البحث

عبارات مقترحة:

السلام

كلمة (السلام) في اللغة مصدر من الفعل (سَلِمَ يَسْلَمُ) وهي...

الرزاق

كلمة (الرزاق) في اللغة صيغة مبالغة من الرزق على وزن (فعّال)، تدل...

الشاكر

كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

هل ثيابك ثياب تقوى؟

العربية

المؤلف أحمد شريف النعسان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. وجوب قرار المرأة في بيتها وخروجها للضرورة .
  2. لباس المرأة المسلمة وضوابطه .
  3. بعض مخالفات المرأة المتعلقة بالنساء .
  4. مسؤولية المرأة ووليها تجاه الثياب المخالفة للشريعة .

اقتباس

ربُّنا -عز وجل- أنزل علينا لباساً يواري سوآتنا, وطلب منا ستر العورة, وعورة الرجل من السرة إلى الركبة, والمرأة كلُّها عورة أمام الرجال الأجانب, وجاء دور الشيطان ليوسوس لنا, فمن أصغى لتلك الوسوسة وعمل بها نزع اللباس وكشف العورة من...

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فيا عباد الله: ما زال حديثنا عن واجباتنا نحو بناتنا من حيث التربية, وأنه يجب على المرأة أن يكون بيتها هو مقرها ومكان عملها, وإذا أرادت المرأة أن تكون ناجحة في عملها فعليها بالقرار في بيتها؛ لذلك ألزم الله -تعالى- النساء بالقرار في البيوت, قال تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)[الأحزاب: 33].

ويجب على المرأة أن تعلم بأن الفرار يوم القيامة من الأولاد سببه التقصير في الواجب الذي على المرأة نحو أبنائها, قال تعالى: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيه * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيه)[عبس: 34 - 36].

فالمرأة التي تكثر الخروج من البيت فإنه يكون على حساب عملها في بيتها, وبذلك تَفْسُد وتُفْسِد. لذلك وجب عليها القرار, وإلا ندمت دنيا وأخرى -لا قدر الله تعالى-.

ومن الطبيعي أن هناك فئة من الناس لا ترضى بهذا الكلام, ولا تحبُّه, وتكره قرار المرأة في بيتها, فهذا القسم من الناس لا يهمُّنا, ليرضَ من شاء, وليسخطْ من شاء, نحن عبيد لله -عز وجل-, والعبد من الرجال والنساء لا يسعه إلا أن يقول: سمعت وأطعت, فنحن عبيد، قال تعالى: (إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا)[مريم: 93].

نحن لا علاقة لنا مع غير المؤمن, لا علاقة لنا مع الذي يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض, لا علاقة لنا مع الذي لا يرجو لقاء الله واليوم الآخر؛ لأن الحديث مع هؤلاء يجب أن يكون مركَّزاً أولاً على جوانب الإيمان بالله رباً, وبالإسلام ديناً, وبسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- نبياً ورسولاً, فإن آمن وآمنت فعند ذلك يقرؤون قول الله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)[الأحزاب: 36].

أيها الإخوة المؤمنون: الأصل في المرأة هو قرارها في بيتها, ولا تخرج إلا لأمر ضروري, وما ذاك إلا للتحقُّق بالعبودية لله -عز وجل-, وللقيام بواجبها نحو زوجها وأولادها؛ فإذا أرادت الخروج من البيت لأمر ضروري فعلِّمها هذا الحديث الشريف: "إِنَّ الْمَرْأَةَ عَوْرَةٌ، وَإِنَّهَا إِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ, فَتَقُولُ: مَا رَآنِي أَحَدٌ إِلا أَعْجَبْتُهُ، وَأَقْرَبُ مَا تَكُونُ إِلَى اللَّهِ إِذَا كَانَتْ فِي قَعْرِ بَيْتِهَ"(رواه الطبراني عن ابن مسعود -رضي الله عنه-).

