الرفيق
كلمة (الرفيق) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من الرفق، وهو...
العربية
المؤلف | عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | صلاة الاستسقاء |
إنَّ هذه الصلاة المباركة، والجمع المبارك الذي منَّ الله به علينا صبيحَةَ هذا اليومِ بالاجتماع لَه، إنها هي صلاةٌ عظيمةٌ شرعت في الإسلام عندَ جدبِ الديارِ والحاجَةِ إلى الأمطارِ والرغبة في سُقيا الماء، بأن يُقبِلَ المسلمون على الله -جلّ وعلا- إِقبالاً صادقًا تائبين منيبين، خاضعين متذلّلين بين يدي الغفارِ الرحيم الجواد...
الحمد لله أحمده بمحامده التي هو لَها أهل، وأثني عليه الخيرَ كلَّه، لا أحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه، الحمد لله أحمدُه حمدَ الشاكرين، وأثني عليه ثناءَ الذاكرين، الحمد لله أحمده سبحانه على نِعَمِه كلِّها وعطاياه جميعِها، أحمده -عزّ وجل- على كل نعمة أنعَم بها علينا في قديم أو حديث أو سرٍّ أو علانية أو خاصةٍ أو عامة، الحمد لله حمدًا كثيرًا على نعمه الكثار وعطائه المدرار، أحمده -جلّ وعلا- حمد من شكر، وأذكره ذكر من أناب واستغفَرْ وأقبل على ربِّه ومولاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيُّه وخليله، وأمينه على وحيه ومبلغ الناس شَرعَهُ، وأشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانةَ ونصحَ الأمةَ، وجاهد في الله حقَّ جهاده حتى أتاه اليقين، فما ترك خيرًا إلا دلَّ الأمة عليه، ولا شرًّا إلا حذرها منه، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
معاشرَ المؤمنين عبادَ الله: اتقوا الله -جلّ وعلا-، وراقبوه مراقبة من يعلم أن ربَّه يسمعُه ويراه، واعلموا -رعاكم الله- أن تقوى الله -جلّ وعلا- أساس السعادة وسبيل الفلاح في الدنيا والآخرة، وهي خير زاد يبلغ إلى رضوان الله كما قال -جلّ وعلا-: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ) [البقرة: 197]، وهي وصية الله -جلّ وعلا- للأوّلين والآخرين من خلقه، كما قال -عزّ وجل-: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ) [النساء: 131]، وهي وصيةُ نبيِّنا محمد -صلى الله عليه وسلم- لأمته، وهي وصية السلف الصالح فيما بينهم، فاتقوا الله -عبادَ الله- واعلموا أنَّ تقوى الله -جلّ وعلا- هي العملُ بطاعةِ الله، على نورٍ من الله، رجاءَ ثوابِ الله، وتركُ معصيةِ الله على نورٍ من الله خيفةَ عذابِ الله.
ثم -عباد الله- إنَّ هذه الصلاة المباركة، والجمع المبارك الذي منَّ الله به علينا صبيحَةَ هذا اليومِ بالاجتماع لَه، إنها هي صلاةٌ عظيمةٌ شرعت في الإسلام عندَ جدبِ الديارِ والحاجَةِ إلى الأمطارِ والرغبة في سُقيا الماء، بأن يُقبِلَ المسلمون على الله -جلّ وعلا- إِقبالاً صادقًا تائبين منيبين، خاضعين متذلّلين بين يدي الغفارِ الرحيم الجواد المحسن المنانِ العظيمِ -سبحانه وتعالى-، الذي يَقبَلُ التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، ويجيب الدعوات، يجيبُ المضطرَّ إذا دعاه ويكشف السوءَ، وأزمَّةُ الأمور بيده -جلّ وعلا-، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله -جلّ وعلا-: (مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ) [فاطر: 2].
فالغرضُ -عباد الله- أن نُقبِلَ على الله -جلّ وعلا- إقبالاً صادقًا، نستغفر الله -جلّ وعلا- من ذنوبِنا وخطايانا، ونتوب توبةً صادقةً، ونَمُدُّ أَيْدِيَ الدعاء إلى الله -جلّ وعلا- سائلين مُلِحِّين أن يَقبَلَ توبتنا وأن يُقبِلَ عثرتنا، وأن يتجاوز عن خطيئتنا، وأن يرحم ضعفنا وأن يتقبل منا، فإنه -جلّ وعلا- لا يرد عبدًا دعاه، ولا يُخَيِّبُ مؤمنًا ناجاه، وهو القائل سبحانه: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186].
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دِقَّها وجِلَّها، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم والمؤخر لا إله إلا أنت، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر ذنوبَ المذنبين من المسلمين، وتب على التائبين من المسلمين، اللهم اغفر ذنوبَنَا وتَقَّبلْ توبتنا، اللهم اغفر لنا وارحمنا يا غفور يا رحيم، اللهم إنا نستغفرك إنك كنتَ غَفَّارًا فأرسل السماء علينا مدرارًا، اللهم أرسل السماء علينا مدرارًا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم سقيا رحمةٍ لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غَرقٍ، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم غيثًا مغيثًا هنيئًا مريئًا سَحًّا طبقًا نافعًا غير ضار عاجلاً غير آجل.
اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر، اللهم سقيا رحمةٍ لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق، اللهم إنا نتوجه إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبأنك أنت الله لا إله إلا أنت، يا من وَسِعْتَ كل شيء رحمة وعلمًا، يا من يجيب المضطر إذا دعاه، يا من يُغيثُ الملهوف ويجبُر الكسيرَ، يا غني يا رحيم يا جواد يا كريم يا محسن يا منّان، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنّا بذنوبنا فضلك، اللهم لا تؤاخذنا بما فعله السُّفهاء منا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا.
اللهم هذه أيدينا إليك مُدَّتْ، ودَعْواناَ إليك رُفعت، وأنت -يا الله- لا ترد عبدًا دعاك، ولا تُخَيِّبُ مؤمنًا ناجاك، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم رحمتَكَ نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم لا تكلنا إلا إليك، اللهم لا تكلنا إلا إليك، اللهم لا تكلنا إلا إليك، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وتأسَّوْا بنبيكم في قلب الرداء، تفاؤُلاً بتغير الأحوال بإذن الله -جلّ وعلا-، وصلى الله وسلّم وبارك وأنعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.