الحليم
كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...
العربية
المؤلف | د عبدالله بن مشبب القحطاني |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التوحيد |
وَالْمُؤْمِنُ يَعْلَمُ أَنَّ يَدَهُ يَدُ أَمَانَةٍ؛ فَالْبَيْتُ مُؤَقَّتٌ، وَالدَّابَّةُ مُؤَقَّتَةٌ، وَالْمَتْجَرُ مُؤَقَّتٌ، وَالْمَالُ مُؤَقَّتٌ، فَكُلُّ شَيْءٍ يَدُهُ عَلَيْهِ يَدُ أَمَانَةٍ، يَدُ اسْتِخْلَافٍ، وَاللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يَنْظُرُ كَيْفَ يَعْمَلُ، ثُمَّ هَذَا كُلُّهُ يَعُودُ إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-؛ لِأَنَّ اللَّهَ هُوَ...
الخطبة الأولى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:
قِيلَ لِأَحَدِ الْحُكَمَاءِ: "مَا لَكَ تُدْمِنُ إِمْسَاكَ الْعَصَا وَلَسْتَ بِكَبِيرٍ وَلَا مَرِيضٍ؟ فَقَالَ: لِأَذْكُرَ أَنِّي مُسَافِرٌ.
حَمَلْتُ الْعَصَا لَا الضَّعْفُ أَوْجَبَ حَمْلَهَا | عَلَيَّ وَلَا أَنِّي تَحَنَّيْتُ مِنْ كِبَرِ |
وَلَكِنَّنِي أَلْزَمْتُ نَفْسِي حَمْلَهَا | لِأُعْلِمَهَا أَنَّ الْمُقِيمَ عَلَى سَفَرِ |
اعْلَمْ -أَيُّهَا الْمُسَافِرُ- أَنَّهُ لَيْسَ لَكَ إِقَامَةٌ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا؛ فَلَا تَرْكَنْ إِلَيْهَا، وَالْإِعْلَانُ فِي قَوْلِهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ)[مَرْيَمَ: 40]؛ فَاللَّهُ هُوَ الْوَارِثُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-.
نَقِفُ مَعَ اسْمِهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: "الْوَارِثِ" -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- نُذَكِّرُ أَنْفُسَنَا؛ لَعَلَّ اللَّهَ يَرْحَمُنَا، قَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ)[الْحِجْرِ: 23]، فَرَبُّنَا -عَزَّ وَجَلَّ- الْبَاقِي بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ الْخَلَائِقِ، الْوَارِثُ لِجَمِيعِ الْأَشْيَاءِ بَعْدَ زَوَالِ كُلِّ مَنْ فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ الطَّوَابِقِ.
وَرَبُّنَا الْوَارِثُ -عَزَّ وَجَلَّ- بِلَا تَوْرِيثِ أَحَدٍ، الْبَاقِي لَيْسَ لِمُلْكِهِ مُدَدٌ، قَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ)[مَرْيَمَ: 40].
وَرَبُّنَا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لَمْ يَزَلْ مَالِكًا لِأُصُولِ الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ، وَيَسْتَخْلِفُ فِيهَا مَنْ أَحَبَّ، قَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)[الْأَعْرَافِ: 128].
وَرَبُّنَا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- الَّذِي يُورِثُ الْمُؤْمِنِينَ دِيَارَ الْكَافِرِينَ فِي الدُّنْيَا وَمَسَاكِنَهُمْ فِي الْآخِرَةِ.
أَمَّا الدُّنْيَا؛ فَاللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قَالَ: (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا)[الْأَحْزَابِ: 27].
وَأَمَّا الْآخِرَةُ؛ فَاللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قَالَ: (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا)[مَرْيَمَ: 63]، وَقَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[الْأَعْرَافِ: 43].
وَكِتَابُ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- كِتَابُ الْهِدَايَةِ وَالْعِزِّ وَالْفَلَاحِ، يُورِثُهُ مَنِ اصْطَفَاهُمْ وَاجْتَبَاهُمْ لِكَرَامَتِهِ، قَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)[فَاطِرٍ: 32].
