البحث

عبارات مقترحة:

الحميد

(الحمد) في اللغة هو الثناء، والفرقُ بينه وبين (الشكر): أن (الحمد)...

الرقيب

كلمة (الرقيب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

الرحمن

هذا تعريف باسم الله (الرحمن)، وفيه معناه في اللغة والاصطلاح،...

البشرى والبشارة .. يا أيها الذين آمنوا أبشروا!

العربية

المؤلف فؤاد بن يوسف أبو سعيد
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات القرآن الكريم وعلومه - التربية والسلوك
عناصر الخطبة
  1. أهمية البشارة والنذارة والمقصود بهما .
  2. بعض بشائر القرآن للمؤمنين .
  3. بشائر الله للأنبياء والشهداء .
  4. بشائر النبي -صلى الله عليه وسلم- للصحابة .
  5. فضل نقل البشرى وتبليغها وفضل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- .
  6. وضع القبول للإنسان في الأرض عاجل بشراه بقبول عمله .
  7. بقاء المبشرات بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- .
  8. بشارة الملائكة للمؤمنين عند الموت ويوم القيامة .

اقتباس

البشارة الإخبار بما يفرح ويسر، والنذارة بما يسوء ويحزِن، فبشارة المؤمنين برضا الرحمن الرحيم، والفوز بجنات النعيم؛ من الأوامر الربانية للرسل والأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، حيث أمرهم ربهم أن يبشروا المؤمنين العاملين. وإذا نظرنا إلى القرآن كلِّه؛ وجدنا فيه...

الحمد لله ...

وظيفة الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- بين البشارة والنذارة، البشارة للمؤمنين الموحدين، والنذارة للكافرين المشركين، قال سبحانه: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ) [البقرة: 213].

والرسل بعثوا كذلك، قال سبحانه: (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) [النساء: 165].

فالبشرى للمتقين والنذراة لشديدي الخصومة المعاندين، قال سبحانه: (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ) [مريم: 97].

والبشارة الإخبار بما يفرح ويسر، والنذارة بما يسوء ويحزِن، فبشارة المؤمنين برضا الرحمن الرحيم، والفوز بجنات النعيم؛ من الأوامر الربانية للرسل والأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، حيث أمرهم ربهم أن يبشروا المؤمنين العاملين، فقال سبحانه: (وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 25].

وإذا نظرنا إلى القرآن كلِّه؛ وجدنا فيه البشائر للمؤمنين، قال سبحانه: (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ) [البقرة: 97].

بشارة القرآن للمؤمنين العاملين بالأجر الكبير، قال سبحانه: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) [الإسراء: 9].

وآيات القرآن تزيد المؤمنين إيمانا واستبشارا، وتزيد المنافقين -والعياذ بالله- رجسا وخسارا، قال سبحانه: (وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ) [التوبة: 124- 125].

ويأمر نبيَّه -صلى الله عليه وسلم- أن يبشر المؤمنين بالفضل الكبير، قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرً * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا) [الأحزاب: 45 - 47].

أيها المؤمنون الصابرون على ابتلاء الله: أبشروا بالفرج القريب، قال سبحانه: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) [البقرة: 155 - 156].

أبشروا -يا أولياء الله- أبشروا بسبب تقواكم لله، وإيمانكم بالله، قال تعالى: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس: 62 - 64].

وأنتم -أيها المخبتون- يا من تضطرب قلوبكم عند ذكر الله، وتصبرون على المصاب، وتقيمون الصلاة، وتنفقون مما رزقكم الله، القائل سبحانه: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) [الحج: 34 - 35].

وأبشروا يا من أحسنتم في عبادة الله، وأحسنتم مع خلق الله، قال سبحانه: (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) [الحج: 37].

وأنت يا من اتبعت هدى الله، وخفته بالغيب؛ أبشر بمغفرة من الرحمن الرحيم، والأجر الكريم من الرب الكريم، قال سبحانه لرسوله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ) [يس: 11].

والبشرى لعباد الله الذين اجتنبوا الأصنام والأوثان فلم يعبدوها، واتبع أحسن القول، قال سبحانه: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ *  الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) [الزمر: 17 - 18].

والله يبشر من شاء من عباده، فبشر زكريا بيحيى -عليهما السلام-، قال سبحانه: (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران: 39].

والذي يعاين الخير يبشِّر أحبابه، بما حصل له، حتى يلحقوه، فالشهداء في سبيل الله يستبشرون بما وجدوه وعاينوه من الخيرات، ويبشرون من بعدهم بعدم الخوف ولا الحزن، قال سبحانه: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 169 - 171].