علِّم هذا الحديث لزوجتك ولبناتك ولأخواتك ولمحارمك, وقل لها: أيتها الزوجة الكريمة! أي بنية! يا أختاه! تذكَّري هذا الحديث الشريف قبل خروجك من البيت, واعلمي بأن الله مطَّلع على خفايا نفسك, يعلم السر وأخفى, احذري عند خروجك من البيت حديثَ النفس الأمارة بالسوء: "مَا رَآنِي أَحَدٌ إِلا أَعْجَبْتُهُ".

هذا حديث بعض النساء مع أنفسهنَّ عندما تخرج الواحدة منهنَّ من بيتها وتمشي في الشارع, ونفسها تحدِّثها: "مَا رَآنِي أَحَدٌ إِلا أَعْجَبْتُهُ", إذا دخلت مكانَ عملها ووظيفتها هذا حديث نفسها, ومن أكثرت من ذكر هذا الحديث النفسي فسدت وأفسدت -والعياذ بالله تعالى-.

قل: أي بنية! أيتها الزوجة الكريمة! أيتها الأخت الغالية: لقد حدَّثنا الصادق المصدوق بأن المرأة قد يخطر ببالها هذا الخاطر: "مَا رَآنِي أَحَدٌ إِلا أَعْجَبْتُهُ", فراقبي الله -عز وجل- واعلمي قوله تعالى: (إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1].

أيها الإخوة الكرام: يجب على المرأة أن لا تخرج من بيتها إلا لضرورة, وأن يكون خروجها للدراسة أو العمل مدروساً دراسة صحيحة, بحيث أن لا تكون الفترة طويلة, وأن لا يكون هناك اختلاط مع الرجال الأجانب, وأن يكون الطريق مأموناً من الرجال مرضى القلوب, وأن تخرج باللباس الشرعي لباس التقوى.

أيها الإخوة: علِّموا بناتكم ونساءكم ومحارمكم هذه الآية الكريمة: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)[الأعراف: 26].

أيها الإخوة: يجب علينا أن نقرأ القرآن الكريم بتدبُّر, لماذا قال مولانا: (يَا بَنِي آدَمَ) ولم يقل: يا أيها الناس؟

الجواب -والله تعالى أعلم-: حتى يتذكَّر كلُّ واحد منا وخاصة المرأة بأن العداوة بيننا وبين إبليس هي عداوة قديمة من زمن سيدنا آدم -عليه السلام-, حيث وسوس إبليس لسيدنا آدم ولزوجه وسوسة بها أخرجهما من الجنة, ونزع عنهما لباسهما, وبدت سوآتهما, وهذه العداوة مستمرة إلى أن تخرج أرواحنا من أجسادنا, وقد علَّمنا ربُّنا -عز وجل- قصة هذه العداوة بقوله تعالى مخبراً عن إبليس: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين)[الأعراف: 16 - 17].

(قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِين)[ص: 82- 83].

اللهمَّ اجعلنا من المخلَصين.

وسوسة الشيطان لابن آدم, وسماع ابن آدم لتلك الوسوسة سبب للغواية, ومن جملة هذه الغواية: نزع اللباس وكشف العورة.

ربُّنا -عز وجل- أنزل علينا لباساً يواري سوآتنا, وطلب منا ستر العورة, وعورة الرجل من السرة إلى الركبة, والمرأة كلُّها عورة أمام الرجال الأجانب, وجاء دور الشيطان ليوسوس لنا, فمن أصغى لتلك الوسوسة وعمل بها نزع اللباس وكشف العورة من الرجال والنساء -والعياذ بالله تعالى-.

