البحث

عبارات مقترحة:

الولي

كلمة (الولي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (وَلِيَ)،...

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...

تأملات في سورة الحجرات

العربية

المؤلف ملتقى الخطباء - الفريق العلمي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات القرآن الكريم وعلومه - العقيدة
عناصر الخطبة
  1. سبب تسمية السورة بالحجرات .
  2. الأدب مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
  3. من الآداب المذكورة في سورة الحجرات .
  4. مناسبة بداية السورة مع خاتمتها .

اقتباس

القرآن الكريم دستور عقيدة وأخلاق وعبادة ومعاملات وسلوك، وما من سورة من سورة إلا وهي تهدف إلى تربية الإنسان وتهذيبه وإصلاحه وإعداده للحياة الدنيا والآخرة، ومن هذه السور العظيمة في القرآن الكريم، سورة الحجرات، وسُمّيت...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب:70-71]، أما بعد:

أيها المؤمنون: القرآن الكريم، دستور عقيدة وأخلاق وعبادة ومعاملات وسلوك، وما من سورة من سورة إلا وهي تهدف إلى تربية الإنسان وتهذيبه وإصلاحه وإعداده للحياة الدنيا والآخرة، ومن هذه السور العظيمة في القرآن الكريم، سورة الحجرات، وسُمّيت سورة الحجرات بهذا الاسم نسبةً إلى الحجرات التي كانت تسكنها أمهات المؤمنين -رضي الله عنهنّ-؛ وذلك لحديث السُّورة عن حرمات بيوت النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وقد كان هناك أسباب لنزولها حسب الحوادث المذكورة فيها.

إن أول ما يبرز للنظر عند مطالعة السورة هو أنها تكاد تستقل بوضع معالم كاملة، لعالم رفيع كريم نظيف سليم متضمنة القواعد والأصول والمبادئ والمناهج التي يقوم عليها هذا العالم، والتي تكفل قيامه أولا، وصيانته أخيرا.. عالم يصدر عن الله، ويتجه إلى الله، ويليق أن ينتسب إلى الله.. عالم نقي القلب، نظيف المشاعر، عف اللسان، وقبل ذلك عف السريرة.. عالم له أدب مع الله، وأدب مع رسوله، وأدب مع نفسه، وأدب مع غيره. أدب في هواجس ضميره، وفي حركات جوارحه.

معاشر المسلمين: لقد تحدثت هذه السورة عن الكثير من الآداب التي ينبغي للمسلمين أن يلتزموا بها ويطبقوها سلوكاً وواقعاً في الحياة ومن هذه الآداب:

الأدب مع الله -جل جلاله-؛ يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)[الحجرات:1].

والأدب مع الله يتضمن وصفه تعالى بصفات الكمال، وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له، والتسليم لحكمه والرضاء بقدره والخضوع له، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، ومراقبته والتوكل عليه ومحبته والخوف منه ورجائه وشكره، والولاء له والبراء من أعدائه، وما إلى ذلك مما يجب لله.

ومنها: الأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ).

قال ابن سعدي عند تفسيره لهذه الآية: "وهذا أدب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، في خطابه؛ أي: لا يرفع المخاطب له، صوته معه، فوق صوته، ولا يجهر له بالقول، بل يغض الصوت، ويخاطبه بأدب ولين، وتعظيم وتكريم، وإجلال وإعظام، ولا يكون الرسول كأحدهم، بل يميزوه في خطابهم، كما تميز عن غيره، في وجوب حقه على الأمة، ووجوب الإيمان به، والحب الذي لا يتم الإيمان إلا به، فإن في عدم القيام بذلك، محذورًا، وخشية أن يحبط عمل العبد وهو لا يشعر، كما أن الأدب معه من أسباب حصول الثواب وقبول الأعمال. ثم مدح من غض صوته عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بأن الله امتحن قلوبهم للتقوى؛ أي: ابتلاها واختبرها، فظهرت نتيجة ذلك بأن صلحت قلوبهم للتقوى، ثم وعدهم المغفرة لذنوبهم، المتضمنة لزوال الشر والمكروه، والأجر العظيم، الذي لا يعلم وصفه إلا الله تعالى، وفي الأجر العظيم وجود المحبوب، وفي هذا دليل على أن الله يمتحن القلوب بالأمر والنهي والمحن؛ فمن لازم أمر الله واتبع رضاه وسارع إلى ذلك وقدمه على هواه تمحض وتمحص للتقوى، وصار قلبه صالحًا لها، ومن لم يكن كذلك علم أنه لا يصلح للتقوى".

والأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقتضي محبته، وطاعته، وتوقيره، وعدم التقديم بين يديه، وخفض الصوت عنده، والتمسك بسنته، والإكثار من الصلاة عليه، وإكرام أهل بيته، ومحبة أصحابه، وما إلى ذلك مما يجب تجاهه عليه الصلاة والسلام.

عباد الله: ومن هذه الآداب، أدب تلقّي الأخبار: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)[الحجرات: 6 ]؛ أي: تثبتوا في خبره، محصوه تمحيصاً بحق وعدل؛ لئلا يكون كاذباً أو مخطئاً فيجركم ذلك إلى أن تصيبوا قوماً بجهالة، قوماً هنا نكرة تعم الذكر والأنثى والصالح والطالح، عدلاً بين الناس وإحساناً إليهم، واحتراماً لدمائهم وأموالهم وأعراضهم، فتصبحوا على ما فعلتم من اعتماد على قبول خبر الفاسق فيهم نادمين معرضين للوعيد في قول الله سبحانه: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)[الأحزاب:58].

ومنها: أدب الأخوّة بين المؤمنين: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الحجرات: 10]

ومنها: أدب الإصلاح في حال وقوع خلاف: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)[الحجرات:9].

والصلح خيرٌ تهبُّ به على القلوب المتجافية رياحُ الأنس ونسماتُ النَّدى؛ صلحٌ تسكنُ به النفوسُ، ويتلاشى به النزاعُ، الصلحُ نهجٌ شرعيٌ يُصانُ به الناسُ وتُحفظُ به المجتمعات من الخصام والتفككِ.

بالصلح تُستجلب المودات وتعمر البيوتات، ويبثُ الأمنُ في الجنبات، ومن ثَمَّ يتفرغُ الرجالُ للأعمالِ الصالحةِ، يتفرغون للبناءِ والإعمار بدلاً من إفناءِ الشهورِ والسنواتِ في المنازعاتِ، والكيدِ في الخصومات، وإراقة الدماءِ وتبديد الأموال، وإزعاج الأهلِ والسلطاتِ، وقد أمر الله تعالى بإصلاح ذات البين وجعله عنوانَ الإيمان، فقال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[الأنفال: 1].

عباد الله: ومن هذه الآداب: الآداب الاجتماعية بين المسلمين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)[الحجرات:11-12].

فليست من أخلاق المسلمين السخرية من أحد، وليست من أخلاقهم التنابز بالألقاب والتفاخر بالأحساب والانساب، وليست من أخلاقهم الغيبة والقيل والقال، وليس من أخلاقهم سوء الظن، والظن الذي أمرنا هنا باجتنابه هو بمعنى التهمة التي لا يعرف لها أمارات صحيحة، ولا أسباب ظاهرة، ولا سيما إن كان المظنون به من أهل الأمانة ظاهراً، والستر والصلاح، وهو -أي الظن- بهذا الاعتبار حرام؛ لقوله سبحانه: (اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) وقول رسوله -صلى الله عليه وسلم-: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث" متفق عليه.

ويشتد تحريمه ويعظم إثمه إذا جر الظان للتجسس على المظنون به، التجسس الذي نهينا عنه بقول الله سبحانه: (وَلا تَجَسَّسُوا)، وقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "لا تجسسوا ولا تحسسوا" (متفق عليه)؛ أي لا يبحث أحدكم عن عيوب وعورات لأخيه.

