المقتدر
كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...
العربية
المؤلف | صلاح بن محمد البدير |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - الصيام |
صعدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبرَ فقال: ((آمين، آمين، آمين))، فقيل: يا رسولَ الله، إنك صعدتَ المنبرَ فقلت: ((آمين، آمين، آمين))! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنّ جبريلَ عليه السلام أتاني فقال: من أدركَ شهرَ رمضان فلم يُغفر له فدخلَ النار فأبعَدَه الله، قل: آمين، قلتُ: آمين)) أخرجه ابن خزيمة وابن حبان.
اللهمّ فبلِّغنا شهرَ رمضان، اللهمّ اجعلنا ممّن أدرك رمضان، اللهمّ بلّغنا شهرَ رمضان، وارزُقنا فيه توبةً نصوحا، تمحَى بها الأوزار ونرتقي بها إلى منازلِ الأبرار، يا عزيز يا غفّار.
أمّا بعد: فاتقوا الله ـ عبادَ الله ـ في الموارد والمصادِر، فتقواه خيرُ ما أعِدَّ لليومِ الآخر، والمتّقِي هو المنتصر والظافِر، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) [الطلاق:4].
أيّها المسلمون، المؤمِن ليس معصومًا من الخطيئة، وليسَ في منأى عنِ الهَفوة، ليس في معزِل عن الوقوعِ في الذنب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((والّذي نفسِي بيَدِه، لو لم تذنِبوا لذَهَب الله بكم، ولجاءَ بقومٍ يذنِبون فيستغفِرون اللهَ فيغفِر لهم)) أخرجه مسلم، وعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ بني آدَمَ خطّاء، وخيرُ الخطّائين التوّابون)) أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه.
وكم من مذنبٍ طال أرقُه واشتدَّ قلقُه وعظُم كمَده واكتوى كبِدُه، يَلفُّه قَتارُ المعصية، وتعتصِره كآبَة الخطيئة، يتلمَّس نسيمَ رجاءٍ، ويبحَث عن إشراقةِ أمَل، ويتطلَّع إلى صُبحٍ قريب يشرِق بنورِ التوبةِ والاستقامةِ والهدايةِ والإنابة؛ ليذهب معها اليأسُ والقنوط، وتنجلِي بها سحائبُ التّعاسة والخوفِ والهلَع والتشرُّد والضياع. وإنَّ الشعورَ بوطأةِ الخطيئةِ والإحساسَ بألمِ الجريرةِ والتوجُّع للعَثرةِ والنّدمَ على سالف المعصية والتأسُّف على التفريط والاعترافَ بالذّنب هو سبيلُ التصحيح والمراجعةِ وطريق العودَة والأوبة.
وأمّا ركنُ التوبةِ الأعظم وشرطُها المقدَّم فهو الإقلاعُ عن المعصيةِ والنّزوع عن الخطيئةِ، ولا توبةَ إلا بفعلِ المأمورِ واجتناب المحظور والتخلُّص من المظالم وإبراءِ الذمّة من حقوق الآخرين. ومن شاء لنفسِه الخيرَ العظيم فَليُدلِف إلى بابِ التوبَة وطريقِ الإيمان، وليتخلَّص من كلِّ غَدرَة، وليُقلِع عن كلِّ فَجرة، (فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُنْ خَيْرًا لَهُمْ) [التوبة:74]، (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور:31]. يستوجِبُ العفوَ الفتى إذا اعترَف ثم انتهَى عمّا أتاه واقترَف؛ لقوله سبحانه في المعترِف: (إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ) [الأنفال:38].
أيّها المسلمون، التّوبةُ خضوعٌ وانكسَار وتذلُّل واستغفارٌ واستِقالَة واعتِذار وابتِعاد عن دواعِي المعصيةِ ونوازِع الشرِّ ومجالس الفِتنة وسُبُل الفساد وأصحابِ السّوء وقرَناء الهوى ومثيراتِ الشرِّ في النفوس. التوبةُ صفحةٌ بيضاء وصفاءٌ ونقاء وخشيَة وإشفاق وبكاء وتضرُّع ونداء وسؤالٌ ودعاء وخوفٌ وحياء. التوبة خجَل ووَجل ورجوع ونزوع وإنابةٌ وتدارك، نجاةٌ من كلّ غمّ، وجُنّة من كلّ معرَّةٍ وهمّ، وظفَرٌ بكلِّ مطلوب، وسلامةٌ من كلّ مرهوب، بابُها مفتوح وخيرُها ممنوح ما لم تغرغِر الروح، فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أخطَأتم حتى تبلُغ خطاياكم السّماء ثم تُبتُم لتابَ الله عليكم)) أخرجه ابن ماجه، وعن أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: يا عبادي، إنكم تخطِئون بالليل والنهار وأنا أغفِر الذنوبَ جميعًا فاستغفِروني أغفر لكم)) أخرجه مسلم.
