التواب
التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...
العربية
المؤلف | خالد بن سعود الحليبي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المهلكات - المعاملات |
حين تضعف الديانة تضمحل الأمانة، وتظهر الخيانة، وتُباع الذمم، وتسترخص أرواح الناس، وتستباح حقوقهم، وينتج عن ذلك فساد الأحوال، وتأخر العمران، وتقهقر الحضارة؛ إذ يسود الجهل والغش، ويضمر العلم والنصح، وذلك من أمارات الساعة. وإذا كانت الخيانة، وعدم أداء الأمانة تضر ضررًا بالغًا في الحقوق الخاصة، فكيف إذا كان انعدام الأمانة، والتلطخ بالخيانة يصل إلى الأمور العامة التي يتأثر بها الجمع الكثير من الناس؟!
الخطبة الأولى:
الحمد لله العليم الحكيم؛ يبتلي عباده بالسراء والضراء؛ ليظهر الشكور من الكفور، والصبور من الجزوع (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء: 35]، نحمده على ما منحنا وما منعنا، ونحمده على ما ابتلانا وما وقانا؛ فهو المحمود في كل الأحوال، فالخير بيديه، والشر ليس إليه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ عظيم في ربوبيته وألوهيته، حكيم في أفعاله وأقداره، لا يقضي قضاء للمؤمنين إلا كان خيرًا لهم، ولا يعذب عباده إلا بما كسبت أيديهم (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشُّورى: 30].
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وأمينه على وحيه، والناصح لعباده، لا خير إلا دلَّ الأمة عليه، ولا شرَّ إلا حذرها منه، تركنا على بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه؛ كانوا بالحق قائمين، وللقسط مقيمين، وللظلم دافعين، الأنصار منهم والمهاجرين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعرفوا حقه عليكم؛ فإنه -سبحانه وتعالى- خلقكم ورزقكم وهداكم وعلمكم (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ الله يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [فاطر:3].
أيها الناس: حين تضعف الديانة تضمحل الأمانة، وتظهر الخيانة، وتُباع الذمم، وتسترخص أرواح الناس، وتستباح حقوقهم، وينتج عن ذلك فساد الأحوال، وتأخر العمران، وتقهقر الحضارة؛ إذ يسود الجهل والغش، ويضمر العلم والنصح، وذلك من أمارات الساعة.
وإذا كانت الخيانة، وعدم أداء الأمانة تضر ضررًا بالغًا في الحقوق الخاصة، فكيف إذا كان انعدام الأمانة، والتلطخ بالخيانة يصل إلى الأمور العامة التي يتأثر بها الجمع الكثير من الناس؟!
عباد الله.. لقد حثَّ الله -تعالى- على الأمانة آمرًا بالعدل؛ وكأنهما صنوان، كما أن الخيانة والظلم أخوان؛ (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالعَدْلِ) [النساء: 58]، بل جعل الله -عز وجل- أداء الأمانة من أجلّ أوصاف المؤمنين المصلين (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) [المؤمنون: 8].
وحذّر –سبحانه- المؤمنين من الخيانة، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الأنفال:27]، وقال -عز من قائل-: (إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الخَائِنِينَ) [الأنفال: 58]، وقال أيضًا: (وَأَنَّ اللهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الخَائِنِينَ) [يوسف: 52]، وتعوذ النبي -صلى الله عليه وسلم- من الخيانة فقال: "وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة" (رواه أبو داود وحسنه الألباني).
وجاء في الحديث نفي الإيمان عن الخائن؛ لأن الإيمان يدعو صاحبه للأمانة، وينهاه عن الخيانة قال أَنَسٌ -رضي الله عنه-: "ما خَطَبَنَا نبي الله -صلى الله عليه وسلم- إِلاَّ قال: "لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ له" (رواه أحمد وابن حبان وصححه الألباني).
وفي حديث أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اشْتَرَى رَجُلٌ من رَجُلٍ عَقَارًا له فَوَجَدَ الرَّجُلُ الذي اشْتَرَى الْعَقَارَ في عَقَارِهِ جَرَّةً فيها ذَهَبٌ فقال له الذي اشْتَرَى الْعَقَارَ: خُذْ ذَهَبَكَ مِنِّي إنما اشْتَرَيْتُ مِنْكَ الْأَرْضَ ولم أَبْتَعْ مِنْكَ الذَّهَبَ، فقال الذي شَرَى الْأَرْضَ: إنما بِعْتُكَ الْأَرْضَ وما فيها، قال: فَتَحَاكَمَا إلى رَجُلٍ فقال الذي تَحَاكَمَا إليه: أَلَكُمَا وَلَدٌ؟ فقال أَحَدُهُمَا: لي غُلَامٌ، وقال الْآخَرُ: لي جَارِيَةٌ قال: أَنْكِحُوا الْغُلَامَ الْجَارِيَةَ وَأَنْفِقُوا على أَنْفُسِكُمَا منه وَتَصَدَّقَا" (رواه الشيخان).
