المقدم
كلمة (المقدِّم) في اللغة اسم فاعل من التقديم، وهو جعل الشيء...
العربية
المؤلف | سامي بن خالد الحمود |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك |
حينما حذَّرنا في الأسبوع الماضي من أسباب الحرمان من الملائكة وطردها ونفورها من البيوت، لم تكن الصورة لتكتمل إلا ببيان الوجه الآخر، وهو: كيف نجلب الملائكة ونطرُد الشياطين من بيوتنا؟ كيف تكون بيوتنا مباركة مطمئنة، محصنة من الشياطين والأذى؟..
أما بعد: حينما حذَّرنا في الأسبوع الماضي من أسباب الحرمان من الملائكة وطردها ونفورها من البيوت، لم تكن الصورة لتكتمل إلا ببيان الوجه الآخر، وهو: كيف نجلب الملائكة ونطرُد الشياطين من بيوتنا؟ كيف تكون بيوتنا مباركة مطمئنة، محصنة من الشياطين والأذى؟.
لا شك أن توافد الملائكة إلى البيوت، ونزول البركات والخيرات، وطرد الشياطين، له أسباب كثيرة، أولها:
1/ ذكر الله عند دخول البيت وعند الطعام:
فقد روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله تعالى حين يدخل وحين يطعم، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء هاهنا، وإن دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله قال: أدركتم المبيت، وإن لم يذكر اسم الله عند مطعمه قال: أدركتم المبيت والعشاء".
2/ التسليم على الأهل عن دخول البيت:
قال النووي رحمه الله: "يستحب أن يقول: بسم الله، وأن يكثر من ذكر الله تعالى، وأن يسلم سواء كان في البيت آدمي أم لا، لقوله تعالى: (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً) [النور:61].
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل" وذكر منهم: "... ورجل دخل بيته بسلام، فهو ضامن على الله سبحانه وتعالى" رواه أبو داود وصححه الألباني.
قال النووي: "ضامن على الله تعالى أي: صاحب ضمان، والضمان الرعاية للشيء، معناه: أنه في رعاية الله" اهـ.
وما أجمل أيها الأحبة أن يظل الرجل في رعاية الله.
وقد روي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بني: إذا دخلت على أهلك فسلم, يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك" رواه الترمذي وقال: حسن صحيح، وفي سنده مقال.
3/ قراءة القرآن في البيت:
ومن ذلك: مواصلة قراءة سورة البقرة في البيت لطرد الشيطان منه، فقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ".
وجاء في بركة قراءة آخر آيتين من سورة البقرة ما رواه النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام وهو عند العرش، وأنه أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان" رواه الإمام أحمد وصححه الألباني.
وإذا كان الشيطان يفرّ من البيت الذي يقرأ فيه القرآن، فإن الملائكة تقبل وتتوافد على البيت الذي يقرأ فيه القرآن، وقد حصل ذلك لأسيد بن حضير.
فقد روى مسلم عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ: "أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ بَيْنَمَا هُوَ لَيْلَةً يَقْرَأُ فِي مِرْبَدِهِ إِذْ جَالَتْ فَرَسُهُ فَقَرَأَ ثُمَّ جَالَتْ أُخْرَى فَقَرَأَ ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا قَالَ أُسَيْدٌ فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا، قَالَ فَغَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بَيْنَمَا أَنَا الْبَارِحَةَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ أَقْرَأُ فِي مِرْبَدِي إِذْ جَالَتْ فَرَسِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اقْرَأْ ابْنَ حُضَيْر،ٍ قَالَ فَقَرَأْتُ ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اقْرَأْ ابْنَ حُضَيْرٍ، قَالَ فَقَرَأْتُ ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اقْرَأْ ابْنَ حُضَيْرٍ، قَالَ فَانْصَرَفْتُ وَكَانَ يَحْيَى قَرِيبًا مِنْهَا، خَشِيتُ أَنْ تَطَأَهُ، فَرَأَيْتُ مِثْلَ الظُّلَّةِ فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ فِي الْجَوِّ حَتَّى مَا أَرَاهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ كَانَتْ تَسْتَمِعُ لَكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لَأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ مَا تَسْتَتِرُ مِنْهُمْ".
