البحث

عبارات مقترحة:

الغني

كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...

القريب

كلمة (قريب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فاعل) من القرب، وهو خلاف...

البارئ

(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...

التربية بالحب

العربية

المؤلف عبدالباري بن عواض الثبيتي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة
عناصر الخطبة
  1. أعظم معاني المسئولية تربية الأبناء .
  2. للتربية بالحب مظاهر ونواقض .
  3. القدوة الحسنة أساس التربية ونور التزكية .
  4. من مقتضيات التربية بالحب مراعاة العدل في محبة الأولاد .

اقتباس

تقتضي التربية بالحب مراعاة العدل في محبة الأولاد، فيوسع ظلال محبته لتعمهم دون تمييز، وقد رفض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يشهد على هبة والد لأحد أبنائه وقال له: "لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ".

الخطبة الأولى:

الحمد لله، الحمد لله الذي جعل القرآن أفضل مسالك التربية، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وبآياته تَنال القلوبُ التزكيةَ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، طهَّر النفوسَ بمزيد إيمان وتخلية، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، الذين قادوا الأمةَ إلى العز ومرافئ الطُّهْر والتنقية.

أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فهي جماع الخير كله في الدنيا والآخرة.

أحيا الإسلامُ معانىَ المسئولية في نفس المسلم وأعظمها رعاية الأولاد وتربتهم على قِيَم الدين التي هي منبع الفضائل، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ"، وإذا ضَعُفَتِ التربيةُ أصبح هَمّ المتربي سدَّ جوعته وإشباع غريزته والانطلاق وراء الشهوات والملذات، قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ) [مُحَمَّدٍ: 12]، وأقوى مؤثر في تربية الإنسان هو القلب؛ فإذا صلح صلح سائر الجسد، وإذا فسد فسد سائر الجسد، كما قال تعالى: (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الْحَجِّ: 46]، وإذا صلح القلب وأزهر نضجت العقول وأشرقت الحياة في الجسد وخشعت الجوارح، قال الله -تعالى-: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) [الْحَدِيدِ: 16].

لا شك أن الحب أصل أصيل في هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو حديث الروح، ورسالة القلب إلى القلب في التربية والإصلاح وقد هيأ الله قلوب الوالدين على حب من يربونهم، يقول أسامة بن زيد -رضي الله عنه-: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأخذني فيقعدني على فخذه، ويقعد الحسن على فخذه الآخر، ثم يضمهما ثم يقول: اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا"، وفي رواية: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا".

ومن مظاهر التربية بالحب: تقبيل الصغار وضمهم، قَبَّلَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الحسنَ وعندَه الأقرع بن حابس التميمي فقال الأقرع: "إن لي من الولد عشرة ما قبَّلْتُ أحدًا منهم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ".

وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب أصحابَه إذ جاء الحسن والحسين يمشيان ويعثران فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال: "صَدَقَ اللَّهُ: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌنَظَرْتُ إِلَى هَذَيْنِ الصَّبِيَّيْنِ يَمْشِيَانِ وَيَعْثُرَانِ، فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى قَطَعْتُ حَدِيثِي وَرَفَعْتُهُمَا"، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمازح الصغار ويتواضع لهم، ويراعي خصائصهم؛ قال لأحدهم: "يَا ذَا الْأُذُنَيْنِ"، وقال لآخر: "يَا أَبَا عُمَيْرُ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟".

ولا ينسى الوالدان أن مِنْ أَجَلِّ ممارَسَات التربية بالحب وأفعها تأثيرا دوام الدعاء للمتربين بالهداية والتوفيق والصلاح والحفظ؛ فعباد الرحمن يقولون: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الْفُرْقَانِ: 74]، وزكريا يقول: (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) [مَرْيَمَ: 5]، وإبراهيم يقول: (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ) [الصَّافَّاتِ: 100]، (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) [إِبْرَاهِيمَ: 40].

أما الدعاء عليهم: فقد ورد النهي عنه: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ".

القدوة الحسنة أساس التربية ونور التزكية، قال الله -تعالى-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) [آلِ عِمْرَانَ: 31].

ولا يخفى أن المحاكاة والقدة أبلغ في التأثير من القول والقراءة، ولأهمية القدوة وخطورتها يقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) [الصَّفِّ: 2-3]، يبقى الحب ويتأكد ويدوم حتى في مواقف الزلل والتقصير، هذا هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكْتُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا لَكَ؟"، قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟"، فَقَالَ: لَا، فَقَالَ: "فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟"، قَالَ: لَا، قَالَ: فَهَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟"، قَالَ: لَا، فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذْ أُتِيَ بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ، -وَالْعَرَقُ: الْمِكْتَلُ-، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَيْنَ السَّائِلُ آنِفًا، خُذْ هَذَا التَّمْرَ فَتَصَدَّقْ"، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَعَلَى أَفْقَرَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَوَاللهِ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا؛ يُرِيدُ الْحَرَّتَيْنِ، أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، قَالَ: فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: "أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ".

وفي ظلال الحب لا يستغني المربي عن الحكمة والموعظة الحسنة، ولين القول ورفق الجانب، والبعد عن العنف والتجريح والإهانة قال الله -تعالى- لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) [النَّحْلِ: 125]، وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَما لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاه"، وقال في الأعرابي الذي بال في المسجد: "دَعُوهُ وَهَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ، أَوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ".

كما أن احترام المتربي وإظهار معاني الترحيب والحفاوة هدي نبوي، قالت عائشة -رضي الله عنها-: "أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَرْحَبًا بِابْنَتِي، ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ".