ويروى عن أبي برزة الأسلمي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإن من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته" (رواه أحمد وأبو داود).

أدب التعامل مع الناس جميعاً: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[الحجرات:13].

الغاية من جعلكم شعوبا وقبائل إنها ليست التناحر والخصام، إنما هي التعارف والوئام؛ فأما اختلاف الألسنة والألوان، واختلاف الطباع والأخلاق، واختلاف المواهب والاستعدادات فتنوع لا يقتضي النزاع والشقاق، بل يقتضي التعاون للنهوض بجميع التكاليف والوفاء بجميع الحاجات، وليس للون والجنس واللغة والوطن وسائر هذه المعاني من حساب في ميزان الله. إنما هنالك ميزان واحد تتحدد به القيم، ويعرف به فضل الناس: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).. والكريم حقا هو الكريم عند الله، وهو يزنكم عن علم وعن خبرة بالقيم والموازين: (إن الله عليم خبير).

وهكذا تسقط جميع الفوارق، وتسقط جميع القيم، ويرتفع ميزان واحد بقيمة واحدة، وإلى هذا الميزان يتحاكم البشر، وإلى هذه القيمة يرجع اختلاف البشر في الميزان.

وهكذا تتوارى جميع أسباب النزاع والخصومات في الأرض؛ وترخص جميع القيم التي يتكالب عليها الناس، ويظهر سبب ضخم واضح للألفة والتعاون: ألوهية الله للجميع، وخلقهم من أصل واحد؛ كما يرتفع لواء واحد يتسابق الجميع ليقفوا تحته: لواء التقوى في ظل الله. وهذا هو اللواء الذي رفعه الإسلام؛ لينقذ البشرية من العصبية للجنس، والعصبية للأرض، والعصبية للقبيلة، والعصبية للبيت. وكلها من الجاهلية وإليها، تتزيا بشتى الأزياء، وتسمى بشتى الأسماء، وكلها جاهلية عارية من الإسلام.

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

الخطــبة الثانـية:

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

أيها المؤمنون: لقد بدأت سورة الحجرات بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[الحجرات:1]، وختمت السورة بقوله تعالى: (إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[ الحجرات:٩]، والكلام في الآيتين الكريمتين يتناسب تناسباً عجيباً؛ فالآية الأولى يُخاطب الله -سبحانه وتعالى- المُؤمنين، وتُوجّه الآية الكريمة جميع المؤمنين بألّا يتكلّموا في دين الله تعالى دون علم به، وأن يكون مَستندهم في أي حكم وعلم لله والرسول، وألّا يُقدّموا بين يدي الله ورسوله؛ فالله -سبحانه وتعالى- سميع عليم، ثم تأتي خاتمة السورة لإقرار وتأكيد أنّ الله -سبحانه وتعالى- يعلم غيب السموات والأرض، والله -سبحانه وتعالى- بصير ومُطّلع على جميع البشر وما يعلمون.

فهذه السورة هي حقاً سورة الآداب الاجتماعية وقد سميّت بـ (الحجرات)؛ لأن الله تعالى ذكر فيها حرمة بيوت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي الحجرات التي كان يسكنها أمهات المؤمنين الطاهرات -رضوان الله عليهم-؛ وهذا لتربطنا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي هذا دلالة أيضاً على ارتباط السور الثلاثة محمد والفتح والحجرات بمحور واحد هو محمد -صلى الله عليه وسلم-، ففي سورة محمد كان الهدف إتّباع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وفي سورة الفتح مواصفات أتباعه، وفي سورة الحجرات أدب التعامل مع الرسول والمجتمع.

فتخلقوا -رحمكم الله- بهذه الآداب، والتزموا بها في حياتكم تفلحوا في دنياكم وآخرتكم.

هذا وصلوا وسلموا على أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال -تعالى-:(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].