الفتاح
كلمة (الفتّاح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من الفعل...
العربية
المؤلف | خالد بن علي أبا الخيل |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التوحيد |
ومما يدل على خطر الشِّرك وعِظمه: اجتماع الرُّسل من أولهم إلى آخرهم بالنهي عنه، فكما أنهم يأمرون بالتوحيد، فكذلك ينهون عن الشِّرك قبل أن ينهوا عن أي عملٍ من الأعمال، وأي منهيٍّ من المنهيات، كما قال الله -عزَّ وجلَّ- عنهم لخصوصهم, (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) [المؤمنون:32]، وكما قال الله عنهم: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ)...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله القدوس السلام، وأشهد أن لا إله إلا الله، القائل في كتابه: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَام) [إبراهيم:35], وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله حذَّر من الشِّرك، وأنذر حتى أتاه الحُمام, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه الكرام.
أما بعد:
عباد الله: فاتقوا الملك القدوس السلام تفوزوا بدار السلام، وتدخلوا الجنة بسلام.
أيها المسلمون: إن الله -جلَّ وعلا- حرَّم الشِّرك قليله وكثيره، وجعله من أعظم الموبقات، وأشد المنهيات.
والشِّرك: هو مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله, وهو اتخاذ النِّد للرحمن, أيًّا كان من حجرٍ ومن إنسان يدعوه أو يرجوه ثم يخافه ويُحبه كمحبة الديان.
فالشرك: عبادة غير الله، وصرف العبادة لغير الله، وهو نوعان: شركٌ أكبر؛ به خلود النار إذ لا يُغفر, وهو اتخاذ العبد غيــــر الله ندّا به مساويّا مضــــاهيا. والثاني: شركٌ أصغر وهو الرياء, كما فسَّره به ختام الأنبيـــاء.
إذا عرفنا -عباد الله- الشِّرك وأقسامه، فإن سيئة الشِّرك سيئةٌ عظيمة، بل هو أعظم الموبقات على الإطلاق, وأكبر الجرائم والآثام بالاتفاق، تظهر مفاسد الشِّرك وعظمة خطره وشرِّه من أمور.
فمما يدل على عظمة الشِّرك: أن الشِّرك أول المنهيات على الإطلاق, (وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ) [الفرقان:68], وفي الصحيحين عن ابن مسعودٍ قال: أن النبي -عليه الصلاة والسلام- سُئل أي الذنب أعظم؟ قال: "أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا, وَهُوَ خَلَقَكَ". فسيئة الشِّرك أعظم من سيئة الزنا، والقتل والسرقة وسائر الذنوب والمعاصي.
ومما يدل على عظمة الشِّرك: أنه أعظم المنهيات على الإطلاق، فقد صدَّر الله -عزَّ وجلَّ- أعظم المنهيات في كلامه الكريم، في قوله: (فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُون) [البقرة:22].
ومما يدل على عظمة الشِّرك وخطره وجُرمه: أن صاحبه مُخلَّدٌ في النار إن مات على ذلك فهو مُخلَّدٌ في النار أبد الآبدين، ودهر الداهرين, كما قال رب العالمين: (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُون) [التوبة:17], وربنا يقول: (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لاَّ يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا) [الأحزاب:64-65]. فصاحب الشِّرك إذا مات على شِركه فهو مُخلَّدٌ بالنار -أعاذني الله وإياكم من النار-.
ومما يدل على عظمة الشِّرك: أن الله لا يغفره وما سواه تحت المشيئة، فقد قال في موضعين -سبحانه- وبحمده: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) [النساء:48]، وفي الآية الأخرى (وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا) [النساء:116].
فصاحب الشِّرك إذا مات على شِركه، ودعائه لغير الله، وسؤاله لغير الله، والاستغاثة بغير الله، وندائه لغير الله، وذبحه لغير الله، ونذره لغير الله؛ فإن الله لا يغفر ذنبه ولا جُرمه، وأما سائر المعاصي فهي تحت المشيئة.
ومن يمت ولم يتب من الخطأ | فأمره مفوضٌ لذي العطا |
فإن يشأ يعفُ وإن يشأ انتقم | وإن يشأ يُعطى ويُجزل النِّعم |
ومن مفاسد الشِّرك وخطره: أنه مُحبطٌ لجميع الأعمال، فالشرك يُحبط جميع الأعمال الصالحة (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا) [الفرقان:23], وقال -سبحانه- في حق الأنبياء ونبينا -وحاشاهم أن يشركوا بالله-: (وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُون) (الأنعام:88) (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) [الزُّمَر:65], فالشرك يُحبط جميع الأعمال، ولا يدع منها عملًا صالحًا, نسأل الله السلامة والعافية.
