البحث

عبارات مقترحة:

العفو

كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...

المتكبر

كلمة (المتكبر) في اللغة اسم فاعل من الفعل (تكبَّرَ يتكبَّرُ) وهو...

الحي

كلمة (الحَيِّ) في اللغة صفةٌ مشبَّهة للموصوف بالحياة، وهي ضد...

شهادة التوحيد

العربية

المؤلف عبدالله البرح - عضو الفريق العلمي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التوحيد
عناصر الخطبة
  1. منزلة كلمة التوحيد وحقيقتها .
  2. لوازم الإيمان ب لا إلا إله إلا الله .
  3. ثمار كلمة التوحيد ومنافعها في الدنيا والآخرة. .

اقتباس

ومن مقتضيات الإيمان بلا إله إلا الله: إفراد الله بالعبادة، وإقامة الفرائض والواجبات، ومفارقة كبائر الذنوب وصغارها، وأمـا مـن قالها بلسانه، ونقضها بفعاله؛ فلا ينفعه قول لا إله إلا الله، ومن...

الخطبة الأولى:

الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71]، أما بعد:

معاشر المسلمين: حديثنا اليوم عن كلمة هي؛ أعظم الكلام وأصدقه، وخيره وأنفعه، وأعذبه وأطيبه؛ هي سر السعادة في الحياة ومفتاح الفلاح والنجاة؛ أعرفتموها؟

إنها كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"؛ فهي بوابة الدخول للإسلام، والفيصل بين الحق والباطل، والظلمة والنور، والشقاوة والسعادة، وهي خير ما قاله الأنبياء الكرام  -صلوات ربي وسلامه عليهم- وهي مفتاح دار السـلام، وما خلقت السموات والأرض، ولا صحت السنة والفرض، ولا نجا أحـد يوم العرض؛ إلا بلا إله إلا الله، ولا جردت سيوف الجهـاد، وأرسلت الرسل إلى العبـاد؛ إلا لتحقيق هذه الكلمة وإبطال ما سواها، وحسبها أنها أعلى شعب الإيمان؛ كما في الحديث الذي ورد في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الإيمان بضعٌ وستون شُعبة، فأفضلُها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياءُ شُعبة من الإيمان".

وحقيقة لا إله إلا الله ومعناها؛ لا معبود بحق إلا إياه، وأن لا يعبد مع الله سواه، قال -تعالى-: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)[لقمان:30].

ولا ينتفع العبد بلا إله إلا الله؛ إلا بتحقيق معناها والعمل بمقتضاها؛ ولا بد على من نطق بها أن يحقق مقتضيات الإيمان بها؛ فمن ذلك:

تحقيق شروط كلمة التوحيد التي جاء ذكرها في الكتاب والسنة وأجمع عليها علماء الأمة؛ من العلم بها، واليقين بمدلولها، والقبول بما اقتضته، والانقياد والتسليم لما أمرت به شريعة الإسلام، وقولها بصدق، مع الإخلاص المنافي للشرك، وتحقيق شرط المحبة لله ولدينه ورسله؛ وقد نظم شروطها الحافظ حكمي -رحمه الله- فقال:

العلم واليقين والقبول

والانقياد فادر ما أقول

الصدق والإخلاص والمحبة

وفقكم الله لما أحبه

ومن مقتضيات الإيمان بكلمة التوحيد: عبادة الله والكفر بما سواه؛ (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)[النحل:36].

ومن مقتضيات الإيمان بلا إله إلا الله: إفراد الله بالعبادة، وإقامة الفرائض والواجبات، ومفارقة كبائر الذنوب وصغارها، وأمـا مـن قالها بلسانه، ونقضها بفعاله؛ فلا ينفعه قول لا إله إلا الله، ومن صرف لغير الله شيئًا من العبادات، وأشرك به أحدًا من المخلوقات؛ فهو كافر، ولو نطق ألف مرة بلا إله إلا الله، قيل للحسن -رحمه الله-: "إن أناسًا يقولون من قال لا إله إلا الله دخل الجنة فقال: "من قالها وأدى حقها وفرضها أدخلته الجنة".

أيها المؤمنون: أكثروا من قول لا إله إلا الله وحققوا شروطها والتزموا واجباتها، واحذروا من كل ما ينافها ويقدح في إيمانكم بها..

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بلا إله إلا الله الحق المبين.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين أما بعد:

عباد الله: اعلموا أن الإيمان بكلمة التوحيد وتحقيق شروطها وأركانها يكسب العبد الثمار اليانعة والخيرات الهانئة في الدنيا والآخرة؛ فمن ثمار الإيمان بكلمة التوحيد والعمل بمقتضياتها:

أنها سبيل للعبد إلى التيسير للحسنى، قال الله -تعالى-: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى)[الليل: 5 - 7]، والمراد بالحسنى هي كلمة التوحيد والحق التي ذكرها الله في قوله: (إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[الزخرف:86].

ومن ثمارها: أنها أفضل الذكر وخير ما قاله الأنبياء؛ روى الإمام أحمد من حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- مرفوعا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".

وكلمة التوحيد تعصم الدم والمال: فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله"(رواه مسلم).

كما أن الإيمان بكلمة التوحيد: يثمر تثبيت الله لصاحبه في الحياة الدنيا والحياة الآخرة؛ يقول -سبحانه-: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ)[إبراهيم:27]

 ومن ثمار كلمة التوحيد: أنها تكون سببا لمغفرة الذنوب، ومحو العيوب؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات حين يصبح كتب له بها مائة حسنة ومحي عنه بها مائة سيئة وكانت له عدل رقبة وحفظ بها يومئذ حتى يمسي ومن قال مثل ذلك حين يمسي كان له مثل ذلك"(صححه الألباني).

ومن ثمارها: أنها موجبة لشفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قلت يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه"(رواه البخاري).

 ومن ثمارها:  أنها توجب للعبد دخول الجنة، يقول نبي الهدى -صلى الله عليه وسلم-: "فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله"(رواه البخاري).

ولا إله إلا الله: سبب لنجاة العبد وخلاصه من النار؛ كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سَمِع مُؤَذِّنًا يقول: أشهد أنْ لا إله إلا الله؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-: "خرَجت من النار"(رواه مسلم).  

أيها المسلمون: حققوا شهادة التوحيد واعملوا بلوازمها؛ يستقيم إيمانكم وتقبل أعمالكم وتسعدون في دنياكم وآخرتكم.

وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه فقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].

اللهم انفعنا بكلمة التوحيد ووفقنا للإيمان بها والعمل بمقتضياتها وارزقنا الحياة في ظلالها والموت عليها وارفعنا بها في الدنيا والآخرة.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.