البحث

عبارات مقترحة:

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

المحيط

كلمة (المحيط) في اللغة اسم فاعل من الفعل أحاطَ ومضارعه يُحيط،...

القيوم

كلمةُ (القَيُّوم) في اللغة صيغةُ مبالغة من القِيام، على وزنِ...

التبسم والضحك وإضحاك الناس

العربية

المؤلف إبراهيم بن محمد الحقيل
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المهلكات - المنجيات
عناصر الخطبة
  1. الحث على التبسم وطلاقة الوجه .
  2. التحذير من الإكثار من الضحك .
  3. مجاهدة النفس لالتزام التوسط في هذا الأمر .
  4. تحريم إضحاك الناس بما يسخط الله .

اقتباس

لماذا يراد أن يتساوى المسلم مع الكافر في اللهو والعبثية؟! والواجب أن لا يستويان أبداً؛ فالمسلم صاحبُ هدف نبيل، ورسالة عظمى، لا تؤدَّى إلا بالحزم والجد؛ وأما الكافر فدينه يحتِّم عليه أن يلهو في الدنيا، ويضحك قدر المستطاع؛ لأنه لن يضحك في الآخرة! ولا يُفهم من هذا الكلام الدعوة إلى أن يعيش المسلم كئيباً، أو يتسم بالعبوس؛ ولكن نريد شيئاً من الجدية، فلقد غلب ..

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها الإخوة المؤمنون: اليسر والسماحة، والبِشْر والسعادة، والتبسم والبشاشة؛ صفات ملازمةٌ لمن آمن بالإسلام، وصدق إيمانه بالقول والعمل؛ ذلك أن الإسلام بعيدٌ عن العسر والتشديد، فمن التزمه كان سمحاً يسيراً.

وكيف لا تكون السعادة للمؤمن وقد أمِنَ في الدنيا والآخرة! وسلم من التخبط في دياجير الظُلَم، وسار على هُدى من ربه، وهَدي إلى صراط مستقيم: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام:82].

وأما التبسم والبشاشة فكيف تفارق وجه المؤمن، وهو ينال بها عند الله أجراً عظيماً، وتكتب صدقة يرجو ثوابها في يوم كان عسيراً؟ قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: "تبسمك في وجه أخيك صدقة" أخرجه الترمذي وحسنه.

عمل قليل، لا يحتاج بذل مال، ولا قوة جسد؛ وإنما طلاقة وجه، وانبساط نفس، وتبسم شفة، ويكتب ذلك عند الله صدقة.

وهذا التبسم والانبساط معروف يجب أن لا يحتقره المسلم، قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط" أخرجه أحمد.

قال ابن حبان رحمه الله تعالى: "البشاشةُ إدامُ العلماء، وسجيةُ الحكماء؛ لأن البِشْر يطفئ نار المعاندة، ويحرقُ هيَجان المباغضة. وفيه تحصين من الباغي، ومنجاة من الساعي. ومن بشّ للناس وجهاً، لم يكن عندهم بدون الباذل لهم ما يملك". اهـ.

ولأن البِشْر والتبسم من الأخلاق العالية، ومن صفات الكرام، كان أحقَّ الناس به رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وقد جُبِل على مكارم الأخلاق، وأُدِبَّ على محاسن الصفات؛ لذا كان دائم البِشْر، كثير التبسم؛ حتى قال عبد الله بن الحارث -رضي الله عنه-: "ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم" أخرجه الترمذي وحسنه.

وكان -عليه الصلاة والسلام- يضحك أحياناً حتى تبدو نواجذه؛ ولكن الغالب من أحواله التبسم. قال جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-: "ما حجبني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منذ أسلمت، ولا رآني إلا ضحك" وفي رواية "إلا تبسم" أخرجه الشيخان. وجاء في عدد من الأحاديث يحكي الصحابة في مناسبات عَديدة حاله أنه ضحك حتى بدت نواجذه.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "وكان جُلُ ضحكه التبسم؛ بل كله التبسم؛ فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه، وكان يضحك مما يُضحَك منه..."اهـ.

وقد فرق العلماء بين التبسم والضحك و القهقهة، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "والضحك انبساط الوجه حتى تظهر الأسنان من السرور، فإن كان بصوتٍ وكان بحيث يُسمع من بعد فهو القهقهة، وإلا فهو الضحك، وإن كان بلا صوت فهو التبسم".

والذي يظهر من مجموع الأحاديث أنه -صلى الله عليه وسلم- كان لا يزيد في معظم أحواله عن التبسم، وربما زاد على ذلك فضحك، والمكروه في ذلك إنما هو الإكثار منه أو الإفراط، لأنه يُذهِب الوقار.

ومن وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- عدمُ كثرة الضحك؛ لئلا يموت القلب، فقد قال -عليه الصلاة والسلام-: "وأقِلَّ الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب" أخرجه ابن ماجه وحسَّنه البوصيري.

