الرقيب
كلمة (الرقيب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...
العربية
المؤلف | حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك |
عبر تاريخ الأمة كادَ لها الكائِدون، وتربَّصَ لها الأعداءُ والحاسِدون، ومع هذا لم يستطيعُوا أن يُطفِئُوا نورَ الله، ولكن الخطر هو ما يقعُ بين أبناء هذه الأمة. إن مصائِب المسلمين الحالية لا تخفَى على أحدٍ، حتى نسِيَ كثيرٌ قواعد الأُخُوَّة الإيمانية، وتجاهَلُوا الحقوقَ المفروضة للرابِطة الإسلامية؛ بل وأصبحَ بعضٌ يستَهينُ بالضروريات الخمس التي حرَّمَها الشرعُ، وزجرَ عن انتِهاكِها.
الخطبة الأولى:
الحمد لله وليِّ الصالحين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ناصِرُ المؤمنين، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه أفضلُ الخلق أجمعين، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه أجمعين.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون: أُوصيكم ونفسي بتقوى الله -جل وعلا-؛ فمن اتَّقاه وقاه، وأسعدَه ولا أشقَاه.
عباد الله: من أعظم العقوبات التي تحُلُّ بالأمة حينما تحيدُ عن شرع الله -جل وعلا-: أن يجعلَ بأسَها بينَها، يقول ربُّنا -جل وعلا-: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ) [الأنعام: 65].
عندما تُبتَلَى الأمة بالبُعد عن دين الله -جل وعلا-، وتركَنُ إلى هذه الدنيا الفانِيَة، وتكون هي الهدفَ والغايةَ، وهي المُحرِّك؛ عندئذٍ تقعُ الأمةُ في المصائِبِ العُظمَى، وتُعانِي المِحَن الكُبرَى التي تنالُ الحرثَ والنَّسلَ، وتُفسِدُ على المسلمين دُنياهم وأُخراهم. وهذا ما حذَّر منه -صلى الله عليه وسلم- حينما قال: "ما الفقر أخشَى عليكم، ولكن أخشَى عليكم ما يفتحُ الله عليكم من زهرة الدنيا، فتتنافَسُوها كما تنافَسُوها؛ فتُهلِكَكم كما أهلكَتهم".
ولقد خشِيَ النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمَّته من التفرُّق، وما يُؤدِّي إليه من البغضاء والتقاتُل؛ فروى أحمد ومسلم عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن الله زوَى لي الأرضَ فرأيتُ مشارِقَها ومغارِبَها، وإن مُلكَ أمَّتي سيبلُغُ ما زُوِيَ لي منها، وإني أُعطيتُ الكنزَيْن: الأحمر والأبيض، وإني سألتُ ربي ألا يُهلِك أمَّتي بسنةٍ بعامَّةٍ -أي: بجائحةٍ تجتاحُهم جميعًا-، وألا يُسلِّط عليهم عدوًّا فيُهلِكَهم بعامَّةٍ، وألا يلبِسَهم شِيَعًا، وألا يُذيقَ بعضَهم بأسَ بعضٍ. فقال: يا محمد: إني إذا قضيتُ قضاءً فإنه لا يُردُّ، وإني أعطيتُ أمَّتَك ألا أُهلِكَهم بسنةٍ بعامَّةٍ، وألا أُسلِّط عليهم عدوًّا من سِوَى أنفسهم فيُهلِكَهم بعامَّةٍ، حتى يكون بعضُهم يُهلِكُ بعضًا، وبعضُهم يقتُلُ بعضًا، وبعضُهم يسبِي بعضًا". زاد أحمد: "وإني لا أخافُ على أمَّتي إلا الأئمةَ المُضلِّين، فإذا وُضِع السيفُ في أمَّتي لم يُرفَع عنهم إلى يوم القيامة".
علَمٌ من أعلام النبوَّة، وغيبٌ من غيب الوحي الذي أوحاه الله -جل وعلا- لنبيِّه محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، أن أخشَى ما يكون على هذه الأمة ما يكونُ بينها من تقاتُلٍ وتهارُجٍ.
وفي حديثٍ آخر رواه أحمد والنسائي والترمذي، وصحَّحه جمعٌ من أهل العلم: "وسألتُ ربي ثلاثَ خِصالٍ، فأعطاني اثنتين ومنَعَني واحدة؛ سألتُ ربي -عز وجل- ألا يُهلِكَنا بما أهلكَ به الأُمم قبلَها، فأعطانيها، وسألتُ ربي -عز وجل- ألا يُظهِر علينا عدوَّا من غيرِنا، فأعطانيها، وسألتُ ربي -عز وجل- ألا يلبِسَنا شِيَعًا، فمنَعنيها".
عبر تاريخ الأمة كادَ لها الكائِدون، وتربَّصَ لها الأعداءُ والحاسِدون، ومع هذا لم يستطيعُوا أن يُطفِئُوا نورَ الله، ولكن الخطر هو ما يقعُ بين أبناء هذه الأمة.