هناك بعض الرجال يكشف عن عورته في الشارع, وفي بيته أمام أبنائه وبناته, وهناك بعض النساء كشفت عن عورتها أمام الرجال الأجانب, بدأت المرأة بكشف وجهها, ثم عن شعرها, ثم عن عورتها التي يجب عليها سترها أمام النساء -وهي من السرة إلى الركبة- فكشفت عن هذه العورة أمام الرجال الأجانب, ونسيت هذه المرأة عداوة إبليس لها ولأبيها وأمها حواء منذ أن خلق الله -تعالى- آدم وحواء, ففسدت المرأة وأفسدت, وهذا ما يريده إبليس اللعين (فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين)، وهل هناك غواية أكثر من هذه الغواية؟ وهذه الغواية هي التي يريدها شياطين الإنس الذي تعلَّموا هذه الغواية من أستاذهم إبليس.

لذلك ربُّنا -عز وجل- يقول: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ)[الأعراف: 26].

تذكَّر -أيها الرجل وأيتها المرأة-: عداوة إبليس لنا, تذكروا بأنه يجب علينا رجالاً ونساء ستر العورة.

فيا أخي الكريم: خاطب ابنتك وزوجتك ومحارمك بهذه الآية, وركِّز لهنَّ على قوله -تعالى-: (وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ)[الأعراف: 26].

أيها الإخوة الكرام: ركِّزوا على قول الله -تعالى-: (لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ)[الأعراف: 26].

ليس كلُّ لباس ساتر للعورة هو لباس تقوى, قد يكون اللباس الساتر للعورة لباس فجور؛ لأن بعض النساء قد تتوهم بأن لبس البنطال وإن كان ضيِّقاً هو ساتر لعورتها, والبعض الآخر تلبس الثياب الرقيقة وهي تظن نفسها بأنها ساترة لعورتها.

أيها الإخوة: يجب أن يكون اللباس الساتر للعورة هو لباس تقوى بحيث لا يصف ولا يشفَّ, يجب أن يكون عريضاً سميكاً, وأن لا يكون بحدِّ ذاته زينة.

ولتسمع المرأة حديث سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-: "صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ, وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ, مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ, رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ, لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ, وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا, وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا"(رواه مسلم).

كاسيات في الظاهر عاريات في الحقيقة لضيقها أو لرقَّتها, هذا هو لباس الفجور, وليس لباس تقوى.

لذلك قل لنسائك: عليكنَّ بلباس التقوى لا بلباس الفجور, وقل لهنَّ: تساءلن مع أنفسكنَّ: هل لباسك لباس تقوى أم لباس فجور؟

المؤمنة التقيَّة يجب أن يدلَّ مظهرها على مخبرها, ظاهرها يدل على باطنها بأنها امرأة ترجو الله واليوم الآخر, يجب أن يسطع نور الإيمان من كلِّ تصرُّفاتها وأحوالها, فتعرف أنها من أهل القرآن حتى لا تؤذى من أصحاب القلوب المريضة.

المرأة المسلمة يجب أن تكون متميِّزة عن غيرها, تتنبَّه إلى جلبابها في الشارع أن لا يكون ضيِّقاً, وأن لا يكون رقيقاً, وأن لا يكون مزركشاً, بل يكون لباس وجلباب تقوى, وهذا يدلُّ على أن هذه المرأة لا تحدِّث نفسها عند خروجها من بيتها بحديث المرأة غير الملتزمة: "مَا رَآنِي أَحَدٌ إِلا أَعْجَبْتُهُ".

المرأة المسلمة حريصة على نفسها من شرِّ الذئاب البشرية الذين يظنون أنَّ كلَّ امرأة صيد لهم, فلباس التقوى لا يجعل فيها طمعاً من قبل الفاسقين, على العكس من لباس الفجور الذي يجعل مطمعاً في النفوس المريضة -والعياذ بالله تعالى-.