ومما يدل على خطر الشِّرك وعظمه: أنه إذا دخل في العبادة أفسدها، فالإنسان إذا كان مسلمًا موحدًا، ثم -نسأل السلامة والعافية- ارتد عن دين الله أو دعا غير الله، أو سأل غير الله، أو أشرك بغير الله -عزَّ وجلَّ-، صرف العبادة لغير الله -عزَّ وجلَّ-، وصرفُ بعضها لغير الله شركٌ وذاك أقبح المناهي، فإن أعماله السابقة حابطة, (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) [الزُّمَر:65]، (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا) [الفرقان:23], ولاحظ (مِنْ عَمَل) نكرة، (ومن) من صيغ العموم ليشمل جميع الأنواع والأشكال من الأعمال.
ومما يدل على عظم الشرك وخطره: أن العبادة لا تُسمى عبادة مع الشِّرك فمتى وجِد الشِّرك بالله فإن العبادة لا تُسمى عبادة، فلا صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا حج ولا صدقة ولا غير ذلك من الأعمال مادام الأصل فاسدًا، فلا تُسمى العبادة عبادة إلا مع التوحيد، ومع الشِّرك فإنها لا تُسمى عبادة كالوضوء للصلاة، فمن توضأ للصلاة وخرج منه حدثٌ من نواقض الوضوء هل تُسمى صلاته صلاة؟ لا تُسمى صلاته صلاة، ولو صلى من طلوع الفجر إلى غروبها بركوعها، وسجودها، وخشوعها، وأركانها وسُننها وواجباتها, إلا أنه افتقد الطهارة فلا تُسمى صلاة، فكذلكم الشِّرك إذا دخل في العبادة، فإنها لا تُسمى عبادة فهذا حدثٌ أكبر، وذاك حدثٌ أصغر.
ومما يدل على عظم الشِّرك وخطره: أن صاحبه الجنة عليه حرام، ومأواه النار, (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ) [المائدة:72], فالجنة عليه حرام ومأواه النار -عياذًا بالله-.
ومما يدل على خطر الشِّرك وعِظمه: اجتماع الرُّسل من أولهم إلى آخرهم بالنهي عنه، فكما أنهم يأمرون بالتوحيد، فكذلك ينهون عن الشِّرك قبل أن ينهوا عن أي عملٍ من الأعمال، وأي منهيٍّ من المنهيات، كما قال الله -عزَّ وجلَّ- عنهم لخصوصهم, (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) [المؤمنون:32]، وكما قال الله عنهم: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) [النحل:36]، وكما قال -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُون) [الأنبياء:25].
ومما يدل على عظمة الشِّرك: أن الله لا يرضاه، ولا يُحبه، ولا يقبله, (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ) [آل عمران:85], ولا يرضاه لعباده، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يُحبه -سبحانه-؛ ولهذا جاء في الصحيح: "إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاث أَنْ تَعْبُدُوهُ, وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا".
فالشرك -عباد الله- لا يرضاه الله لعباده، وإنما يرضى لهم الإسلام وهو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله.
قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، الحمد لله على نعمة الإسلام، ونعوذ بالله من الشِّرك وجميع الآثام.
ومما يدل على خطر الشِّرك وعِظمه -أيها المسلمون-: أن الشرك أظلم الظلم، وأضل الظلال, قال -سبحانه-: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ) [الأنعام:82], أي: لم يخلطوا إيمانهم توحيدهم (بِظُلْمٍ) بشركٍ (أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُون) [الأنعام:82], وقال -سبحانه-: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم) [لقمان:13], وقال -سبحانه-: (وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِين) [يونس:106].
فالشرك أعظم الظلم، وأضل الضلال، ولماذا سُمي الشِّرك ظلمًا؟؛ لأن الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، فمن صرف العبادة لغير الله فقد أشرك بالله وصرفها لغير مستحقها وهو الله -عزَّ وجلَّ-, (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) [الجن:18].
فالشرك ضلالٌ مبين، وصاحبه عقله سخيف, (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ) [الأحقاف:5].