وعن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تعالى: يا ابنَ آدم، إنّك ما دعوتني ورجَوتني غفرتُ لك على ما كان منك ولا أُبالي. يا ابنَ آدم، لو بلغَت ذنوبك عَنانَ السماءِ ثم استغفرتني غفرتُ لك. يا ابنَ آدم، إنك لو أتيتني بقرابِ الأرض خطايا ثم لقيتَني لا تشرِك بي شيئًا لأتيتُك بقرابها مغفرةً)) أخرجه الترمذي، وعند مسلم: ((من تقرَّبَ منّي شِبرًا تقرّبتُ منه ذِراعًا، ومن تقرَّب مني ذراعًا تقرَّبت منه باعًا، ومن أتاني يمشِي أتيتُه هرولةً، ومن لقيَني بقُراب الأرضِ خطيئةً لا يشرِك بي شيئًا لقِيتُه بمثلِها مغفرة)).
فيا له من فضلٍ عظيم وعطاء جسيم من ربٍّ كريم وخالقٍ رحيم، أكرمنا بعفوِه، وغشَّانا بحِلمِه ومغفرتِه، وجلَّلنا بسِتره، وفتح لنا بابَ توبته. يعفو ويصفَح ويتلطَّف ويسمَح وبتوبةِ عبدِه يفرَح، (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ) [غافر:3]، (يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ) [الشورى:25]، (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ) [الرعد:6]، (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللَّهَ يَجِدْ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا) [النساء:110]، ((يبسُط يدَه بالليل ليتوب مسيءُ النّهارِ، ويبسُط يدَه بالنهار ليتوبَ مسيء الليل، حتى تطلعَ الشمس من مغربها)).
فأكثروا ـ عبادَ الله ـ من التوبةِ والاستغفار، فقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يكثِر من التّوبةِ والاستغفار، قال أبو هريرة رضي الله عنه: ما رأيتُ أكثرَ استغفارًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ـ بأبي هو وأمّي ـ صلواتُ الله وسلامه عليه: ((والله، إني لأستغفِر الله وأتوب إليه في اليومِ أكثرَ من سبعين مرة)) أخرجه البخاريّ، وعن الأغرّ بن يسارٍ المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أيّها النّاس، توبوا إلى الله واستغفِروه، فإني أتوب في اليومِ مائة مرّةٍ)) أخرجه مسلم.
أيّها المسلمون، هذه التوبةُ قد شُرِعت أبوابُها وحلَّ زمانها وإِبّانها ونزل أوانُها، فاقطعوا حبائلَ التسويف، وهُبّوا مِن نومَةِ الرّدى، وامحوا سوابِقَ العِصيان بلواحِقِ الإحسان، وحاذِروا غوائلَ الشيطان، ولا تغترّوا بعيشٍ ناعم خضِلٍ لا يدوم، وبصِّروا أنفسَكم بفواجِعِ الدّنيا ودواهِمِ الدهر وهَوازِمه ودالهاته وتقلُّب لياليه وأيّامه، وتوبوا إلى الله عزّ وجلّ من فاحشاتِ المحارم وفادحات الجرائم وورطةِ الإصرار، توبوا على الفورِ، وأحدِثوا توبَةً لكلّ الذنوب التي وقعت، وتوبوا من المعاصِي ولو تكرَّرت، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ عبدًا أصابَ ذنبًا فقال: ربِّ، أذنبتُ ذنبًا فاغفِر لي، فقال ربّه: أعلِمَ عبدي أنّ له ربًّا يغفِر الذنبَ ويأخُذ به؟ غفرتُ لعبدي، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبًا فقال: ربّ، أذنبتُ آخر فاغفِره، فقال: أعلِم عبدي أنّ له ربًّا يغفِر الذنبَ ويأخذ به؟ غفرتُ لعبدي، ثم مكثَ ما شاء الله، ثم أذنب ذنبًا فقال: ربِّ، أذنبتُ آخرَ فاغفِره لي، فقال: أعلِمَ عبدي أنّ له ربًّا يغفر الذنبَ ويأخذ به؟ غفرتُ لعبدي)) متفق عليه، وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن عبدٍ يذنِب ذنبًا ثمّ يتوضّأ ثم يصلّي ركعتين ثم يستغفِر اللهَ لذلك الذنبِ إلاَّ غفَر الله له)) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي.
يا عبدَ الله، لا تكن ممّن قال: أستغفِر الله بلسانِه وقلبُه مصِرٌّ على المعصيةِ وهو دائمٌ على المخالفة، ليُقارِن الاستغفارَ باللسان موافقةُ الجَنان وإصلاحُ الجوارِحِ والأركان، (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) آل [عمران:135].
أيّها المسلمون، توبوا من قريبٍ، وبادِروا ما دمتُم في زمنِ الإنظار، وسارِعوا قبلَ أن لا تُقالَ العِثار، فالعُمر منهدِم والدَّهر منصرِم، وكلُّ حيّ غايتُه الفَوت، وكلّ نفسٍ ذائقةُ المَوت، ومن حضَره الموتُ وصارَ فيه حينِ اليأسِ وحالِ المعاينةِ والسَّوق وغَمرَةِ النَّزع والشّرَق والغُصَص والسّكَرات لم تُقبَل منه توبةٌ ولم تنفَعه أوبة، (وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) [النساء:18]، وعن عبد الله بن عمَر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنّ اللهَ عزَ وجلَ يقبَل توبة العبدِ ما لم يغرغِر)) أخرجه الترمذي.
