الباسط
كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...
العربية
المؤلف | عبد الله بن محمد الخليفي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المهلكات - أركان الإيمان |
اعلموا: أن النفاق في اللغة، هو: جنس المخدع والمكر، وإظهار الخير، وإبطان الشر. وهو في الشرع، ينقسم إلى قسمين: أحدهما: النفاق الأكبر، وهو: أن يظهر الإنسان الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر؛ ويبطن ما يناقض ذلك كله، أو بعضه. وهذا هو النفاق الذي كان على...
الخطبة الأولى:
الحمد لله عالم الغيب والشهادة، خالق الخلق، وغافر الذنب، شديد العقاب، أحمده على نعمه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك، نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون: اتقوا الله -تعالى-، واعلموا: أن النفاق في اللغة، هو: جنس المخدع والمكر، وإظهار الخير، وإبطان الشر.
وهو في الشرع، ينقسم إلى قسمين:
أحدهما: النفاق الأكبر، وهو: أن يظهر الإنسان الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر؛ ويبطن ما يناقض ذلك كله، أو بعضه.
وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونزل القرآن بذم أهله، وتكفيرهم، وأخبر أن أهله في الدرك الأسفل من النار.
والثاني: النفاق الأصغر، وهو نفاق العمل، وهو أن يظهر الإنسان علانية صالحة، ويبطن ما يخالف ذلك.
وأصول هذا النفاق، يرجع إلى الخصال المذكورة في حديث عبدالله بن عمرو عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أربع من كن فيه كان منافقا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر"[رواه البخاري ومسلم].
فالكذب من خصال النفاق، وهو محرم بين المسلمين.
وفي الحديث: "كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت به كاذب".
وكذلك: الوعد الكاذب من خصال النفاق.
وفي الحديث: "إياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار".
والثالث من خصال النفاق: "إذا خاصم فجر".
والمراد ب"الفجور" أن يخرج عن الحق عمدا، حتى يصير الحق باطلا، والباطل حقا.
والرابع من خصال النفاق: "إذا عاهد غدر" ولم يف بالعهد.
وقد أمر الله -تعالى- في كتابه العزيز بالوفاء بالعهد، حيث قال: (وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)[الإسراء:34].
وفي الحديث الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لكل غادر لواء يوم القيامة يعفر به".
ومن خصال النفاق: الخيانة في الأمانة.
وفي الحديث: يؤتى بصاحب الأمانة، فيقال له: "أد أمانتك، فيقول: من أين يا رب وقد ذهبت الدنيا؟ فيقول: اذهبوا به إلى الهاوية، فيهوى به حتى ينتهي إلى قعرها، فيجدها هناك كهيئتها، فيضعها على عنقه، فيصعد بها في نار جهنم، حتى إذا رأى أنه قد خرج منها ذَلَّتْ فَهَوَتْ، وَهَوَى فِي أَثَرِهَا أَبَدَ الآبِدِينَ".
قال :"والأمانة في الصلاة، والأمانة في الصوم، والأمانة في الحديث، وأشد من ذلك الودائع".
(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا * لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)[الأحزاب: 72- 73].
أستغفر الله لي ولكم ولجميع والمسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.