الحكم
كلمة (الحَكَم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعَل) كـ (بَطَل) وهي من...
العربية
المؤلف | الشيخ محمد سرندح |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المهلكات - |
لا تتجاسَرْ على ظلمِ العبادِ، وتتحصَّل على غضب الرب، بشبرٍ تلتقمه ظُلمًا من غيرك، فالشبر بسبع، فكيف بالعقار والبنيان تتخذه ظلمًا؟! فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ من سبع أراضين يوم القيامةِ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله العدل الديَّان، الحمد لله مالِك الملكِ، تؤتي الملك مَنْ تشاء، وتنزع الملكَ ممَّن تشاء، وتُعِزُّ مَنْ تشاء، وتُذِلُّ مَنْ تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيءٍ قدير.
الحمد لله القائل: "يا عبادي، إني حرمتُ الظلم على نفسي، وجعلتُه بينَكم محرَّمًا فلا تظالموا"، الحمد لله، (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)[المائدة: 51].
الحمد لله، بيت المقدس لا يُعمَّر فيه ظالمٌ، الحمد لله، اتقِ دعوةَ المظلوم؛ فإنها ليس بينها وبين الله حجاب، فليس بين دعوة المشرَّدين بالثلج وبين الله حجاب..
اللهم أنت العدل الديَّان، آوِ المظلومينَ، آوِ النازحينَ، أوِ المشردينَ برحمتكَ يا أرحمَ الراحمينَ.
بالعدل: قامت السمواتُ والأرضُ، بالظلم: أعتى قوى الشر اندثرت، بالعدل: (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)[غافر: 16]. بالظلم: "إِنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ".
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ وهو على كل شيءٍ قديرٌ، بيدِه الميزانُ يخفِض الظالمينَ، يرفَع المقسطين، مالِكُ الملكِ ذو الجلال والإكرام. "يَحشُرُ اللهُ العبادَ ينادي: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ، لا ينبغي لأحدٍ من أهلِ الجنةِ أن يَدخلَ الجنةَ وأحدٌ مِنْ أهلِ النارِ يُطالِبُه بمظلَمَةٍ، ولا ينبغي لأحدٍ من أهلِ النارِ أن يَدخلَ النارَ، وأحدٌ من أهلِ الجنةِ يُطالبُه بمظلَمَةٍ". (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)[غافر: 17].
لطفَكَ يا الله .. لطفَكَ يا ربِّ.
بك أستجير ومن يجيـــــــر ســـــــواك | فأجر ضعيفــــــــًا يحتمي بحماكـــــــا |
أذنبـت يـا ربـــي وآذتني ذنوبـــــــــي | ما لهـا من غافـــــــــــر إلا كــــــــــــــا |
يا غافر الذنب العظيـــــــم وقابـــــــــلًا | للتوب قلــــــــــــب تائب ناجاكـــــــــا |
اقبــــل دعائي واستجــب لرجاوتــي | ما خاب من دعا ورجاكـــــــــــــــــــــا |
(إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)[النمل: 11]. وأشهد أن سيدنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، عبد الله ورسوله، وصفيُّه من خلقه وخليله، بلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، وجاهَد في الله حقَّ جهادِه، القائل: "إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ. السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ" . رجب الفرد الذي نعيش بين رحابه اليومَ، من الأشهر الحُرُم. (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)[التوبة: 36].
قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "حرَّم اللهُ الظلمَ في جميع الأشهر، ثم خصَّ من ذلك أربعةَ أشهُرٍ؛ فجعَلَهنَّ حرُمًا، وعظَّم حرُماتهن وجعَل الذنبَ فيهنَّ أعظمَ جُرمًا، وجعَل العملَ الصالحَ والأجرَ فيهنَّ أعظم"، (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج: 32].
فلا تظلموا فيهن أنفسكم؛ لأن الظلم خطيئةٌ تصاعديةٌ، إن أصاب المجتمعَ شيءٌ منها تراكَم عليها ظلمٌ أكبرُ، حتى تُصبِح سلوكًا اجتماعيًّا، (ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ)[النور: 40]. فلا يشعر الظالمُ بظُلمِه لغيره، فتصاعَد الظلمُ من النفس، للأقارب، للأسرة، حتى ظلمنا دينَنا وقرآنَنا ونبيَّنا، وأحكامَنا، وعشقت النفس الظلم، واشمأزَّت من الحق؛ (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)[الروم: 41]. (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)[المائدة: 50].
