الله
أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...
العربية
المؤلف | صالح بن عبد الله بن حميد |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المنجيات |
يا عبد الله: أنتَ مسئول عن تحرِّي الحقِّ، والسؤال عنه من الثقات الأثبات، واعلم أن انتشار الشيء وشيوعه وكثرة أخذ الناس به ليس مسوِّغًا لأن ترتكبه، وتجاري الناس فيه، أو تتهاون في طلب الحق وتحريه، لا تتساهل في متابَعة أدوات التواصل والمواقع وما تنضح به من مثبطات...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله القائم على كل نفس بما كسبت، المُطَّلِع على كل جارحة وما اجترحت، سبحانه وبحمده، لا يخفي عليه مثقال ذرة في الأرض أو في السماء، تحركت أو سَكَنَتْ، وأشكره -سبحانه- على أَنْعُمِه وآلائه، ما توالت وكثرت، وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، شهادةً هي الذخر ليوم تجد فيه كلُّ نفس ما عملت، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، دعا إلى الملة الحنيفية سِرًّا وجهرا، حتى ظهرت وعزت وانتشرت، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، بهم عَلَتْ رايةُ الدين وارتفعت، والتابعين وَمَنْ تبعهم بإحسان، وسلَّم تسليمًا كثيرًا، ما تعاقبت الأيامُ والليالي واتصلت.
أما بعد: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله -رحمكم الله-، واجتَنِبوا صحبةَ مَنْ إذا ائتُمِنَ خَدَعَ، وإذا اطَّلَعَ على السر فَضَحَ، وإذا استغنى تَرَكَ، الناس لا توزن بأموالها ومناصبها، وإنما توزن بطيب قلوبها، وحُسْن منطقها، وجميل صنائعها، وغض الطرف عن نقائصها، وفضل الإنسان بما يَمنح لا بما يملك؛ يا أهلَ الإسلامِ، تراحموا ولا تختلفوا، وترفقوا ولا تَجْفُوا، مَنْ حَفِظَه اللهُ من الفتن كان أطيب نَفْسًا، وأشرحَ صدرًا، وأخلف ظَهْرًا، (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 69].
أيها المسلمون: مسئولية المسلم في هذه الحياة هي العملُ والجِدُّ، فمهما رأى في الزمن من قسوة، ومهما عانى في الظروف من شدة، فالحقُّ منصورٌ، والمؤمنون هم الأعلون، (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 139]، فلا ينبغي للعبد أن يعطي الأحداثَ والمتغيراتِ أكثرَ مما تستحقُّ، كما لا ينبغي له أن يجعلها عائقا ولا صادًّا، والموفَّق هو مَنْ يرى في كل عقبة فرصة للإقدام، وفي كل معوِّق منطَلَقًا إلى الِجِّد والتجديدِ، الجنة -أيها المؤمن- بين شُكْر سليمانَ وصبر أيوب -عليهما السلام-، وقد قال الله -عز وجل- في هذين النبيين الكريمين كليهما: (نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)[ص: 30]، لا تنظر مكانك عند الخَلْق، بل انظر أين مقامك عن الخالق، لا تحمل هم الدنيا، فلله الآخرة والأولى، ولا تحمل هم الرزق، فهو عند الله، ولا تحمل هم المستقبل، فهو بيد الله، خُذْ بالأسباب واستَقِمْ كما أُمِرْتَ، لا كما رغبتَ، لن يقاسمك الوجعَ صديقٌ، ولن يتحمل عنك الألمَ حبيبٌ أو طبيبٌ، اعتَنِ بنفسِكَ وقُمْ بمسئوليتِكَ، ورزقك لا يأخذه غيرك واطمئن، وعملك لا يقوم به غيرُكَ فاجتَهِدْ، لا أحدَ يضع نفسَه مكانَكَ، فأنت المسئول عن أمرك وشأنك، واعلم أنه لن يكون للمؤثِّرات في الخارج أيُّ تأثير إلا إذا كان في الداخل قابلية، (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)[الرَّعْدِ: 11].
معاشر الأحبة: أما ميدان العمل وطريق الجنة فطويل واسع، وعريض مُيَسَّر، لا يُحَدُّ ولا يُحْصَرُ، فاعملوا فكلٌّ ميسَّر لِمَا خُلِقَ له، المساجد مؤسسات، والمؤسسات مساجد، والبيوت محاضن، والآباء والأمهات والمعلمون وأهل الفضل والمرشدون كل هؤلاء رموز وقدوات.
والعامل المصلح لا ينوب عن الأمة، ولكنه يتقدمها، والأعمال الصالحة لا ينتهي عدُّها، ولا يُحصى فضلُها، ولا يُدرَك أثرُها، بالوضوء تتحادَرُ الخطايا وتُضاعف الحسناتُ، وبالخطى إلى المساجد تُمحى السيئاتُ وتُرفع الدرجاتُ، "وبشِّر المشَّائينَ في الظُّلَم إلى المساجد بالنور التامِّ يومَ القيامةِ، وانتظارُ الصلاةِ بعدَ الصلاةِ، فذلك الرباطُ".
