الصمد
كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...
العربية
المؤلف | سعيد بن يوسف شعلان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك |
والمراد بصلة الرحم الأمر الذي يتحقق به صلة الأرحام موالاتهم، ومحبتهم أكبر من غيرهم لأجل قرابتهم وتأكيد المبادرة إلى صلحهم عند عداوتهم والاجتهاد في إيصال كفايتهم بطيب نفس عند فقرهم، والإسراع إلى مساعدتهم ومعاونتهم عند حاجتهم، ومراعاة جبر قلوبهم مع التلطف بهم، وتقديمهم في إجابة دعوتهم، والتواضع لهم في غناه وفقرهم، وقوته وضعفهم ..
وبعد: فمن توابع الكلام عن بر الوالدين وعقوقهما الكلام عن صلة الرحم، والرحم هي القرابة، سميت بذلك لأنها داعية التراحم بين الأقرباء، وصلة الرحم موجبة لرضا الله عن العبد، موجبة لثواب الله للعبد في الآخرة، وقد أمر الله بها عباده في كتابه العزيز فقال تعالى في سورة الإسراء: (وَءاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) [الإسراء: 26]. أي قرابتك من أبيك وأمك، والمراد بحقهم برهم وصلتهم.
وقال في سورة النساء: (وَتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَلأَرْحَامَ) [النساء:1]. أي اتقوا الأرحام أن تقطعوها.
وقال ذاكرًا -في سورة الرعد- صفات أولي الألباب: (وَلَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ) [الرعد:21].
والمراد -على أحد وجوه التفسير- في ذلك أن ما أمر الله به أن يوصل: الرحم والقرابة.
وقد أمر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كذلك بصلة الرحم فقال في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت".
الشاهد من الحديث الجملة الوسطى: "ومن كان يؤمن بالله اليوم الآخر فليصل رحمه".
وكانت صلة الرحم من أول من أرشد إليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما وصل المدينة بعد الهجرة فقال -عليه الصلاة والسلام- كما أخرجه الترمذي عن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- والحديث صحيح: "أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام".
والأرحام الذين جاء الأمر في القرآن والسنة بصلتهم هم الأقارب، وهم من بينه وبين الآخر نسب، سواء كان يرثه أم لا، وسواء كان محرمًا أم لا، وقيل: الأقارب هم المحارم فقط، والأول هو المُرَجَّح لكون الثاني يستلزم خروج أولاد الأعمام وأولاد الأخوال من ذوي الأرحام، وليس كذلك.
لو قيل: إن المراد بهم المحارم فقط لخرج أولاد الأعمام وأولاد الأخوال من ذوي الأرحام، بل هم الأقارب، سواء كانوا ورثةً أم لا، وسواء كانوا محارم أم لا.
وإنما يُوصَلُ الأرحام بحسب درجتهم في القرابة، فيُقَدَّم الأقرب فالأقرب كما جاء عند البخاري في الأدب المفرد، وعند أحمد وابن ماجه وصححه الحاكم من حديث المقدام بن معد يكرب قال -عليه الصلاة والسلام-: "إن الله يوصيكم بأمهاتكم -وأعادها ثلاثًا- ثم يوصيكم بآبائكم، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب".
وروى الحاكم والحديث عند أصحاب السنن الثلاثة وأحمد وابن حبان عن أبي رتقة -رضي الله عنه- قال: انتهيت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسمعته يقول: "أمك وأباك، ثم أختك وأخاك، ثم أدناك وأدناك".
يعني: ابدأ في البر بالأم والأب ثم من يليهم ثم من يليهم هكذا بالأقرب فالأقرب.
والمراد بصلة الرحم الأمر الذي يتحقق به صلة الأرحام موالاتهم، ومحبتهم أكبر من غيرهم لأجل قرابتهم وتأكيد المبادرة إلى صلحهم عند عداوتهم والاجتهاد في إيصال كفايتهم بطيب نفس عند فقرهم، والإسراع إلى مساعدتهم ومعاونتهم عند حاجتهم، ومراعاة جبر قلوبهم مع التلطف بهم، وتقديمهم في إجابة دعوتهم، والتواضع لهم في غناه وفقرهم، وقوته وضعفهم. إذا كان هو غنيًا وهم فقراء، وهو قوي وهم ضعفاء، لزمه أن يتواضع لهم ليكون بذلك واصلاً لأرحامه ومداومًا مودتهم ونصحهم في كل شؤونهم، والبداءة بهم في الدعوة والضيافة قبل غيرهم، وإيثارهم في الإحسان والصدقة والصلة على من سواهم؛ فإن الصدقة عليهم صدقة وصِلة، والهدية في معناها ونحوها، ويتأكد فعل ذلك مع الرحم الكاشح أي المبغض، يفعل ذلك معه، ويتأكد معه أكثر من غيره كما سيأتي من كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عسى أن يعود ويرجع عن بغضه إلى مودة قريبة ومحبة.
