المليك
كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل)...
العربية
المؤلف | عبدالله البرح - عضو الفريق العلمي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | صلاة العيدين |
افرحوا بعيدكم وافعلوا ما أمركم به دينكم، وأرشدكم إليه نبيكم -صلى الله عليه وسلم- من الأعمال المستحبة في يوم العيد، ألا وإن مما يستحب للمسلم يوم .. واشكروا ربكم على هدايته لكم لهذا الدين العظيم وحفظه لكم من...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الكريم الأعلى الذي أعطى كل شيء خلْقه ثم هدى، وأنعم على عباد المؤمنين بفرحة عيد الأضحى، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وعد من أطاعه واستقام على شرعه بجنة المأوى وتوعد من عصاه وخالف أمره بنار تلظى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أكرم الخلق على ربه وأتقى صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أئمة الهدى وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الملتقى.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]؛ أما بعد:
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر ما لبى ملب وكبر، الله أكبر ما حج حاج واعتمر، الله أكبر ما ضحى مضح ونحر، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.
أيها المسلمون: إنكم في يوم من أيام الله العظيمة؛ إنه يوم النحر يوم عيد الأضحى المبارك؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "أَعظمُ الأيَّامِ عِنْدَ اللَهِ يَوْمُ النَّحْرِ"(صححه الألباني).
والسر في تفضيل يوم النحر على غيره من الأيام؛ اجتماع معظم أعمال الحج فيه؛ من رمي الحجاج لجمرة العقبة، ونحر الهدي، والتحلل من الحج بالحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة، إضافة إلى ذبح الأضاحي لغير الحاج، وهذه الأعمال لا تكون في غيره.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد
عباد الله: إن أعظم ما يميز أعياد الإسلام عن سائر الأعياد والمناسبات أنها شرعت لحِكَمٍ بالغة ومقاصد سامية؛ فمن ذلك؛ تعظيم شعائر الله وإدخال الفرح والسرور على المؤمنين، وإبراز سماحة هذا الدين ويسره على من اتبعه وسلك سبيله؛ يقول -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام.
أيها المسلمون: افرحوا بعيدكم وافعلوا ما أمركم به دينكم؛ ألا وإن مما يستحب للمسلم فعله في عيد الأضحى:
الفرح بالعيد: ولا شك أن الفرح بالعيد فرح بالدين الذي شرعه؛ (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا)[يونس: 58]؛ فأعظم ما أنزل الله على عبادة من صور الرحمة؛ إنزال القرآن والهدى الإيمان.
ومن ذلك: ذبح الأضحية؛ وهي سنة مؤكدة كما هو اختيار جمهور الفقهاء، ووقتها بعد صلاة العيد؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من ذبح قبل أن يصلي؛ فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح"، ووقت الذبح: أربعة أيام، يوم النحر، وثلاثة أيام التشريق؛ لما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "كل أيام التشريق ذبح".
ويستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته وأهل بيته، وأن يجعل منها حظا للفقراء والمساكين، قال الله -تعالى-: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)[الحج:28]؛ كما يستحب للمضحي أن يذبح أضحيته بيده إن قدر على ذلك، وأن يسمي ويكبر الله عند الذبح، وأن يستر السكين ويحدها بعيداً عن الذبيحة، وألا يذبحها أمام أخواتها.
ومن الأعمال المستحبة في العيد: صلة الأرحام استجابة لأمر الواحد العلام وتأسيا بخير الأنام -عليه الصلاة والسلام-؛ فإن الله أوجب على العبد أن يصل رحمه ولا سيما في الأفراح والأتراح؛ فإن من وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله؛ فعن عبدالرحمن بن عوف -رضي الله عنه-؛ قال اللهُ: "أنا الرَّحمنُ، وهي الرَّحِمُ، شَقَقتُ لها اسمًا مِن اسمي، مَن وصَلَها وصَلتُه، ومَن قطَعَها بَتَتُّه"(صححه الألباني).
ولا يتوقف العطاء والبشاشة والزيارة على الأرحام فقط؛ بل ينبغي على كل مسلم أنعم الله عليه بالسعة والرزق ألا ينسى إخوانه الفقراء واليتامى والمحرومين.
هذا هو العيد فلتصفُ النفوس به | وبذلك الخير فيه خير ما صنعا |
أيامه موسم للبر تزرعه | وعند ربي يخبي المرء ما زرعا |
فتعهدوا الناس فيه من أضر به | ريب الزمان ومن كانوا لكم تبعا |
وبددوا عن ذوي القربى شجونهم | دعــا الإله لهذا والرسول معا |
واسوا البرايا وكونوا في دياجرهم | بــدراً رآه ظلام الليل فانقشعا |
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الخطبة الثانية:
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
عباد الله: ومن أهم أعمال أيام العيد: التكبير في أيام التشريق مطلقًا ومقيدًا في أدبار الصلوات وفي بقية الأوقات، إن شاء شفع وإن شاء ثلّث: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون: اشكروا ربكم على هدايته لكم لدين الإسلام، وأقيموا أركانه العظام، واحموا قيمه الفاضلة من الصدق والأمانة والعدالة والحياء والعفة والبر والصلة والعفو والتسامح، واهجروا ما نهيتم عنه من التحاسد والتباغض والتقاطع والتدابر.
واحذروا -عباد الله- أن تقابلوا نعم الله عليكم باللهو الحرام والمعاصي والآثام؛ فيحل عليكم سخط الله وعقابه وما وباء كورونا عنكم ببعيد؛ وعليكم بالأخذ بالأسباب الشرعية التي تقيكم الأوبئة والعقوبات من الدعاء والتوكل على الله وحسن الظن به؛ إضافة إلى الحرص على الأسباب الصحية الوقائية من التباعد وعدم المصافحة إضافة إلى التقليل من مخالطة الناس في الأماكن العامة.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان ألف بين قلوبهم، واجمع كلمتهم على الحق والدين.
وصلوا وسلموا..