القهار
كلمة (القهّار) في اللغة صيغة مبالغة من القهر، ومعناه الإجبار،...
العربية
المؤلف | عبدالله بن عبده نعمان العواضي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الحياة الآخرة |
زيارة قبره للدعاء له، وزيارة القبور من الأعمال الصالحة المهجورة التي لا يعرفها كثير من الناس؛ إلا عند إدخال ميت جديد، بخلاف زيارة الحدائق والمتنزهات التي قد تزار في الأسبوع مرات عدة؛ ولذلك تبقى المتنزهات مزدحمة بالزائرين، وزيارتها لإدخال السرور على النفس، أفما يكون هناك حق للقلب و ...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسوله محمد بن عبد الله، -صلى الله عليه وسلم- ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الناس: لقد وضعَ المشيِّعون قريبَهم أو صديقهم أو جارهم أو أخاهم المسلم في قبره، ثم رجعوا إلى بيوتهم وأعمالهم وقضاء ما تبقى من أعمارهم؛ فعند ذلك تعود للميت روحه؛ فيسمع قرع نعال مشيعيه إذا ولوا راجعين، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى إنه يسمع قرع نعالهم" (متفق عليه).
عباد الله: على المسلم الحي إذا عاد من دفن قريبه أو حبيبه أن يعود بنفس متعظة راضية بقدر الله تعالى، متطلعة إلى ما عند الله الذي به سلوة عن كل مفقود، وأُنسٌ عن كل ذاهب.
ويستحب للجيران والأقارب وغيرهم من المسلمين أن يصنعوا لأهل الميت الطعام وما يحتاجون إليه؛ لكونهم قد شُغِلوا عن ذلك بمصابهم؛ فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما بلغه استشهاد جعفر -رضي الله عنه- قال للناس: "اصنعوا لآل جعفر طعامًا؛ فإنه قد أتاهم ما يشغلهم" (رواه أحمد).
وهذا الفعل من الخصال الحميدة، ومن حق الجار على جاره، ولكن العادة السيئة جرت اليوم بين الناس بأن أقارب الميت صاروا هم الذين يصنعون للناس المعزين الطعام، بل يستأجرون صالات للعزاء عدة أيام ويخسرون لذلك مالاً كثيراً، والمصيبة تتضاعف على أولئك الأقارب إذا كانوا فقراء؛ فقد فقدوا قريبهم، وفقدوا مالهم، وفقدوا راحتهم في استقبال الناس وإطعامهم، وهذا مع ما فيه من مخالفة شرعية فيه إسراف غالبًا، وقد يكون من مال التركة الذي يحتاجه وارثو الميت، خصوصًا إذا كانوا أطفالاً، ولو أبقوا هذا المال للورثة لكان خيراً لهم، ولو تصدقوا به عن الميت لكان خيراً للميت.
عباد الله: إن العزاء في الإسلام معناه؛ التسلية والتخفيف عن أقارب الميت وأحبائه بكلمات التصبير والرضا، والدعاء للميت بالمغفرة والرحمة، وليس معناه التثقيل على أولئك الأقارب وإرهاقهم بدنيًا وماليًا ونفسيًا؛ فالعزاء المطلوب يكون بمثل: "إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى؛ فلتصبروا ولتحتسبوا"، ونحو ذلك من العبارات المباحة، سواء كان ذلك أثناء الدفن، أم في الطريق، أم في البيت في زيارة قصيرة، أم بالاتصال أم بالإرسال.
ويحصل بذلك العزاء الشرعي من غير تثقيل بالإقامة والاجتماع الطويل؛ فعن جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- قال: "كنا نعد"، وفي رواية: "نرى الاجتماعَ إلى أهل الميت، وصنيعةَ الطعام بعد دفنه من النياحة" (رواه أحمد)، وقد تتابع فقهاء الإسلام على ما تضمنه هذا الحديث بذكر كراهية الاجتماع على العزاء والطعام في كتبهم.
أيها المسلمون: إن الإنسان إذا مات انقطع عمله، لكن المسلم قد تصل إليه أجور إلى قبره بأعمال صالحة تركها من بعده، أو أعمالٍ صالحة أهدى أجرَها له أقربوه أو محبوه؛ فما هي تلك الأعمال التي تصل حسناتها الميتَ إلى قبره؟
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" (ابن ماجة).
وقال عليه الصلاة والسلام: "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علمًا علمّه ونشره، وولداً صالحًا تركه، ومصحفًا ورّثه، أو مسجداً بناه، أو بيتًا لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته" (رواه مسلم)؛ فقد ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث من الأعمال:
العلم النافع، وهذا يعم ما خلّفه صاحب العلم النافع من مؤلفات وفتاوى وطلاب يحملون علمه بعده.
وذكرَ عليه الصلاة والسلام: الولدَ الصالح، ولعل الأب كان له يد في إصلاحه وتقويمه وهو كذلك سيدعو له من بعده.