ومِنْ أشدِّ أنواعِ الظلمِ أن يظلم الإنسان نفسَه، ويعمل لغير الله، ويشرك به ويرائي بعمله؛ (يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)[لقمان: 13]. فإن جعلتَ لله نِدًّا بالاتباع والعبودية والارتكان، فقد حرمتَ نفسَكَ السعادةَ الأبدية فظلمتَها، ومَنْ ظلَم نفسَه فهو لغيره أظلم؛ (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)[التوبة: 36].
ومن أشهَرِ الظلمِ ما آثاره -صلى الله عليه وسلم- في خطبة الوداع؛ "إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا" متفقٌ عَلَيهِ. فلا تتجرأ أيها القاتل لأنكم سيد أهل الجحيم؛ (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)[التوبة: 36].
وحفاظًا على النسيج المجتمعي، قال صلى اله عليه وسلم: "لَعْنُ الْمُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ"، فلا تظلموا فيهنَّ أنفسَكم ولو بكلمة، فعِرضُ المؤمن عظيمٌ عند الله، فاحذَرْ! أن تخدم ببهتانك المتربصَ بنا، إياكم واتهامَ الناس زورًا! إياكم وتتبعَ الشائعات، إياكم وهتكَ الحرمات، قال صلى الله عليه وسلم: "كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ"(رَوَاهُ مُسْلِم).
لا تتجاسر على ظلم العباد، وتتحصَّل على غضب الرب، بشبرٍ تلتقمه ظُلمًا من غيرك، فالشبر بسبع، فكيف بالعقار والبنيان تتخذه ظلمًا؟! فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ من سبع أراضين يوم القيامةِ، صكوك من هنا وهناك تُكتَب بأيدٍ ظالمةٍ، وأيْمانٌ تهزُّ عرشَ الرحمن لتمتلك عِرضًا زائلًا، لعن الله من غير منار الأرض؛ (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)[التوبة: 36].
فمن غلَّ ميراثًا ظلمًا من أقاربه فليتدارَكْ قبلَ أن يُطوَّق به يومَ القيامة، ومَنْ باع شِبرًا خيانةً لأعداء الله ظُلمًا سيطوَّق به يومَ القيامة، ومَنْ غلَّ أرضًا وسهولًا وجبالًا وضياعًا فبأيِّ طَوْقٍ سيُطوَّق يومَ القيامة! واعلَمْ أن ظلمَكَ لوالديك هو -والعياذ بالله- قصةُ ظلمٍ تكتُبُها بيديك ويقرؤها عليكَ أولادُكَ؛ (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)[التوبة: 36].
فلا تتركن الأزقة ومقاهي الفساد تربي أولادك، فذلك ظلمٌ لك، ولأسرتك، ولمجتمعك، فتذكَّرْ قولَ الله -تعالى-: (قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا)[التحريم: 6]. أما آن للمساجد أن تفتح ذراعيها، وتحتضن فلذاتِ أكبادنا، فلا تظلمنَّ دينَكَ بالغِلظة والقسوة، وكن داعيًا مرغِّبًا لسعة رحمة الله، (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)[التوبة: 36].
فارهب لمولاك إن ثبَت خشوعك، وافزع إلى مولاك، إن مات قلبك فليس الموتُ أكبرَ المصائب، بل أعظم المصائب أن يموت الخوفُ من الله في خُلُقِكَ وأنتَ على قيد الحياة؛ (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)[الحج: 46]. (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)[التوبة: 36].
الجميع يشهد بحياة الأمن بالإسلام وعدله، فهل يستقيم الطلبُ ونحن ظُلَّام؛ (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)[الأنعام: 82]. فعمرُ بنُ الخطاب على فراش الموت يقول: "أتمنَّى أن يكون حسابي كِفافًا، لا لي ولا عليَّ"، والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يا أَبَا ذَرٍّ، إنَّكَ ضَعِيفٌ، وإنَّهَا أَمَانَةُ، وإنَّهَا يَومَ القِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إلَّا مَن أَخَذَهَا بحَقِّهَا، وَأَدَّى الذي عليه فِيهَا". (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)[البقرة: 124].