فيا عبدَ الله،
قدِّم لنفسِك توبـةً مرجوَّة قبل المماتِ وقبل حبسِ الألسن
بادِر بها غَلقَ النّفوس فإنها ذخرٌ وغُنـم للمنيـب المحسِنِ
أيّها المسلمون، إلى من يلجَأ المذنِبون؟! وعلى من يعوِّل المقصِّرون؟! وإلى أيِّ مهرَب يهربون؟! والمرجِع إلى الله يومَ المعادِ، (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ) [غافر:16]،(يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) [الحاقة:18]. فأقبِلوا على الله بتوبةٍ نصوح وإنابة صادقة وقلوبٍ منكسرة وجِباه خاضِعة ودموعٍ منسكِبة.
أيّها المسلمون، أتاكم شهرُ الغفران المرتجَى والعطاءِ والرّضا والرأفةِ والزُّلفى، أتاكم شهرُ الصّفح الجميلِ والعفوِ الجليل، شهرُ النّفَحات وإقالةِ العثرات وتكفيرِ السيّئات، فليكُن شهرُكم بدايةَ مَولدِكم وانطلاقةَ رجوعِكم وإشراقَ صُبحكم وتباشيرَ فجركم وأساسَ توبتِكم، ومن لم يتُب في زمنِ الخيرات والهبات فمتى يتوب؟! ومَن لم يرجِع في زمَن النّفحات فمتى يؤوب؟!
صعدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبرَ فقال: ((آمين، آمين، آمين))، فقيل: يا رسولَ الله، إنك صعدتَ المنبرَ فقلت: ((آمين، آمين، آمين))! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنّ جبريلَ عليه السلام أتاني فقال: من أدركَ شهرَ رمضان فلم يُغفر له فدخلَ النار فأبعَدَه الله، قل: آمين، قلتُ: آمين)) أخرجه ابن خزيمة وابن حبان.
اللهمّ فبلِّغنا شهرَ رمضان، اللهمّ اجعلنا ممّن أدرك رمضان، اللهمّ بلّغنا شهرَ رمضان، وارزُقنا فيه توبةً نصوحا، تمحَى بها الأوزار ونرتقي بها إلى منازلِ الأبرار، يا عزيز يا غفّار.
أقول ما تسمعون، وأستغفِر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله على إِحسانِه، والشّكرُ له على توفيقِه وامتِنانِه، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شَريكَ له تعظيمًا لشأنِه، وأشهَد أنّ نبيّنا وسيّدنا محمَّدًا عبده ورسوله الداعِي إلى رضوانِه، صلّى الله عليه وعلى آلِه وأصحابه وإخوانِه، وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعد: فيا أيّها المسلمون، اتّقوا اللهَ وراقبوه، وأطيعوه ولا تَعصوه، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].
أيّها المسلمون، لا تَقَدّموا رَمضَانَ بصيامٍ على نِيّةِ الاحتياط لرمضانَ، ويحرُم صومِ يومِ الشّكِّ لمَعنى رمضانَ على الصحيح من أقوال أهلِ العلم، فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يتقدّمنّ أحدُكم رمضانَ بصومِ يومٍ أو يومين إلاّ أن يكونَ رجلٌ كان يصوم صومًا فليصُم ذلك اليوم)) متفق عليه، وعن صلةَ قال: كنّا عند عمّار بن ياسرٍ في هذا اليومِ الذي يُشَكّ فيه، فأتِيَ بشاةٍ فتنحّى بعضُ القوم فقال عمّار: من صامَ هذا اليومَ فقد عصَى أبا القاسِم صلى الله عليه وسلم. أخرجه أبو داود.
أيّها المسلمون، ومن كان عليهِ قضاءُ أيّامٍ من رمضانَ الماضي فليبادِر إلى القضاء، ولا يجوز له تأخيرُ القضاء حتّى يدركَه رمضانُ آخر.
أيّها المسلمون، إنّ ثمرةَ الاستماع الاتّباعُ، فكونوا من الذينَ يستمعون القولَ فيتّبعون أحسنه.
واعلموا أنّ الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسِه، وثنّى بملائكته المسبِّحة بقدسه، وأيّه بكم أيّها المؤمنون من جِنِّه وإنسه، فقال قولاً كريمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللهمّ صلِّ على النبيِّ المصطفى المختار، اللهمّ صلّ عليه ما غرَّدت الأطيارُ وأزهرت الأشجَار وهطَلت الأمطار، اللهمّ صلّ عليه ما سالت الأوديةُ والأنهار وفاضت العيون والآبار، اللهمّ صلّ عليه وعلى المهاجرين والأنصار وعلى جميع الآل والصحب والأخيار...