عباد الله: كم من بيوت المسلمين اليوم، هي ميتة بعدم ذكر الله فيها؛ كما روى مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت" بل كيف يكون حال البيوت إذا كان ما يذكر فيها هو ألحان الشيطان من المزامير والغناء.
4/ مجالس الذكر ومذاكرة العلم الشرعي في البيت:
فعَنْ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ" رواه مسلم.
ولا يشترط في هذا المجلس أو الاجتماع أن يكون درسًا علميًّا عميقًا، أو مجلسًا طويلاً، بل يكفي القليل ولو أن يجتمع أهل البيت على تلاوة آيات من القرآن أو قراءة كتاب مفيد كرياض الصالحين ونحوه.
5/ الصلاة في البيوت:
فقد قال الله عز وجل: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) [طـه:132] وقال في قصة موسى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [يونس:87] قال ابن عباس: أمروا أن يتخذوها مساجد.
وفي الصحيحين عن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "أَفْضَل الصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ".
وروى مسلم عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ الصَّلَاةَ فِي مَسْجِدِهِ فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِنْ صَلَاتِهِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ فِي بَيْتِهِ مِنْ صَلَاتِهِ خَيْرًا".
وعند ابن أبي شيبة وصححه الألباني: "تطوع الرجل في بيته يزيد على تطوعه عند الناس؛ كفضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده".
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فإذا أوتر قال قومي فأوتري يا عائشة " رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رحم الله رجلا قام من الليل فصلى فأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء " رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني.
أما اليوم فنشكو إلى الله أحوالنا مع الصلاة, لا أقول: في النوافل بل في الفرائض التي هي عمود الدين؛ فترى الأب أو الأم في بعض البيوت يقعان في التساهل في أداء الصلاة، وترى الأبناء والبنات لا يجدون من يأمرهم وينهاهم، فضلاً عن معاقبتهم على أمر الصلاة، بل ربما خرج الأب إلى المسجد وأولاده نائمون، أو عاكفون على لعب أو لهو، ولا يكلف نفسه أن يأمرهم بالصلاة، وهذا -والله- أمر خطير لا يجوز التساهل فيه، ويجب على الوالدين القيام به قدر الاستطاعة، وأداء الأمانة فيه.
وعلى الوالد أن يعود أبناءه على أداء الصلاة في المسجد منذ سن باكرة، ليألفوا هذا ويعتادوه، وليحذر كل الحذر من التساهل في ذلك فيعتاد الابن ذلك، فإذا كبر وأُمر بالصلاة كان الأمر عسيرًا جدًّا.
6/ تطهير البيت من أسباب طرد الملائكة منه:
كوجود الكلب أو الصورة أو الجرس أو الموسيقى والغناء، أو الروائح الكريهة، كما تقدم بيانه في الأسبوع الماضي.
ومن ذلك أيضًا: تطهير البيت من التصاليب؛ لأنها شعار النصارى، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يترك في بيته شيئًا فيه تصاليب إلا نقضه" رواه البخاري.
7/ تحصين أهل البيت بالدعاء والتعويذات الشرعية:
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً أَوْ اشْتَرَى خَادِمًا فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ وَإِذَا اشْتَرَى بَعِيرًا فَلْيَأْخُذْ بِذِرْوَةِ سَنَامِهِ وَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ" رواه أبو داود وحسنه الألباني.
ومن ذلك أن يقول المسلم عند إتيانه لزوجته: "بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا" فإنه لو قضي بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدًا، كما صح بذلك الحديث عند البخاري.
ومن ذلك: تحصين الأولاد من الشيطان والهوام والحسد، بأن تجمع أولادك في الصباح والمساء وتمسح على رؤوسهم وتقرأ عليهم المعوذتين وما تيسر من التعويذات الشرعية.