ففي كثرة الضحك مخالفةٌ للسنة، وإماتةٌ للقلب، ونقصانٌ في الهيبة، ويدل على غفلة صاحبه. قال عمر رضي الله عنه: "مَن كثُر ضحكه قلّت هيبته". وقال المارودي: "وأما الضحكُ فإن اعتياده شاغل عن النظر في الأمور المهمة، مذهلٌ عن الفكر في النوائب الملمة، وليس لمن أكثر منه هيبة ولا وقار، ولا لمن وسم به خطر ولا مقدار".

إذا تقرر ذلك – أيها الإخوة- فإن عادة إضحاك الناس بالنكت أو الطرائف، أو الأخبار أو الحكايات، أو الأفعال أو الحركات؛ عادة ذميمة عدها أكثر العلماء من خوارم المروءة، ومن أسباب ردَّ الشهادة.

ويشتد قبحُ ذلك، ويلزم تحريمه، إذا كان فيه سخرية بأحد، أو كان الطريقُ إلى إضحاكهم الكذب، وقد جاء في الوعيد الشديد، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب! ويل له! ويل له!" أخرجه أبو داود والترمذي.

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- عمَّن يتحدث بين الناس بكلام وحكايات مفتعلة كلها كذب، فقال: "أما المتحدث بأحاديث مفتعلة لِيُضحِك الناسَ أو لغرضِ آخر؛ فإنه عاصٍ لله ورسوله" ثم ذكر الحديث في ذلك وقال: "وبكل حال، ففاعل ذلك مستحق للعقوبة الشرعية التي تردعه عن ذلك". ونقل عنه -رحمه الله- قوله: "وتحرم محاكاةُ الناس للضحك، ويُعزرُ هو ومن يأمره؛ لأنه أذى".

أيها الإخوة: إن دائرة إضحاكِ الناس قد اتسعت عن حدود الأقوال والحركات، وصار همُّ الصنعةِ الإعلامية جذب الناس إليها ولو كان بالكذب أو السخرية أو الهزل، أو الإسفاف والاستخفاف بعقول المتابعين لها، سواءٌ كانت الوسيلةٌ الإعلامية مقروءةً أم مسموعةً أم مشاهدة.

فالمقروء منها لا يُستغربُ أن يُنشر فيه مقالةٌ هزلية، أو خبرٌ سخيفٌ مكذوب، أو رسمةٌ ساخرة مصنوعة، والمقصود جذب القراء وإضحاكهم، دون النظر للاعتبارات الشرعية أو الأخلاقية.

وفي المسموع والمشاهد ما لا يُعَدُّ ولا يحصى من مشاهدِ الهزل والكذبِ والسخرية، إما مقلدٌ لأصوات آخرين، أو حاكٍ لأفعالهم، أو سارد للنكت الوضعية المستقذرة.

ويجمع ذلك كله ما يسمونه بالتمثيل الكوميدي والمسرحي الذي يحوي أقوالاً وأفعالاً يأنف منها صاحب العقل السوي، والخلق المستقيم.

والعجيب أن هؤلاء الهزليين والمهرجين يرفع مقامهم، ويُعلى ذكرهم؛ حتى صدق الواحد منهم أنه صنَع للأمة مجداً، وتقدم بها نحو الحضارة. ويتربى أولاد المسلمين على ثقافة تصنعها هذه النماذج الوضعية من الممثلين والمهرجين!.

قال الغُماري: "لا يشك عاقل، ولا يمتري فاضل، في أن التمثيل منافٍ للمروءة والعقل، منابذ للأخلاق والفضيلة، لا يرضاه ذو نفس شريفة، ولا همةٍ أبية، فضلاً عن ذي دين ومروءة؛ بل لا يرضاه لنفسه إلا دنِس الأصل، وضيع النفس، ساقط المروءة، فاقد الشعور والكرامة، سخيف العقل، قليل الدين أو ذاهبه بالكلية، كما هو المشاهد من الممثلين، فإنا لا نرى في دور التمثيل ذا أهل وكرامة ودين ومروءة... وإنما نرى في دور التمثيل أولئك السقطاء الذين تسمح لهم نفوسهم الوضيعة بوقوف تلك المواقف الشائنة المخزية، وتساعدهم عقليتهم السخيفة أن ينصبوا أنفسهم ضحكةً للضاحكين، وهزأة للساخرين، بائعين بذلك العرض والشرف، والكرامة والأخلاق، والدين والمروءة والفضيلة، ضاربين بالجميع عرض الحائط" اهـ.

أيها الأخوة: المروءة من مقاصد الشرع، وخوارمها من مسقطات الشهادة قضاءً، والشرع يأمر بمعالي الأخلاق، وينهى عن سفاسفها.

