البحث

عبارات مقترحة:

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...

الحي

كلمة (الحَيِّ) في اللغة صفةٌ مشبَّهة للموصوف بالحياة، وهي ضد...

الحسيب

 (الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...

الجهاد في سبيل الله تعالى (2)

العربية

المؤلف إبراهيم بن محمد الحقيل
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - كتاب الجهاد
عناصر الخطبة
  1. أسباب ومراحل فرض الجهاد .
  2. نماذج تاريخية لدور الجهاد في حفظ الأمة .
  3. المؤامرة الدولية على الجهاد في العصر الحديث .
  4. الجهاد هو المخرج .

اقتباس

لقد أدرك أعداء الإسلام أن الجهاد هو القوة التي يملكها كل من يؤمن بالله تعالى، وأن استرخاص النفس والمال في سبيل الله تعالى هو السبب الرئيس للنصر مهما قلَّ العدد، وضعفت العدة؛ ولذلك فإنهم تآمروا بعد دراسات طويلة، وتجارب عديدة، على إيقاف الجهاد الذي أزعجهم، وأقَضَّ مضاجعهم ، فخرجوا إثر سقوط الدولة العثمانية باتفاقية ..

 

 

 

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإن أحسن الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون: قضى الله تعالى أن يكون خاتمُ الرسل وأفضلُهم محمداً -صلى الله عليه وسلم-، وأن تكون شريعته حاكمة بين الناس إلى يوم القيامة، فلا دينَ حقٍّ إلا دين الإسلام، ولا طريقَ يوصل إلى الله تعالى إلا الطريقُ الذي دلنا عليه محمد -صلى الله عليه وسلم-.

وأُمر من دان بالإسلام أن يسعى بكل استطاعته لأنْ تكون شريعة الإسلام حاكمة بين الناس كلهم، ومهيمنة على كل الشرائع، (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ) [المائدة:48].

وهذا التمكين لدين الإسلام، ونشره في الناس، والحكم بشريعته فيما بينهم يكون بالدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، ويكون بالقتال لمن أبى الخضوع لشريعة الإسلام؛ عملاً بقول الله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) [البقرة:193]. قال جمع من السلف: "معنى: (وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ) أي يخلص التوحيد لله"، وقال قتادة: "حتى يقال لا إله إلا الله، وعليها قاتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإليها دعا، وذكر لنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: إن الله أمرني أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، (فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ) [البقرة:193]، قال: وإن الظالم الذي أبى أن يقول: لا إله إلا الله، يقاتل حتى يقول: لا إله إلا الله"، وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "اغزوا باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله".

وهذه المهمة الجليلة من أعظم المهمات التي كُلف بها المسلمون؛ بل هي أعظمها بعد توحيد الله تعالى؛ ولذا كان صاحبها وحاملها أحسن الناس قولاً، وكان الموت في سبيلها أفضل أنواع الموت على الإطلاق، وسماه الله تعالى شهادة، وسمى المقتول فيها شهيداً. قال أهل اللغة: "لأن الله وملائكته شهود له بالجنة. أو لأنه حيٌّ لم يمت، شاهدٌ عند ربه حاضر. أو لقيامه بشهادة الحق في أمر لله تعالى حتى قتل".

ومع شرف هذه المنزلة العظيمة لمن قام بهذه المهمة الجليلة فإنها ابتلاء يعجز كثير من المكلفين عن أدائه؛ بسبب ضعف الإيمان، والخلود إلى الأرض، والركون إلى الدنيا، كما قال الله تعالى: (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) [محمد:4].

قال السرخسي -رحمه الله تعالى-: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مأموراً في الابتداء بالصفح والإعراض عن المشركين، قال تعالى: (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) [الحجر:85]، ثم أمر بالقتال إذا كانت البداية منهم فقال تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) [الحج:39]، أي أذن لهم في الدفع، وقال تعالى: (فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ) [البقرة:191]، ثم أمر بالبدء بالقتال فقال: (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [التوبة:5]. فاستقر الأمر على فريضة الجهاد مع المشركين، وهو فرض قائم إلى قيام الساعة" اهـ.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "وإذا كان أصل القتال المشروع هو الجهاد، ومقصوده هو أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا؛ فمن منع هذا قوتل باتفاق المسلمين" اهـ.