يتفاعل الجسد كله في التربية بصدق البسمة وحنان اللمسة ودفء الكلمة، ورحمة المشاعر، ولا يفوِّت المربي وقتًا يجد القلب فيه حاضرا إلا غرس فيه القيم دون استصغار لعقل الصغير وقَدْره؛ فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "كنتُ خلفَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- يوما فقال: "يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهِ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهِ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ".

تتطلب التربية بالحب جَوًّا أُسَرِيًّا مترابطا متآلفا تشيع فيه روحُ الفرح، ويأخذ من اللهو نصيبه في حدود الشرع، تقول عائشة -رضي الله عنها-: "كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر فسابقته فسبقته على رجلي، فلما حملت اللحم سابقته فسبقني فقال: هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ"، وعنها -رضي الله عنها- قالت: "رأيتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يومًا على باب حجرتي والحبشة يلعبون في المسجد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسترني بردائه أنظر إلى لعبهم".

تقتضي التربية بالحب مراعاة العدل في محبة الأولاد، فيوسع ظلال محبته لتعمهم دون تمييز، وقد رفض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يشهد على هبة والد لأحد أبنائه وقال له: "لَا أَشْهَدُ عَلَى جَوْرٍ".

التربية بالحب وإشباع العواطف وملامسة المشاعر هدي نبوي وحاجة فطرية وتزداد تأكيدا في تربية البنات، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ يلي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ، كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّار".

الإحسان للبنات بتعليمهن وتنشئتهن على العفة وبعدهن عما حرم الله من التبرج والسفور، دمج الأولاد في مناشط جادة ومشاريع نافعة؛ ومنها برامج العمل الخيري وغيرها يرفع طموحهم من الهبوط في سفاسف الأمور والسعي وراء الترهات.

ومن نواقض التربية بالحب: تدليل الأولاد بتلبية جميع طلباتهم ورغباتهم وإهمال تأديبهم وتصويب أخطائهم، فالحزم أحيانا من الحب، والإساءة للأم على مرأى ومسمع من الأولاد يجفف منابع الحب، أما مجاهرة الآباء بذنوبهم والانحراف عن شرعه فإنه يهدم التربية، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ".

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهو العليّ الأعلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي الأزكى، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.

أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله.

ولقد تطورت وسائل التأثير العصرية وأفرزت تغييرات جذرية في الأفكار والمفاهيم والسلوك حتى غدت منافِسَة لدور الأسرة في التربية، وهنا تكمن أهمية التربية بالحب، والاحتواء وبناء جسور الثقة، وتجديد الأساليب وزرع القيم، واستنهاض همم المؤسسات التعليمية والتربوية للقيام برسالتها، في المحافظة على أمل المستقبل، وثروة الوطن بتحصين المبادئ والأخلاق، والاهتمام بالشباب وآمالهم وآلامهم وهموهم، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) [التَّحْرِيمِ: 6].

ألا وصلوا عباد الله على رسول الهدى؛ فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الْأَحْزَابِ: 56].

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، وعن الآل والصحب الكرام، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، ودمر اللهم أعداءك أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.

اللهم من أردانا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشلغه بنفسه، واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء، اللهم مَنْ أردانا وأراد الإسلام والمسلمين وبلادنا بسوء فأشلغه بنفسه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميع الدعاء.

اللهم من أردانا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشلغه بنفسه، واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء، اللهم مَنْ أردانا وأراد الإسلام والمسلمين وبلادنا بسوء فأشلغه بنفسه، واجعل تدبيرَه تدميرَه يا سميع الدعاء.

اللهم انصر المجاهدين لإعلاء كلمتك في كل مكان، اللهم كن لهم مؤيدا ونصيرا وظهيرا، اللهم كن للمسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم كن لهم مؤيدا ونصيرا وظهيرا، اللهم إنهم جياع فأطعمهم وحفاة فَاحْمِلْهُمْ وعراة فاكسهم، ومظلمون فانتصر لهم يا قوي يا عزيز.

اللهم انصر المجاهدين لإعلاء كلمتك في كل مكان، الهلم كن لهم مؤيدا ونصيرا وظهيرا، اللهم انصر إخواننا المرابطين على الثغور، اللهم انصرهم بنصرك يا رب العالمين، اللهم احفظهم في أموالهم وأعراضهم يا رب العالمين، اللهم احفظ رجال أمننا وقو عزائمهم يا قوي يا متين.

اللهم إنا نسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول وعمل.

اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم إنا نسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه وأوله وآخره، ونسألك الدرجات العلا من الجنة يا رب العالمين.

اللهم أعنا ولا تُعِنْ علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصر على من بغى علينا، اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين لك مخبتين لك أواهين منيبين، اللهم تقبل توبتا واغسل حوبتنا وثبِّت حجتَنا وسدِّد ألستَنا، واسلل سخيمة قلوبنا، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا يا رب العالمين، اللهم ابسط علينا من بركاته ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم ارحم موتانا واغفر لوالدينا واشف مرضانا يا قوي يا عزيز، اللهم بارك لنا في أعمالنا وأعمارنا وأزواجنا وذرياتنا وأموالنا وأهلينا واجعلنا مباركين يا رب العالمين.

اللهم لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء إليك، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم وَفِّقْ إمامَنا لما تحب وترضى، اللهم وفق إمامَنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، اللهم وخذ بناصيته للبر والتقوى، يا أرحم الراحمين، ووفق ولي عهده لكل خير يا أرحم الراحمين، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك يا رب العالمين.

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الْحَشْرِ: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [الْبَقَرَةِ: 201]، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النَّحْلِ: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [الْعَنْكَبُوتِ: 45].