اقْرَأْ وتَدَبَّرْ من الآيات ما تيسَّرْ، واجعل لكَ من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وِرْدًا ونصيبًا، لازِمْ حِلَقَ العلمِ، أَعْطِ محرومًا، أَغِثْ ملهوفًا، بَرَّ والدًا، صِلْ رَحِمًا، صاحب تقيًّا، سَدِّدْ أَخًا، زُر مريضا، أدخل سرورًا، استر عيبا، انصر مظلوما، قَدِّمْ نصحا، أرشد ضالا، اسقِ ماءً، أمِطْ عن الطريق الأذى، تضرَّع إلى الله بالدعاء، الهج بالأذكار آناء الليل وأطراف النهار وفي الأسحار، كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، أحيِ الحقَّ بفعله وذكره، وأمِتِ الباطلَ بالنهي عنه وتركه، اجتَنِبِ الجدلَ، اجعل ما يخرج منكَ شاهدًا لكَ لا شاهدًا عليكَ، كن مفتاحا للخير مغلاقا للشر، واعلم أن أول المعوقات وأشد المثبطات ما ينبع من النفس، وقد قال عز شأنه: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ)[آلِ عِمْرَانَ: 165].
معاشر الأحبة: ما يراه المسلم عسيرًا فهو عند الله يسير، وما يراه كبيرا فهو عند الله صغير، وما يراه شديدا فهو عند الله هَيِّنٌ، فما على العبد إلا قرع الباب، فهو -سبحانه- يجبر بحكمته الكسيرَ، ويقوِّي بحكمته الضعيفَ، وعند الله ما خاب رجاءٌ، وما من شدة إلا ويعقبها رخاءٌ، والمولى إذا فَتَحَ أبوابَه فهو جزيل العطاء، والمؤمن لا ينقطع رجاؤه، ولو تكاثرت مظاهرُ اليأس ليقينه بحكمة الله وإن لم تدركها العقولُ، بل لقد قال بعضُ السلفِ: "لولا مصائبُ الدنيا لَوَرَدْنَا الآخرةَ مَفَالِيسَ".
معاشر المسلمين: وإذا كان الأمر كذلك فلمزيد من النظر والتأمل تأمَّلُوا فيمن يرى نفسَه أنه يحمل هموم أمته، وهو لا يتحدث إلا عن مسئوليات الآخرين، الكبار منهم والصغار؛ وَمِنْ ثَمَّ تراه يُحَمِّلُهُمْ أسبابَ ما يراه هو من قصور أو أخطاء وهو في هذه الغمرة الغامرة، والنظرة القاصرة يغفُل عن الحقيقة الكبرى ومسئولية شرعية عظمى؛ يغفُل عن مسئوليته وواجباته وقدراته وإمكاناته ووسائله وأدواته، يغفُل كلَّ الغفلة فلا يدرك أن تفريط الآخرين أو تقصيرهم لا يعفيه أو يعذره عن القيام بمسئولياته وأداء واجباته، بل إنه من شدة غفلته وغِلَظ حجابه ينشغل بما لا يجب عليه، وما ليس بمسئولياته، ويفرِّط في مسئولياته ويقصِّر في واجباته، كلكم راعٍ وكلكم مسئول على رعيته، وكلكم على ثغر.
ثم انظر وتأمَّلْ كيف تزداد عنده الغفلة ويشتد التقصير لينشغل هذا المبتَلَى بالنزاعات والخلافات والمجادلات فهو بهذا ضائع مُضَيِّع.
يا عبد الله: أنتَ مسئول عن تحرِّي الحقِّ، والسؤال عنه من الثقات الأثبات، واعلم أن انتشار الشيء وشيوعه وكثرة أخذ الناس به ليس مسوِّغًا لأن ترتكبه، وتجاري الناس فيه، أو تتهاون في طلب الحق وتحريه، لا تتساهل في متابَعة أدوات التواصل والمواقع وما تنضح به من مثبطات وتيئيسات وشكوك وشبهات ومشكلات، عليك بحفظ الوقت وأخذ النافع ولزوم العمل الصالح، الخصومات والمجادَلات التي تمتلئ بها الساحات لا ينبغي للمسلم أن يجري وراءها، أو يجعلها سُلَّمًا لينالَ من أعراض العلماء والمسئولين وحقوقهم وإلقاء التَّبَعَة عليهم وحدَهم، فكل امرئ عليه مسئوليته، غُلُوّ بعض الناس أو تساهلهم أو تفريطهم لا يسوغ النَّيْل من الدِّين وأحكامه وأهله، والطريق الوسَطِيّ معروف ظاهر، لمن صلحت نيته وحَسُن قصدُه وصلُح عملُه، وصحَّ على الله توكلُه.