أيها الإخوة: هناك من هي حريصة على لباس الثياب الضيِّقة والرقيقة والقصيرة, ليسأل الرجل هذه البنت وهذه الزوجة وهذه الأخت: ما هي الغاية من هذا اللباس؟ وليقل لها: أي بنيَّة سلي نفسك هذا السؤال: ما هي الغاية من لبس هذه الثياب الضيِّقة أو الشفافة أو الرقيقة, أو العباءة الرقيقة أو المزركشة؟

إن لم تجب على هذا السؤال, فقل لها: كوني على حذر من حديث النفس: "مَا رَآنِي أَحَدٌ إِلا أَعْجَبْتُهُ", قل لها: لا تكوني ضحيَّة لهؤلاء الذئاب البشرية!

قل لها: هذه ليست ثياب تقوى إنما هي ثياب فجور ذهب ضحيَّتها الكثير من النساء! فهناك من ذهبت ضحيةَ هذه الثياب مع أخيها, أو مع خالها, أو عمِّها -والعياذ بالله تعالى-, فضلاً عمَّن ذهبت ضحيَّة هذه الثياب مع الرجال الأجانب.

أيها الإخوة: من المسؤول عن لبس النساء هذه الثياب؟ هل الشرق أم الغرب؟ أم شياطين الإنس الذين يقولون: اجعل هذا في رقبتنا؟ أم المرأة التي تقول: أنا مسؤولة عن ذلك يوم القيامة؟

المسؤول هو كلُّ راع, كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ, فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ, وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ, وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ"(رواه البخاري ومسلم).

فمن قصَّر في هذه المسؤولية سوف يفرُّ يوم القيامة أمام صاحبه؛ كما قال تعالى: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيه * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ)[عبس: 34 - 36].

تابعوا نساءكم وبناتكم وأخواتكم, راقبوا لباسهنَّ, وحرِّضوهنَّ على لباس التقوى, ورحم الله القائل:

إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقى

تقلَّب عرياناً وإن كان كاسياً

وخير لباس المرء طاعة ربه

ولا خير فيمن كان لله عاصياً

هل لباس نسائنا لباس تقوى؟ انظر إلى محارمك وزوجتك, هل تقف أمام المرآة قبل خروجها من بيتها وهي تنظر إلى عباءتها وجلبابها وتهتمُّ بشكله ولونه وضيقه؟ ذكِّروهن بقوله تعالى: (قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ)[الأعراف: 26].

أيها الإخوة الكرام: إن المرأة الصالحة هي التي تلبس ثياب التقوى لا ثياب الفجور, ولا خير في امرأة تلبس ثياب الفجور إذا لم تتب إلى الله -تعالى-.

المرأة التي تصرُّ على لبس ثياب الفجور -والعياذ بالله تعالى-, من ثياب ضيِّقة أو رقيقة أو قصيرة, هي في الحقيقة عبدة لثيابها, وهذه مدعوٌّ عليها من قبل سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ, وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ, وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ, إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ, تَعِسَ وَانْتَكَسَ, وَإِذَا شِيكَ فَلا انْتَقَشَ"(رواه البخاري)؛ "عبد الخميصة" هو عبد الثياب.

المرأة التي تصرُّ على ثياب الفجور لا تصلح أن تكون زوجة صالحة, ولن تكون أماً تربي أبناءها على الكتاب والسنة بحيث ترى ثمرة تربيتها من خلال قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)[الإسراء: 23 - 24].

هذه الأم لن ترى هذا النتيجة, بل سترى نتيجة هذا الأمر كالذي تراه الأم الغربية -والعياذ بالله تعالى-, حيث تكون في نهاية عمرها في دار العجزة.

أيها الإخوة: صلاح الأمة لن يكون إلا من خلال الالتزام بكتاب الله -عز وجل- رجالاً ونساء, وإذا رأينا أكثر الناس هلكى لا قدَّر الله -تعالى- فعلينا بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[المائدة: 105] لنكن من القليل الذين قال الله عنهم: (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)[سبأ: 13] ولا نكن من الكثيرين الهلكى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ)[يوسف: 106].

أقول هذا القول، وكلٌّ منا يستغفر الله, فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.