الرءوف
كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...
العربية
المؤلف | عبد العزيز بن الطاهر بن غيث |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الصيام |
يمضي رمضان وتلفظ أيامه أنفاسها؛ لنتعلم من ذهابه أن البقاء لله وحده، وأن لكل مخلوق ولكل شيء مهما طال ومهما عظم نهاية، وأن الزمان والمكان ينتهيان ويفنيان ولا بقاء في هذه الحياة لشيء: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ)، (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ..
أما بعد:
إخوة الإيمان: تكلمنا فيما مضى من خطب عن عدة جوانب وأمور حول شهر الصيام، واليوم وصلنا إلى الكلام عن نهاية شهر رمضان، فها هو رمضان قد تصرمت أيامه وانتهت لياليه وانفضّ سوقه، فربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر، ولَّى رمضان وكأنه لم يكن شهرًا بأيامه ولياليه، بل كأنه بضع أيام أو ساعات سرعان ما مرّت، فعجبًا لمن لم يقاوم هواه ونفسه ويُرضِ ربه في هذه الساعات القليلة! عجبًا لمن يضيّع هذه الساعات القليلة التي تأتي في العام مرة دون أن يعتق بها نفسه من النار! هذه الساعات التي قد ينجيه العمل فيها من أهوال وكرب يوم الدين، يوم يقف بين يدي رب العالمين خائفًا وجلاً، قلبه لدى حنجرته، يتمنى لو لم يخلق ويتطلع إلى شفيع أو متفضّل يتفضل عليه بحسنة، في هذا الظرف العصيب يكرم الصائمون بكرامة عظيمة، فبينما يكون المسلم في وجل وخوف يأتيه صومه الذي صامه امتثالاً لأمر الله وخوفًا من الله، صامه إيمانًا واحتسابًا، صامه كما يريد الله سبحانه ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، لا كما يريد هو، كفّ فيه جوارحه جميعًا وأمسك عمّا حرمه الله عليه، يأتي هذا الصوم ويطلب من الله أن يشفعه في هذا العبد، فيشفعه الله فيه فيغفر له، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب: إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان". أخرجه أحمد.
يمضي رمضان وتلفظ أيامه أنفاسها؛ لنتعلم من ذهابه أن البقاء لله وحده، وأن لكل مخلوق ولكل شيء مهما طال ومهما عظم نهاية، وأن الزمان والمكان ينتهيان ويفنيان ولا بقاء في هذه الحياة لشيء: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ)، (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص: 88].
فإذا ما استحضرت هذا المعنى علمت -يا عبد الله- أنك ستمضي أيضًا في يوم من الأيام، وستنتهي أيامك كما انتهت أيام هذا الشهر الكريم، وإذا علمت هذا وأيقنته تواضعت ولم تطغَ وأعددت العدة لملاقاة الله -عز وجل-.
يمضي رمضان -أيها الناس- مسجّلاً في سجل المحسنين حسنات وفضائل تستوجب الثواب والإكرام، وفي سجل المسيئين خطايا وآثام تستوجب الحساب والجزاء، فتدبروا واعلموا أن ما نقدمه في هذا الشهر وفي غيره هو ما سنلقاه بين يدي الله سبحانه، وهذا مقتضى العدل الإلهي، فليس واردًا أن نقدّم خيرًا وبرًا راعَينا الله فيه واتبعنا سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ثم نلقى يوم القيامة شرًّا وعنتًا، كما أنه ليس معقولاً أن نقدم شرًا وغفلة وتقصيرًا، ثم نمني أنفسنا بالمغفرة أو بالمنازل العالية من الجنة، إن الذي نقدمه هو الذي سنلقاه، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، قال تعالى: (لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا * وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا)، بل إن الربّ -جل وعلا- بكرمه وفضله يضاعف لنا الحسنات ويكثِّرها، أما السيئات فتسجّل كما هي، يقول سبحانه: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [الأنعام: 160]، ويقول سبحانه: (وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا) [البقرة: 110].
