الحافظ
الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...
العربية
المؤلف | شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - السيرة النبوية |
كما أن هذه الحملات الخبيثة تهدف أيضا لصد الناس عن الإسلام، وذلك بعد أن دقت آخر الإحصائيات عن تعداد الداخلين في الإسلام ناقوس الخطر الشديد في أوروبا وأمريكا؛ إذ قالت أن أوروبا ستصبح قارة إسلامية بالكامل سنة 2050، ومن ثم تداعى أعداء الأمة من كل حدب وصوب وعلى اختلاف راياتهم وتنوع مذاهبهم لوضع خطة لمواجهة هذا المد الإسلامي الجارف ..
الحمد لله المرجو لطفه وثوابه، المخوف مكره وعقابه، الذي عمر قلوب أوليائه بروح رجائه حتى ساقهم بلطائف آلائه إلى النزول بفنائه والعدول عن دار بلائه التي هي مستقر أعدائه.
والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وخير البشر، الذي انشق له القمر، وسلم عليه الحجر، بني ما طلعت الشمس على أعظم منه ولا أنور، الذي واساه ربه عز وجل فقال له (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ) [فاطر: 8]، وقال له (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) [القصص: 56]. وحفظه ربه فقال الله: (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) [المائدة: 67]، وكفاه الله فقال له: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ) [الحجر:95].
أما بعد:
أيها المسلمون: فمن الأمور التي اشتدت وتيرتها في الأيام الماضية، والتي أدمت القلوب وأبكت العيون وأحزنت النفوس تلك الحرب الإعلامية الضروس التي يقودها الغرب بكل مؤسساته وهيئاته وآلياته ضد الإسلام كدين والمسلمين كأمة والرسول صلى الله عليه وسلم كقائد وقدوة، وهي الهجمة التي استهدفت كل شعائر الدين وعقائده وسننه وآدابه وأخلاقه وقيمه ومبادئه وعطائه الحضاري والإنساني؛ فالحجاب رمز العفة والطهارة أصبح ظلما وقهرا للمرأة، والدعاة وعلماء الدين الذين هم ورثة الأنبياء أصبحوا جناة ومحرضين، والجهاد في سبيل الله لدفع العدوان وتحرير المقدسات أصبح إرهابا ودموية، والتمسك بالسنة والهدي الظاهر للنبي صلى الله عليه وسلم أصبح تخلفا ورجعية، وتحكيم الشريعة في أمور الحياة أصبح ردة لعصور الظلام والتحجر، والأخلاق والفضائل والآداب الإسلامية قد أصبحت قيودا ضد الحرية والإبداع والتنوير وهكذا حتى أصبح الإسلام في عيون كثير من الذين يجهلون حقيقته، مرادفا للجهل والظلام والتخلف والرجعية والإرهاب والدموية، ولم يقفوا عند خط أحمر في حملاتهم الشرسة حتى وصلت سهام أحقادهم الخبيثة إلى حبيب قلوبنا وقرة عيوننا ومهجة نفوسنا نبينا محمد صلى الله عليه صلاة يرفع بها قدره فوق سهام الحاقدين وسلاماً تسلمه به من كيد الكافرين الحاسدين.
ولكن لماذا كل هذا الهجوم الشرس ؟
فمنذ الحملة القذرة الظالمة التي شنتها الصحف الدنمركية على الرسول صلى الله عليه وسلم سنة 2005، والحملات الخبيثة تتوالى من هنا وهناك في منهجية واضحة المعالم وتعبر عن ترجمة صريحة لموروثات الحقد على الرسول صلى الله عليه وسلم، والكراهية لكل ما جاء به هذا النبي الأكرم صلوات ربي وتسليماته عليه،والحقد على أمته التي قضت على ممالك الشرك والوثنية في كل مكان، ومحاربة الفطرة النقية والاستقامة السوية ونور الهداية الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وشعارهم في ذلك شعار حي بن أخطب الشهير "عداوته والله ما بقيت " .
