الكريم
كلمة (الكريم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل)، وتعني: كثير...
العربية
المؤلف | هلال الهاجري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - المنجيات |
فوا أسفاهُ على من خرجَ من الدُّنيا ولم يَذقْ أجملَ طعمٍ فيها وهو الإيمانِ، ويا حسرتاهُ على انقضاءِ العمرِ ولم يَشَمَّ أحسنَ رائحةٍ فيه وهو العملُ الصَّالحُ، ويا خيبةَ من عاشَ حياتَه بعيداً عن ربِّه ومولاهُ، أهكذا تُقضى الأيامُ؟، أهكذا تتصرَّمُ السُّنونَ؟، أنعاقبُ بحرمانِ لذةِ المُناجاةِ ونحنُ لا نشعرُ؟، فمتى ينشرحُ الصَّدرُ؟، ومتى يطيبُ العمرُ؟
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ ذي الملكوتِ والجبروتِ والكبرياءِ والعظمةِ؛ تمَّ نورُه فهدى فلهُ الحمد، وعَظمَ حلمُه فعفا فله الحمدُ، وبسطَ يدَه فأعطى فله الحمدُ، وأحاطَ علمُه بكلِّ شيءٍ فلم تَخفَ عليه خافيةٌ، مالكُ الملكِ، ومُدبِّرُ الأمرِ، لا خُروجَ لمخلوقٍ عن أمرِه، ولا يَقعُ شيءٌ إلا بعلمِه، (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ)، عزَّ جَارُه، وجَلَّ ثناؤه، وتَقدستْ أسماؤه، سبحانَه وبحمدِه.
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له؛ كَتبَ العِزَّ والبقاءَ لدينِه، والعُلوَ والنَّصرَ لأوليائه، والذُلَّ والهوانَ على أعدائه، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه؛ أقامَ الحُجةَ، وقَطعَ المعذرةَ، وأَرسى دعائمَ الملةِ، فما ماتَ إلا ودينُه قد بلغَ العربَ والعجمَ، صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليهِ وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه إلى يومِ الدينِ.
أما بعدُ: فاتقوا اللهَ -تعالى-؛ فإن تقواهُ عمادُ الخيرِ، وسببُ السَّعادةِ.
يا أهلَ القرآن: أرجو أن تسمعوا معي بقلوبِكم لهذه الآيةِ: (أوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[الأنعام:122]، سُبحانَ اللهِ! آياتُ القرآنِ الكريمِ كأنَّها الغيثُ الزِّلالُ، تنزلُ على القلوبِ الميِّتةِ فتُحييها، وعلى القلوبِ القاسيةِ فتُلينُها، وعلى القلوبِ المريضةِ فتُعافيها، وذلكَ لأنَّ القرآنَ نزلَ على القُلوبِ مُباشرةً كما قالَ -تعالى-: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ)[الشعراء:192-194]، (على قلبِك) ولم يقلْ: (على أُذْنِك).
فإذا نزلَ على القلبِ القرآنُ، وامتلأَ باليقينِ والإيمانِ، أحيا اللهُ -تعالى- به الإنسانَ، فكانَ على نورٍ وفُرقانٍ، فعلمَ غايةَ الخَلقِ وحِكمةَ الرَّحمنِ، وليسَ كالذي هو في الظُّلماتِ يُردِّدُ حيرانَ:
جِئتُ لا أَعلَمُ مِن أَينَ .. وَلَكِنّي أَتَيتُ
وَلَقَد أَبصَرتُ قُدَّامي طَريقاً .. فَمَشَيتُ
وَسَأَبقى ماشِياً .. إِن شِئتُ هَذا أَم أَبَيتُ
كَيفَ جِئتُ .. كَيفَ أَبصَرتُ طَريقي .. لَستُ أَدري
الحياةُ مع القرآنِ والإيمانِ هي الحياةُ الحقيقيةُ التي يرى فيها القلبُ الأحداثَ بألوانِها الطَّبيعيةِ، يرى الخيرَ والشَّرَ، ويرى الحقَّ والباطلَ، ويرى الهُدى والضَّلالَ، يرى فيها القلبُ عواقبَ الأمورِ، فها هي منازلُ النَّصرِ لأهلِ الإيمانِ، (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)[غافر:51]، وها هي مواطنُ هلاكِ الكافرينَ، (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)[العنكبوت:40].
لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ
هِيَ الأُمُورُ كَمَا شَاهَدْتَهَا دُوَلٌ
وَهَذِهِ الدَّارُ لَا تُبْقِي عَلَى أَحَدٍ
أَيْنَ المُلُوكُ ذَوُو التِّيجَانِ مِنْ يَمَنٍ
وَأَيْنَ مَا شَادَهُ شَدَّادُ فِي إِرَمٍ
وَأَيْنَ مَا حَازَهُ قَارُونُ مِنْ ذَهَبٍ
أَتَى عَلَى الكُلِّ أَمْرٌ لَا مَرَدَّ لَهُ
يتقلَّبُ فيها القلبُ في صفحاتِ المُصحفِ، ليرى سُننَ اللهِ التي لا تتبدَّلُ ولا تتغيَّرُ، فالرُّؤيةُ الحقيقيةُ هي رؤيةُ القلبِ وليستْ رؤيةَ العينِ، (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)[الحج:46].
الحياةُ مع القرآنِ والإيمانِ لها طعمٌ آخرُ يذوقُ فيها القلبُ طعمَ السَّعادةِ والهَناءِ، ويؤمنُ بأنَّ له ربَّاً بيدِه القَدرُ والقَضاءُ، فها هو يقرأُ قولَه -تعالى-: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)[التوبة:52]، ثُمَّ بعدَ ذلكَ يؤمنُ بما يُصيبُه من سَرَّاءَ وضَرَّاءَ، وسَقمٍ وعافيةٍ، وعُسرٍ ويُسرٍ، وهمٍّ وفرحٍ، ويعلمُ أنَّ ذلكَ تقديرُ الحكيمِ العليمِ، الذي هو بعبادِه المؤمنينَ رحيمٌ، وأنَّ كلَّه له خيرٌ كما قالَ -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-: "عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ، وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ؛ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ، وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ"، فما أجملَ شُعورَ المؤمنِ بالرِّضا، إذا علمَ أنَّ الخيرَ في ما كتبَ اللهُ وقضى، عندَها سيذوقُ طعماً أخبرَ به النَّبيُّ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- في الحديثِ: "ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ، مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا".
الحياةُ مع القرآنِ والإيمانِ لها شكلٌ جميلٌ بالإيمانِ والعملِ الصَّالحِ، كما قالَ -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[النحل:97].
هي حياةُ الأُنسِ باللهِ -تعالى-، في عبادتِه وذكرِه ومناجاتِه، فهل وجدتم حلاوةَ الخلوةِ باللهِ -تعالى-؟، هل أحسستمُ بذلكَ الشُّعورِ الجميلِ الذي وصفَه هِرقلُ إلى أبي سُفيانَ -رضيَ اللهُ عنهُ- قبلَ إسلامِه، حينَ قالَ له: "كَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ"، أينَ الخُشوعُ في صلاتِنا؟، أينَ الرَّوحانيةُ في عبادتِنا؟، أينَ السَّكينةُ في ذِكرِنا؟، أينَ العبوديةُ، التي لم نُخلقْ إلا لها؟، التي لا طريقَ للسَّعادةِ إلا من خِلالِها، يقولُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ -رحمَه اللهُ-: "من أرادَ السَّعادةَ الأبديةَ، فليلزمْ عتبةَ العُبوديةِ".
قالَ إبراهيمُ بنُ أدهمَ -رحمَه اللهُ-: "أعلى الدَّرجاتِ أنْ تنقطعَ إلى ربِّكَ، وتستأنِسَ إليه بقلبِكَ وعقلِك وجميعِ جوارحِك، حتى لا ترجُو إلاَّ ربَّكَ، ولا تخافُ إلاَّ ذنبكَ، وترسخُ محبتُه في قلبِكَ حتى لا تُؤْثِرَ عليها شيئاً، فإذا كُنتَ كَذلكَ لم تُبالِ في بَرٍّ كُنتَ، أو في بَحرٍ، أو في سَهْلٍ، أو في جبلٍ، وكانَ شوقُكَ إلى لقاءِ الحبيبِ شَوقَ الظمآنِ إلى الماءِ الباردِ، وشوقَ الجائعِ إلى الطَّعامِ الطَّيبِ، ويكونُ ذِكرُ اللهِ عندكَ أحلى مِنَ العسلِ، وأحلى من المَاءِ العذبِ الصَّافي عندَ العطشانِ في اليومِ الصَّائفِ".
فوا أسفاهُ على من خرجَ من الدُّنيا ولم يَذقْ أجملَ طعمٍ فيها وهو الإيمانِ، ويا حسرتاهُ على انقضاءِ العمرِ ولم يَشَمَّ أحسنَ رائحةٍ فيه وهو العملُ الصَّالحُ، ويا خيبةَ من عاشَ حياتَه بعيداً عن ربِّه ومولاهُ، أهكذا تُقضى الأيامُ؟، أهكذا تتصرَّمُ السُّنونَ؟، أنعاقبُ بحرمانِ لذةِ المُناجاةِ ونحنُ لا نشعرُ؟، فمتى ينشرحُ الصَّدرُ؟، ومتى يطيبُ العمرُ؟، ولماذا طالَ بيننا وبينَ القرآنِ الهجرُ؟
يقولُ ابنُ القيمِ -رحمَه اللهُ-: "وَأَطْيَبُ الْعَيْشِ وَأَلَذُّهُ عَلَى الْإِطْلَاقِ عَيْشُ الْمُحِبِّينَ الْمُشْتَاقِينَ الْمُسْتَأْنِسِينَ، فَحَيَاتُهُمْ هِيَ الْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ الْحَقِيقِيَّةُ، وَلَا حَيَاةَ لِلْقَلْبِ أَطْيَبَ وَلَا أَنْعَمَ وَلَا أَهْنَأَ مِنْهَا، وَهِيَ الْحَيَاةُ الطَّيِّبَةُ فِي قَوْلِهِ -تعالى-: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً).
نفعني اللهُ وإيَّاكم بالقرآنِ العظيمِ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيمِ، أقولُ ما تَسمعونَ وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، الرحمنِ الرحيمِ، مَالكِ يومِ الدينِ، وصلى اللهُ وسلم على عبدِ اللهِ ورسولِه نبينا محمدٍ وعلى آلِه وصحبِه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.
أما بعد: فيا أهلَ الإيمانِ والقرآنِ، ألا تعجبونَ مما نسمعُ اليومَ ونرى من محاولاتِ الانتحارِ من أبناءِ وبناتِ الإسلامِ، وهذه واللهِ مصيبةٌ كُبرى، وجريمةٌ عُظمى، وإنَّكَ لتقولُ مُندَهِشاً: لماذا وصلَ الحالُ بنا إلى هذا الأمرِ؟، هل استوردنا الحضارةَ الغربيةَ بما فيها من القلقِ والجزعِ والاكتئابِ؟، أخبروني يا أُولي الألبابِ.
الأزمةُ الحقيقيةُ اليومَ هي أزمةُ هجرِ قُرآنِ وضَعفِ إيمانِ، وإلا ما هو السَّببُ الحقيقيُّ لمن يُريدُ الانتحارَ، وهو يعلمُ حقيقةَ الدُّنيا وما فيها من التَّعبِ والنَّصبِ، ويعلمُ حقيقةَ الآخرةِ وما فيها من الحِسابِ والعَتَبِ.
المؤمنُ -أيُّها الأحبَّةُ- لا يعلمُ الغيبَ، ولكنَّهُ يُخطِّطُ لأشياءَ، ويتمنى أشياءً، ويحبُّ أشياءً، ولكن لا يعلمُ هل في هذه الأشياءِ خيرٌ له أو لا، يقولُ -تعالى-: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[البقرة:216]، فإذا كانَ عندَ اللهِ العلمُ والقدَرُ، فعلى المُسلمِ التَّسليمُ والصَّبرُ.
تَجري الأُمورُ على حُكمِ القَضاءِ
ورُبَّما سَرَّني ما كُنتُ أَحذرُه
فيا أبناءَ الإسلامِ: اقرأوا وتدبَّروا آياتِ القرآنِ، واعلموا أنَّ ما شاءَ اللهُ كانَ، وأنَّ حياةَ الإنسانِ مُظلمةٌ بدونِ الإيمانِ والقرآنِ: (أوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا)، فإذا أحياكَ اللهُ -تعالى- بالإيمانِ والقرآنِ، فإنكَ سترى الحياةَ زاهيةَ الألوانِ.
دَعِ الأَيَّـامَ تَفْعَـلُ مَا تَشَـاءُ
وَلا حُـزْنٌ يَدُومُ وَلا سُـرُورٌ
اللهمَّ اجعَلِ القُرآنَ العَظيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنا وَنُورَ صُدُورِنَا وَجَلاءَ أَحزَانِنَا وَذَهَابَ هُمُومِنَا، رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ وَلِيَّ أَمْرِنَا وَوَلِـيَّ عَهْدِهِ، وَوَفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وتَرْضَى، وأَصْلِحْ لَهُمَا البِطَانَةَ والرَّعِيَّةَ، وَاهْدِهِمَا لِلْحَقِّ وَالصَّوَابِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً، دَارَ عَدْلٍ وَإِيمَانٍ، وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ، وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.