ومما يدل على عظمة الشِّرك وخطره ومفاسده وشره: أنه أعظم الموبقات، وأكبر المهلكات, كما في الصحيحين من حديث أبي بكرة أن النبي قال: "أكبر الكبائر الشِّرك بالله -عزَّ وجلَّ-", ولهذا أمرنا نبينا أن نجتنبه، وأن نبتعد عنه، فقال كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ.. ومنها: "الشِّرْكُ بِاللَّهِ", بل هو أعظم المنهيات (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا) [النساء:36].
ولماذا أمرنا الله باجتناب الشِّرك كما في قوله: (وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) [النحل:36], وفي قول رسوله: "اجْتَنِبُوا"؟ للبُعد عن وسائله وذرائعه وما يُقرِّب حوله، فإن الإنسان يترك الشِّرك ويبتعد عنه ويذر أهله، فالبراءة من الشِّرك وأهله وعدم قربانه.
ومما يدل على عظمة الشِّرك وأنه ضلالٌ مُبين: أن الشِّرك ناقضٌ للتوحيد، نحن نعلم جيدًا –عباد الله- أن كل عبادةٍ من العبادات سواءً الصلاة أو الصيام أو الحج أو غير ذلك لها نواقض، ولها مفسدات، وهو ما يُسميه العلماء نواقض أو مفسدات أو مبطلات الصلاة أو الصيام أو الحج، فكذلكم -عباد الله- التوحيد له نواقض، وله مُفسدات، له مبطلات، فأعظم ما ينقض التوحيد ويفسده هو الشِّرك بالله على رأسها عبادة غير الله، والكفر بالله -نسأل الله السلامة والعافية-.
ونواقض التوحيد معروفة مشهورة، وقد ذكر الإمام المجدد إمام الدعوة محمد بن عبد الله مما أجمع عليه العلماء عشرة نواقض كما هي معروفة، وصدَّرها بقوله: "الأول الشِّرك بالله (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) [النساء:48], ومنه الذبح والنذر وغير ذلك -نسأل الله السلامة والعافية-.
ومما يدل على عِظم الشِّرك وخطره: أنه لا يصح معه شيءٌ من العبادات؛ فلا يصح عبادة كما أنه إذا دخل الشِّرك في العبادة أفسدها كما أسلفنا، فكذلكم لا يصح معه شيءٌ من العبادات؛ ولهذا من القواعد التي أسلفناها في الخطبة الماضية وها هي نُكررها مرةً ثانية أن التوحيد يصح معه كل شيء، وأن الشِّرك لا يصح معه شيء.
ومما يدل على خطر الشِّرك وعظمه: أنه لا يتحقق الإيمان بالله إلا بترك الشرك بالله، كما قال الله -جلَّ في عُلاه-: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ) [البقرة:265].
لماذا عباد الله؟؛ لأن العبد قد يؤمن بالله، ولكنه لا يكفر بغير الله, ولهذا جاء في مسلم أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاّ الله، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ الله، حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ. وَحِسَابُهُ عَلَى الله -عزَّ وجلَّ-", فلا يصح الإيمان إلا بالكفر بالطاغوت، فلا إيمان إلا بالكفر بالطاغوت، ولا كفر بالطاغوت إلا بالإيمان بالله وحده لا شريك له.
فهذه -أيها الإخوة- بعض مفاسد الشِّرك وضلالاته، وخطره، وعظم شره، فعلينا -عباد الله- أن نحرص على معرفته ومعرفة أقسامه؛ حتى لا نقع فيه ونحن لا نشعر, لهذا كان من فقه حذيفة بن اليمان أنه كما قال: كان أصحاب رسول الله -عليه الصلاة والسلام- يسألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشَّر مخافة أن أقع فيه.
عرفت الشَّر لا للشر لكن لتوقيه | ومن لا يعرف الشَّر من الشَّر يقع فيه |
فلهذا -عباد الله- لماذا الإنسان قد ينغمس أو يصل إلى الشِّرك ويضعف توحيده، ويقل إيمانه، وربما أشرك بالله - وجلَّ-؟؛ لأنه لا يعرف الشِّرك، فيجب علينا أن نعرف الشِّرك ومفاسده وأقسامه؛ حتى لا نقع فيه ونجتنبه ونُحذر منه، ونُنذر منه.
ذلكم -عباد الله- أن الإنسان إذا لقي ربه مؤمنًا بالله موحدًا بالله، فهو على جناح سلامة، وهو على فوزٍ وسعادة، لكن المصيبة العظمى، والعقوبة الكبرى أن يموت الإنسان على الشِّرك الأكبر -نسأل الله السلامة والعافية-.
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه, فقال -عز من قائل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].