البحث

عبارات مقترحة:

الحفي

كلمةُ (الحَفِيِّ) في اللغة هي صفةٌ من الحفاوة، وهي الاهتمامُ...

الطيب

كلمة الطيب في اللغة صيغة مبالغة من الطيب الذي هو عكس الخبث، واسم...

العزيز

كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة،...

شرح مقدمة في أصول التفسير لابن تيمية

العربية

المؤلف محمد بن عمر بن سالم بازمول
القسم كتب وأبحاث
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات سورة أصول التفسير - علوم القرآن
مقدمة في أصول التفسير: هذه المقدمة من نفائس ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، فقد ذكر فيها قواعد نافعة لفهم أصول التفسير، وهي صغيرة الحجم، تقع في 46 صفحة بحسب مجموع الفتاوى في الجزء رقم 13 من ص 329 حتى ص 375. وقد ألفها شيخ الإسلام ابن تيمية استجابة لرغبة بعض طلابه، وقد أشار إلى ذلك في المقدمة، وفي هذه الصفحة شرح لها كتبه الشيخ محمد بن عمر بن سالم بازمول - أثابه الله -.

التفاصيل

تعريف بمقدمة التفسير، لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:   اسم الكتاب: لم يُسمها شيخ الإسلام ابنُ تيمية باسم معروف، و سماها بعضهم - مقدمة التفسير - أخذاً من قوله في بدايتها مبيناً سبب التأليف: " فقد سألني بعض الإخوان أن أكتب له مقدمة تتضمن قواعد كلية، تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه ... " إلى أن قال: "وقد كتبت هذه المقدمة مختصرة بحسب تيسير الله تعالى من إملاء الفؤاد ". وقد اشتهرت بعد ذلك باسم مقدمة التفسير لابن تيمية إلى زماننا هذا. وصف عام للكتاب، ومنهج المؤلف: هذه المقدمة صغيرة الحجم، تقع في 46 صفحة بحسب مجموع الفتاوى في الجزء رقم 13 من ص 329 حتى ص 375. وقد ألفها شيخ الإسلام ابن تيمية استجابة لرغبة بعض طلابه، وقد أشار إلى ذلك في المقدمة. - وقد ابتدأها بأن النبي صلى الله عليه وسلم ما مات حتى بين لأصحابه جميع القرآن بمعانيه وألفاظه، ولذلك كان الخلاف بين الصحابة قليلاً، وكذلك عند التابعين. - ثم فصل الحديث عن تفسير الصحابة والتابعين ونوع الاختلاف الحاصل بينهم في التفسير، وأن الاختلاف بينهم في التفسير قليل، أقل منه في الأحكام، وغالبه من قبيل اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد. واستطرد في ذلك، ثم تحدث عن أهمية معرفة سبب النزول. - ثم تطرق للاختلاف في التفسير وأنه على نوعين، ما مستنده النقل، وما يعلم بغير ذلك. وذكر أعلم الناس بالمغازي ، ثم ذكر أعلم الناس بالتفسير وهم أهل مكة لأنهم أصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء وعكرمة وطاووس وأبي الشعثاء وسعيد بن جبير، ثم يأتي بعدهم أهل الكوفة من أصحاب ابن مسعود، ثم أهل المدينة كزيد بن أسلم الذي أخذ عنه الإمام مالك بن أنس وغيره. - ثم عرض لبعض مسائل مصطلح الحديث كالتواتر ونحوه وأثر ذلك في اختلاف المفسرين، ثم ذكر مدارس المفسرين وأعلامها، وتحدث عن أدلة كذب الحديث وذكر طرفاً من الموضوعات في التفسير. - ثم تحدث عن تفاسير المعتزلة وأصولهم في الاعتقاد التي بنوا عليها هذه التفاسير، وذكر رأيه في بعض تفاسيرهم مثل الكشاف للزمخشري، ثم عرض لبعض ضلالات الرافضة والفلاسفة والقرامطة في تأويل القرآن على غير وجهه. - ثم رتب أصح طرق التفسير ، وأن أعلاها تفسير القرآن بالقرآن فما أجمل أو اختصر في مكان فقد فسر في مكان آخر ... وأن قطع الآية عن سياقها في بعض الأحيان أو دون الرجوع إلى ورودها في مواضع أخرى من القرآن قد أوقع كثيراً من المفسرين في لبس. ثم يليها تفسير القرآن بالسنة النبوية فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، ثم بعد ذلك تفسير القرآن بأقوال الصحابة لكونهم أدرى بذلك لما شاهدوه من التنزيل، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح، وقد أطال في ذلك وذكر منزلة تفسير الصحابة ولا سيما ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهم وقد فصل الرأي في حكم الإسرائليات في كتب التفسير تفصيلاً جيداً نقله عنه ابن كثير ومن بعده، ثم يليهم التابعون. - أما التفسير بالرأي المجرد فقد ذهب ابن تيمية إلى تحريمه، ونقل في ذلك نقولاً كثيرة تغلظ القول في القرآن بالرأي. أثر هذه المقدمة: استفاد العلماء الذين عاصروا ابن تيمية والذين جاءوا بعده من هذه المقدمة، وأثنوا عليها. - فابن كثير - رحمه الله - أورد جملة كبيرة منها في أول تفسيره. - والسيوطي في كتابه: (الإتقان في علوم القرآن) أورد جملة كبيرة منها كذلك. وكان يصفها بالنفاسة. - جمال الدين القاسمي في تفسيره محاسن التأويل في المقدمة، أشار إلى مقدمة شيخ الإسلام عدة مرات ونقل منها نقولاً مطولة. - رشيد رضا نقل منها بواسطة الإتقان للسيوطي ولم يطلع عليها كاملة. طبعات المقدمة : طبعت مقدمة التفسير لابن تيمية طبعات كثيرة جداً، يصعب حصرها، والذي اطلعت عليه منها هذه الطبعات: - ضمن مجموع فتاوى ابن تيمية المجلد 13 من 329 – 375 . جمع الشيخ عبد الرحمن بن قاسم - رحمه الله تعالى -. - ضمن دقائق التفسير الجامع لتفسير ابن تيمية، تحقيق د.محمد السيد الجليند الجزء الأول من ص 103 – 133 - طبعة بتحقيق الدكتور عدنان زرزور ، نشر دار القرآن الكريم ببيروت، ط1 1391هـ. ثم تعددت طبعاتها بعد ذلك. - طبعة حققها إبراهيم بن محمد، نشر دار الصحابة بطنطا ط. أولى 1409هـ. - وطبعت أخيراً عام 1418هـ بدار عمار بالأردن بتحقيق عصام فارس الحرستاني، ومحمد شكور حاجي امرير. وهي طبعة جيدة مخرجة الأحاديث وبها بعض التعليقات النافعة. - وهناك طبعات كثيرة لهذه المقدمة تظهر بين الحين والآخر . وليس هناك فرق كبير بين هذه الطبعات، فالمقدمة قصيرة، وهي سهلة العبارات مما يجعل الناشر لا يلجأ إلى التعليق كثيراً. خلاصة ختامية عن هذه المقدمة: - هذه المقدمة من نفائس ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -، فقد ذكر فيها قواعد نافعة كعادته في مصنفاته. -هذه المقدمة ليست متناً بالمعنى العلمي المعروف للمتون، فهي غير مستوعبة لأصول التفسير، ولم تكتب بلغة المتون العلمية الدقيقة، لأنه لم يقصد بها ذلك، وإنما كتبها إجابة لسؤال أحد الطلاب على عجل. ولذلك فإن الذين يقومون بالتوقف عند كل لفظة في شرح هذه المقدمة يضيعون كثيراً من الوقت في توضيح الواضحات، والأفضل أخذ هذه المقدمة كمقاطع تشرح على وجه العموم، لا بفك العبارات كما يفعل مع زاد المستقنع في الفقه الحنبلي مثلاً ونحوه. - استطرد المؤلف فيها استطرادات كثيرة ليست من صلب الموضوع. - افتقرت المقدمة إلى الترتيب والتنظيم للموضوعات ترتيباً منطقياً يعين على الفهم والاستيعاب. - أقبل العلماء عليها وشرحها لمكانة مصنفها عند علماء السنة، وحرصهم على علمه، ولعدم وجود متن بديل معروف عند طلاب العلم يستوعب أصول التفسير. - تعد هذه المقدمة من أوائل المصنفات في علم أصول التفسير الذي كتبت فيه بعد ذلك المصنفات وخاصة في زماننا هذا ولله الحمد، وهو جزء من علم التفسير الذي يعد جزءاً من علوم القرآن والله الموفق لكل خير.* * [ بتصرف من مقال للشيخ عبد الرحمن الشهري - أثابه الله -، وقد كتبه في موقع ملتقى أهل الحديث، والكاتب مشرف موقع ملتقى أهل التفسير ].