البشارة للشهداء؛ تضمنت الرحمةَ منه والرضوان والخلود في الجنات، قال سبحانه: (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) [التوبة: 21 - 22].

والبشارة ليست للمقاتلين المجاهدين فحسب؛ بل لمن تاب وعبَدَ الله -سبحانه-، وحمدَه وداوَم على الصلوات، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وحفظ حدود الله، قال سبحانه: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [التوبة: 112].

وبشائر الله -سبحانه- على عباده مؤمنِهم وكافرِهم، متواليةٌ في الدنيا، ومن ذلك: إرسالُ الرياحِ ونزولُ الغيث، والناس يستبشرون بهذه الرحمات، قال سبحانه: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [الروم: 46].

وقال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الروم: 48].

والملائكة بشَّروا إبراهيم -عليه السلام- وزوجته بولد بعد أن كبِرا وشابَا، قال سبحانه: (وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ) [هود: 69 - 71].

بشروه بالولد، وكان لا يُولد له فاستبعد ذلك، وأصابه شيء من الوجَل: (قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ* قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ* قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ) [الحجر: 53- 56].

والملائكة يبشرون الذين استقاموا بعد إيمانهم، يبشرونهم بالجنة، فلا خوف عليهم، ولا حزن، ويتكفَّلون لهم أنهم يوالونهم في الدنيا والآخرة، ويبشرونهم بالنزُل العظيم، من الرب الرحيم، قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت: 30].

والنبي -صلى الله عليه وسلم- بشر جماعة من الصحابة بالجنة، وذكرهم بالاسم وهم أحياء، فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدٌ بن أبي وقاص فِي الْجَنَّةِ، وَسَعِيدٌ بن زيد فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فِي الْجَنَّةِ" [صحيح الجامع (50)].

وبشر صلى الله عليه وسلم غير هؤلاء العشرة بالجنة؛ منهم: جعفر بن أبي طالب، الذي  "يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ مَعَ الْمَلائِكَةِ بجناحين" [الصحيحة (1226)].

وسيدَ الشهداء حمزة بن عبد المطلب، فعن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "دخلت الجنة البارحةَ، فنظرت فيها؛ فإذا جعفر يطير مع الملائكة، وإذا حمزة متكئ على سرير" [(3363) صحيح الجامع].

و"عبد الله ابن سلام؛ عَاشِرُ عَشَرَةٍ فِي الْجَنَّةِ" [(3975) صحيح الجامع].

وزيد بن حارثة -رضي الله تعالى عنه- قال عنه النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-: "دَخَلْتُ الْبَارِحَةَ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِجَارِيَةٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتِ يَا جَارِيَةُ؟ قَالَتْ: لِزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، فَبَشَّرَهُ بِهَا حِينَ أَصْبَحَ" لفظه في [الآحاد والمثاني (1/189) (256) وانظر نحوه (3366) صحيح الجامع].

وهذا زيد بن عمرو بن نفيل، قال في حقه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "دخلت الجنة؛ فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل درجتين" (3367) صحيح الجامع].

وزيد هذا كان يدعو إلى التوحيد في الجاهلية، وكان على الحنيفية ملة إبراهيم.

وحارثة بن النعمان، قَالَ عنه رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ؛ فَسَمِعْتُ فِيهَا قِرَاءَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هذَا؟ قَالُوا: حَارثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، كَذَلِكُمُ الْبِرُّ، كَذَلِكُمُ الْبِرُّ" (3371) في صحيح الجامع: "وكان أبر الناس بأمه" الصحيحة (913)].

أما بلال بن رباح -رضي الله تعالى عنه-؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "دخلت الجنة، فسمعت خَشْفة بين يدي، قلت: ما هذه الخِشْفة؟ فقيل: هذا بلال يمشي أمامك" [(3369) صحيح الجامع].

وكذلك أبو الدحداح، فقد قال عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كَمْ مِنْ عِذْقٍ مُعَلَّقٍ أَوْ مُدَلًّى فِي الْجَنَّةِ لابْنِ الدَّحْدَاحِ" أَوْ قَالَ شُعْبَةُ: "لأَبِي الدَّحْدَاحِ" [رواه مسلم].

وأبو الدحداح، هذا هو الذي تصدق ببستانه؛ بيرحاء، أفضل بساتين المدينة عندما سمع الله يقول: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [البقرة: 245].