وبعدُ عباد الله: حصانة الثبات الإيمان، والصبر والتوكل، وإن عِظَم الجزاء مع عظم البلاء، وما أجمل ما أوصى به الحبيبُ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- عمَّه العباسَ بن عبد المطلب -رضي الله عنه- حين قال له: "يا عم، سَلِ اللهَ العافيةَ في الدنيا والآخرة"، ومن عمل خيرًا فليشكر ليحصل له المزيدُ، ومن عمل سوءا فليستغفر وليتب، فالتوبة تَجُبُّ ما قبلها، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)[الْبَقَرَةِ: 214].
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، الحمد لله الصادقِ وَعْدُه، الواجبِ شُكْرُه، وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، شهادةً هي ميثاقُه وحَبْلُه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا رسول الله وعبده، صلى الله وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه، فالطريق طريقه والهدي هديه.
أيها المسلمون: إن ما يلاقيه المرءُ من شدائد وبأساء ومعاناة فإنها تُنسى كلُّها، فقد جاء في الحديث: "يُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا، مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لَا وَاللهِ يَا رَبِّ، مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلَا رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ".
وما يُرى من تسلُّط الأعداء على هذا الدِّين في بعض الأزمان والبلدان وحرصهم على نشر باطلهم وظهوره فيظنون أنهم منتصرون إنما ذلك كله ليبتلي اللهُ أهلَ الإيمان، وحينَها يعلم أهل الإيمان أنهم على الجادَّة ثابتون، وعلى طريق الجنة المحفوف بالمكاره سائرون، (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ)[آلِ عِمْرَانَ: 140-141].
ألا فاتقوا الله -رحمكم الله-، ثم صلوا وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المسداة نبيكم محمد رسول الله؛ فقد أمركم بذلكم ربكم في محكم تنزيله فقال عز قائل كريما، في محكم تنزيله قولا كريما: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك، نبيِّنا محمد الحبيب المصطفي والنبي المجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوكَ وجودكَ وإحسانكَ وإكرامك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واخذل الطغاة والملاحدة وسائر أعداء الملة والدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق إمامَنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين بتوفيقك، وأعزه بطاعتك، وَأَعْلِ به كلمتك، واجعله نصرةً للإسلام والمسلمين، اللهم وَفِّقه وولي عهده وإخوانه وأعوانه لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى.
اللهم وفِّق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسُنَّة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمة لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتهم على الحق والهدى والسُّنَّة يا رب العالمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم واحقن دماءهم، واجمع على الحق والهدى والسُّنَّة كلمتهم، وَوَلِّ عليهم خيارهم، واكفهم أشرارهم، وابسط الأمن والعدل والرخاء في ديارهم، وأعذهم من الشرور والفتن ما ظهَر منها وما بطن.
اللهم من أردانا وأراد ديننا وديارنا وأمتنا وأمننا وعلماءنا وأهل الفضل والصلاح والاحتساب منا وقواتنا ووحدتنا بسوء واجتماع كلمتنا بسوء اللهم فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليهم.
اللهم انصر جنودنا، اللهم انصر جنودنا المرابطين على حدودنا، اللهم سدِّد رأيهم، وصوِّب رميهم، واشدد أزرهم، وقوِّ عزائمَهم وثبِّت أقدامَهم، واربط على قلوبهم، وانصرهم على مَنْ بغى عليهم، اللهم أيِّدْهُم بتأييدك، وانصرهم بنصرك، اللهم وارحم شهداءهم، واشف جرحاهم، واحفظهم في أهلهم وذرياتهم، إنك سميع الدعاء.
اللهم يا ناصر المستضعفين، اللهم يا ناصر المستضعفين، اللهم انتصر لإخواننا المستضعفين في كل مكان، في فلسطين وفي بورما وفي إفريقيا الوسطى وفي ليبيا وفي العراق وفي اليمن وفي سوريا، اللهم قد مسهم الضر، اللهم قد مسهم الضر وحل بهم الكرب واشتد عليهم الأمر، تعرضوا للظلم والطغيان والتهجير والحصار اللهم انتصر لهم، اللهم انتصر لهم، وتولَّ أمرَهم، واكشف كربهم، وارفع ضرهم، وعجِّل فرجَهم، وألِّف بين قلوبهم، واجمع كلمتهم، اللهم مدهم بمددك وأيدهم بجندك، وانصرهم بنصرك، اللهم إنا نسألك لهم نصرا مؤزرا، ورحمة وثباتا، اللهم سدد رميهم، وثبت رأيهم، وقو عزائمهم، اللهم عليك بالطغاة الظالمين ومن شايعهم ومن أعانهم، اللهم فرِّق جمعهم وشتت شملهم، ومزِّقهم كلَّ ممزَّق، اللهم واجعل تدميرهم في تدبيرهم يا رب العالمين.
اللهم عليك باليهود الغاصبين المحتلين، اللهم عليك باليهود الغاصبين المحتلين، فإنهم لا يعجزونك، اللهم وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.
اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، ونفس كروبنا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]،
عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.