معاشر المسلمين: إن مصائِب المسلمين الحالية لا تخفَى على أحدٍ، حتى نسِيَ كثيرٌ قواعد الأُخُوَّة الإيمانية، وتجاهَلُوا الحقوقَ المفروضة للرابِطة الإسلامية؛ بل وأصبحَ بعضٌ يستَهينُ بالضروريات الخمس التي حرَّمَها الشرعُ، وزجرَ عن انتِهاكِها.
روى ابن أبي حاتم وابن جرير عن زيد بن أسلم -رضي الله عنه- قال: لما نزلَت: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) [الأنعام: 65]، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا ترجِعوا بعدي كفَّارًا يضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ". قالوا: يا رسول الله: ونحن نشهَدُ أن لا إله إلا الله، وأنك رسولُ الله؟! قال: "نعم". قال بعضُ الناس: لا يكونُ هذا أبدًا أن يقتُل بعضُنا بعضًا ونحن مُسلِمون. فنزلَت: (انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ * وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ...) [الأنعام: 65، 66] الآية.
إخوة الإسلام: من أقبَح الأحوال: حالُ من لا يرعَى لأُخُوَّة الإسلام حقَّها، ولا يقومُ بواجبِها؛ فرسولُنا -صلى الله عليه وسلم- يقول: "المسلمُ أخو المسلم، لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه". متفق عليه.
وفي حديثٍ آخر: "المسلمُ أخو المسلم، لا يخونُه ولا يكذِبُه ولا يخذُلُه، كل المسلم على المسلم حرام: دمُه ومالُه وعِرضُه، التقوى ها هنا، بحسبِ امرئٍ من الشرِّ أن يحقِرَ أخاه المسلم".
عباد الله: بِئسَ قومٌ جمعَ الإسلام بينهم فتفرَّقوا حينئذٍ، وأمرَهم بمحبَّة بعضِهم بعضًا فتباغَضُوا، ونهاهم عن الأذِيَّة لإخوانهم، فكانوا أشدَّ الناس بهم أذًى وضررًا. وهذا لا يستقيمُ مع قول الله -جل وعلا-: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) [التوبة: 71]، ولا يستقيم مع قولِه -صلى الله عليه وسلم-: "لا تحاسَدُوا، ولا تناجَشُوا، ولا تباغَضُوا، ولا تدابَرُوا، ولا يبِع بعضُكم على بيعِ بعضٍ، وكونوا عبادَ الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلِمُه ولا يخذُلُه ولا يحقِرُه". رواه مسلم.
إن المسلم الحقَّ هو من يحبُّ لأخيه ما يحبُّ لنفسِه في جميع الأمور وفي شتَّى الأحوال، فرسولُنا -صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث المُتفق عليه: "لا يُؤمن أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسِه".
أمة الإسلام: من أعظم الجرائِم وأقبَح المُوبِقَات: أن تلقَى اللهَ -جل وعلا- بدمِ امرئٍ مسلمٍ، أو أن تسعَى لسفكِ دماءٍ مُحرَّمةٍ ونفوسٍ معصومةٍ، الله -جل وعلا- يقول: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [النساء: 93].
معاشر المسلمين: إن ما يُحزِنُ المسلم ما يسمعُه عن تلك الدماء المسلمة التي تُراقُ بغير حقٍّ، وهذا أمرٌ يُنذِرُ بشرٍّ عظيمٍ على جميع المسلمين إن لم يكونوا يدًا واحدةً لإيقافِ تلك المهازِل وتلك القبائِح.
يقول -صلى الله عليه وسلم-: "أولُ ما يُقضَى بين الناس يوم القيامة في الدماء". متفق عليه.
وعند الترمذي والنسائي بسندٍ جيدٍ: "لَزوالُ الدنيا أهونُ على الله من قتلِ رجُلٍ مسلمٍ".
إخوة الإسلام: إن المسلمين جميعًا ليألَمُون من هذه المصائِب التي أصابَت أمَّتَهم في بِقاعٍ شتَّى، ألا وإنه يجبُ على الجميعِ أن يعلمَ أن السببَ الأعظمَ لوقوع البأساء بين أبناء المُجتمع المسلم الواحد: التنكُّبُ عن الصراطِ المستقيم، والمَيْلُ عن الهدي النبوي الكريم؛ ففي الحديث: "وما لم تحكُم أئمَّتُهم بما أنزلَ الله، ويتخيَّرُوا مما أنزلَ الله إلا جعل الله بأسَهم بينهم".
ما جزاءُ من تركَ كتابَ الله -جل وعلا- وسُنَّة رسوله -صلى الله عليه وسلم- إلا الخِزي والعار؟! نسأل الله السلامة والعافية.
معاشر المسلمين: إن سبيلَ النجاة من المِحَن، والسلامة من الفِتَن: هو اللُّجوءُ إلى الله -جل وعلا-، لا مُخلِّص ولا مُنقِذ للأمة مما هي فيه من حالٍ مُزرِيَة إلا أن يرجِعَ حُكَّامُها وأن يرجِعَ المحكومون إلى الله -جل وعلا- بتوبةٍ صادقةٍ، وإنابةٍ حقَّةٍ في جميع المناشِطِ وشتَّى الأحوال، وأن يُراقِبَ كلٌّ منا نفسَه بأن يتَّقِي اللهَ -جل وعلا-.