أما ورقة بن نوفل، فقد روى الحاكم بإسناد صحيح عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تسبُّوا ورقةَ بنَ نوفل، فإني قد رأيت له جنة أو جنتين" [(7320) صحيح الجامع].

وبشَّر الغميصاء -رضي الله عنها- فقال صلى الله عليه وسلم: "دَخَلْتُ الْجَنَّةَ؛ فَسَمِعْتُ خَشْفَةً، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟! قَالُوا: هَذِهِ الْغُمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ؛ أُمُّ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ" [رواه مسلم عن أنس].

أما نبينا -صلى الله عليه وسلم-؛ فبشر به عيسى -عليه السلام-، قال سبحانه: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) [الصف: 6].

قال عليه الصلاة والسلام: "أنا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، وَبُشْرَى عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، وَرَأَتْ أُمِّي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ؛ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ..." [الصحيحة (1545)].

والنبي -صلى الله عليه وسلم- يبشر الصحابة: "وَهْوَ نَازِلٌ بِالْجِعْرَانَةِ؛ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَمَعَهُ بِلاَلٌ، فَأَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَعْرَابِىٌّ، فَقَالَ: "أَلاَ تُنْجِزُ لِى مَا وَعَدْتَنِى!" فَقَالَ لَهُ: "أَبْشِرْ" فَقَالَ: "قَدْ أَكْثَرْتَ عَلَىَّ مِنْ أَبْشِرْ" فَأَقْبَلَ عَلَى أَبِى مُوسَى وَبِلاَلٍ كَهَيْئَةِ الْغَضْبَانِ، فَقَالَ: "رَدَّ الْبُشْرَى فَاقْبَلاَ أَنْتُمَا" قَالاَ: قَبِلْنَا. ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ، وَمَجَّ فِيهِ -أي لَفَظ ما فى فمه- ثُمَّ قَالَ: "اشْرَبَا مِنْهُ، وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِكُمَا، وَأَبْشِرَا" [البخارى].

وقال صلى الله عليه وسلم لنَفَرٌ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ: "يَا بَنِى تَمِيمٍ! أَبْشِرُوا" قَالُوا: "بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا" فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، فَجَاءَهُ أَهْلُ الْيَمَنِ، فَقَالَ: "يَا أَهْلَ الْيَمَنِ، اقْبَلُوا الْبُشْرَى إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ" قَالُوا: قَبِلْنَا، فَأَخَذَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- يُحَدِّثُ بَدْءَ الْخَلْقِ وَالْعَرْشِ.

أيها المرضى ويا من ابتليتم في أنفسكم وأجسادكم! أبشروا، والبشرى من النبي -صلى الله عليه وسلم- لمرضى المسلمين؛ بتخليصهم من الذنوب والخطايا، عَنْ أُمِّ الْعَلاءِ قَالَتْ: عَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَنَا مَرِيضَةٌ، فَقَالَ: "أَبْشِرِي يَا أُمَّ الْعَلاءِ! فَإِنَّ مَرَضَ الْمُسْلِمِ يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ خَطَايَاهُ كَمَا تُذْهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ" [الصحيحة (714) أخرجه أبو داود (3092)].

ونَقْلُ البشرى وتبليغُها؛ من السنة، ففيها إدخال السرور والفرح على أخيك المسلم، فقد ورد أن عائشة -رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا- قالت فِى قِصَّةِ الإِفْكِ: "ثُمَّ قَالَ: تَعْنِى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَبْشِرِى يَا عَائِشَةُ! فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَنْزَلَ عُذْرَكِ" وَقَرَأَ عَلَيْهَا الْقُرْآنَ. فَقَالَ أَبَوَاىَ: قُومِى فَقَبِّلِى رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْتُ: "أَحْمَدُ اللَّهَ لاَ إِيَّاكُمَا" [لفظ البيهقي ورواه أبي داود (5219) صحيح الجامع (38) وأصله في البخاري وغيره].

وهذا "زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ..كَتَبَ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يُعَزِّيهِ فِيمَنْ أُصِيبَ مِنْ أَهْلِهِ وَبَنِي عَمِّهِ يَوْمَ الْحَرَّةِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنِّي أُبَشِّرُكَ بِبُشْرَى مِنْ اللَّهِ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَنْصَارِ، وَلِذَرَارِيِّ الأَنْصَارِ، وَلِذَرَارِيِّ ذَرَارِيِّهِمْ" [الترمذي (3902) وأصله عند البخاري ومسلم].