كما أن هذه الحملات الخبيثة تهدف أيضا لصد الناس عن الإسلام، وذلك بعد أن دقت آخر الإحصائيات عن تعداد الداخلين في الإسلام ناقوس الخطر الشديد في أوروبا وأمريكا؛ إذ قالت أن أوروبا ستصبح قارة إسلامية بالكامل سنة 2050، ومن ثم تداعى أعداء الأمة من كل حدب وصوب وعلى اختلاف راياتهم وتنوع مذاهبهم لوضع خطة لمواجهة هذا المد الإسلامي الجارف وكان أساس هذه الخطة الشريرة تشويه رأس الإسلام وصاحب الرسالة بأحقر وأخطر وأخبث الوسائل.
عباد الله: إن ما أقدم عليه أعداء الإسلام من الهجوم على شخص النبي -صلى الله عليه وسلم- والإساءة إليه، إنما هي إساءة لها سلف من إساءات سابقة على مر التاريخ؛ فهي ليست بدعاً من الجرائم والإساءات.
فأنبياء الله جميعاً قد تعرضوا لحملات من الإساءة والتشنيع من المكذبين والمعاندين؛ فنوح -عليه السلام- قالوا له كما جاء في محكم التنزيل: (مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ) [هود: 27].
وهود -عليه السلام- (إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ...) [هود: 45]، وقالوا: (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً...) [المؤمنين: 38]، وشعيب -عليه السلام- (قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ) [هود:91]، وموسى -عليه السلام- (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ ....) [الزخرف: 52]
أيها المسلمون: وما يتعرض له النبي -صلى الله عليه وسلم- الآن ما هو إلا إمتداد لإساءات وجرائم الأولين من المشركين الذين أفاضوا في ذمه وقدحه والافتراء عليه؛ فقالوا عنه شاعر وكاهن ومجنون وساحر وكاذب، وقالوا يعلمه بشر، وقالوا افترى على الله كذباً، ولم يدعوا نقيصة ولا مذمة إلا أشاعوها عنه؛ وهو صابر محتسب بأبي هو وأمي، يفيض قلبه حزناً وكمداً من افتراءاتهم وأكاذيبهم، ويحزن لإعراضهم عن دعوته وتكذيبهم، حتى واساه ربه عزوجل فقال له: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ) [الحجر:95]. فكانت الآية شفاء ودواء لقلب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعذاباً ونكالاً لكل من سخر بالنبي -صلى الله عليه وسلم- واستهزأ به من أكابر المجرمين، ليس فقط في العهد المكي ولكن على مر العصور.
فيا ترى -عباد الله- من هم المستهزؤن، وكيف كانت مصارعهم؟ أخرج ابن إسحاق في سيرته، والبيهقي في الدلائل، والحاكم وغيرهم عن ابن عباس في قول الله -عز وجل-: (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ) [الحجر:95] قال: "المستهزؤن: الوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث الزهري، والأسود بن المطلب، والحارث بن عنطلة، والعاص بن وائل", ولم يكن هؤلاء الخمسة هم المستهزئون فقط وحدهم، لكن يضاف إليهم أبو لهب، ومالك بن الطلاطلة، وأمية، وأبي بن خلف، وأبو جهل، وأم جميل -امرأة أبي لهب- وولدها عتيبة.
عباد الله: وهؤلاء جميعاً كانت مصارعهم عبرة وعظة للعالمين، واسمع وتدبر وتأمل في مصارعهم واحداً واحداً، وكيف قتلهم جبريل عليه السلام وبأدنى إشارة. فقد قال ابن إسحاق في سيرته عن مصارعهم الواحد تلو الآخر:
"أما الوليد بن المغيرة؛ فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبلاً له، فأصاب أبجله، فقطعها، فظل ينزف حتى هلك.
وأما الأسود بن عبد يغوث -وهو ابن خال رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة-؛ فقد أومأ جبريل عليه السلام إلى رأسه، فضربته الأكلة، فامتخض رأسه قيحاً، وقيل: ضربته ريح السموم فاسود وجهه حتى صار مثل العبد الحبشي، فنفر منه أهله، وطردوه، فهام على وجهه في الصحراء حتى مات عطشاً.