فذلكم هو الأصلُ الأصيلُ للفلاح، والرُّكنُ الرَّكين للسعادة والفلاح: (قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ) [الأنعام: 64].
متى حقَّقت الأمةُ أحكامَ الدين -سواءٌ كان في أمور السياسة، أم في أمور الاقتصاد، أم في أمور الاجتماع، وفي جميع الأمور- حينئذٍ تسلَمُ من الأخطار، وتنجُو من الأشرار، وتنأَى عن الأضرار.
إن الواجِبَ علينا جميعًا -على الوُلاة، وعلى الأُمراء، وعلى الوُزراء، وعلى أفراد المُجتمع- أن يتَّقُوا الله -جل وعلا-، أن يُسارِعوا إلى مرضاتِه، أن يُبادِرُوا إلى طاعتِه، أن يُفتِّشُوا عن كل ما يُخالِفُ شرعَ الله، فيتَّبِعوا شرعَه، ويلتزِمُوا بسُنَّة رسولِه -صلى الله عليه وسلم-، وأن يسيرَ الجميعُ في فهم هذا الدين بفَهم صحابةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
حينئذٍ تتحصَّنُ الحياةُ من الأخطار والأضرار: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2، 3]؛ روى أحمد عن أبي ذرٍّ قال: جعلَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يتلُو هذه الآية حتى فرغَ منها، فقال: "يا أبا ذرٍّ: لو أن الناس كلَّهم أخذُوا بها كفَتْهم"، أي: كفَتْهم ما أهمَّهم وما أصابَهم، وما وقعَ بهم.
ونحن حينما تقعُ بنا المصائِبُ والمِحَنُ نلتفِتُ يمينًا ويسارًا، وننسَى الخالِقَ -جل وعلا-، وننسَى ما وقعنا فيه من مُخالَفَة منهَج الله -جل وعلا-.
فمن أرضَى اللهَ من الحاكِم والمحكوم أرضاهم وأسعدَهم، ومتى أطاعُوه سهَّل لهم أمورَهم، ويسَّر لهم ما تعسَّر عليهم، وجعل لهم في أمورِهم كلِّها فرَجًا قريبًا ومخرَجًا عادِلاً: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) [الطلاق: 4]، ولا يهلَكُ على الله إلا هالِكٌ.
نسألُ اللهَ -جل وعلا- أن يرفعَ المُصابَ عن المسلمين، نسألُه -جل وعلا- أن يُفرِّجَ كُروبَ المسلمين، نسألُه -جل وعلا- أن يُيسِّر ما تعسَّر على المسلمين.
أقول هذا القول، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابِه.
أيها المسلمون: من حقوق الأُخُوَّة الإسلامية: أن تتألَّم لمُصاب إخوانِك المسلمين، وأن تُترجِمَ هذا الألَم بأن تقِفَ معهم في السرَاء والضرَّاء؛ فالله -جل وعلا- مدحَ الأنصارَ بقولِه: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) [الحشر: 9].
وفي الحديث: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من كان في حاجَة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مُسلم كُربةً فرَّج الله عنه كُربةً من كُرَب يوم القيامة".
فتذكَّروا إخوانَكم المسلمين المُصابِين في جميع أصقاع الأرض بالدعاء الصادق، بالالتِجاء إلى الله -جل وعلا- أن يُفرِّج همَّهم، وبالعون المادِّي والمعنويِّ؛ بالزكاة، بالصدقة، بسائر وجوه الإنفاق: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ) [سبأ: 39].
ثم إن الله -جل وعلا- أمرَنا بأمرٍ عظيمٍ، ألا وهو: الصلاةِ والسلام على النبيِّ الكريم.
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على سيِّد الأنبياء والمرسلين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآل والصحابة أجمعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم فرِّج همومَ المسلمين، اللهم فرِّج همومَ المسلمين، اللهم ارفع كُربتَهم، اللهم ارفع كُربتَهم، اللهم ارفع كُربتَهم، اللهم احفَظهم في كل مكان، اللهم احفَظ دماءَهم، اللهم احقِن دماءَهم، اللهم احقِن دماءَهم، اللهم ولِّ عليهم خيارَهم، اللهم ولِّ عليهم خيارَهم، اللهم واكفِهم شِرارَهم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، اللهم من مكر بالإسلام والمسلمين فعليك به يا عزيز يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أظهِر أنوارَ السُّنَّة في كل مكان، اللهم أظهِر أنوارَ سُنَّة نبيِّك -صلى الله عليه وسلم- في كل مكان.
اللهم مُنَّ على المسلمين بتحكيم شرعك، اللهم مُنَّ على المسلمين بتحكيم شرعك، اللهم مُنَّ على المسلمين بتحكيم شرعك.