الحي
كلمة (الحَيِّ) في اللغة صفةٌ مشبَّهة للموصوف بالحياة، وهي ضد...
العربية
المؤلف | د عبدالحميد بن سعد السعودي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - السيرة النبوية |
إننا بحاجة إلى حب يُزيِّنه اتباعٌ، وإلى اتباع يُزيِّنه يقينٌ بوعود رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإلى أن نوجِّه حياتنا على وفق هديه، وأن نقيس أمورنا كلها صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليلها بما جاء به عليه الصلاة والسلام...
الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:
يقول الحق -تبارك وتعالى-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[آل عمران: 164].
نعم لقد كانت البشرية قبل بعثته -صلى الله عليه وسلم- في ضلال مبين، كفر وإلحاد وشرك، وتمزُّق وخرافة وضياع، فمنَّ الله -تعالى- بفضل إرسال رسول من عنده إليهم، وهذا التفضل الإلهي لا يقابله شيء من جانب البشر، فمَنْ هؤلاء الناس؟ ومَنْ هؤلاء الخلق حتى يذكرهم الله هذا الذكر، ويعتني بهم هذه العناية، وتتضاعف هذه المنة العظيمة بأن يكون هذا الرسول من أنفسهم، يحدثهم بآياته -سبحانه- وكلماته، ويعمل على تزكيتهم وتطهيرهم وتنقيتهم، يطهِّر قلوبَهم وتصوراتهم ومشاعرهم، يطهِّر بيوتَهم وأعراضَهم، ويطهِّر حياتَهم ومجتمعَهم وأنظمتَهم، يطهرهِّم من أرجاس الشرك الوثنية والخرافة، وما تبثه في الحياة من شعائر وعادات وتقاليد هابطة مزرية بالإنسان، وبمعنى إنسانيته.
استَمِعُوا إلى وصف جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- وهو يحدِّث نجاشيَّ الحبشة في مواجهة رسولَي قريش إليه، وقد جاءا ليتسلَّما المهاجرين من المسلمين عنده، قال: جعفر -رضي الله عنه-: "أيها الملك: كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونُسِيء الجوارَ، ويأكل القويُّ منا الضعيفَ، فكنا على ذلك حتى بعَث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسَبَه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعا إلى الله وحده لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنَّا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمَرَنا بصِدْق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحُسْن الجوار، والكفِّ عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصَنات، فقال النجاشي: فهل معكم شيء مما جاء به؟ وقد دعا أساقفتَه، فأمرهم فنشروا المصاحف حوله؛ فقال جعفر -رضي الله عنه-: نعم، فقرأ عليهم صدرًا من سورة مريم، فبكى النجاشي حتى ابتلَّت لحيتُه، وبكَت أساقفتُه حتى بلُّوا مصاحِفَهم، ثم قال: إن هذا الكلام لَيخرجُ من المشكاة التي جاء بها موسى، انطلِقُوا راشدين".
هكذا -أيها الإخوة في الله- كان الناس قبل بعثته -عليه الصلاة والسلام- لا يعرفون الطريق الموصل إلى ربهم، ولا ما يزكِّي النفوسَ ويطهِّرها، بل ما زيَّن لهم جهلُهم فعلوه، ولو ناقَض عقولَ العالَمِينَ.
بعَث الله محمدًا -صلى الله عليه وسلم- رسولًا للناس أجمعين (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا)[الأعراف: 158]، وختَم به الأنبياءَ والمرسَلِينَ (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)[الأحزاب: 40]، رفع الله ذكره في العالمين، فلا يذكر الله إلا ذكر معه -صلى الله عليه وسلم-.
عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لما فرغت مما أمرني به من أمر السماوات والأرض، قلتُ: يا رب، إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد كرمته، جعلت إبراهيم خليلًا، وموسى كليمًا، وسخرت لداود الجبال، ولسليمان الريح والشياطين، وأحييتَ لعيسى الموتى، فما جعلت لي؟ قال: أو ليس قد أعطيتُم أفضل من ذلك كله، إني لا أُذكر إلا ذكرتَ معي، وجعلتُ صدورَ أمتك أناجيل يقرؤون القرآن ظاهرًا، ولم أعطها أمة، وأعطيتك كنزًا من كنوز العرش: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
شرَّفَه اللهُ -عز وجل- بأن صلَّى عليه هو وملائكته، وأمَر المؤمنين في الأرض بالصلاة عليه (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
خصَّه الله -عز وجل- من بين سائر الأنبياء بأن جعل نداءه بلفظ الرسالة والنبوة: (يا أيها الرسول، يا أيها النبي)، ونادى غيره من الأنبياء بأسمائهم، فقال: يا إبراهيم، يا يحيى، يا موسى، يا عيسى، يا داود.
جعَل اللهُ -عز وجل- اتِّبَاعه -صلى الله عليه وسلم- دليلًا على محبته -سبحانه-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[آل عمران: 31]، فلا تنال محبة الله ورضوانه وثوابه إلا بتصديق ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وامتثال أمره، واجتناب نهيه.
جعل الله -عز وجل- طاعته -صلى الله عليه وسلم- طريقًا للهداية والفوز بأعلى الدرجات في الجنة (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)[النور: 54]، (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)[النساء: 69].
ثبَت في صحيح البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا مَنْ أبَى" قيل: ومَنْ يأبى يا رسول الله، قال: "من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى".
