الغفور
كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...
العربية
المؤلف | عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - الصلاة |
فالمسلم في ليلِه وفي تهجُّده يعبُد ربَّه، ويَشكو ذنبَه، ويناجي ربَّه، فيسأله جنّته ومغفرتَه، ويستعيذ به من عذابه، ويرجو رحمتَه وفضله وإحسانَه، إنّه يقوم من فراشه ومِن لذيذ منامه، لماذا؟! ليقفَ بين يدَي ربِّه في تلك اللّحظاتِ المباركة ووقت التنزّل الإلهي، حينما ينزل ربّنا إلى سمائه الدنيا حينما يبقى ثلث الليل الآخر، فينادي: هل من سائل فيُعطَى سؤلَه، هل من مستغفرٍ فيغفَر له، هل من داعٍ فتجاب دعوته؟!
أمّا بعد:
فيا أيّها الناس: اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى.
عبادَ الله: إنّ قيامَ الليل عبادة عظيمةٌ وعمَل جليل، ولقد مدَح الله به عبادَه المؤمنين، فذكر من أخلاقهم الحميدةِ التي نالوا بها بفضل الله جنّاتِ النعيم قيامَهم الليلَ فقال: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـاتٍ وَعُيُونٍ * ءاخِذِينَ مَا ءاتَـاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُواْ قَلِيلاً مّن الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِلأَسْحَـارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات: 15-18].
فوصَفَهم بأنّهم قليلاً من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون، فهم يُحيون جزءًا من الليل، ويختِمون ذلك بالاستغفار عمّا قدّموا وأساؤوا.
وقال -جلّ جلاله-: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَـاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [السجدة:16، 17]، أخفَوا قيامَهم في الليل، وصار قيامُهم سِرًّا بينهم وبين ربِّهم، فأنالهم الله ذلك الثوابَ العظيم، ما لا رأت عينٌ، ولا سمِعت أذنٌ، ولا خطَر على قلبِ بشر، (فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ).
وقال الله لنبيّه -صلى الله عليه وسلم-: (وَمِنَ الَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا) [الإسراء:79].
وأخبر تعالى عن فضل قيام الليل، وأنّ في قيام الليل تواطؤَ القلب مع اللسان: (إِنَّ نَاشِئَةَ الَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطًْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً) [المزمل:6]، وقال: (وَمِنَ الَّيْلِ فَسْجُدْ لَهُ وَسَبّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً) [الإنسان:26].
أيّها المسلمون: وخُلُق نبيِّكم -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان يقوم الليلَ ويحافظ على قيام الليل، ويخبر -صلى الله عليه وسلم- أنّ قيامَه بالليل شكرٌ لربّه على نعمِه العظيمة عليه؛ تقول عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنهما-: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقوم الليلَ حتى تفطّرت قدماه، فسألَته قائلةً له: أتفعل هذا وقد غفَر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر؟! تشير إلى قوله: (ليَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ) [الفتح:2]، قال: "ألا أكون عبدًا شكورًا؟!". فإنّ شكرَ الله على نعمِه التقرّبُ إليه بالفرائض وبالنوافل بعد الفرائض، وكلّما تصوّر العبد نعَمَ الله عليه دعاه ذلك إلى أن ينافِس في صالح الأعمال.
وأخبر -صلى الله عليه وسلم- أنّ قيامَ الليل سببٌ لدخول الجنّة والفوز بها بفضل الله ورحمته، قال عبد الله بن سلام -رضي الله عنه-: لمّا قدم النبيّ -صلى الله عليه وسلم- المدينةَ جفل الناس إليه، فكنتُ فيمن جَفل إليه، فاستبنتُ وجهَه فلم أرَ وجهَ كذّاب، فسمعتُ أوّلَ ما قال: "أيّها الناس: أطعِموا الطعام، وأفشوا السلام، وصِلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنّةَ بسلام".
وأخبرَ -صلى الله عليه وسلم- ما لقائمِ الليل في الجنّة من النعيم المقيم، فقال: "إنّ في الجنة غرفًا، يُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها"، قالوا: لمن يا رسول الله؟! قال: "لمن أطاب الكلامَ، وأطعَم الطعام، وصلّى بالليل والناس نيام".
أيّها المسلم: فالمسلم في ليلِه وفي تهجُّده يعبُد ربَّه، ويَشكو ذنبَه، ويناجي ربَّه، فيسأله جنّته ومغفرتَه، ويستعيذ به من عذابه، ويرجو رحمتَه وفضله وإحسانَه، إنّه يقوم من فراشه ومِن لذيذ منامه، لماذا؟! ليقفَ بين يدَي ربِّه في تلك اللّحظاتِ المباركة ووقت التنزّل الإلهي، حينما ينزل ربّنا إلى سمائه الدنيا حينما يبقى ثلث الليل الآخر، فينادي: هل من سائل فيُعطَى سؤلَه، هل من مستغفرٍ فيغفَر له، هل من داعٍ فتجاب دعوته؟!