ويبشر النبي -صلى الله عليه وسلم- من يصلي عليه من أمته، عن عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ وَالْبُشْرَى فِي وَجْهِهِ، فَقُلْنَا: إِنَّا لَنَرَى الْبُشْرَى فِي وَجْهِكَ! فَقَالَ: "إِنَّهُ أَتَانِي الْمَلَكُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ: "أَمَا يُرْضِيكَ أَنَّهُ لا يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ إِلاَّ صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا! وَلا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ إِلاَّ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا؟!" [رواه النسائي (1283) حسن، التعليق الرغيب (2/279)].

أيها المسلمون: ما دمتم تفعلون الخيرات لوجه الله، ولا تريدون من الناس جزاء ولا شكورا، فإذا انتشر ذكركُم بين الناس، وشكرهم لكم، وثنائهم عليكم؛ فما ذلك إلا بشرى معجلة لقبول أعمالكم: "قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنَ الْخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ؟! قَالَ: "تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ" [مسلم].

إن النبوة انقطعت بموت النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يبق منها إلا المبشرات، والرؤى الصالحات، عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ؛ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ" قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَنَا أَقُولُ هَذِهِ. قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ: "الرُّؤْيَا ثَلاَثٌ حَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْوِيفُ الشَّيْطَانِ، وَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ، فَمَنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلاَ يَقُصُّهُ عَلَى أَحَدٍ، وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ". قَالَ: وَكَانَ يُكْرَهُ الْغُلُّ فِى النَّوْمِ، وَكَانَ يُعْجِبُهُمُ الْقَيْدُ، وَيُقَالُ: الْقَيْدُ ثَبَاتٌ فِى الدِّينِ" [البخاري].

سئل أبو الدَّرْدَاءِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ -تَعَالَى-: (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا) [يونس: 64] فَقَالَ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ غَيْرُكَ، إِلاَّ رَجُلٌ وَاحِدٌ مُنْذُ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَ: "مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ غَيْرُكَ، مُنْذُ أُنْزِلَتْ؛ هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ" [الترمذي (2273) الصحيحة (1786)].

وسئل عُبادة عَنْ قَوْلِه تَعَالَى: (لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)[يونس: 64] فَقَالَ عُبادة: سألتُ عنها رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "هيَ الرُّؤيا الصالحةُ يراها المؤمنُ لنفسِه، أو تُرى له، وهوَ من كلامٌ يكلِّم به ربُّك عبدَه في المنام" [صححه في ظلال الجنة (1/248) (487) الصحيحة (1786)].

أبشروا -أيها المؤمنون- عند الموت وفي الآخرة، تبشركم الملائكة بروح وريحان ورب راض غير غضبان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "الْمَيِّتُ تَحْضُرُهُ الْمَلائِكَةُ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَالِحًا؛ قَالُوا: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ! كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، اخْرُجِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، فَلا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ، ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ، فَيُفْتَحُ لَهَا، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: فُلانٌ، فَيُقَالُ: مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، ادْخُلِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، فَلا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-.

وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السُّوءُ، قَالَ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، اخْرُجِي ذَمِيمَةً، وَأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ، وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ، فَلا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ، ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ؛ فَلا يُفْتَحُ لَهَا، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ: فُلانٌ، فَيُقَالُ: لا مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، ارْجِعِي ذَمِيمَةً، فَإِنَّهَا لا تُفْتَحُ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَيُرْسَلُ بِهَا مِنْ السَّمَاءِ، ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ" [رواه ابن ماجة، وصححه في مختصر العلو (1/75)].

ورد في كتاب: "بشرى الكئيب بلقاء الحبيب": "عن مجاهد في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت: 30] قال: ذلك عند الموت".

وعن مجاهد في الآية قال: "(أَن لا تَخافوا وَلا تَحزَنوا وَأَبشِروا) أي لا تخافوا مما تقدمون عليه من الموت وأمر الآخرة، ولا تحزنوا على ما خلفتم من أمر الدنيا من ولد وأهل ودين، فإنا نستخلفكم في ذلك كله".

وعن زيد بن أسلم قال: "يؤتى المؤمن عند الموت فيقال له: لا تخف مما أنت قادم عليه فيذهب خوفه، ولا تحزن على الدنيا ولا على أهلها، وأبشر بالجنة، فيذهب خوفه، ولا تحزن على الدنيا، فيموت وقد أقر الله عينه".

الله يبشر أحبابه المؤمنين يوم القيامة بالنور التام من بين أيديهم ومن خلفهم: (بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [الحديد: 12].

يبشرهم فيستبشرون ضاحكين فرحين: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ) [عبس: 38 - 39].