وذكر أيضًا: الصدقةَ الجارية، وهي تشمل؛ بناءَ المساجد، وحفرَ الآبار للناس ليشربوا ويستقوا منها، وبناءَ بيت لابن السبيل، والمصحفَ والكتبَ العلمية النافعة، وينتفع الميت كذلك من أقاربه ومحبيه بعد موته: بالدعاءَ والاستغفار له منهم، والصدقةِ عنه، ونشرِ خيره بين الناس بعد وفاته، قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) [يس:12]، ومن آثارهم الحسنة؛ هذه الأعمال الصالحة التي تضمنها الحديثان السابقان.
عباد الله: إذا أودع الإنسانُ قريبَه أو حبيبه في القبر؛ فلا ينبغي أن ينساه، بل عليه أن يتذكره، ومن مظاهر التذكر:
زيارة قبره للدعاء له، وزيارة القبور من الأعمال الصالحة المهجورة التي لا يعرفها كثير من الناس إلا عند إدخال ميت جديد، بخلاف زيارة الحدائق والمتنزهات التي قد تزار في الأسبوع مرات عدة؛ ولذلك تبقى المتنزهات مزدحمة بالزائرين، وزيارتها لإدخال السرور على النفس، أفما يكون هناك حق للقلب والروح كذلك؟ إن زيارة القبور من أدوية القلب والروح؛ فإن الزائر لها يتذكر الآخرة؛ فيستعد لها بالأعمال الصالحة؛ فإنه عندما يصل إلى ذلك المكان الصامت الذي يعظ بصمته أبلغ من عظات الناطقين يرى تلك المنازل الخاليات المتجاورات الصغيرات؛ فيتذكر حينئذ مصير أصحاب القصور وسكان الدور، وأرباب الجاه والسلطان والدنيا العريضة، ويتذكر أنه عما قريب سيصل إلى هذا المكان الخالي ويصبح جاراً جديداً لأهله، قال رسول -صلى الله عليه وسلم-: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها؛ فإنها تذكركم الموت" (رواه مسلم)، وعند الحاكم بسند حسن: "فإنها ترق القلب، وتدمع العين، وتذكر الاخرة، ولا تقولوا هُجرا".
وعلى الزائر حينما يصل إلى المقبرة: أن يسلم على الأموات ويدعو لهم كما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فعن عائشة -رضي الله عنه- ا قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلما كان ليلتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج من آخر الليل إلى البقيع؛ فيقول: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد" (رواه مسلم)، وعنها -رضي الله عنه- قالت: قلت: كيف أقول لهم؟ يا رسول الله، قال: قولي: "السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون" (رواه مسلم)، وعن سليمان بن بريدة عن أبيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أتى على المقابر قال: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، أنتم لنا فرط، ونحن لكم تبع، أسأل الله العافية لنا ولكم" (رواه مسلم).
أيها الأحبة الكرام: وعلى الزائر للقبور -أيضًا-؛ أن يعتقد أن المقبور قد انقطع نفعه وضره للأحياء؛ فلا يطلب منه شيئًا ولو كان وليًا أو عالمًا أو عابداً صالحًا، بل الميت هو المحتاج إلى الحي؛ لذلك لا يجوز أن يُدعى أو يُرجى، ولو حصل ذلك؛ فإنه لا يجيب ولا يُثيب، قال تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) [الأحقاف:5].
وعلى الزائر كذلك: أن يسلك الطريق المخصصة للمشي بين القبور، وإذا لم تكن هناك طريق خاصة؛ فلا يجوز له أن يمر فوق القبور بحذائه؛ فإن إيذاء الأموات كإيذاء الأحياء، إلا إذا خشي ضرراً عليه بخلع الحذاء؛ فعن بشير ابن الخصاصية أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى رجلاً يمشي في القبور وعليه نعلان فقال: "يا صاحب السبتيتين،- ويحك- ألقِ سبتيتيك" (متفق عليه).
ويشرع للزائر- إذا لم يصلِّ على ميته صلاة الجنازة- أن يصلي عليه عند قبره؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد ففقدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فسأل عنها بعد أيام فقيل له: إنها ماتت، فقال: "فهلا آذنتموني؛ فأتى قبرها فصلى عليها" (متفق عليه)، وعلى الزائر إذا أراد أن يدعو للميت أن يستقبل القبلة.
أيها الفضلاء، لا يجوز للزائر أن يقعد فوق القبر، ولا أن يصلي في المقبرة إلا صلاة الجنازة إذا فاتته.
وكذلك لا يجوز أن يسب الأموات الذين يكرههم؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تسبوا الأموات؛ فإنهم أفضوا إلى ما قدموا" [14]. إلا إذا مرّ بقبر كافر فيبشره بالنار فقط؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار"[15].
