البحث

عبارات مقترحة:

المجيد

كلمة (المجيد) في اللغة صيغة مبالغة من المجد، ومعناه لغةً: كرم...

الحفيظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...

الأحد

كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...

أيام يحبها الله

العربية

المؤلف عبدالعزيز بن محمد النغيمشي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات
عناصر الخطبة
  1. تفضيل الله بعض مخلوقاته وأثره .
  2. فضل العشر من ذي الحجة .
  3. الحث على اغتنام مواسم الخير كثرة طرق الخير وتنوعها .
  4. الترغيب في المسارعة إلى الحج .
  5. من مسائل الأضحية وأحكامها .

اقتباس

فإن الله إذا أحب شيئاً بارك فيه, وهذه الأيامُ العشر الأولى من شهر ذي الحجةِ, جاء النص فيها: "مَا مِنْ أيَّامٍ، العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام"(رواه البخاري), والمغبون من استوت لديه أيام العامِ, فلم يفرق بين فاضلها ومفضولها، ولم يُعظم ما عظمه الله منها...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ, نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ, مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ, وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

أَمَّا بَعْدُ (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102], (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1], (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70، 71].

أيها المسلمون: يُعَظِّمُ اللهُ ما شاء مِنْ مَخْلوقاته, ويفضل بعض الأيام على بعض، وبعض الشهورِ على بعض، وبعض الأوقات على بعض, وإذا عظم الله أزماناً بارك فيها، وعظم الأجورَ لمعظميها؛  (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج: 32],  (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ)[الحج: 30].

ومما عظمهُ اللهُ من أيام؛ هذه الأيامُ العشرِ الأولى من شهر ذي الحجة، أيامٌ اصطفاها الله واجتباها, أقسم بها في كتابه:  (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ)[الفجر: 1، 2], أيامٌ معلوماتٌ امتن الله بها على عباده الذاكرين؛  (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)[الحج: 28].

الأيامُ العشر أيامٌ كريمةٌ يعقُبُها من الله تكريم؛ (وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً)[الأعراف: 142], (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ)[الأعراف: 143]؛ قال ابن كثير -رحمه الله-: "اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي هَذِهِ الْعَشْرِ التي أتمها الله لميقات -موسى عليه السلام-؛ فَالْأَكْثَرُونَ عَلَى أَنَّ الثَّلَاثِينَ هِيَ ذُو الْقَعْدَةِ، وَالْعَشَرُ عَشَرُ ذِي الْحِجَّةِ", ثم قال: "فَعَلَى هَذَا يَكُونُ قَدْ كَمَّلَ الْمِيقَاتَ لموسى يَوْمَ النَّحْرِ، وَحَصَلَ فِيهِ تكليم الله له، وَفِيهِ أَكْمَلَ اللَّهُ الدِّينَ لِمُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-؛ ففي يوم النحر يومِ الحج الأكبر أنزل الله على رسوله محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-:  (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)[المائدة: 3].  

إنها أيامُ العشر الأولى من شهر ذي الحجة, أيامٌ معظمةٌ عند الله, ثمينةٌ أوقاتها، غاليةٌ لحظاتها، مباركةٌ ساعاتها, يحبها الله ويحب مَن يُعَظِمُها, ويحبُ العاملين له فيها بصالح الأعمال, قال ابنُ عباسٍ، قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام"؛ يعني: أيام العشر, قالوا: يَا رسولَ اللهِ! وَلاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ؟! قَالَ: "وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيءٍ"(رواه البخاري).

إنه الإحسان من ربنا, يوالي علينا فضله، ويتابع علينا كرمه؛ لينيل عباده الصالحين من عظيم الثواب وكريم الدرجات، مواسمُ من البر تغشانا، موسمٌ بعد موسم, يتزود فيها السائرون إلى الله لمعادهم, تضاعف لهم فيها الحسنات، ويُبارَك لهم في أجرها وثوابها.

وإن منازل الآخرةِ تُبنى لأصحابها بصالح الأعمال والحسنات, بأخلصها لله وأزكاها وأحسنها؛  (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[الأعراف: 43],  (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)[الطور: 19], فكل عملٍ صالحٍ بعمله المرءُ في دنياه, فإنه سيجزى به في دار النعيم بأوفر الجزاء, وكُلُّ خيرٍ يعمله المرءُ في الدنيا مُخْلِصاً, فإنه سيراه يوم القيامةِ في صحيفته مشرقاً وإن كان الخيرُ شيئاً يسيراً؛  (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)[الزلزلة: 7، 8].

ولا يزالُ العبدُ مجتهداً في عمارةِ منازله في الآخرةِ, ولا يزالُ النعيم له يزداد, ما استزاد من صالح الأعمال، ومن تدبر كتابَ الله أدرك؛   (يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ)[الزخرف: 68 - 73], وقولُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ غَدَا إلى المَسْجِدِ أَوْ رَاحَ؛ أعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الجَنَّةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أوْ رَاحَ"(متفقٌ عَلَيْهِ)؛ فيه بيانٌ جليٌ, بأن نعيم الجنةِ يزداد بازدياد الحسنات، وما يستوي في منازل النعيمِ في الآخرةِ, من كان إلى الخيراتِ سابقٌ, ومن كان فيها مقتصد؛ (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)[الأنعام: 132].