"لا تَزالُ طائفةٌ من أُمَّتي ظاهِرِينَ على الحقِّ". والحقُّ ضدُّ الظلم، ما ضرَّهم خيانةٌ ولا ظلمٌ ولا حصار، فإن عمَّ الظلمُ قلوبَ مَنْ حولهم وباع الناس أخراهم، ثبَت أهلُ بيتِ المقدس إلى يوم الدين؛ فإن أهل فلسطين عزمهم لن يلين، فما ضرهم كسادُ تجارتهم، ولا التربصُ بمسراهم، فقد حطوا بباب الله ركابهم، كشف الله بكم قلوبَ قومٍ مؤمنينَ، فأنتم العُمَّار في ساحات الأقصى وجنباته كالنجوم في السماء، بأمر الله قائمون (وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ)[النحل: 16]. بيَّض الله وجوهكم؛ (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ)[آل عمران: 106]. قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانتْ عِنْدَه مَظْلمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مِنْ شَيْءٍ فَلْيتَحَلَّلْه مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَلَّا يكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ"(رواه البخاري).
واستغفروا الله...
الخطبة الثانية:
الحمد لله عظيم الشأن والامتنان، واسع المغفرة دائم الإحسان، والمحذر الناس من الظلم، فإن الظلم ظلمات؛ (فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)[البقرة: 186].
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان، على سيدنا محمد، المبعوث بالعدل للأنام، صلى الله عليك يا نور الهدى، ويا سر الأسرار، النبي المختار، وعلى آلك الأطهار، ما تعاقب الليل والنهار.
بفضل الله وكرمه وحوله مطرنا، بفضل الله وكرمه وحوله مطرنا، لك الحمد والثناء يا الله على هذه المنة، (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)[الشُّورَى: 28]، فما أعظم خيره وبركاته -سبحانه-، يده ملأى لا يغيضها نفقة، (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ)[الْحِجْرِ: 21]، لقد فرح بهذه النعمة الصغار والكبار، سرت البهجة والسرور في جو من الفرحة والاستبشار، برحمة الله، واستبشارا بفرج الله؛ (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ)[النُّورِ: 43].
إن الله بحكمته لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون، فَرِحَ مَنْ فَرِحَ، وابتُلي مَنِ ابتُلي، فعليكم في هذه الأمطار التماس الخير في سد حاجة إخوانكم من للفقراء والمساكين والمشرَّدين، ففي البرد والثلج اشتد بردهم، وعظم كربهم، فنسأله -تعالى- أن يعينهم وأن يكشف عنهم كرباتهم؛ (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)[التَّوْبَةِ: 36].
إن مقاصد الشريعة التي أجمعت عليها الأمة، والتي هي قوام الدين، وقوام البشرية حفظ النفس، وإن اتخاذ التدابير الصحية والنظامية من التوكل على الله، وأن إهمال اتخاذ التدابير الصحية هو من التواكل.
أيها المرابط: أنت على ثغرة من ثغر الإسلام، أنت برباطك على ثغرة من ثغر الإسلام، فلا تستجب لمن يتربص بك في هذا المسجد، من أي ذريعة؛ من ارتداء كمامة أو تباعد اجتماعي.
اللهم احفظ علينا ديننا واحفظ علينا أقصانا.
أيها المكلوم ثق بالله، أيها النازح ثق بالله، أيها المظلوم أنت نزيل الديان، نادِ في الظلمات لتشكو له الهم والظلم معترفًا؛ (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 87].
يا أيها المظلوم مــــــن آذاكَ | كفكف دموعك فالقدير يراكَ |
وجِّه سهامكَ للسماء بدعـوة | فالله يعلم ما الــــــذي أبكاكَ |
وليُرجعن الله كل ظليمــــــة | ما كان للرحمن أن ينساكَ |
(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 88].
اللهم يا سابغ النعم، يا دافع النقم، يا فارج الغم، يا كاشف الظلم، يا أعدل من حكم، يا ولي من ظلم، يا حسيب من ظلم، يا أول بلا بداية، يا آخر بلا نهاية، اجعل لنا من همنا فرجا، واجعل للمسرى مخرجا، اللهم أنزل السكينة في قلوب المعتقلين، اللهم ارفع الحصار عن إخواننا المحاصرين، واكشف الظلم عن المضطهدين، اللهم آو المشردين.
اللهم إنا نسألك أن ترفع عنهم هذا البلاء، اللهم اجز عنا سيدنا محمدا -صلى الله عليه وسلم- خير الجزاء، واجز عنا والدينا وعلماءنا ومشايخنا خير الجزاء.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].