فكم رأى الراؤون الممثل يفعل بنفسه الأفاعيل في أي عضو من أعضائه، وفي حركاته وصوته، واختلاج أعضائه؛ بل يمثل دور مجنون أو معتوه أو أبله، وهكذا؛ وقد نص الفقهاء في باب الشهادة على سقوط شهادة المضحك والساخر والمستهزئ وكثير الدعابة، وهذا منتشر في كلام الفقهاء من المذاهب الأربعة وغيرهم.

ومما يؤسف له أن الهزل غلب على الجد عند كثير من الناس؛ فصار همهم أن يلهوا ويضحكوا. تجمعات ليلية، تُقضى في الغيبة والكذب والتمسخر بهذا، والتندر بذاك، ومشاهدة التمثيل والتهريج؛

ضيعوا بيوتهم وأولادهم، وتنصلوا من مسؤولياتهم، وتركوا مصالحهم من أجل الهزء والسخرية، واللهو والضحك. فأيُّ عقول يحملها هؤلاء، وأي رسالة سيبلغونها، وأيّ مجد وحضارة ستكون على أيديهم.

لماذا يراد أن يتساوى المسلم مع الكافر في اللهو والعبثية؟! والواجب أن لا يستويان أبداً؛ فالمسلم صاحبُ هدف نبيل، ورسالة عظمى، لا تؤدَّى إلا بالحزم الجد؛ وأما الكافر فدينه يحتِّم عليه أن يلهو في الدنيا، ويضحك قدر المستطاع؛ لأنه لن يضحك في الآخرة!.

أيها الإخوة: ولا يفهم من هذا الكلام الدعوة إلى أن يعيش المسلم كئيباً، أو يتسم بالعبوس؛ ولكن نريد شيئاً من الجدية، فلقد غلب الهزْلُ على حياة الناس، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدلُ على الفراغ.

وليس ضرورياً أن يكون فراغ الوقت؛ ولكنه فراغ العقل من العلم والثقافة حتى اشتغل بما لا ينفع من الهُزء والسخرية.

ومع بالغ الأسف فإن الأمم الأخرى تخطط وتبني وتعمل، وأبناءُ المسلمين يعيشون حياة اللهو والضحك رغم تأخر المسلمين في كثير من المجالات. فنسأل الله تعالى أن يعفو عنا، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشداً، وأن يهدينا صراطه المستقيم إنه سميع مجيب، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- لعلكم تفلحون، فالتقوى طريق الخير والفوز في الدنيا والآخرة، ولن يُخذلَ عبدٌ آمن ثم اتقى، (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس:62-64].

أيها الإخوة المؤمنون: لا بد أن ننطلق في فرحنا ومرحنا من شرع الله تعالى حتى ننال الأجور، ونسلم من الوقوع في المحظور، فالضحك من علامات السرور؛ ولكن سرور المؤمن لا يكون طاغياً على عقله، بحيث لا يملك جوارحه وتصرفاته، أو يكون الضحك سمة من سماته.

وفي المقابل، يُنهى المؤمن أن يكون عبوس الوجه، مقطب الجبين، والخيرُ في ذلك هديُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي هو التبسم دائماً، والضحك أحياناً من دون قهقهة، والقهقهة من خوارم المروءة التي ترد بها الشهادة.

والنفس تحتاج إلى مجاهدة من أجل بلوغ منزلة الوسط، بين الإفراط والتفريط. قال الذهبي -رحمه الله- تعالى: "ينبغي لمن كان ضحوكاً بسّاماً أن يُقصِّر من ذلك، ويلومَ نفسه حتى لا تمجَّه الأنفس. وينبغي لمن كان عبوساً منقبضاً أن يتبسم، ويُحسّن خلقه، ويمقت نفسه على رداءة خلقه، وكل انحراف عن الاعتدال فمذموم، ولا بد للنفس من مجاهدة وتأديب" اهـ.

وبعد: أيها الإخوة: فهذا بعض ما يقال في الضحك والتبسم، وليحذر كلُ مؤمن أن يتعمد إضحاك الناس بكثرة حتى لا يقع في الكذب، أو الغيبة، أو السخرية بالناس؛ فويل لمن فعل ذلك، ويل له، ثم ويل له، وقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا هل عسى رجل منكم أن يتكلم بالكلمة يضحك بها القوم فيسقط بها أبعد من السماء. ألا هل عسى رجل منكم يتلكم بالكلمة يضحك بها أصحابه فيسخط الله تعالى بها عليه لا يرضى عنه حتى يدخله النار".

فاتقوا الله ربكم، واحذروا أن تضحكوا الناس بسخط الله، وترفَّعوا عن كثرة الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب، وجانبوا مجالس اللهو والضحك، وتبسَّموا في وجوه إخوانكم؛ فإن ذلك صدقة لكم.

ألا وصلوا وسلموا على النبي المختار، محمد بن عبد الله كما أمركم بذلك ربكم.