يتفاضلون بالمنازل بتفاضل أعمالِهم التي عملوها في الدنيا،  عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ؛ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَابِرَ فِي الأُفُقِ، مِنَ المَشْرِقِ أَوِ المَغْرِبِ؛ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ"(متفق عليه).

عباد الله: ومن كان له نفسٌ تواقةٌ لبلوغ أعلى منازل النعيم, فليلزم: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)[الفاتحة: 5], ليكن لله عابداً, وليكن بالله مستعيناً, وليتدارك العُمُرَ قبل رحيله, وليغتنم مواسم المضاعفةِ قبل انقضائها، وَلْيُسَابِقْ إلى ما يحبُه الله؛ فإن الله إذا أحب شيئاً بارك فيه, وهذه الأيامُ العشر الأولى من شهر ذي الحجةِ, جاء النص فيها: "مَا مِنْ أيَّامٍ، العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هذِهِ الأَيَّام"(رواه البخاري).

والمغبون من استوت لديه أيام العامِ, فلم يفرق بين فاضلها ومفضولها، ولم يُعظم ما عظمه الله منها, ولم يتزود لآخرته؛  (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)[البقرة: 197].

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآياتِ وَالْحِكْمَةِ, أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين, والعاقبة للتقوى، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوثِ رحمةً للعالمينَ، مِلَّتُهُ أكرمُ ملةٍ, وسُنَّتُه أطهرُ سُنةٍ, شريعتُه أقومُ وأقوى، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليماً.

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-؛ فإن التقوى طريق الجنة: (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا)[مريم: 63].

أيها السلمون: والعمل الصالح ميدانٌ فسيحٌ، وساحةٌ واسعةٌ، العمل الصالح: كل عملٍ يحبه الله ويرضاه، من فرائضَ وسننٍ ومستحبات؛ كالصلاة على وقتها،  وبر الوالدين،  والجهادِ في سبيل الله، وقراءة القرآن، والصيامِ، والصدقةِ، والأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكرِ، وصلةِ الأرحامِ، وإفشاءِ السلامِ، وإطعامِ الطعامِ، والصلاةِ بالليل والناسُ نيام، وقضاء حوائج الناس، والعطف على المستضعفين، وكفالة اليتيم، والسعيِ على الأرامل والمساكين، وكثرةِ الذكر، وحسنِ الخُلُقِ، والعفوِ عن الناس؛ فهذه الأعمالُ وغيرُها من الصالحات، كلُها مما ينبغي للمسلم أن يجتهدَ في تحصيلها، وخاصةً في هذه الأيام.

وليس للعمل الصالح حصر؛ فـ"الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبعُونَ أَوْ بِضعٌ وسِتُونَ شُعْبَةً, فَأفْضَلُهَا قَولُ: لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إمَاطَةُ الأذَى عَنِ الطَّريقِ، والحَياءُ شُعبَةٌ مِنَ الإيمان"(مُتَّفَقٌ عَلَيه),  (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ)[الرعد: 29].

ومن أعظم الأعمال التي اخْتُصَّتْ بها الأيامُ العشر، مسك الختام، الركن الخامسُ من أركان الإسلام؛  (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)[آل عمران: 97].

ركنُ الإسلامِ الحجُّ عبادةٌ من أعظمِ العبادات التي تُنْفَقُ الأموالُ في سبيلها، ومِن أعزّ القُرُباتِ التي تُجْهَدُ الأجسادُ في تأدِيَتِها, فطوبى لمن كان على الحجِ مقتدراً, فسار في ركاب الحَجِيْجِ ملبياً.

وَمَنْ عَقَدَ العزم على الحجِّ، فحال بينه وبين الحجِّ عذرٌ, أو حبَسَهُ عن بلوغِ البيتِ حابسٌ, فإن الله يكتب له الأجرَ مُوَفَّراً؛ "وإنما لكلِ امرئٍ ما نوى".

عباد الله: ومن أعظم الأعمال التي اخْتُصَّتْ بها الأيامُ العشر -أيضاً-: ذبحُ الأضحيةِ, وهي سنةٌ سنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأمته، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "ضَحَّى رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ"(متفق عليه), وقال -صلى الله عليه وسلم- فيما صح عنه: "إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّىَ؛ فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا"(رواه مسلم), قال ابن باز -رحمه الله-: "ولا يحرم على أهل بيته -أي المضحي- شيءٌ من ذلكَ في أصح قولي العلماء، وإنما يحرم ذلك على المضحي نفسِهِ، الذي بذل المال، وذلك من حين أراد الأضحية بعد دخول الشهر إلى أن يذبحها، أما الوكيلُ عن غيره فلا يحرم عليه شيء من ذلك، كالوصي وناظر الوقف ونحوهما؛ لأن كلاً من هؤلاء ليس بمضحٍ وإنما هو وكيل" ا.هـ

اللهم اختم بالصالحات أعمالنا...