أيّها المسلم: إنّ في قيام الليل فرصةً لك لتسألَ ربَّك ما أحببتَ من خيرَي الدنيا والآخرة، ففي ذلك الوقت العظيم المبارَك فرصة لك لتشكوَ إلى الله حالك، وترجوه من فضله، وتتوب إليه من زللِك وخطئك، وتسأله ما أحببتَ من خيرَي الدنيا والآخرة، فإنّك تسأل كريمًا وقريبًا مُجيبًا وغنيًّا حميدًا، يحبّ من عباده أن يسألوه ويلتجِئوا إليه، يحبّ منهم أن يسألوه وقد وعَدَهم الإجابةَ فضلاً منه وكرَمًا، (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة:186]، قال جابر بن عبد الله: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ في الليل ساعةً لا يوافقها رجل مسلمٌ يسأل الله خيرًا مِن أمر الدنيا والآخرة إلاّ أعطاه الله إياه، وذلك كلَّ ليلة".
فهي فرصةٌ لك -أخي المسلم- لتقومَ بين يدَي ربّك، تناجيه وتسأله الثباتَ على الحقّ والاستقامة على الهدى، وأن يختمَ حياتَك بخاتمةِ خير.
أيّها المسلم: إنّ في قيام الليل فوائد، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بقيامِ الليل؛ فإنّه دأب الصالحين قبلكم، ومكفرة لذنوبكم، وقربَة تتقرّبون بها إلى ربّكم، وطردًا للدّاء عن الجسَد، ومنهاة عن الإثم".
إذًا ففي قيام الليل تلكم الفوائد: الاقتداء بالصالحين، تكفيرُ الذنوب، قربةٌ نتقرّب بها إلى الله، يُبعِد الداءَ عن أجسادنا، فيجعلنا نتمتّع بها على الطاعة، ويجنّبنا الآثام والعصيان.
سئلت عائشة -رضي الله عنها- فقيل لها: إنّ الله لم يفترِض علينا سوى الصلواتِ الخمس، قالت: "نعم، لعمري ما افترضَ الله عليكم إلاّ هذه الصلوات، ولن يطالبَكم إلا بما افترض عليكم، ولكنّكم قوم تخطؤون وتذنِبون، وما أنتم إلاّ من نبيّكم، وما نبيّكم إلا منكم، ولقد كان يحافظ على قيام الليل".
قال -صلى الله عليه وسلم- في حقّ عبد الله بن عمر: "نِعمَ الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل"، قال سراري عبد الله: فما ترك عبد الله قيامَ الليل.
وقال عبد الله بن عمرو: عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال في رجل كان يقوم الليل فترك قيامَ الليل، قاله منكرًا عليه، قال: "يا عبدَ الله بن عمرو: لا تكن مثلَ فلان، كان يقوم الليل فترك قيامَ الليل".
أيّها المسلم: قيامُ شيءٍ من الليل فيه صلاحٌ لدينك، واستقامة لحالك، وتقرّب إلى ربّك رجاء الثواب، وستجد ذلك مدَّخرًا لك أحوجَ ما تكون إليه، قال معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: "تصدّقوا بصدقةِ السرِّ ليومٍ عسير، صلّوا في ظلمةِ الليل لظلمةِ القبور، صوموا يومًا شديدًا حرُّه ليوم النّشور".
أيّها المسلم: إنّ نبيّنا –صلى الله عليه وسلم- كان يحافِظ على قيام الليل، وإذا حُجز عنه لوجعٍ أو غيره قضاه في النهار، فكان يواظِب على إحدى عشرَة ركعة، فإذا عجز عنها لمرضٍ أو غيره صلاّها في الضّحَى ثنتَي عشرَةَ ركعة.
هكذا كان يحافِظ على قيام الليل، ويحافظ عليه صحابتُه الكرام والتابعون لهم بإحسان، فهو خلُق أهلِ الإيمان، يزدادون به خيرًا، ويزدادون به قربةً إلى الله، قال بعض السلف لما دخل عليه رجلٌ ورأى أثرَ الخير عليه قال: "من قامَ بالليل حسُن وجهه بالنهار"، يعني أنّ لقيام الليل آثارًا على القائم.
قيل لعبد الله بن مسعود: ما نستطيع قيامَ الليل، قال: "قيّدتكُم خطاياكم، لو صدقتُم الله لأعانكم، ألم تسمعوا الله يقول: (وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـاكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَـاعِدِينَ) [التوبة:46]؟!".
إنّ قيامَ الليل نعمة يمنّ الله بها على من يشاء من عبادِه، فيجِد ذلك القائمُ لهذا الوقت لذةً وسرورًا، وانبساطًا وانشراحَ صدر وقرّةَ عين، وهو قائم يتلو كتابَ الله ويتدبّره، ويسبّح الله ويحمده ويثني عليه ويلجأ إليه، فما أعظمَها من نعمةٍ لمن وُفِّق لها، ولا يعرف قدرَها إلا من مُنِح تلك النعمة، قال بعض السلف: "إنّ أهلَ الليل في ليلهم وتهجُّدهم ألذّ من أهل اللهو في لهوهم".