فرمضان إذًا صفحات بيضاء وأرض للحرث والبذر، إن شئت -أيها المسلم- جعلتها جنة وارفة، وإن شئت جعلتها يبابًا وصحراء قاحلة، إذًا فلا تتعجب إذا وجدت غير ما تحبّ وتشتهي، فهل تجازى إلا بما عملت وقدمت؟! يقول تعالى: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)، ويقول -عز وجل-: (وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ) [فصلت: 46]، وفي الحديث القدسي الذي أخرجه مسلم يقول المولى -عز وجل-: "يا عبادي: إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".
انقضى شهر رمضان وانقضاؤه لا يعني الراحة والدعة، ولا يعني الرضا عما قدمنا، بل انقضاؤه يتطلب إتباعه بالاستغفار حتى يقبله الله سبحانه، وحتى نتدارك ما وقع في صيامنا من نقص أو خلل أو تقصير، والاستغفار بعد الطاعات دأب الأنبياء والصالحين، فمن هديهم أنهم يستغفرون الله سبحانه بعد أدائهم للطاعات، أما نحن فإننا نظنّ أن العبد أبعد ما يكون عن الاستغفار وهو يقدّم طاعة، إنما يستغفر المذنب، هذا هو فهمنا، أما فهم من صفَت سرائرهم وقوي إيمانهم واستنارت بصائرهم فغير ذلك؛ لأنهم يحسون بالنقص والتقصير مهما قدموا، أولئك الذين قال الله عنهم: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) أي: يؤدّون الطاعات والقربات وهم خائفون أن لا تقبل منهم.
إذًا فعلينا بعد أن أدينا فريضة الصوم أن نستغفر الله، وهذا الاستغفار مطلوب بعد كل فريضة، يقول تعالى في سياق ذكره لآخر فريضة الحج: (ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [البقرة: 199]، ويعلمنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الاستغفار بعد الصلاة، ففي صحيح مسلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا فرغ من الصلاة يستغفر الله ثلاثًا، ويخبرنا الله تعالى أيضًا عن المتهجدين بين يديه أنهم إذا جاء وقت السحر وهو وقت ما قبل الفجر استغفروا الله، يقول تعالى: (وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات: 18]، يستغفرون الله وهم قد قضوا ليلهم قائمين لله. فعلينا -عباد الله- أن ننهي شهرنا الكريم هذا بالاستغفار عما يمكن أن يكون صاحبه من أخطاء أو زلل أو عُجب أو رياء، وعلينا التضرع إلى الله أن يقبله منا وأن يعيده علينا ونحن أحسن حالاً وأصلح قلوبًا وأزكى نفوسًا.
ذهاب رمضان -أيها الناس- رسالة إلى كلّ مسلم أن الوقت رأس مالك الأول، والخسارة فيه من أعظم الخسائر، فقد تعوَّض خسارة الأموال ويعود ما ضاع منها، أما خسارة الوقت فإنها لا تعوض ولن نستطيع بأموال الدنيا كلها أن نعيد دقيقة مضت من عمرنا، كما أن ما ضاع من أوقاتنا في غير طاعة الله سوف يكون حسرة علينا يوم القيامة ولن يزيدنا من الله إلا بعدًا، عن عبد الله بن مغفل -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من قوم اجتمعوا في مجلس فتفرّقوا ولم يذكروا الله إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة". أخرجه الطبراني. فنحن مسؤولون عن أعمارنا كما نسأل عن أموالنا وأعمالنا، وفي الحديث الذي رواه الترمذي أن مما يسأل عنه العبد يوم القيامة: "وعن عمره: فيم أفناه؟!".
كما أن من أعظم المعاني التي ينبغي أن نستحضرها في نهاية هذا الشهر الكريم، أن من فاز بالتوبة في هذا الشهر، وفاز بالتعرف على مولاه، وذاق حلاوة الإيمان والعمل الصالح، لا ينبغي له أن يترك هذا النعيم عند انقضاء الشهر بترك التوبة والاستقامة، بل ينبغي له أن يبقي على هذه المعاني وهذه المشاعر حية في قلبه، وذلك بثباته على التوبة وعلى العمل الصالح، وهذا من علامات صحة الإيمان ومن علامات حلاوة الإيمان التي من ذاقها ثبت على الاستقامة ولم يعد إلى الكفر والفجور، وهذه العلامة ذكرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتفق عليه حيث يقول -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار". إذًا فعلامة صحة التوبة وصحة الإيمان عدم الرجوع إلى ساحة المعاصي والآثام.