وفي حديث آخر عن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلاً من بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ فقال: ائْتِنِي بِالشُّهَدَاءِ أُشْهِدُهُمْ، فقال: كَفَى بِالله شَهِيدًا، قال: فَأْتِنِي بِالْكَفِيلِ، قال: كَفَى بِالله كَفِيلاً، قال: صَدَقْتَ، فَدَفَعَهَا إليه إلى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَخَرَجَ في الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهَا يَقْدَمُ عليه لِلْأَجَلِ الذي أَجَّلَهُ فلم يَجِدْ مَرْكَبًا فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا فَأَدْخَلَ فيها أَلْفَ دِينَارٍ وَصَحِيفَةً منه إلى صَاحِبِهِ، ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا ثُمَّ أتى بها إلى الْبَحْرِ.
فقال: اللهم إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كنت تَسَلَّفْتُ فُلَانًا أَلْفَ دِينَارٍ فَسَأَلَنِي كَفِيلاً فقلت كَفَى بِالله كَفِيلاً فَرَضِيَ بِكَ، وَسَأَلَنِي شَهِيدًا، فقلت: كَفَى بِالله شَهِيدًا فَرَضِيَ بِكَ، وَأَنِّي جَهَدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إليه الذي له فلم أَقْدِرْ، وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهَا، فَرَمَى بها في الْبَحْرِ حتى وَلَجَتْ فيه، ثُمَّ انْصَرَفَ وهو في ذلك يَلْتَمِسُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إلى بَلَدِهِ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ الذي أَسْلَفَهُ يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا قد جاء بِمَالِهِ فإذا بِالْخَشَبَةِ التي فيها الْمَالُ فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا فلما نَشَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ وَالصَّحِيفَةَ.
ثُمَّ قَدِمَ الذي كان أَسْلَفَهُ فَأَتَى بِالْأَلْفِ دِينَارٍ، فقال: والله ما زِلْتُ جَاهِدًا في طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ فما وَجَدْتُ مَرْكَبًا قبل الذي أَتَيْتُ فيه، قال: هل كُنْتَ بَعَثْتَ إلي بِشَيْءٍ، قال: أُخْبِرُكَ أَنِّي لم أَجِدْ مَرْكَبًا قبل الذي جِئْتُ فيه، قال: فإن الله قد أَدَّى عَنْكَ الذي بَعَثْتَ في الْخَشَبَةِ فَانْصَرِفْ بِالْأَلْفِ دينار رَاشِدًا" (رواه البخاري).
وفي صدر هذه الأمة نماذج مضيئة لمتانة الديانة، وأداء الأمانة، والبعد عن الخيانة، وفي خَلَفها ثلة منهم؛ فالخير لا يزال في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- تولوا ولايات كانت الأموال العظيمة تحت تصرفهم، وفي متناول أيديهم فما أخذوا شيئًا ليس لهم، ولا بخسوا الناس حقًّا هو لهم.
وجيء بكنوز كسرى لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فعجب عمر والمسلمون من كثرتها وتنوعها، وبُهروا بها، فقال - عمر رضي الله عنه -: "إن قومًا أدَّوا هذا لأمناء! فقال له عليّ -رضي الله عنه-: إنك عفَفْتَ فعفَّت رعيتُك ولو رتعتَ لرتعت".
وولي عياض بن غَنْمٍ -رضي الله عنه- ولاية في الشام لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلما تولى قدم عليه نفر من أهل بيته يطلبون صلته ومعروفه، فلقيهم بالبِشر فأنزلهم وأكرمهم فأقاموا أيامًا ثم سألوه في الصلة، وأخبروه بما تكلفوا من السفر إليه؛ رجاء معروفه، فأعطى كل رجل منهم عشرة دنانير -وكانوا خمسة- فردوها وتسخطوا ونالوا منه.
فقال: "أي بني عم، والله ما أُنكر قرابتكم ولا حقكم ولا بُعد شُقتكم، ولكن والله ما خلصت إلى ما وصلتكم به إلا ببيع خادمي، وبيع ما لا غنى لي عنه فاعذروني، قالوا: الله، ما عذرك، الله، إنك والي نصف الشام وتعطي الرجل منا ما جُهده أن يبلغه إلى أهله!! فقال: فتأمروني أن أسرق مال الله، فو الله لأن أُشق بالمنشار أو وأُبرى كما يُبرى السَّفَن أحب إليَّ من أن أخون فلسًا أو أتعدى وأحمل على مسلم ظلمًا أو على معاهد" (رواه ابن الجوزي وابن عساكر).
