، وعند الهم والشدائد وطلب المغفرة، وعند كتابة اسمه وإلقاء الدروس والتعليم والتذكير وكل موطن يُجتمع فيه لذكر الله، إلى غير ذلك مما ذكره رحمه الله.
وبعد -عباد الله-: فقد سمعتم فضائل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، والآثار المترتبة عليها، وسمعتم الصيغ الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلمَ- وبعض المواضع التي يستحب للمسلم الصلاة فيها على نبيه -صلى الله عليه وسلمَ- فاتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، ففيما ورد عنه من الصيغ التي علمناها لنصلي بها عليه غنية عما ابتدعه المبتدعون وغنية عما جد في العصور المتأخرة مما أُدرج فيه شرك بالله -جل وعلا-.
ثم اعلموا -يا عباد الله-: أن آية المحبة: الاتباع: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ) [آل عمران: 31]، فآية محبة لله -جل وعلا- ورسوله -صلى الله عليه وآله وسلمَ- هي: اتباعهما في كل ما يأتي وفي كل ما يذر.
فصلاة ربي وسلامه عليه تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك.