القدوس
كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...
العربية
المؤلف | إبراهيم بن صالح العجلان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الصيام |
مرحباً دُرَّةَ الشُّهُورِ، فمنك نتعلم مَبْدَأَ الْمُسَاوَاةِ بَيْنَ الْبَشَرِ، فَلَحْظَةُ جَفَافِ الْأَكْبَادِ، وَظَمَأِ الْحَنَاجِرِ سيعيشها كُلُّ غَنِيٍّ وَفَقِيرٍ، وَشَرِيفٍ وَوَضِيعٍ، فَمَا أَحْرَى أَهْلَ الصِّيَامِ بَعْدَ هَذَا أَنْ يَتَوَاضَعُوا لِخَلْقِ اللَّهِ، فَلَا يَفْخَرُ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْقَى فِي الْقُلُوبِ نَبَضَاتٌ لِلْكِبْرِ وَلَا خَطَرَاتٌ لِأَيِّ غُرُورٍ.
الخطبة الأولى:
إخوة الإيمان:
أقبلت أَيَّامُهُ الْمَعْدُودَاتُ بِخَيْرَاتِهَا وَعَطَايَاهَا وَبَهَائِهَا وَجَلَالِهَا.
أقبل الضيف الغالي مبشراً أَهْلَ الْإِيمَانِ بالخير والتقى، والنور والهدى، (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)
فَحَقٌّ عَلَى الْأَلْسُنِ أَنْ تَلْهَجَ لِلَّهِ متضرعة أن تدرك من فضله وبركاته.
مسْتَشْعِرَةً فَضْلَ رَمَضَانَ عَلَيْهِمْ، وأثره فيهم.
فمرْحباً مرحبا شَهْرَ رَمَضَانَ، فَأَيَّامُكَ دُرَّةً من الدَّهْرِ لَا تُنْسَى، يتعلم فيك أهل الصيام معَانٍ إِيمَانِيَّةِ وًدُّرُوساً تَّرْبَوِيَّةِ تكونُ لَهم زَادًا فِي دِينِهم وَدُنْيَاهم.
مرْحباً بك مِصْبَاحَ الشُّهُورِ، فأنت تذكرنا بأَعْظَمَ مَعَانِي النَّصْرِ، وَأَعْظَمَ صُوَرِ الِانْتِصَارِ، انْتِصَارِ النَّفْسِ اللَّوَّامَةِ عَلَى النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ، وَانْتِصَارِ الْهُدَى وَالتُّقَى عَلَى الْإِعْرَاضِ وَالْهَوَى.
مرْحباً سَيِّدَ الشُّهُورِ، ففيك نتعلم قِيمَةَ الْوَقْتِ وَاسْتِثْمَارِ الدَّقَائِقِ، فَالصَّائِمُ في أيامك يهَجَرُ الْمُلْهِيَاتِ ويقْبِلُ عَلَى الصَّالِحَاتِ الْبَاقِيَاتِ، لِأَنَّهُ يَسْتَيْقِنُ أَنَّهَا أَيَّامٌ مَعْدُودَاتٌ، وَمَا تَمَيَّزَتِ الْأُمَّةُ وَمَا بَزَّ رِجَالُهَا إِلَّا بِهَذِا الْجِدِّ فِي الْعَمَلِ، وَالْحِرْصِ عَلَى الْوَقْتِ قبلَ حلُولِ الأَجَلِ.
مرحباً تَاجَ الشُّهُورِ، فمنك نتعلم أَعْلَى مَرَاتِبِ الدِّينِ: أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّنَا نَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ نَكُنْ نَرَاهُ فَهُوَ يَرَانَا، ثَلَاثُونَ يَوْمًا معك، هِيَ دُرُوسٌ صَامِتَةٌ فِي مُرَاقَبَةِ اللَّهِ، يحَبَسُ الصَّائِمُ فِيهَا نَفْسَهُ عَنِ الْمُفْطِرَاتِ؛ وَلَو أُعطِيَ الصائمُ ما أُعطيَ على أنْ يَحْسُوَ شَرْبَةً، أوْ يَلْعَقَ أَكْلَةً لما قَبِلَ لِأَنَّ وَاعِظَهُ الدَّاخِلِيَّ يُخَاطِبُهُ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى، فَمَا أَجْمَلَ أَنَّ تَكُونَ هَذِهِ الْمُرَاقَبَةُ وَذَلِكَ الْإِحْسَانُ مَنْهَجَ حَيَاةٍ (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)[الْبَقَرَةِ: 195].