لقد قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام -رضي الله عنهم-، ومن بعدهم المسلمون عبر القرون بهذه المهمة الجليلة، وأدوا هذا الركن الركين: الجهادَ في سبيل الله تعالى؛ فكسروا عروش الأكاسرة والقياصرة والجبابرة، ودانت الأمم للإسلام، وخضعت لسطانه، ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وعم الأمن والعدل والخير أرجاء الأرض.

شرع الجهاد ومبادأة المشركين بالقتال عقب الهجرة إلى المدينة، وانطلقت الشرارة الأولى في بدر الكبرى التي كُسِر فيها جيش المشركين، ثم قضي على دولتهم بفتح مكة.

وبالجهاد قضى المسلمون على بني قريظة، و أجلوا بقية قبائل اليهود، وأنهوا دولتهم في الجزيرة العربية في غزوة خيبر.

وبالجهاد كسر المسلمون الروم، وأنهوا دولتهم في الشرق، وودع هرقل سورية وداعاً لا لقاء بعده.

وبالجهاد رد المسلمون ثماني حملات صليبية كبرى سيَّرتها أوربة للاستيلاء على بيت المقدس، ورجع الصليبيون على أدبارهم خاسرين إلى أوربة بعد مائتي سنة من القتال، وهُزموا شر هزيمة على يد صلاح الدين في حطين، الذي كان يومها يوماً مجيداً في تاريخ الإسلام، وشامة بيضاء في سيرة صلاح الدين -رحمه الله تعالى-.

وبالجهاد أوقف المسلمون الاجتياح التتري المغولي، وكسرهم المسلمون في عين جالوت التي كان يومها يوماً حاسماً في تاريخ المسلمين، ولم تقم للمغول بعدها قائمة؛ بل دخلت كثير منهم في الإسلام.

وبالجهاد توغل بنو عثمان في أوربة، وفتحوا منطقة البلقان، وامتد سلطان الإسلام في الأرض.

وبالجهاد عاش المسلمون أعزةً، لا تدنس لهم كرامة إلا سيروا الجيوش، وعقدوا الرايات، وقاتلوا العدو. لقد أدرك أعداء الإسلام أن الجهاد هو القوة التي يملكها كل من يؤمن بالله تعالى، وأن استرخاص النفس والمال في سبيل الله تعالى هو السبب الرئيس للنصر مهما قلَّ العدد، وضعفت العدة؛ ولذلك فإنهم تآمروا بعد دراسات طويلة، وتجارب عديدة، على إيقاف الجهاد الذي أزعجهم، وأقَضَّ مضاجعهم، فخرجوا إثر سقوط الدولة العثمانية باتفاقية "سايكس بيكو" المشهورة، التي بموجبها قسموا العالم الإسلامي إلى دويلات تحكمها القوى الاستعمارية، ثم وضعوا المواثيق الدولية في عصبة الأمم، ثم هيئة الأمم المتحدة، التي كان منها إلغاء الجهاد، والقضاء عليه، واعتباره تعدياً وظلماً وإرهاباً.

وجعلوا الهيئات الدولية التي أنشؤوها مظلة لإجهاض كل جهاد حتى ولو كان لدفع العدوان ورد المعتدين، وذلك بالهدنة تارة، وتارة أخرى بالحلول السلمية الهزيلة التي لا تخرج عن كونها ظلماً للمسلمين، ومكافأة لمن اعتدى عليهم؛ كما هو الحال في فلسطين بين المسلمين واليهود؛ إذ إن اليهود يكافَؤون على كل اعتداء على المسلمين أو على المسجد الأقصى باتفاقية تكون في صالحهم. ومن رفضها من المسلمين عوقب بالحصار والتجويع، وربما بالقوة والضرب، على اعتبار أنه خارج عن القوانين الدولية.

وفي مقابل ذلك لا يعاقب اليهود على عدم تنفيذهم للقرارات الدولية، ولو كان فيها ظلم للمسلمين؛ لأنهم يريدون ما هو أكثر منها، ونجحوا في ذلك، أخزاهم الله تعالى.

لقد بلغ خوف الأعداء من الجهاد، وكراهيتهم التلفظ به مبلغاً عظيماً؛ حتى إن الحركات الجهادية الدافعة لعدوان المعتدين لا يسمونها جهاداً، وإنما تُسَمَّى مقاومة، أو ثورة، أو انتفاضة، أو نحو ذلك من المسميات التي تخرجها من مصطلح الجهاد الشرعي، ويسمون أصحابها ثواراً، أو مقاومين، أو فدائيين، أو مقاتلين، كما هو مسموع في الإذاعات العالمية، بل والعربية، إلا القليل منها، وإن سماه بعضهم جهاداً فعلى استحياء، وبخفض صوت.

لقد كان هذا جزءاً من مكرهم وكيدهم على الجهاد والإسلام، ردَّ الله تعالى كيدهم عليهم، وخلَّص المسلمين من شّرِّهم وكَلَبِهم، إنه سميع مجيب.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ) [إبراهيم:47].

 

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله –أيها المؤمنون- يكفكم كيد عدوكم، وينصركم عليهم، (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) [آل عمران:120].

أيها المؤمنون: لقد ثبت عمَلياً أنَّ المـــَخرج الوحيد للأمَّةِ مِن ذُلِّها ومهانتها -بعد الإيمان بالله تعالى، وتصحيح المسيرة- هو الجهادُ في سبيل الله تعالى، الذي هو بوَّابةُ العِزِّ، والكرامة، والأنَفة؛ فهو الراية الوحيدة التي تجمَّعت عليها الأمة المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها.

لقد رفعت فيما مضى الرايات الوطنية والقومية، وشكلت الأحزاب البعثية والاشتراكية، ونودي بالمشاريع الليبرالية والماركسية، على أنها السبيل لعلاج أدواء الأمة، فثبت عملياً، وبالتجربة المرّة، أنها هي الداء، وتجرع المسلمون طيلة العقود الماضية مرارة تجربتها.

لقد فرقتهم هذه الشعارات الجاهلية، ومزقتهم وأضعفتهم؛ فتمكن منهم عدوهم؛ وأثبتت الأحداث الأخيرة أن راية الجهاد هي الراية التي لا يمكن تنكيسها، وقد نُكست الرايات الأخرى، وأن شعار التكبير هو الشعار الذي يهز القلوب، وتقشعر منه الأبدان، وتسيل على إثره المدامع.

إنه الشعار الذي يعلنه من يحمل الحجر ليواجه جنوداً متترسين خلف الدبابة فيخافونه، إنهم لم يخافوا الشعارات القومية، ولا الأهازيج الوطنية؛ ولكنهم خافوا التكبير الذي يعلن فيه المسلم أن الله تعالى أكبر من قوة العدو، ومن سلاحه ومن عتاده، ومن كل شيء، سبحانه وتعالى.

لقد رسمت الأحداث الأخيرة صورة جميلة من التضحية والبذل والعطاء، والجهاد بالمال، فمن عجز عن الجهاد بنفسه بذل جزءاً من ماله، وربما بذله كله، وكم رأينا وسمعنا من أخبار قوم دمعت لها العيون، وتحركت لها القلوب؛ منهم من بذل بيته، ومنهم من بذل سيارته، ومنهم من لم يجد شيئاً فبذل دمه، وتبرع بجزء منه.

الله أكبر، إنها أمة حية لا تموت ولو حاول الأعداء إماتتها، إنها تخدر وتتأثر بتأثير المسكنات؛ حتى يظن العدو أنها ماتت، فإذا هي من جراء حدث يمس كرامته، أو يعتدى فيه على مقدس من مقدساتها تهب من رقدتها، ويشتعل لهبها، ويبذل أبناؤها دماءهم وأموالهم رخيصة في سبيل حفظ دينها وكرامتها ومقدساتها من أن يمتهنها الأعداء.

لقد أعادت الأحداث الأخيرة في بيت المقدس للأمة حياتها، على خلاف حسابات ودراسات الذين كفروا، فهل يحسن المسلمون توظيف ذلك بالدعوة إلى الله تعالى، والتخلص من الذنوب، ونصب راية الجهاد، والانضواء تحتها؟ أم ترى أن الأعداء يستطيعون احتواء الموقف، وإخماد النار الملتهبة، التي تكاد تحرقهم كما أخمدوا مثيلاتها من قبل؟! عسى ألا يكون.

ونسأل الله تعالى أن يعز دينه، وينصر جنده، و يدحر أعداءه، إنه سميع مجيب، وصلوا وسلموا على نبيكم محمد ابن عبد الله كما أمركم بذلك ربكم.