نعم إنّهم ألذّ، فهؤلاء في سبيلِ صلاح قلوبهم واستقامةِ حالهم، وهؤلاء في سبيل فساد قلوبهم وذهاب دينهم، أعاذنا الله وإياكم من حالة السوء.
فعلى المسلم الذي يرجو رحمةَ ربّه أن لا يفوّتَ هذه النعمةَ ولو جزءًا يسيرًا، فما يزال العبدُ يألَف تلك الطاعةَ ويحبّها حتى يوفّقه الله، فيجعله ممّن اعتادَ هذا العمل الصالح ورغِبه وأحبّه.
جعلني الله وإيّاكم من المسارعين لفعل الخيرات، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أمّا بعد:
فيا أيّها الناس: اتقوا الله تعالى حقَّ التقوى.
عبادَ الله: إنّ لقيام الليل أسبابًا لمن أراد ذلك وسعَى في الخير، فمنها أن يحرِص على الإقلال من السّهر ما وجَد لذلك سبيلاً، كان نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- يكره النومَ قبل العشاء، ويكره الحديثَ بعد العشاء، فكان يكره النوم قبلها -أي: قبل العشاء- خوفًا من فواتها، ويكره الحديث بعد صلاة العشاء لأنه كان إذا صلّى أوى إلى فراشه، فكان يكرَه طولَ السَّهر الذي لا داعي له؛ خوفًا من أن يفوِّت عليه فُرصًا عظيمة وخيرات كثيرة.
ومِن أسبابه أن تقرأ آيةَ الكرسيّ عند منامك لتبعِد عدوّ الله عنك، ففي الحديث: "من قرأ آيةَ الكرسيّ كلَّ ليلة لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح"، وتختم بالآيتين من سورة البقرة، فمن قرأهما في ليلةٍ كفَتاه، وكان نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- إذا أوى إلى فراشه يقول: "اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلّ شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا الله، أعوذ بك من شرّ نفسي ومن شرّ الشيطان وشِركه، وأن أقترفَ على نفسي سوءًا أو أجرّه إلى مسلم"، وكان يجمع كفّيه فيقرأ فيهما: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) [سورة الإخلاص]، و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ) [سورة الفلق]، و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النَّاسِ) [سورة الناس] ثلاثًا، ثم يمسَح بهما رأسه ووجهه وما استطاع من جسده. صلوات الله وسلامه عليه، وكان يفعل ذلك دائمًا، حتى لمّا مرِض كانت عائشة تأخذ يدَيه، فتنفث فيهما، ثم تمسَح بهما وجهَه وما استطاعت من جسدِه.
فإذا أورد الإنسانُ هذه الأورادَ وقرأها عند نومه وسبّح الله وحمِده وكبّره ونام على خير فإنّه يُرجى برحمةِ أرحَم الراحمين أن يمنّ الله عليه، فيوقظه من غفلتِه، ويتقرّب إلى الله في تلك اللحظاتِ بطاعةٍ ولو قلّت، يجد ثوابَها أحوَج ما يكون إليه.
يُروَى أنّ الله -جلّ وعلا- ينادي في آخر الليل: "يا جبريل: أيقِظ فلانًا وأنِم فلانًا". فالمنبَّه لهذا العمل والمعان على هذا العمل الصالح نعمةٌ من الله عليه.
وكان –صلى الله عليه وسلم- إذا استيقظ من منامه قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"، وأخبر أنّ من قال هذا الذكرَ ثم دعا استجابَ الله دعاءَه، وإن توضّأ وصلّى تقبّل الله صلاته.
وأخبرنا –صلى الله عليه وسلم- أنّ عدوّ الله إبليس يثبّطنا عن الخير، ويحول بيننا وبين كلّ عمل صالحٍ إلاّ إذا تغلّبنا عليه بالالتجاء إلى الله والتعوّذ من شرّه والاستعانة بالأذكار، فقال –صلى الله عليه وسلم-: "يعقِد الشيطان على قافية رأسِ أحدكم إن هو نامَ ثلاثَ عُقد، يضرب على كلّ عقدةٍ: عليك ليل طويلٌ فنَم، فإن قام وذكَر الله انحلّت عقدة، وإن توضّأ انحلّت عقدة، وإن صلّى انحلّت العُقَد كلّها، فأصبح طيّبَ النفس نشيطًا، وإلاّ أصبَح خبيثَ النفس كسلانًا"، فسبحانَ مَن يمنّ على مَن يشاء، وسبحانَ مَن يؤهّل لفضلِه من يشاء، وسبحانَ من يختار لفضله من يشاء مِن عباده، (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ) [القصص:68].
واعلموا -رحمكم الله- أنّ أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمّد –صلى الله عليه وسلم-، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذّ شذّ في النار.
وصلوا -رحمكم الله- على محمّد بن عبد الله كما أمركم بذلك ربكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَـائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمّد، وارض اللهمّ عن خلفائه الراشدين...