معشر المسلمين، هناك بعض الأعمال المنهية أو المحدثة التي يعملها بعض المسلمين في المقابر وعند زيارتها وبعضها جاء من تقليد الكفار، وهذا الأفعال يجب الابتعاد عنها؛ لأنها ليست من هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فمن تلك الأعمال: البناء على القبور حتى تصير مرتفعة، وسؤال الميت جلب الخير أو دفع الشر، واستلام القبور وتقبيلها وإلصاق البدن بها، وتبخيرها وتطييبها، ووضع الزهور عليها، ورشها بالماء، ونحو ذلك من الأعمال المجانبة لهدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المجتبى، وعلى آله وصحبه الأخيار الأوفياء، أما بعد:
أيها المسلمون: من المسائل المهمة التي تتعلق بهذا الموضوع، وهي من شأن المرأة-: مسألة الإحداد لموت زوج أو قريب؛ فنقول: إن الإحداد معناه: ترك الزينة والطيب وما في معناهما مما يحسِّن المرأة للناظرين؛ فإذا كان الميت قريبًا للمرأة: كأب أو أم أو أخ أو أخت أو ابن؛ فيجوز للمرأة أن تحدّ عليه ثلاثة أيام فقط، ولا يجوز لها أن تحد فوق ذلك؛ لحديث زينب بنت أبي سلمة قالت: دخلت على أم حبيبة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا"، ثم دخلت على زينب بنت جحش حين توفي أخوها فدعت بطيب فمست، ثم قالت: مالي بالطيب من حاجة، غير أني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول-فذكرت الحديث (رواه البخاري).
أما إذا كان الميت زوجًا؛ فإن مدة الإحداد أربعة أشهر وعشر ليال من حين بلوغ خبر الوفاة؛ لقوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [البقرة:234].
وبقاء الزوجة هذه المدة تكون وفاء بحق الزوج وتعظيمًا لهذه العقد الوثيق، وإظهاراً لبراءة رحمها، ولأن تزينها قد يدعو إلى الزواج بها، وقد تلجأ بعض النساء المستعجلات إلى الكذب في انقضاء عدتها حتى لا يفوتها الزوج؛ فجعل الله تعالى هذه المدة لهذه الحِكم ولغيرها.
عباد الله: إن هذه المدة في الامتناع عن النكاح والزينة والخروج من المنزل للمرأة إذا كانت حائلاً يعني: غير حامل، أما إذا كانت حاملاً؛ فإن العدة تنقضي بوضع الحمل، ولو بعد يوم من موت الزوج، كما جاء في الصحيحين من حديث سبيعة الأسلمية أنها لما مات عنها زوجها وولدت وطهرت أفتاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنها قد حلّت حين وضعت حملها، وأمرها بالتزوج إن بدا لها (متفق عليه).
فإذا كان حملها سقطًا فوضعته ميتًا فينظر؛ فإن كان ابنَ أربعة أشهر فصاعداً؛ فإن عدتها تنتهي بوضع ذلك السقط؛ لأنه صار نفسًا، وأما إذا كان ذلك السقط قبل أربعة أشهر؛ فإنها تتم أربعة أشهر وعشرا.
أيها الأخوة الفضلاء: يلزم المرأةَ أثناء مدة الإحداد أن تترك لبس الزينة من حُلي بجميع أنواعه من ذهب وفضة ونحوهما، ويلزمها ترك العطور والبخور ونحوها من أنواع الطيب، ويلزمها أن لا تلبس الثياب التي فيها زينة، وإنما تلبس الثياب العادية التي ليس فيها زينة. ويلزمها كذلك الابتعاد عن استعمال الأصباغ التي تكون على الوجه أو سائر البدن، ومن ذلك؛ الكحل والدهون المعطرة.
ويباح لها أن تلبس ما شاءت من الثياب إذا لم تكن زينة، ومن أي لون كانت، ولا يجوز لها تخصيص السواد فقط، بل يجوز لها أن تلبس الأسود والأحمر والأبيض وغيرها من غير تخصيص لون معين، ويجوز لها أن تغتسل، بل يجب عليها عقب حيضتها، وعليها أن تلزم بيت زوجها؛ فلا تخرج منه إلا لحاجة لا يمكن أن يقضيها لها أحد سواها؛ فيجوز لها أن تخرج إلى وظيفتها إن كانت موظفة، ويجوز لها أن تخرج لشراء حاجاتها من طعام أو شراب أو دواء، إذا لم يكن هناك من يشتري لها، وأما تحوّلها عن بيت زوجها إلى بيت آخر كبيت أبيها أو أخيها؛ فيجوز إذا كان بيت زوجها لا يؤمَن عليها فيه، أما إذا لم يكن هناك سبب صحيح شرعًا يدعو إلى تحويلها عن بيت زوجها؛ فإنه لا يجوز لها أن تخرج من بيت زوجها قبل انقضاء عدتها.
هذا وصلوا على البشير النذير..