قال القرطبي -رحمه الله-: والرحم التي تُوصَلُ عامة وخاصة، والمراد بالعامة رحم الدين وهم إخوانك في هذا الدين العظيم وإن لم يكن بينك وبينهم قرابة، وتجب مواصلة هذه القرابة بالتواد والنصح والعدل والإنصاف، والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة. وأما الرحم الخاصة وهي التي سبقت الإشارة إليها وإلى بيانها، فتزيد النفقة على القريب وتفقد أحوالهم والتغافل عن زلاتهم، وتتفاوت مراتب استحقاقهم في ذلك كما في حديث الأقرب فالأقرب وقد تقدم.
وقال ابن أبي جمرة -رحمه الله-: "تكون صلة الرحم بالمال، وبالعون على الحاجة، وبدفع الضر، وبطلاقة الوجه، وبالدعاء، وهذا إنما يستمر إذا كان أهل الرحم أهل استقامة، فإن كانوا كفارًا أو فجارًا فمقاطعتهم في الله هي صلتهم بشرط بذل الجهد في وعظهم ثم إعلامهم إذا أصروا أن ذلك بسبب تخلّفهم عن الحق".
تعلمهم بعد أن تنصحهم وتبذل الجهد في وعظهم إذا قررت هجرتهم لأجل كفرهم أو فجورهم أو فسقهم، تعلمهم بالسبب المانع من صلتهم وأنه تخلفهم عن الحق، ولا تسقط مع ذلك صلتهم بالدعاء لهم بظهر الغيب أن يعودوا إلى الطريق المُثلى.
ومن اللطائف ما كتب ابن المقري إلى والده حين امتنع من النفقة عليه فكتب إليه قال:
لا تقطعن عـادة ولا تجعـل
وهذا إشارة إلى ما وقع من خوض مسطح بن أثاثة في قصة الإفك في عائشة -رضي الله عنها- عندما خاضوا في عرضها، وكان مسطح ابن خالة أبي بكر، وكان أبو بكر يعطف عليه فيصله، ويحسن إليه، فلما كان من الواقعين في عرض ابنته وبرَّأ الله -عز وجل- عائشة من فوق سبع سماوات فقال: (أُوْلَئِكَ مُبَرَّءونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [النور:26]، حلف أبو بكر -رضي الله عنه- لما علم بوقوع مسطح مع من وقع بأن يقطع عنه صلته، فعاتب الله -تبارك وتعالى- الصديق في ذلك وأمره أن يحسن إليه وأن لا يقطع صلته وصدقته، فقال سبحانه في إطار نفس القصة: (وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الْفَضْلِ مِنكُمْ وَلسَّعَةِ أَن يُؤْتُواْ أُوْلِى الْقُرْبَى وَلْمَسَكِينَ َلْمُهَجِرِينَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النور:22].
لا يحلف أولو الفضل والسعة على عدم الإعطاء، وزاد سبحانه أن قال: (وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أيضاً أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ). فعاد أبو بكر إلى الصلة، وزاد على ما كان يعطيه من قبل.
لكن والد هذا الكاتب المعاتب -ابن المقري- كتب إليه أيضًا مبينًا له السبب في المنع فقال:
قد يُمنع المضطر من مَيـتة
قد يمنع المضطر من ميتة لأن أهل العلم لا يرخصون للمسافر سفر معصية إذا اضطر أن يأكل من الميتة، كما هو مرخص فيه للمسلمين عامة، يقولون: لأنه مسافر سفر معصية، فيقول البعض: هل نتركه يموت، أيهلك؟! فيقول المانعون من الترخيص: لا، بل يتوب ويأكل، لهذا يقول الوالد لولده:
قـد يُمنع المضطر من ميتة
يعني عُد إلى الله في برِّك وأدبك وخلقك يعد إليك ما كنت أرسله إليك من الصلة والإحسان والنفقة وغير ذلك.
لو لم يتب من ذنبه مسطح
ومن الآثار المحمودة لصلة الرحم وفضلها وفوائدها:
أنها سبب لبسط الرزق والتوسيع فيه، وطول العمر والبركة فيه، فيبارك لواصل رحمه ما لا يبارك لغيره، فيتمكن في عمر قصير من أداء أعمال كثيرة جليلة عظيمة، بينما خذل غيره من الذين اشتغلوا بجمع حطام دنياهم، واشتغلوا بحظوظ أنفسهم العاجلة وشهواتها، فلم يعرفوا ربهم، ولم يمتثلوا بالطاعة، وأعرضوا عن ذكره وشكره.
ومن بين ما أعرضوا عنه صلة الأرحام فخُذِلوا، بينما وُفِق واصل رحمه وبُسِط له في رزقه ووُسِع عليه، وبُورِك له في عمره وعمله.
ويدل لذلك حديث أنس المتفق عليه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه".
اللهم اجعلنا -يا إلهنا- من عبادك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وتوفنا وأنت راضٍ عنا وقد قبلت اليسير منا، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، خاتم الأنبياء وإمام المرسلين، اللهم صل وسلم وبارك على إمامنا وقدوتنا وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله-، واعلموا أنكم مأمورون بصلة أرحامكم، منهيون عن قطيعتها ولو لم يبادلكم أرحامكم صلةً بصلة، وإحسانًا بإحسان، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال فيما أخرجه البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطعت رحمه وصلها".
