الآخر
(الآخِر) كلمة تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...
العربية
المؤلف | عبد الله بن محمد الخليفي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الصلاة |
اعلموا: أن يوم الجمعة يوم عظم الله به الإسلام، وجعله من خصائص هذه الأمة المحمدية، فينبغي لكل مسلم أن يشتغل بذكر لله، وقراءة القرآن في هذا اليوم العظيم. ويستحب للإنسان: أن يغتسل، ويتنظف وبتطيب، ويلبس أحسن ثيابه، بل يستحب أن...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي جعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وفضلنا على العالمين، وهدانا لاتباع هدي سيد المرسلين، أحمده على نعمه الظاهرة والباطنة، قديما وحديثا.
وأشها أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا لله -تعالى-، واعلموا: أن يوم الجمعة يوم عظم الله به الإسلام، وجعله من خصائص هذه الأمة المحمدية، فينبغي لكل مسلم أن يشتغل بذكر لله، وقراءة القرآن في هذا اليوم العظيم.
ويستحب للإنسان: أن يغتسل، ويتنظف وبتطيب، ويلبس أحسن ثيابه، بل يستحب أن يتطيب بأطيب الطيب، ليغلب بها الروائح الكريهة، ويوصل بها الروح والرائحة إلى مشام الحاضرين بجواره في بيت الله.
وأحب طيب الرجال؛ ما ظهر لونه، وخفي ريحه.
وأما الكسوة؛ فأحبها البياض؛ كما جاء في السنة، ولبس بما فيه شهرة مكروه.
ولبس السواد؛ ليس من السنة.
وفي البكور إلى الجمعة؛ فضل كبير، ويكون في حال مشيه إليها خاشعا متواضعا لله -تعالى-، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من راح إلى الجمعة في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما أهدى دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما أهدى بيضة، فإذا خرج الإمام طويت الصحف، ورفعت الأقلام، واجتمعت الملائكة يستمعون الذكر".
وينبغي للرجل: أن لا يتخطى رقاب الناس، وقد رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب يوم الجمعة رجلا يتخطى رقاب الناس، حتى تقدم فجلس، فلما قضي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصلاة، قال للرجل: ما منعك أن تصلي معنا؟ قال: أولم ترن يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "رأيتك آنيت وآذيت".
أي تأخرت عن البكور، وآذيت في الحضور.
ومن المستحب: قطع الكلام عند خروج الإمام، والاشتغال بجواب المؤذن، ثم باستماع الخطبة.
وقد جرت عادة كثير من العوام صلاة ركعتين عند ما ينتهي المؤذن يوم الجمعة قبل الخطبة، زاعمين أنهما سنة للجمعة، وليس لذلك أصل في السنة، بل جاء أن سنة الجمعة بعدها ركعتان أو أربع.
والكلام أثناء الخطبة منهي عنه، فقد جاء في الحديث أن: "من قال لصاحبه والإمام يخطب: أنصت، فقد لغا، من لغا فلا جمعة له".
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)[الجمعة:9].
أستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.