مرحباً شَامَةَ الشُّهُورِ، فأنت تذكرنا بقِيمَةِ الْأَمَانَةِ، وَأَوَّلُ الْأَمَانَةِ أَنْ تَـمْتَثِلَهَا النُّفُوسُ، فَالصَّائِمُ كُلّ يَوْمٍ هو أمينٌ مَعَ نَفْسِهِ، رَقِيبٌ عَلَيْهَا، لَا يَخْطُرُ بِبَالِهِ أَنْ يَتَوَارَى عَنِ الْأَعْيُنِ وَيُفْطِرَ، وَلَا يَزَالُ الْمُجْتَمِعُ بِخَيْرٍ مَادَامَتْ شُعْلَةُ الْأَمَانَةِ تُضِيءُ فِي قُلُوبِ أَفْرَادِهَا.
مرحباً شَهْرَ الْقُرْآنِ، فأيامُكَ المعْدُوداتِ كَأَنَّما تُخَاطِبُنا فتقول: إنَّ أَهْنَأَ النَّاسِ حَالًا وَنَفْسًا وَأَجْراً هُمْ مَنْ عَاشُوا مَعَ كَلَامِ اللَّهِ، فَكَانَ الْقُرْآنُ جَلِيسَهُمْ، وَالْمُصْحَفُ لَصِيقَهُمْ، فَمَعَ الْقُرْآنِ تَحْلُو الْحَيَاةُ، وَيَطِيبُ الْعَيْشُ، وَتَطْمَئِنُّ الصُّدُورُ.
مرحباً شَهْرَ الْهِمَمِ، فمنك نتعلمُ قُوَّةَ الْإِرَادَةِ، فَمَدْرَسَةُ الصِّيَامِ هي مدرسة الترويض والتأهيل، فمع الصيام ومشقته يترسَّخُ عند العبد أنَّه إِذَا فَكَّرَ أَرَادَ، وَإِذَا أَرَادَ نَفَّذَ، وَهَذِهِ هِيَ الْإِيجَابِيَّةُ الَّتِي يَنْبَغِي أَنْ نَتَرَبَّى عَلَيْهَا، وَنُرَبِّيَ عَلَيْهَا أَبْنَاءَنَا، وَأَنْ تَسْتَدْفِعَ بِهَذِهِ الْهِمَّةِ وَالْإِيجَابِيَّةِ، كُلَّ عَجْزٍ وَسَلْبِيَّةٍ، وَخَوَرٍ وَانْهِزَامِيَّةٍ.
مرحباً شَهْرَ العطاء والْعَطَايَا، فالْبَذْلُ وَالْعَطَاءُ، وَالْجُودُ وَالسَّخَاءُ، مَعَانِ جَمِيلَةً تَسْتَعْذِبُهَا الْقَرَائِحُ، ولكنَّها في أيامِ رمضانَ واقعٌ، فَمُشَاهَدٌ أَنْ فَكَّ الْكَفَّيْنِ بِالْعَطَاءِ، سَهْلٌ لِمَنْ أعمر قلبه بالتقوى، وطَلَبَ مَغْفِرَةَ ربِّه ورَجَى، فَأَقْبِلْ يَا عَبْدَ اللَّهِ عَلَى الْإِنْفَاقِ، تُقْبِلْ عَلَيْكَ الدَّعَوَاتُ، وَالْحَسَنَاتُ الْمُضَاعَفَاتُ (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ).
مرحباً دُرَّةَ الشُّهُورِ، فمنك نتعلم مَبْدَأَ الْمُسَاوَاةِ بَيْنَ الْبَشَرِ، فَلَحْظَةُ جَفَافِ الْأَكْبَادِ، وَظَمَأِ الْحَنَاجِرِ سيعيشها كُلُّ غَنِيٍّ وَفَقِيرٍ، وَشَرِيفٍ وَوَضِيعٍ، فَمَا أَحْرَى أَهْلَ الصِّيَامِ بَعْدَ هَذَا أَنْ يَتَوَاضَعُوا لِخَلْقِ اللَّهِ، فَلَا يَفْخَرُ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْقَى فِي الْقُلُوبِ نَبَضَاتٌ لِلْكِبْرِ وَلَا خَطَرَاتٌ لِأَيِّ غُرُورٍ.
سَلَامٌ عَلَيْكَ قَمَرَ الشُّهُورِ، فَفِي إِطْلَالَتِكَ مَشْهَدٌ مِنْ مَشَاهِدِ تَوَحُّدِ الْأُمَّةِ، فَمِنْ مَشَارِقِ الْأَرْضِ إِلَى مَغَارِبِهَا تَوَحَّدَتِ الْأُمَّةُ عَلَى الْإِمْسَاكِ وَعَلَى الْفِطْرِ فِي وَقْتٍ مَعْلُومٍ بِدَايَتُهُ وَنِهَايَتُهُ، وَالتَّوَافُقُ فِي الْهَيْئَةِ وَالْحَالِ يُورِثُ الرَّأْفَةَ وَالْأُلْفَةَ وَالرَّحْمَةَ وَالْمَوَدَّةَ.
مرحباً شَهْرَ الصِّيَامِ فمنك نتعلم أَنَّ الِاجْتِمَاعَ عَلَى الطَّاعَةِ مِنْ أَعْظَمِ مَا يُعِينُ عَلَى الْخَيْرِ؛ بِهَذَا الِاجْتِمَاعِ يشَجَّعُ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فمَسَاجِدُنَا في أيامِكَ مَلْئَ بِالرَّاكِعِينَ السَّاجِدِينَ، وَصُفُوفُنا تَشْهَدُ بِالسَّبَّاقِينَ الْمُنَافِسِينَ، جِبَاهٌ وَضَّاءَةٌ تَسْجُدُ لِبَارِيهَا، وَدُمُوعٌ رَقْرَاقَةٌ تَتَقَاطَرُ عَلَى مَآقِيهَا، ولا يَزَالُ العَبْدُ بِخَيْرٍ وَعَلى خَيْرٍ مَا عَظُمَتْ في قلبه الصلاة، وعَظُمَ فيه مكانةُ شهودِ جماعتها، فَصَلَاتُكَ هِيَ رَأْسُ مَالِكَ، بِهَا تَكُونُ نَجَاتُكَ.
مرحباً شَهْرَ الْأَخْلَاقِ، فأنتَ تُبَشِّرُنا بِنَقْلَةٍ إِصْلاحِيَّةٍ في أَخْلَاقِنَا، فَمَعَكَ يَتَطبَّعُ الصائمون بِكَثِيرٍ مِنَ المَحاسن، فِي عَصْرٍ نُعَانِي فِيهِ مِنْ أَزَمَاتٍ فِي الْأَخْلَاقِ، فأَيَّامُكَ دُرُوسٌ صامتة فِي تَرْوِيضِ النَّفْسِ عَلَى الصَّبْرِ وَالْحِلْمِ وَالْعَفْوِ وَالصَّفْحِ وَعَلَى عَفَافِ اللِّسَانِ وَالْبَصَرِ.
إخوة الإيمان: النِّعمُ إذا تكرَّرَ ورودُها قلَّ الشعورُ بها، ومع الصيام، نستشعرُ النِّعَمَ الصغارَ والعظام، ، فالصائمُ في نهارِهِ يَمَسُّهُ حَالُ الجوعِ والمسْغَبَةِ، وَيَذُوقُ طَعْمَ الفَقْدِ تعبداً واختياراً، فيَحُسُّ بمَنْ ذاقَ العَدَمَ عَجْزاً وَاضْطِرَاراً، فَيَشْكُرُ بَعْدَها نِعَمَ اللهِ عَلَيْه بِمَدِّ يَدِ العَوْنِ لِلْمُحْتاجِينَ.
مرحبا رمضان، فمنك نَتَعَلَّمُ مَبْدَأً عَظِيماً، هو أَسَاسُ صَلَاحِنَا وَفَلاحِنَا، حينَ تَغْرِسُ التَّأَسِّيَ والإتباع فينا، فأيامك المشهودة موسم يَزْدَادُ فِيهِ الْمُؤْمِنُ ارْتِبَاطًا بِهَدْيِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالْصائمُ الحقُّ تراه في رمضان يَتَحَرَّى وَيَسْأَلُ، وَيَتَتَبَّعُ وَلَا يَحِيدُ؛ حَتَّى يَكُونَ صومُه كُلُّهُ وَفْقَ الْهَدْيِ النَّبَوِيِّ الْكَرِيمِ.
ترى الصائم توضعُ له سُفْرَتُه مَلْئَ بِأَطايبِ الطَّعام، فلا تمتدُّ يدُه إلا للرُّطبِ، تأسيّاً واستجابة، مع أنَّه سُنةٌ وليس بواجب، وهكذا أصبحَ الصائمُ عبداً مُسْتسلماً يُحَرِّكُهُ الوحيُ، والنصُّ النَّبوي، دونَ اعتراضٍ بِفَهْمٍ جَديد، أو أنَّ في المسألة قولان.
مرحباً رمضان، ففيك نَرْتَوي مِنْ معانِ التَّسْلِيمِ لِلشَّرْعِ، فَلَا اعْتَرِاضَ عَلَى وَقْتِ الْإِمْسَاكِ وَلَا عَلَى الْمُفْطِرَاتِ، وَإِنَّمَا هو امْتِثال وَانْقِيادُ.