ويا له من توجيه رفيع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوجه المسلم من خلاله إلى أن لا يريد في جميع أعماله إلا رضا الله -عز وجل- وحده، وهذا يعرفه من عرف الإخلاص ومكانته وأثره، فلا يعبأ بقطيعة في مقابل صلة، وإساءة في مقابل إحسان؛ لأن الواصل ليس هو الذي يرد صلة بصلة، وإحسانًا بإحسان، بل الواصل الذي يصل، ويقطعه أرحامه، ويُحسن، ويسيء إليه من أحسن إليهم، هذا هو الواصل من خلال بيان وكلام رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلاً جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله: إن لي قرابةً أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ، قال -عليه الصلاة والسلام-: "لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملّ -والملّ: هو التراب-، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك".
وأخرج الطبراني وابن خزيمة والحاكم وقال: على شرط مسلم، عن أم كلثوم بنت عتبة -رضي الله عنهما- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح"، ويا له أيضًا من بيان وتوجيه رفيع في غاية الرفعة، حتى إنه -صلى الله عليه وسلم- ليجعل أفضل الصدقة ما كانت على رحم كاشح، مُبغض مضمر للعداوة، ولا يشكر لأحد فضلاً، ولا يشكر لأحد إحسانًا، ولا يعرف لأحد معروفًا.
وقد روى البخاري في الأدب المفرد بسند صحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس".
ومع ذلك فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يوجه المسلم إلى أن لا يريد في جميع أعماله إلا رضا الله -عز وجل- فحسب، وأن لا يلتفت إلى إرادة الجزاء من العباد، بل عليه أن يرغب في الثواب من رب العباد؛ لأنه هو الأكرم وهو الأوسع فضلاً، وهو صاحب الخزائن الملأى سبحانه.
فمن ذا الذي يستطيع من خلقه أن يُثيب بمثقال ذرة من جزائه وإثابته وفضله سبحانه، فالعاقل الأريب صاحب اللب من اتجه إلى إرادة الثواب من الله -عز وجل-؛ لأنه خير وأبقى.
ومن جميع ما تقدم تبين أهمية صلة الرحم ومكانتها وتأكد فضلها، فإن لم يكن فيما ورد من فضلها كفاية في الحث على هذه الصلة للناس، فيكفي ما جاء من التحذير والوعيد والتهديد الشديد من قطع الرحم، يكفي ما جاء في ذلك للحث على تجنب القطيعة، ففي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله لما فرغ من خلق الخلق قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بل من القطيعة، فقال سبحانه: أما ترضين أن أصل من وصلك، وأن أقطع من قطعك، قالت: بلى، قال: فذلك لكِ". قال -عليه الصلاة والسلام-: "فاقرؤوا إن شئتم: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى الأَرْضِ وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ أَوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَرَهُمْ)".
وفي صحيح البخاري عن جبير بن مطعم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يدخل الجنة قاطع"، يعني قاطع رحم.
وعند الترمذي بسند حسن صحيح وابن ماجه وقال الحاكم: صحيح الإسناد عن أبي بكر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة، من البغي وقطيعة الرحم".
ليس هناك ذنب يستحق العبد أن يعجل الله له العقوبة في الدنيا مع ما ينتظره في الآخرة من العذاب من البغي، أي من الظلم، ويدخل تحت الظلم أمور كثيرة منها:
أن تحيد عما جاء به الكتاب والسنة من معرفة الله -عز وجل- ووصفه بصفاته التي جاءت في الكتاب والسنة، وأيضًا إطلاق الأسماء عليه سبحانه الذي جاء بها الكتاب والسنة ونحو ذلك من الأمور التي تتعلق بالربوبية والألوهية. من حاد عن ذلك وخرج عن الجادة وأبى إلا أن يخالف سلفنا الصالح فيما علمونا إياه مما ينبغي لله -عز وجل- من إجلال وتعظيم وتوقير فهو ظالم. ويدخل تحت الظلم كما قلت أمور كثيرة ليس هذا موضع بسطها.
فالبغي هو الظلم، وقطيعة الرحم قد علمتم ما ورد فيها، فهذه الذنوب جديرة بأن يعجل الله لصاحبها العقوبة في الدنيا مع ما ينتظره في الآخرة بحسب الظلم الذي وقع منه، وأيضًا بسبب قطيعة رحمه.
فيا أيها الإخوة الكرام: امتثلوا أوامر ربكم -تبارك وتعالى- بعبادته وطاعته وبر الوالدين وصلة الأرحام، وإياكم والقطيعة، فإن فعلتم ذلك -أي إن امتثلتم لما أمركم الله به واجتنبتم ما نهاكم الله عنه- أفلحتم في الدنيا وفي الآخرة وكنتم من السعداء، الذين قال الله عنهم في سورة هود: (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوتُ وَلأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ) [هود: 108]، أي غير منقطع.