وأما الأسود بن عبد المطلب فكان يتغامز على النبي صلى الله عليه وسلم كلما مر عليه، ويقول لأصحابه كلما رأى المسلمين: قد جاءكم ملوك الأرض ومن يغلب على كنوز كسرى وقيصر ثم يضحكون ويصفرون؛ فكيف كانت نهايته؟ قال ابن إسحاق:
"جلس ذات يوم تحت ظل شجرة، فضرب جبريل وجهه وعينيه بورقة من الشجرة، فجعل يصيح ويستغيث بغلامه، فقال غلامه: ما أرى أحداً يصنع بك شيئاً غير نفسك، وظل يصيح حتى عمى، ولما كان يوم بدر قتل أبناؤه، فمات غماً وكمداً عليهم"
وأما الحارث بن عنطلة، وعنطلة وقيل عيطلة هي أمه، وكان من بني سهم، فلقد كان كثير الاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويتهمه بخداع المسلمين والتغرير بهم. فكيف كانت نهايته، أخرج عبد الرزاق في مصنفه وابن جرير في تاريخه بسند متصل إلى قتادة عن مقسم مولي ابن عباس عنه قوله: "فأشار جبريل -عليه السلام- إلى بطنه، فأكل يوماً سمكاً مملحاً فأصابه عطش شديد؛ فلم يزل يشرب الماء ولا يرتوي حتى انفجر بطنه من كثرة شرب الماء.، وقيل أخذته الذبحة، وقال بعضهم امتخض رأسه قيحا، والقول الأول أرجح
وأما العاص بن وائل السهمي؛ فكان من أكابر المجرمين الذين يحاربون الإسلام، ويستهزئون بالرسول صلى الله عليه وسلم، وكان متكبراً متعاظماً في نفسه؛ فكيف كانت نهاية المتكبر المستهزئ؟ قال ابن إسحاق والبلاذري في أنساب الأشراف: "خرج على بغلته إلى الطائف، فنفرت به إلى شجر ذات شوك، فدخلت شوكة في رجله، فانتفخت رجله حتى صارت كعنق البعير، ثم مات منها"
أما غيرهم من المستهزئين فقد كانت مصارعهم آية وعبرة للعالمين؛ ففي البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود: بينما رسول الله صلى الله وسلم ساجد وحوله ناس من قريش وقد وضعوا سلا جزور على كتفيه؛ فما تحرك حتى جاءت فاطمة ورفعت الأذى عنه، فعندئذ دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم عليك الملأ من قريش، اللهم عليك أبا جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، وأمية بن خلف، فقال ابن مسعود: فقد رأيتهم قتلوا يوم بدر وألقوا في القليب.
وأبو لهب أشد الناس إيذاءاً للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد ضربه الله عز وجل بداء العدسة -وكانت العرب تتشاءم منه-، فتركه أهله حتى مات، وأنتنت جيفته، ولما خاف بنوه المعرة حفروا له حفرة ودفعوه فيها بالعصا ثم رجموا الحفرة بالحجارة حتى ردموها.
وولده عتيبة الذي اشتد في إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "سلط الله عليك كلباً من كلابه"، خرج إلى تجارة الشام، فجاء الأسد وأخذه من بين أصحابه -وهم نيام-، والتهمه التهاماً؛ فجعل يقول وهو في آخر رمق: "ألم أقل لكم إن محمداً أصدق الناس؟"، الآن يا عتيبة وكنت من قبل من المستهزئين الآن وقد عينت الموت وأنت بين فكي الأسد تندم وتأسف ولات حين ما ندم.
وأبو جهل فرعون هذه الأمة وطاغيتها الأشهر والذي كان متعاظما في نفسه متكبرا جاحدا للحق الذي عرفه، وكان يقول عن نفسه أنا أعز من مشي على أرض مكة، يقتله صبيان الإسلام وفتيانه الصغار، وابن قمئة العنيد يحاول قتل الرسول صلى الله عليه وسلم ويضربه بسيفه على عاتقه الشريف وهو يفتخر ويقول: "خذها مني وأنا ابن القمئة" فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال "أقمأك الله أي قطعك الله" فيخرج بعد أحد إلى غنمه بمكة فيشد عليه تيس غنمه وظل ينطحه حتى يرديه من ذروة الجبل فيتقطع إربا إربا، وهل يليق بقدر هذا الكافر المعتدي إلا تيس من التيوس!