فَمَا أَحْرَانَا أَنَّ نُعَزِّزَ هَذِهِ الْمَعَانِ التَّسْلِيمِيَّةَ الَّتِي سَنَسْتَقْبِلُها فِي رَمَضَانَ، وَأَنْ نُعَظِّمَ مِنْ مَبْدَأِ الانْقِيَادِ لِلشَّرْعِ، فِي زَمَنٍ تُشَاعُ فِيهِ الِانْحِرَافَاتُ الْفِكْرِيَّةُ، وَيُرَوَّجُ فِيهِ لِلتحرُّرِ والْعَلْمَانِيَّةِ، وَيُعَادُ إِنْتَاجُهَا عَلَى أَنَّهَا هِيَ الْحَلُّ الْأَمْثَلُ لِلْبَشَرِ، بَدِيلًا عَنِ شَرِيْعةِ الرَّحْمَنِ.
بَارَكَ اللَّهُ لَنَا فِي الْوَحْيَيْنِ، وَنَفَعَنَا وَإِيَّاكُمْ بِهَدْيِ سَيِّدِ الثَّقَلَيْنِ.
الخطبة الثانية:
أَمَّا بَعْدُ فَيَا إِخْوَةَ الْإِيمَانِ:
إن من رحمة الله تعالى أنْ كَتَبَ لِعِبَادِهِ مواسِمَ رَوْحانيةً، تُشْرِقُ ثُمَّ تَغْرُبْ، فَيُجَدِّدُ العبدُ فيها العهْدَ مع ربِّه وَيَقْرُبْ، فَحَرِيٌّ بِنَا أنْ نُحَافِظَ على هذه المكاسِبَ، وأنْ تَكُونَ من أساسِ اهتماماتِنا وأعلى المطالب.
هنيئاً هنيئاً، لمنْ عَرَفَ لهذه الأيامِ قدْرها، وسعى فيها للآخرة حقَّ سعيها.
هنيئاً لمن أحْسَنَ الصيامَ وتزكَّى، وواظبَ على القيامِ وصلى.
هنيئاً لمن بذل وأعطى، وآثَرَ الآخرةَ على الدُّنيا، فَبُشْرَاهُمْ مِنْ رَبِّهم الحسنى، (إنَّ الله لا يضيع جر من أحسن عملاً).
هنيئاً لمن عَزَمَ واتخذ قراره، وعَقَدَ النِّيَّةَ على أنْ يُغيِّرَ حَالَهُ، بمحاسبة النفس على تقصيرها، وردِّ المظالم إلى أهلها.
هنيئاً لمن غضَّ الطرف عن المحارم وتاب، وكف اللسان عن المآثم وأناب.
هنيئاً لعبدٍ عَرَفَ أن رمضانَ حياةٌ تَخْتَلِف، حياةٌ تَعود فيها النفوسُ إلى رشْدِها وباب ربِّها، فتنطلق حينها الجوارحُ إلى أعمالٍ صالحاتٍ، وطاعاتٍ وقرباتٍ .
هنيئاً لمن تحيَّنُ قدومَ شهرِ القرآن، وقد عَزَمَ أنْ يكونَ رفيقَ القرآنِ ولصيقَه، فلا ينقضي رمضان إلا وقد ختَمَه ما شاء الله له أن يَخْتُم .
هنيئاً لرجلٍ تاقت نفسُه لقيامِ ليلِ رمضانَ كلِّه مع إمامه، ليدرك بذلك أجر: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدَّم من ذنبه"
وهنيئاً لأيادٍ بيضاء، قد استعدَّت للبذلِ والسخاء، والإكثارِ من تفطيرِ الأكبادِ الصائمة، "فمن فطَّر صائماً فله مثلً أجرِهِ".
وهنيئاً لرجالاتٍ عاهدوا أنفسَهُم على ترتيب جدولهم وأوقاتهم، لأنَّ أيامَ شَهْرِهِمْ المبارك أقلَّ مِنَ أن يُضَيِّعُوها في مسامراتٍ ضائعة، وصَبْوةٍ طائشة.
فلهؤلاء يقال: مبارك لكم شهر رمضان، فأنتم أوْفَرُ النَّاسِ حَظَّاً في رمضان، وأَسْعدُ الخلْقِ فوزاً في رمضان.
اللهم يا كريم يا رحمن بلغنا شهر رمضان، واجعلنا فيه من المعتَقين من النار، اللهم أهلَّه علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، اجعلنا بفضلك وعونك ممن يصومه ويقومه إيماناً واحتساباً.
اجعلنا بعونك وتيسيرك من السبَّاقين إليك، المقربين لديك، ونعوذ بك أن نكون ممن التهى عن الدين، فكان الخاسرين.
صلوا بعد ذلك على إمامِ المتقين، وخيرِ المرسلين، كما أمركُمْ ربُّ العالمين..