العفو
كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...
العربية
المؤلف | عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة |
عباد الله: إن القرآن الكريم كتاب الله -عز وجل- المنزَّلَ للناس هداية ورحمة هو كتاب السعادة الحقيقية والفلاح في الدنيا والآخرة، كتاب فيه هداية الأنام، وشفاء الأسقام، وسعادة الدنيا والآخرة، ومن طلب السعادة من غير طريقه شقي، ومن طلب العز من غير هداه ذل، ومن طلب الكرامة من غير سبيله أُهِين. كتاب جعله الله نوراً للعباد، وبصيرة لهم، يهديهم إلى سعادة الدنيا والآخرة، وإلى صراط الله المستقيم، وسبيله القويم...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي من علينا بالقرآن، وهدانا للإيمان، وشرح صدورنا بالإسلام، وجعلنا من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- خير الأنام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العلام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وأمينه على وحيه، وخير من لله صلى وله قام، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الكرام.
أما بعد: أيها المؤمنون: اتقوا الله -تعالى-، وراقبوه سبحانه مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه.
عباد الله: إن القرآن الكريم كتاب الله -عز وجل- المنزَّلَ للناس هداية ورحمة هو كتاب السعادة الحقيقية والفلاح في الدنيا والآخرة، كتاب فيه هداية الأنام، وشفاء الأسقام، وسعادة الدنيا والآخرة، ومن طلب السعادة من غير طريقه شقي، ومن طلب العز من غير هداه ذل، ومن طلب الكرامة من غير سبيله أُهِين (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)[الأحزاب: 36].
كتاب -أيها المؤمنون- جعله الله نوراً للعباد وبصيرة لهم، يهديهم إلى سعادة الدنيا والآخرة، وإلى صراط الله المستقيم، وسبيله القويم: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[المائدة: 15-16].
أيها الإخوة المؤمنون ويا أيتها الأخوات المؤمنات: هذه وقفة مع بعض هدايات القرآن المختصة بالمرأة المسلمة؛ والتي إذا أخذت بها المرأة واستمسكت بها؛ سعِدت في دنياها وأخراها وتحقق لها فلاحها وسعادتها، وإن تركتها وتخلت عنها هلكت وأهلكت، وهي آداب عظيمة ليست محلاً للجدل، ولا مجالا للنقاش، أو الرد وعدم القبول -عِياذا بالله-، فما هذا بسبيل مؤمن؛ من تعرض عليه آيات القرآن وهدايات كلام الرحمن ثم يتوقف في قبولها، أو يتردد في الاستجابة لها.
وعلى المرأة المسلمة أن تعلم وهي تقرأ هدايات القرآن وتتأمل في كلام الرحمن أن سعادتها لا تكون إلا بلزوم هدي الله، والسير على صراطه المستقيم.
فمن هدايات القرآن للمرأة: أمرها بالحجاب ولزومه والمحافظة على الستر والحشمة، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)[الأحزاب: 59].
وأن تحذر من التبرج والسفور فعل أهل الجاهلية الجهلاء، قال تعالى: (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)[الأحزاب: ٣٣].
ومن هدايات القرآن للمرأة: ألا تجلس مع الرجال مجلساً واحد، ولا أن تجتمع وإياهم في منـتدىً واحد يتلاقون ويتحادثون ويتحاورون، قال الله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)[الأحزاب: 53].
ومن هدايات القرآن للمرأة: أنها إذا اضطرت إلى الحديث مع رجل وأحوجها الأمر إلى ذلك ألا تخضع بالقول؛ لئلا يكون خضوعها به سبباً لطمع من في قلبه مرض من الرجال: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا)[الأحزاب: 32].
ومن هدايات القرآن للمرأة: أن تلزم بيتها، وألا يكون خروجها منه إلا لحاجة تدعوها لذلك، قال الله -تعالى-: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)[الأحزاب: 33].
وكلما كانت المرأة المسلمة ملازمة لبيتها مقللة من الخروج إلا عن حاجة كان ذلكم أقرب لها لنيل رحمة ربها، روى ابن حبان في صحيحه من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الْمَرْأَةُ عَوْرَةٌ، فَإِذَا خَرَجَتِ اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ، وَأَقْرَبُ مَا تَكُونُ مِنْ رَبِّهَا إِذَا هِيَ فِي قَعْرِ بَيْتِهَا".
ومن هدايات القرآن للمرأة: أن تغض بصرها، وأن تحفظ فرجها، وأن تصون عرضها، وأن تحافظ على شرفها وكرامتها (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)[النور: 31].
ومن هدايات القرآن للمرأة: ألا تحاول لفت أنظار الرجال إليها، واجتذابهم للنظر إلى محاسنها: (وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ)[النور: 31].
ومن هدايات القرآن للمرأة المسلمة: ألا تتطلع لشيء من خصائص الرجال وصفاتهم ومقوماتهم، وما اختصهم الله -جل وعلا- به، قال الله -تعالى-: (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ)[النساء: 32]، وقال الله -تعالى-: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ)[النساء: 34].
وقد أشاد الله في القرآن بحياء المرأة العظيم، وما يترتب على حيائها من سترٍ وعفةٍ وحشمةٍ، وبُعدٍ عن الاختلاط بالرجال، قال الله -تعالى-: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ) إلى قوله جل شأنه: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ)[القصص: 23-25].
وكلما كانت المرأة متصفة بالحياء متحلية به كان ذلكم أكمل في أخلاقها، وأجمل في حليتها وزينتها، بينما إذا نزعت المرأة عن نفسها جلباب الحياء، وأطاحت بلباس الحشمة والعفة، فقدَت جمالها الحقيقي، ومكانتها العالية الرفيعة السنيّة، ونزلت في الحطيط.
أيها المؤمنون ويا أيتها الأخوات المؤمنات: فيما يتعلق بالتقرب من الله ونيل رضاه، وبلوغ الدرجات العلا في جنات النعيم؛ الباب للرجال والنساء سواء في الإسلام والإيمان، والقنوت والصدق والصبر والصيام، والخشوع لله، والإكثار من ذكره تبارك وتعالى، فالباب مُشرَع للجميع ومهيأ للجميع رجالاً ونساءً ذكوراً وإناثاً، قال الله -تعالى-: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا * وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)[الأحزاب: 35-36].
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على فضله وجوده وامتنانه؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه؛ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه.
أما بعد: أيها المؤمنون: اتقوا الله -تعالى- فإن من اتقى الله وقاه.
وتقوى الله -جل وعلا- عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله، وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله.
أيها المؤمنون ويا أيتها الأخوات المؤمنات: إن توجيهات القرآن للمرأة وهداياته لها هدايات فيها العز للمرأة ولمجتمعها وفيها الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، والواجب على المرأة المسلمة التي منَّ الله عليها بالإيمان وهداها للإسلام وعرَّفها بمكانة القرآن وجعلها من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- خير الأنام؛ أن ترعى لآداب القرآن وتوجيهاته وهداياته قدرها، وأن تعرف لها مكانتها، وأن تأخذ بها مأخذ العزم والحزم والجد والاجتهاد، وأن تربأ بنفسها مما يدعوها إليه الهمَل من الناس ممن تاهت بهم الأفكار وانحرفت بهم السبل، وحادوا عن هدايات القرآن الكريم.
فالمرأةُ المسلمة التي تخشى الله وتخافه سبحانه وتُعِدُ نفسها للقاء الله لا تلتفت إلى ما يدعو إليه الهمَل من الناس، ممن إذا تكلموا لم يتكلموا بوحي ناطق ولا بسنة مأثورة ولا بفضيلة يُتطلع إلى فعلها، ويُعتنى بتتميمها وتحقيقها، والمرأة المسلمة إذا ألزمت نفسها بهدايات القرآن، وزمّت نفسها بزمام الشريعة، وحافظت على آداب القرآن، وهداياته سعدت في دنياها وأخراها.
وعليها في هذا المقام أن تتأمل كثيرا في قوله تعالى: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا)[النساء: ٢٧].
وإنا لنسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، وبأنه الله الذي وسع كل شيء رحمة وعلما أن يحفظ نساءنا وبناتنا وذرياتنا وذرياتهن وذريات ذرياتنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يعيذهن أجمعين من الشيطان الرجيم، ومن شر الشيطان وشركه، ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها، وأن يعيذهن أجمعين من البدع والأهواء، ومن منكرات الأخلاق والأهواء والأدواء، وأن يحفظهن بحفظه، ونسأله جل وعلا لنا ولنسائنا ولبناتنا وذرياتنا الستر والحياء والحشمة والعفة والتوفيق لما يحبه ويرضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال.
وصَلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمّد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بها عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد. وارضَ اللَّهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين؛ أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين، وأبي الحسنين علي، وارض اللهم عن أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنـِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واحمِ حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم وفق ولي أمرنا لهداك واجعل عمله في رضاك وأعنه على طاعتك يا حي يا قيوم.
اللهم ويا رب العباد ويا شافي ويا من بيده الشفاء نسألك أن تمنّ عليه بالشفاء يا ذا الجلال والإكرام، وأن تمتعه بالصحة والعافية، وأن تعيده إلى بلاده سالماً معافى بمنك وكرمك وجودك يا أكرم الأكرمين.
اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك واتباع شرعك وتحكيم سنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-.
اللهم آتِ نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها. اللهم أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسّر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا.
اللهم اجعلنا لك شاكرين، لك ذاكرين، إليك أواهين منيبين، لك مخبتين، لك مطيعين.
اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وثبت حجتنا، واهد قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخيمة صدورنا.
اللهم وأصلح ذات بيننا، وألّف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا وذرياتنا وأموالنا وأوقاتنا واجعلنا مباركين أينما كنا.
اللهم اغفر لنا ذنبنا كله؛ دقه وجله، أوله وآخره، سره وعلنه. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أنت أعلم به منا، أنت المقدِّم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء.
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء.
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء؛ نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبرحمتك التي وسعت كل شيء أن تنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين. اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا تنقصنا وآثرنا ولا تؤثر علينا. اللهم إنا نسألك غيثا مغيثا، هنيئا مريئا، سَحًا طبقاً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل. اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا. اللهم إنا خلق من خلقك وعباد من عبادك لا غنى لنا عنك طرفة عين، فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك. اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين. اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[البقرة: 201].
عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على آلائه ونعمه يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت: 45].