وعامر بن الطفيل هو وأربد بن قيس كانا من شياطين الجاهلية والعداوة، سولت لهما شقاوتهما التآمر على اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، فأما أربد بن قيس فأرسل الله عليه صاعقة من السماء أحرقته، وأما عامر بن الطفيل الذي كان يحلم بالأمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم يموت بالطاعون الدبلي الذي يصيب العنق، وينتفخ عنقه مثل البعير ويهلك عبرة وعظة للعالمين، والأمثلة في حياة النبي كثيرة واقتصرنا على أشهرها خشية الإطالة
اللهم أحسن خاتمتنا وعاقبة أمرنا واجعلنا جنداً من جندك يا الله، أقول قولي هذا وستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده، وصلاة وسلاماً على من لا نبي بعده، محمد بن عبدالله، وعلى من والاه، صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
أما بعد:
عباد الله: لا يظن البعض أن عاقبة المستهزئين والساخرين من النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت قاصرة في العهد النبوي فحسب؛ كلا -والله-، بل هي سنة ماضية، وحكم إلهي وقضاء سماوي إلى يوم الدين، أن كل من تعرض للجانب المحمدي؛ صار عبرة للأولين والآخرين، ونكالاً للمجرمين إلى يوم الدين.
فقد أخرج ابن حجر في الدرر الكامنة من أعيان القرون الثامنة خبرا تشيب له نواصي الكافرين، وتنشرح له صدور المؤمنين؛ إذ ذكر أن أحد الوعاظ النصارى دخل بلاد المغول في سنة 774 هجرية، وأراد أن ينشر النصرانية بينهم بعد أن بدأ الإسلام ينتشر في صفوف المغول، فأخذ في مهاجمة الإسلام ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، وكان هناك كلب حراسة لأحد الأمراء مربوطا، فهم الكلب بالفتك به، ولكن الحراس منعوا الكلب، فقيل للمنصر: هذا بقولك في الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فأجاب المنصر -بكل غطرسة وعتو- ليس هذا كما تظنون ولكنه كلب عزيز لما رآني أشير بيدي ظن أنني أريد أن أهاجمه، وحتى يدلل لهم على صدق ما قاله لهم أعاد الشتم والسب للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فما كان من الكلب إلا أن قلع قيوده الحديدية، ثم انقض على المنصر، وقتله في الحال، فأسلم الحاضرون من فورهم هم وأهليهم، وكانوا زيادة عن أربعين ألفاً، وصدق من قال: (إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ) [التوبة: 40].
نعم -والله- وللكافرين أمثالها، وللمستهزئين عبر العصور كذلك؛ فكل من تعرض للجناب المحمدي صار للعالمين عبرة وآية، وانظروا ما جري للمرتد سلمان رشدي، وكيف يعيش مذعوراً مثل الفأر الجبان، يعيش في سجن منزله بلندن تحت حراسة مشددة من مئات الحراس الذين عينتهم الحكومة البريطانية حماية ومكافأة له؛ لإساءته للنبي -صلى الله عليه وسلم- وتهجمه عليه.
يعيش وحيداً لا يسمح له بالخروج منذ سنة 1989، لا يتمتع بأي من متع الدنيا التي ظن أن بإساءته للنبي -صلى الله عليه وسلم-، سينال منها ما يفوق الخيال.
ثم انظروا إلى الرسام الدانمركي المجرم الذي تجرأ برسوماته الشريرة، وسخر من النبي -صلى الله عليه وسلم-، كيف يتنقل من مكان لآخر، وقد رفض أصحاب البيوت والعقارات وحتى الفنادق أن يستقبلوه، يعيش شريداً طريداً فريداً، يعض بنان الندم على ما جلبته عليه أنامله، قطعها الله من رسوم مسيئة، ومازالت سنة الله -عز و جل- في الانتقام لنبيه -صلى الله عليه وسلم- ممن أساء له قائمة دائمة إلى يوم الدين، فهي كفاية ووقاية وعناية مالها من نهاية.
اللهم إنا نسألك أن تنتقم من أعدائك وتنصر أولياءك، وأن ترينا في كل من استهزئ بحبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ما تشفي به صدورنا، وتذهب به عنا غيظ قلوبنا، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
وأقم الصلاة، إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا.