البحث

عبارات مقترحة:

الباطن

هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (الباطنيَّةِ)؛ أي إنه...

الرفيق

كلمة (الرفيق) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من الرفق، وهو...

المولى

كلمة (المولى) في اللغة اسم مكان على وزن (مَفْعَل) أي محل الولاية...

دعاة الفتنة وقضايا المرأة

العربية

المؤلف خالد بن سعد الخشلان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الدعوة والاحتساب - نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة
عناصر الخطبة
  1. من أعظم وأخطر ما تبتلى به الأمة المسلمة .
  2. منهج واضح يقي الأمة من الأخطار ويجنبها الشرور .
  3. خطورة تصدر للفتوى والكلام في دين الله مَن ليس لها بأهل .
  4. مفاسد دعوات التغربيين .
  5. وجوب حجاب المرأة وضرورة منع الاختلاط .
  6. المؤامرة على المرأة المسلمة في هذا المجتمع .

اقتباس

لقد وقع ما حذر منه النبي -صلى الله عليه وسلم- فتصدر للفتوى والكلام في دين الله من ليس لها بأهل، وبدأ يبث سمومه ويفتري افتراءاته تارة بأن الربا حلال لا شيء فيه، ومرة أخرى بأن الغناء والمعازف أمر مباح في الشرع، وأن الجماعة للصلاة غير واجبة على الرجال، وأن الاختلاط بين الرجال والنساء الأجانب لا شيء فيه، وأن كشف المرأة وجهها أمام الرجال الأجانب مباح، بل أعظم من ذلك صاروا يدعون إلى ذلك بأفعالهم بعد أن كانوا يدعون إليه بأقوالهم، وفتحت لهم المنابر الإعلامية والقنوات السيئة...

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه وخليله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أئمة الهدى ومصابيح الدجى ومن تبعهم واكتفى وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، واستمسكوا بإسلامكم ودينكم، فإن هذا الزمن زمن غربة الإسلام، والقابض على دينه في مثل هذه الأيام أيام الفتن والصبر كالقابض على الجمر، رزقني الله وإياكم تقوى الله في السر والعلن، وجنبنا جميعًا كل ما يوقع في سخطه وغضبه -سبحانه وتعالى-، وجعلنا من المستمسكين بما أنزل الله على رسوله والمعرضين عن جهل الجاهلين وغلو الغاليين وتحريفات المبطلين، إن ربي على كل شيء قدير.

أيها الإخوة المسلمون: إن من أعظم وأخطر ما تبتلى به الأمة المسلمة: الإعراض عن أنوار الوحي والسنة، والذي يتمثل في الإعراض عنهما صراحة أو الإعراض عن منهجهما وهداياتهما وإرشاداتهما.

لقد رسم القرآن الكريم للأمة المسلمة منهجًا واضحًا يقيها العثار ويجنبها الشرور، ألا وهو الرد إلى القرآن الكريم والسنة النبوية لمعرفة أي حكم من الحكام لتصرفات الناس وأقوالهم وأفعالهم: (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) [النساء:83].

والرد إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- رد إليه في حياته ورد إلى ما صح من سنته بعد وفاته، وأولي الأمر في الآية المذكورة التي أمرتنا بالرجوع إليهم هم العلماء الذين يقدرون على استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها من كتاب الله -عز وجل- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) [النساء:83].

إنهم العلماء الراسخون، العلماء الربانيون الذين شهدت لهم الأمة بالإمامة والمكانة العالية في فهم الدين وتجديده، والعمل على نشره وبيانه للناس الذين جلسوا السنوات الطوال عكفوا في مساجدهم ودروسهم على تعليم الناس أحكام الشرع المطهر.

هم أهل الذكر المعنيون بقوله تعالى: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)[الأنبياء: 43]، ولهذا جاء التحذير النبوي الكريم في الوقت ذاته من الرؤوس الجهال الذين يتصدرون للفتوى، وهم ليس لها بأهل يلبّسون على الناس أمر دينهم، ويشككونهم فيما هم عليه من هدى وصلاح وخير ورشاد، يزينون كلامهم ويبهرجونه بالكلام من النصوص؛ ففي الحديث: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا".

ولقد وقع ما حذر منه النبي -صلى الله عليه وسلم- فتصدر للفتوى والكلام في دين الله من ليس لها بأهل، وبدأ يبث سمومه ويفتري افتراءاته تارة بأن الربا حلال لا شيء فيه، ومرة أخرى بأن الغناء والمعازف أمر مباح في الشرع، وأن الجماعة للصلاة غير واجبة على الرجال، وأن الاختلاط بين الرجال والنساء الأجانب لا شيء فيه، وأن كشف المرأة وجهها أمام الرجال الأجانب مباح، بل أعظم من ذلك صاروا يدعون إلى ذلك بأفعالهم بعد أن كانوا يدعون إليه بأقوالهم، وفتحت لهم المنابر الإعلامية والقنوات السيئة أبوابها ليبثوا سمومهم وشرورهم في المجتمع المسلم، ونعوذ بالله من الانتكاسة نعوذ بالله من فتنة القول والعمل.

أيها الإخوة المسلمون: لا نخوض في جدل فقهي ومناقشة لتلك الشذوذات والأقوال البعيدة عن الرشاد والصواب، ولكني أخاطبكم معاشر المسلمين ألم ندرك علماء كبارًا وشيوخًا أجلاء أقر الجميع بإمامتهم في الدين وعلو كعبهم في العلم الشرعي وتحصيله؟

ألم ندرك علماء ربانيين في نصحهم وإخلاصهم وتدينهم ألم تكن فتاواهم العديدة الكثيرة ملء السمع والبصر في هذه القضايا واضحة لا لبس فيها ولا غموض جلية لا إشكال فيها مدعمة من نصوص كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-؟!

فتاوى مدونة محفوظة في هذه المسائل الكبار انتفع بها القريب والبعيد، انتفع بها المسلمون في هذه البلاد والمسلمون خارج هذه البلاد، فتاوى بتحريم الربا الذي حرمه الله في كتابه على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فتاوى بتحريم المعازف والأغاني المصحوبة بها والتي جاء تحريمها في كتاب الله -عز وجل- وسنة رسوله، فتاواهم في إيجاب الجماعة للصلاة على الرجال في المساجد التي ما بنيت المساجد إلا لتؤدى الصلوات المفروضة فيها.

ثم بعد ذلك فتاواهم العديدة ونصحهم المتواصل، وتوجيههم المتوالي في التحذير من الاختلاط والسفور، وأن تكشف المرأة وجهها.

فتاوى سديدة وتوجيهات رشيدة مستمدة من كتاب الله -عز وجل- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

بالله عليكم -معاشر المسلمين- هل خفيت أحكام هذه المسائل الكبار على أولئك العلماء الأفذاذ والمحققين من أهل العلم حتى يأتينا بعض المجاهيل ممن لا يُعرَفون في العلم لا من قريب ولا من بعيد، وإن نَسبوا أنفسهم له أو تزينوا بزي أهله ليخطئ أولئك العلماء الأئمة الكبار ويجهلوهم، بل ويتهموهم ظنًّا بكتم شيء من العلم أو حمل الناس على الضعيف من الأقوال، بئس ما قالوا.

هل خفيت أحكام تلك المسائل على أولئك العلماء الراسخين على مر السنين؟! لا والله لم تخفَ، ونحن نشهد الله أن علمائنا بينوا ووضحوا أحكامها ونصحوا للمسلمين، رحم الله الأموات منهم، ووفق الأحياء لما فيه الخير.

ثم بالله عليكم -أيها الإخوة المسلمون- بكل عقل وإنصاف ما الذي استفاده مجتمعنا من تلك الفتاوى الرشيدة التي قررها علماؤنا في تحريم الربا وتحريم التبرج والسفور وإيجاب صلاة الجماعة في مساجد المسلمين، ألم يجنِ المجتمع منها تعظيم الشرع وتعظيم أمر الله والبعد عن الوقوع فيما يخالف أمر الله وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- وفي ذلك والله من الخير للمجتمع في دنياه وأخراه ما لا يخفى على أحد؛ فإن كل بلية وكل فساد إنما ينشأ في المجتمعات بالإعراض عن الدين والشرع وفشو المنكرات والمخالفات، وأعظم  من ذلك كله -عياذًا بالله- استحلال المنكرات والمخالفات والدعوة إليها، وتهوين شأن الوقوع فيها والله -عز وجل- يقول في كتابه: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[النور: 64].

انظروا -أيها الإخوة المسلمون- إلى مجتمعات أخرى من مجتمعات المسلمين انتشر فيها السفور وكشف النساء لوجوههم، واختلاط الرجال بالنساء في المجامع والمحافل، ماذا استفادت تلك المجتمعات من ذلك؟ إنها والله لم تجنِ إلا مزيدًا من الانحطاط الأخلاقي وفشو الفاحشة، وكثرة مظاهر التحرش والاغتصاب والاختطاف.

إن العقلاء في المجتمعات كلها حتى بعض المجتمعات غير المسلمة بدءوا يدركون الشرور العظيمة الشرور الناجمة من اختلاط الرجال بالنساء، وبدءوا يبحثون عن أساليب تجنب اختلاط الرجال بالنساء فبدأ عقلاؤهم ينادون بالتعليم غير المختلط بين الإناث والذكور، ويطالبون بوسائل نقل مخصصة للنساء غير مختلطة بالرجال.

أراد دعاة الفتنة وأهل الأهواء ومتبعو المتشابه من النصوص أراد أولئك القوم لمجتمعنا أن يخوض تجربة الاختلاط والسفور التجربة المرة التي خاضتها تلك المجتمعات.

بالله عليكم -أيها الإخوة المسلمون- هل كان فصل الرجال عن النساء في تعليمنا ومدارسنا أو تغطية النساء لوجوههن في مجتمعنا هل كان ذلك يومًا ما عائقًا يحول دون تعليم المرأة وتحصيلها المعارف؟ لا، والله، لم يكون ذلك في يوم من الأيام عائقا للمرأة أن تتعلم وتحصل على أعلى الشهادات، وتكسب سائر أنواع المعرفة، وها هي النساء المحجبات المغطيات لوجوههن يتفوقن ويحصلن على الجوائز وهن في كامل حجابهن وسترهن.