إن محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- وطاعته ليست من تَتِمَّات الإيمان ومُكمِّلاته، بل أصلٌ من أصول الإيمان، وركنٌ من أركانه، وركيزةٌ من ركائزه، لا يكون العبد مؤمنًا بالله حتى يحقِّقه، يقول عليه الصلاة والسلام: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله ونفسه وولده والناس أجمعين"(متفق عليه)؛ فحدود محبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن تقدَّم طاعتُه ومحبتُه على تدبير أمورهم، بل وأي مخلوق على وجه الأرض.
محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- ليست عاطفة فياضة فحسب، ولكنها عاطفة تدفع إلى كمال الاتباع، ونصرة الدِّين، وتطبيق السُّنَّة، عاطفة تدفع إلى العمل، وجميل التأسِّي، وعظيم التخلُّق بأخلاقه -صلى الله عليه وسلم-؛ (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[الأحزاب: 21].
إن الذين يدَّعون محبةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويعادون سنته تركًا واستهجانًا هم كَذَبَةٌ فسَّاقٌ.
إن الذين يدَّعون محبةَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويقاطعون شريعة الله، ويرضون بحكم غيره، ويستحسنونه هم كذَبة دجَّالون.
إن الذين يدَّعون محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقلِّدون غيرَه ويتشبَّهون بأخلاق وعادات الكفرة هم واهمون مطرودون عن حوضه.
إن الذين يدَّعون محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- ويقدمون رغائب النفس والراحة والدعة على اتباعه ونصرة دين الله هم مقصِّرون جاهلون.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والحمد لله الذي أرسل الرسل، وأنزل الكتب؛ ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، من اعتصم به حماه ووقاه، ومَنْ أعرَض عنه وعصاه أهلكه وأرداه، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، بلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصَح الأمةَ، وكشَف اللهُ به الغمةَ، وجاهَد في الله حقَّ جهاده، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعدُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
أيها الإخوة في الله: إنَّ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحبوا نبيهم كمال الحب، واتبعوه أحسن الاتباع، أخرج الطبراني عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، إنَّكَ لَأَحَبُّ إليَّ من نفسي، وَإنَّكَ لَأَحَبُّ إليَّ من ولدي، وإني لَأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فانظر إليكَ، وإذا ذكرتُ موتي وموتَكَ عرفتُ أنكَ إذا دخلتَ الجنةَ رُفِعْتَ مع النبيينَ، وإني إن دخلتُ الجنةَ خشيتُ ألَّا أراكَ. فلم يردَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، حتى نزَل جبريل -عليه السلام- بهذه الآية: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)[النساء: 69].
وهاك صورة أخرى تبين لك مدى حب الصحابة -رضي الله عنهم- لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ مرض طلحة بن البراء -رضي الله عنهما- فأتاه النبي -صلى الله عليه وسلم- يعوده في الشتاء في برد وغيم، فلما انصرف قال لأهله: "إني لا أرى طلحة إلا حدَث فيه الموتُ، فآذِنُوني به حتى أشهده وأصلي عليه، وعجِّلُوا"، فلم يبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- بني سالم بن عوف حتى توفي، وجنَّ عليه الليلُ، فكان مما قال طلحة: ادفنوني وألحِقوني بربي عزَّ وجلَّ، ولا تدعوا رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فإني أخاف اليهود أن تصافَّ في سنتي، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- حين أصبح، فجاء حتى وقف على قبره وصفَّ الناسَ معَه [ثم رفع يديه] فقال: "اللهم القَ طلحةَ تضحكُ إليه ويضحكُ إليكَ".
ليس حب محمد -صلى الله عليه وسلم- بتأليف مدائح أو صياغة نعوت تَبلُغُ الغلوَّ المذمومَ والإطراءَ المحظورَ.
إن رباط المسلم برسوله الكريم أقوى وأعمق، وما جَنَحَ مَنْ جَنَحَ من المسلمين إلى هذه الأساليب إلا يومَ أن تركوا اللُّباب فأعياهم الحَمْلُ، فاكتَفُوا بالمظاهر والرسوم، وهذا لَعمر الحق لا يكلِّف شيئًا، ولا يستدعي جهدًا.
إن الجهد الذي يتطلب العزمات هو الاستمساك بالجوهر، والعودة إلى الدين بكُلِّه ولُبِّه؛ صفاءٌ في العقيدة، وصحةٌ في المنهج، وحينها ينهض المسلم إلى تقويم نفسه، وإصلاح شأنه؛ حتى يكون أقرب إلى نهج محمد -صلى الله عليه وسلم- وخُلُقه في معاشه ومعاده وحربه وسِلْمه وعِلْمه وعَمَلِه وعاداته وعباداته.
أيها الإخوة في الله: إننا إذا نظرنا إلى مواقع المسلمين اليوم وجدنا من الناس من يقول: إننا نحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- حبًّا جمًّا كثيرًا، وإذا نظرنا إلى أعمال هؤلاء وجَدْنا فيها قصورًا واضحًا عمَّا كان عليه النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا إذا سَلِمَ المعتقَدُ.
إننا بحاجة إلى حب يُزيِّنه اتباعٌ، وإلى اتباع يُزيِّنه يقينٌ بوعود رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإلى أن نوجِّه حياتنا على وفق هديه، وأن نقيس أمورنا كلها صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليلها بما جاء به -عليه الصلاة والسلام-، وأن نلتمس طريقته في كل دروب الحياة، وأن نجعل نصب أعيينا هؤلاء الصحب الكرام الذين أحبوا وصدقوا، وبايعوا فوفوا، واتبعوا فقدموا اتباعه على هواهم، وفدوه بأنفسهم وأهليهم وأموالهم.