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) [الأحزاب: 23].
بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما فيه من البيان، أقول هذا القول، وأستغفر الله الجليل الكريم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله -تعالى- وأطيعوه، والزموا الأمانة فإنها عنوان الديانة، ودليل الإيمان، وهي سبيل إصلاح أحوال الأفراد والمجتمعات.
وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذهاب الأمانة في آخر الزمان في حديث حذيفة -رضي الله عنه- وجاء فيه: "فَيُصْبِحُ الناس يَتَبَايَعُونَ لَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ حتى يُقَالَ: إِنَّ في بَنِي فُلَانٍ رَجُلاً أَمِينًا" (رواه الشيخان).
وسأله -عليه الصلاة والسلام- رجل عن وقت الساعة فأجابه قائلاً: "فَإِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ" قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: "إِذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ" (رواه البخاري). وقال ابْن مَسْعُود -رضي الله عنه-: "أول ما تفقدون من دينكم الأمانة".
فماذا نقول في هذا الزمن ونحن نرى تضييع الأمانة، وقلة المراقبة الربانية، وضعف المحاسبة الذاتية، وهذا هو السبب الأعظم في تخلف بلاد المسلمين وتقهقرها، حين فشا الظلم، وضُيعت الأمانة، وانتشرت بسبب ذلك الأخلاق الرديئة من الرشوة والغش، والتدليس والتزوير والكذب والمطل في قائمة طويلة، سببت أمراضًا اجتماعية وحضارية في أمة الإسلام أعاقت نهوضها، ومكّنت اللصوص من نهبها. كما من أسباب تقدم الغرب الكتابي، والشرق الوثني: أداء الأمانة، وشدة المحاسبة على الإخلال بها؛ حتى صارت طبعًا لأهلها يتخلقونه وإن لم يحتسبوا الأجر الأخروي فيه.
وحين تُضَيَّع الأمانات ينتج عن الحوادث الكونية الاعتيادية كوارث ضخمة تخلف وراءها قتلى وجرحى ومصائب جسيمة، وتُهدر بسببها أموال عظيمة، وإلا من كان يظن أن أمطارًا اعتيادية تغرق أحياء كاملة، وتُهلك بشرًا كثيرًا، وتتلف مالاً عظيمًا، لولا الجشع والطمع والفساد ممن يؤتمنون على هذه المشروعات فلم يراعوا أمانتهم، وخانوا وطنهم، فأخذوا الأموال الطائلة من الدولة لخدمة الناس، وسلموا المشروعات الهزيلة التي تهلك الحرث والنسل.
إن ما يقع من حولنا ليس ريحًا عاتية، ولا إعصار مدمرًا، ولا فيضانًا مغرقًا، ولا مدًّا بحريًا لا يرده شيء، ولكنه غيث مبارك امتد ساعات ففضح أهل الإهمال والخيانة.
ألا وإن من أعظم أسباب تفشي هذا الفساد المالي والإداري في بلاد المسلمين قلة الاحتساب على المقاولين، والإداريين في المؤسسات الخدمية بالنصيحة والتذكير، كما يُحتسب في سائر المنكرات الأخرى، وليس ما يقع على الناس من ضرر في ضرورات حياتهم بأقل مما يقع عليهم من ضرر في أخلاقهم وأفكارهم؛ لأن العبد لا يتأتى له القيام بالعبودية الحقة لله -تعالى- إلا عند تحصيله لضرورات العيش الكريم، وإلا كانت الأخلاق الرذيلة، والمصائب العظيم، وقى الله بلادنا الطيبة من كل مكروه، ودفع عنها الأذى وسائر بلاد المسلمين.
اللهم انصر الإسلام وأهله، واخذل الكفر وأهله، واحم المسجد الأقصى الشريف من أيدي أعدائه، وكن عونًا لأهله على طرد البغاة المعتدين من أكنافه، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في كل مكان. اللهم آمنا في أوطاننا، واحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وبارك لنا في دنيانا التي فيها معاشنا، وآخرتنا التي إليها معادنا.
اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه، وارزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الخير وتدله عليه، واجعله حربًا على أعدائك، سلمًا لأوليائك، ووفقه إلى ما تحبه وترضاه، إنك جواد كريم. ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم على الخلفاء الأربعة الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن بقية الآل والصحب أجمعين.