وَالْمُؤْمِنُ يَعْلَمُ أَنَّ يَدَهُ يَدُ أَمَانَةٍ؛ فَالْبَيْتُ مُؤَقَّتٌ، وَالدَّابَّةُ مُؤَقَّتَةٌ، وَالْمَتْجَرُ مُؤَقَّتٌ، وَالْمَالُ مُؤَقَّتٌ، فَكُلُّ شَيْءٍ يَدُهُ عَلَيْهِ يَدُ أَمَانَةٍ، يَدُ اسْتِخْلَافٍ، وَاللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يَنْظُرُ كَيْفَ يَعْمَلُ، ثُمَّ هَذَا كُلُّهُ يَعُودُ إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-؛ لِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَالِكُ الْحَقِيقِيُّ، وَالدُّنْيَا زَائِلَةٌ، وَالْعَبْدُ فِيهَا إِلَى زَوَالٍ، صَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- : "مَا لِي وَلِلدُّنْيَا؟! مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا"(حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ).
وَكَوْنُ الْمُؤْمِنِ مُسْتَخْلَفًا وَذَاهِبًا إِلَى رَبِّهِ؛ فَمِنْ كَرَمِ اللَّهِ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنَّهُ أَمَرَهُ بِالْإِنْفَاقِ مِمَّا وَهَبَهُ اللَّهُ لَهُ؛ مَعَ أَنَّهُ مِنْ خَالِصِ مُلْكِهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وَالْعَبْدُ مُسْتَخْلَفٌ، ثُمَّ وَعَدَهُ بِالْأَجْرِ الْكَبِيرِ، قَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ)[الْحَدِيدِ: 7]، وَقَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)[الْحَدِيدِ: 10]، فَالْمُلْكُ الْحَقِيقِيُّ مَا ادَّخَرَهُ الْعَبْدُ لِيَوْمِ الْمِيعَادِ، فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَقْرَأُ: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ)[التَّكَاثُرِ: 1] قَالَ: "يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي! مَالِي! وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ؟ ".
وَمَا الْمَالُ وَالْأَهْلُونَ إِلَّا وَدِيعَةٌ | وَلَا بُدَّ يَوْمًا أَنَّ تُرَدَّ الْوَدَائِعُ |
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
يَا عَبْدَ اللَّهِ: اعْلَمْ أَنَّ التَّوَسُّلَ إِلَى اللَّهِ بِهَذَا الِاسْمِ دَاخِلٌ فِي عُمُومِ قَوْلِهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)[الْأَعْرَافِ: 180].
وَلَا سِيَّمَا بِمُرَاعَاةِ الْمُنَاسَبَةِ بَيْنَ الْمَطْلُوبِ وَالِاسْمِ الْمَذْكُورِ؛ كَمَا فِي دُعَاءِ نَبِيِّ اللَّهِ زَكَرِيَّا-عَلَيْهِ السَّلَامُ-: (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 89]، وَقَالَ: (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)[مَرْيَمَ: 5-6].
وَالْإِرْثُ الْمَذْكُورُ هُنَا إِنَّمَا هُوَ إِرْثُ عِلْمٍ وَنُبُوَّةٍ وَدَعْوَةٍ إِلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، لَا إِرْثَ مَالٍ، وَمِثْلُ هَذَا الْإِرْثِ الْمُبَارَكِ مَا وَرَدَ فِي قَوْلِهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ)[النَّمْلِ: 16].
عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ- قَالَ: "قَالَ دَاوُدُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- لِرَبِّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: إِلَهِي كُنْ لِوَلَدِي سُلَيْمَانَ مِنْ بَعْدِي كَمَا كُنْتَ لِي، فَأَوْحَى اللَّهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- إِلَيْهِ: يَا دَاوُدُ، قُلْ لِابْنِكَ سُلَيْمَانَ يَكُنْ لِي مِثْلَمَا كُنْتَ لِي؛ أَكُنْ لَهُ كَمَا كُنْتُ لَكَ!".
وَصَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ أَمْتِعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ مِنِّي"(حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ).
وَأَشَارَ الْعُلَمَاءُ عِنْدَ هَذَا الِاسْمِ: أَنَّ الْعَبْدَ يَنْبَغِي أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فِي حُقُوقِ الْإِرْثِ؛ فَلَا يَظْلِمُ مِنَ الْوَرَثَةِ أَحَدًا.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْوَارِثِ أَنْ تُمَتِّعَنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا، وَتَجْعَلَهَا الْوَارِثَ مِنَّا.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعِفَّةَ وَالْغِنَى.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَأَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لَنَا خَيْرًا.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَأَخْرِجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّاتِنَا، وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّتِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَاجْعَلْنَا مُبَارَكِينَ أَيْنَمَا كُنَّا.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.