وينبغي أن نعلم أيضًا أن الصوم مدرسة وممارسة نتعلم فيها الإيمان بالغيب والامتثال لأمر الله والصبر على المشاق والمتاعب والشهوات ومشاركة المحتاجين والفقراء مشاعرهم ومعاناتهم، وكل ذلك مما يرضي الله ويحقق الفوز في الآخرة، لهذا حثنا ديننا الحنيف على أن نكون من الصائمين في مختلف أوقات السنة لما للصيام من أثر في تزكية أرواحنا وتهذيب نفوسنا، يقول -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح الجامع: "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم حر جهنم عن وجهه سبعين خريفًا"، بل ويحثنا -صلى الله عليه وسلم- على الصوم فور انتهائنا من صيام شهر رمضان، فيقول -صلى الله عليه وسلم-: "من صام رمضان وأتبعه ستًا من شوال كان كصوم الدهر". أخرجه مسلم، كل هذا لنعتاد على الصوم، هذه العبادة التي ترفع من قدر الإنسان وتسمو بأخلاقه وعقيدته.
فاحرصوا -عباد الله- على صوم هذه الأيام الست وغيرها من الأيام حتى يكون الصوم شافعًا لكم يوم القيامة، وحتى تدخلوا جنة ربكم من باب الريان باب الصائمين، أسأل الله أن لا يحرمني وإياكم دخول جنته من باب الريان، يقول تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 35].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخوة الإيمان: نحن على مشارف العيد الذي شرعه المولى لعباده بعد هذه العبادة التي امتنعوا في نهارها عن المتع والملذات وأحيوا ليلها بصلاة القيام في المساجد، فصفت نفوسهم وزكت أرواحهم، يأتي العيد ليكون فرصة للاستجمام والترفيه عن النفس وتجديد النشاط لمواصلة العمل في هذه الحياة بما يرضي الخالق -عز وجل-، والعيد كما أنه فرصة للراحة والتوسعة فإنه عبادة يُتقرب بها إلى الله سبحانه؛ لهذا كانت له أعمال وآداب وسنن مستحبة، نذكّر في هذه الخطبة بهذه الآداب التي ينبغي أن يحاول كل منا أن يأتي بها عملاً بسنة خير المرسلين -صلى الله عليه وسلم-.
من هذه الآداب: الاغتسال والتطيب قبل صلاة العيد، ولبس أحسن الثياب، كما يستحب أكل تمرات وترًا قبل الخروج إلى الصلاة، وأن يخرج ماشيًا، والعودة من غير الطريق التي أتى منها، ومن هذه الآداب الإكثار من التكبير، والتكبير يبدأ من خروج المسلم إلى صلاة العيد حتى مجيء الإمام، وقال بعض أهل العلم: يبدأ التكبير من ثبوت رؤية هلال العيد، فيكبر المسلم بين الحين والآخر في بيته وفي الطريق وفي أي مكان، ويكبر عند خروجه إلى المسجد، ويجهر بالتكبير تعظيمًا لله، أما النساء فيكبرن سرًّا، ويستمر التكبير حتى مجيء الإمام عندها ينتهي التكبير ولا يكبر المأموم أثناء الخطبة، بل عليه الاستماع والإنصات، ويستحب حضور النساء لصلاة العيد، فقد أمر بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرجال والنساء، حتى العواتق وذوات الخدور اللاتي لا يخرجن عادة، وذلك ليشهدن الخير ودعاء المسلمين في هذا اليوم العظيم، يقول تعالى: (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة: 185].
فاتقوا الله -عباد الله-، وليكن العيد فرصة للتحابب والتسامح والتقارب والتعاون على البر والتقوى، عملاً بالوصية الخالدة التي أوصانا بها نبي الرحمة -صلى الله عليه وسلم- فهو القائل: "لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث". أخرجه البخاري.
اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وزكاتنا وسائر أعمالنا الصالحة، واجعلها خالصة لوجهك الكريم، اللهم اجعل شهر رمضان شاهدًا لنا لا علينا، وأعده علينا مرات عديدة وأزمنة مديدة، واجعلنا ممن يصومونه إيمانًا واحتسابًا، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وانصر عبادك الموحّدين برحمتك يا أرحم الراحمين...