لم يكن حجاب المرأة المسلمة وتغطيتها لوجهه، وبُعدها عن الاختلاط بالرجال عائقا إلا أمام أهل الأهواء والانحراف والشهوات يحول بينهم وبين الوقوع في مقاصدهم الخبيثة ونواياهم السيئة الرديئة.

إنهم والله يريدون من المرأة أن تكون سلعة يُتَاجر بوجهها وجمالها على صفحات الجرائد والقنوات والمؤتمرات والندوات.

إنهم يدركون تمامًا أن البوابة الكبرى لتحقيق مآربهم التغريبية لإفساد المجتمع تبدأ من فرض الاختلاط وفرض السفور لوجوه النساء.

إن واجبا على كل مسلم أن يحذر من دعايات هؤلاء الضالين المنحرفين وأن يلتزم شرع الله ويلزم به من هم تحت ولايته من زوجات وأخوات وبنات.

إننا على يقين تام بحمد الله أن فيما شرع الله -عز وجل- لعباده من أحكام تخص المرأة المسلمة وعلاقتها بالرجال أن في ذلك المصلحة التامة للمرأة أولاً، وللرجل ثانيًا، وللمجتمع كافة ، وهو سبحانه وتعالى الحكيم الخبير، وشواهد التاريخ والواقع تؤكد هذه الحقيقة، فمصلحة المرأة أولا والرجل ثانيا والمجتمع ثالثا، تكمن في التزام المرأة بحجابها وسترها وبعدها عن الاختلاط بالرجال الأجانب.

وإن كثيرا من الشرور والآفات إنما تبدأ من هذه البوابة الآثمة؛ بوابة الاختلاط والتبرج والسفور، إن من يدعون لفتح تلك البوابة الآثمة إنما هم منفذون لمخططات أعداء المسلمين الساعين لإفساد مجتمعات المسلمين ونسائهم، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"، وفي الحديث الآخر: "واتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء".

فقد حذرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من دعاة على أبواب جهنم يتكلمون بألسنتنا وبلهجتنا يلبسون لباسنا هم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها.

فنسأل الله -عز وجل- أن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يحفظنا ومجتمعنا وسائر مجتمعات المسلمين من كل شر وبلاء، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم ويجعل سعيهم في ضلال وأمرهم في تباب؛ إن ربي على كل شيء قدير.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) [طه:124].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلما تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

أما بعد: أيها الإخوة المسلمون في أيام غربة الإسلام ينظر المسلم ويعتبر بالناجي كيف نجا وسلم ولا ينظر إلى الهالك كيف هلك.

إننا -بحمد الله- على ثقة بأمر ديننا، ولن يغر مجتمعنا -بإذن الله وفضله- ترهات المبطلين وتحريفات الجاهلين، وإنما ذلك نوع ابتلاء وامتحان ليظهر صدق الصادقين في إيمانهم وتدينهم ولينكشف نفاق المنافقين.

أيها الإخوة المسلمون: إذا رأينا أعداء الأمة في الداخل والخارج والمنافقين وأهل الأهواء يفرحون برأي يصدر من أي إنسان، ويُعلون من شأنه وشأن قائله، ويسعون لترويجه ونشره، فهذه والله أمارة فساد ذلك الرأي وانحرافه وبُعده عن الهدى والرشاد؛ إذ كيف يفرح الكفار والمنافقون بما فيه صلاح المسلمين، لم يفرحوا إلا بما فيه هلاك المسلمين وفسادهم وضياعهم، وإذا رأيتم قنوات الفساد والانحراف، قنوات العهر والتعري تطبل وراء تلك الآراء، فاعلموا والله أنها آراء منحرفة وأقاويل كاذبة باطلة.

ثم اعلموا أخيرا أن المؤامرة على المرأة المسلمة في هذا المجتمع أعظم بكثير من مجرد كشف المرأة لوجهها، وإنما ذلك بوابة التعري والتكشف والانحلال من أحكام الشرع في قضايا المرأة.

وها هم المنافقون وأهل السوء بتطبيق وتفعيل ما يسمى باتفاقية سيداوى الاتفاقية التي تنص في فقراتها وموادها على نفي أي تمييز بأي شكل من الأشكال بين الرجل والمرأة، بل ويطالبون بألا تتحفظ هذه البلاد المباركة على أي مادة من موادها المخالفة للشرع.

وما تاريخ المجتمعات الإسلامية ببعيد، بدأ التبرج -أيها الإخوة في الله- شيئا في شيئا حتى وصل إلى الحضيض، وتجرعت تلك المجتمعات مآسيه ومراراته.

فنسأل الله -عز وجل- أن يكفينا شر كل ذي شر وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن إن ربي على كل شيء قدير.

هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد بن عبدالله فقد أمركم ربكم بهذا في كتابه فقال عز من قائل (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]، وقال عليه الصلاة والسلام: "من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا"، اللهم صلّ وسلم وبارك...