فقد صح عند الإمام أحمد والنسائي عن ابْنِ عَابِسٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ: "يَا ابْنَ عَابِسٍ أَلَا أَدُلُّكَ أَوْ قَالَ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا يَتَعَوَّذُ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ" وصحّ عند أبي داود عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْجُحْفَةِ وَالْأَبْوَاءِ؛ إِذْ غَشِيَتْنَا رِيحٌ وَظُلْمَةٌ شَدِيدَةٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ بِأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وَيَقُولُ يَا عُقْبَةُ تَعَوَّذْ بِهِمَا فَمَا تَعَوَّذَ مُتَعَوِّذٌ بِمِثْلِهِمَا".
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ".
8/ دعوة الصالحين والأخيار وطلبة العلم لزيارة البيت:
قال الله تعالى عن نوح: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَارًا) [نوح:28] إنَّ دخول أهل الإيمان بيتك يزيدك بركة وخيرًا، ويحصل بسبب أحاديثهم وسؤالهم والنقاش معهم فوائد كثيرة لا تحصى, وفي المقابل: احذر أن تدخل بيتك من لا يُرضَى دينه، فدخول المفسد إلى البيت فسَاد، وولوجُ المشبوه خطرٌ على فلذات الأكباد، وبهؤلاء فسدت الأخلاق في البيوت، وفشا السحر والإجرام، وحدثت السرقات، وانقلبت الأفراح إلى أتراح والله المستعان.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه.
أيها الأحبة: لا يخفى على شريف علمكم ما أعلن في بلادنا المباركة قبل يومين من القبض على أكثر من 700 شخص من جنسيات مختلفة لارتباطهم التنظيمي والفكري بأنشطة الفئة الضالة، ممن يريدون إيقاظ الفتنة من جديد، بالتخطيط والتجنيد والتجهيز لأعمالهم الوحشية، وتوفير الأموال من خلال السرقة والخداع، وبث الدعايات المضللة عبر شبكة الإنترنت، وقيام أعداء البلاد في الخارج بتجنيد أفراد من دول آسيوية وإفريقية لتنفيذ أعمال داخل المملكة -حرسها الله- مستفيدين من تسهيلات الحج والعمرة، واستهداف هذه الخلايا الموجهة من الخارج للمنشآت الاقتصادية داخل المملكة.
ولا شك -يا عباد الله- أن هذا البيان مما يُفرِح كلّ مؤمن مواطن ومقيم, وهو يوجب شكر الله تعالى على أن وفق الجهات الأمنية للتصدي لهذه الفئة الفاسدة وكبح شرورها عن البلاد والعباد, وهو يشير إلى ضرورة الحذر من هذه التيارات الفاسدة وتحصين أبنائنا ضد أفكارها.
وقد أشار البيان أن الوقائع والأحداث أثبتت -بحمد الله- أن المجتمع السعودي بعقيدته الناصعة وقيمه الراسخة قد وقف سدًّا منيعًا في وجه الأفكار المنحرفة والتوجهات الضالة، وستكون قوات الأمن بالمرصاد لكل من يحاول العبث بأمن هذا البلد الأمين.
وزيادة على هذا نقول: لقد أكدنا مرارًا من على هذا المنبر، أن هذا الفكر الضال شاذّ ودخيل على بلادنا ومناهجنا، وقد أثبتت الأحداث أنه لا يعيش إلا في سراديب الظلام والاجتماعات السرية ومواقع الانترنت؛ كما أشار إليه البيان، وقد ظهر للناس وللمسؤولين وولاة الأمر -بحمد الله- سلامة ديننا وعقيدتنا الصحيحة من تهم الإرهاب، كما أكدت الأحداث سلامة مؤسساتنا الدينية والعلمية، ونشاطاتنا الخيرية الدعوية، فلا مجال لمزايد أو حاقد ولا لصحفي فاسد أن يلصق تهم الإرهاب بديننا أو عقيدتنا أو علماءنا أو دعاتنا، وقد أجمعوا على فساد هذا الفكر وشناعة أعماله، ووجوب تحصين الشباب ضده, حرس الله بلاد التوحيد من كل شيطان مريد.
ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على خير البرية.