البحث

عبارات مقترحة:

الفتاح

كلمة (الفتّاح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من الفعل...

الطيب

كلمة الطيب في اللغة صيغة مبالغة من الطيب الذي هو عكس الخبث، واسم...

العظيم

كلمة (عظيم) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وتعني اتصاف الشيء...

العمل عند اندلاع الفتن .. خطبة عيد الفطر لعام 1424هـ

العربية

المؤلف إبراهيم بن محمد الحقيل
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات صلاة العيدين
عناصر الخطبة
  1. تآزُر الكفر والنفاق وحملتهم على الإسلام والمسلمين .
  2. منهج المؤمن في التعامل مع الفتن .
  3. فتنة الخروج على الحاكم المتغلِّب .
  4. موعظة للمرأة وتحذيرها من دعاة التغريب .
  5. دعوة للفرح بالعيد بعيدا عن منكراته .
  6. نصائح بإعانة المسلمين والبر والصلة وصيام ست من شوال .

اقتباس

هذه المحن العظام، يخرج من رحمها فِتَنٌ تجعل الحليم حيران، فيسقط فيها من يسقط، ويُنجِّي الله تعالى من عُصم بالكتاب والسنة، والتجأ إلى الله تعالى يسأله الهداية والثبات، ولا يخذل الله -عزَّ وجل- من التجأ إليه بصدق، وسأله الحق بِتَجَرُّد ..

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [ النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب70-71].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

الله أكبر، كم من مستغفر غفر له! الله أكبر، كم من سائل أعطاه! الله أكبر، كم من داع أجاب دعاه! الله أكبر، غفور يغفر الذنوب، الله أكبر، ستِّير يستر العيوب.

الله أكبر، خلَق الخلق ورزقهم، الله أكبر، أرسل الرسل وكفاهم، الله أكبر، وفَّق المؤمنين فهداهم، ومنَّ عليهم بشهر رمضان، شهر المغفرة والعتق من النار، فيا الله! كم من عبدٍ صام نهاره، وقام ليله! وسبحان الله وبحمده! كم من عبراتٍ لله تعالى سَحت! وكم من أكف سائلة رُفعت! وكم من أجزاءٍ من القرآن قرئت! وكم من حاجات سُئلت! فسبحان من اطِّلع على عباده المؤمنين وهم يصلون ويقرأون، ويسألون ويُلحون، والله أكبر، وسع سمعه كل شيء؛ فسمع دعاء الداعين، واستغفار المستغفرين، وسؤال السائلين، في مشارق الأرض ومغاربها.

فيا الله! كم من عبد قبِله الله تعالى، ورضي عمله، وأجاب دعاءه، وغفر ذنبه، وفاز بليلة القدر! فاللهم لا تحرمنا فضلك، ولا تحجبنا عن رحمتك، وعاملنا بعفوك، وتقبل صيامنا وقيامنا وجميع أعمالنا.

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيها الإخوة المؤمنون: من أحسن في رمضان فليحمد الله تعالى وليزددْ إحساناً إلى إحسانه، وإن من علامات الإحسان الدوام على الأعمال، والمحافظة على الفرائض والنوافل، واجتناب المحرمات؛ فرَبُّ رمضان هو ربُ كل العام، جل في علاه.

ومن كان مسيئاً فليتب إلى الله تعالى قبل أن يحال بينه وبين التوبة، والله تعالى يفرح بتوبة عبده، ويُبدل سيئاته حسنات، (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:82].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيها المسلمون: سلوا الله تعالى العافية؛ فكل زمان يكون شراً من الزمان الذي قبله، تعظم الفتن، ويكثر الشر، ويختلط الأمر، ويلتبس الباطل بالحق، وما من سنة خلت من السنوات القريبة إلا ورُزئت أمة الإسلام فيها برزية، وأصابتها بلية، وما ذاك إلا من نتائج الذنوب والمعاصي، (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [ الشُّورى:30].

لقد تآزر الكفر والنفاق على الإسلام والمسلمين؛ فاستباحوا الديار، وهتكوا الحرمات، وأذلوا المسلمين ذلاً عظيماً، وآذوهم إيذاءً شديداً، أجلبوا بخيلهم ورَجِلهم على شريعة الله تعالى التي أنزلها على خاتم رسله عليهم الصلاة والسلام، فحقروها وحرَّفوها، يرومون إخراج الناس من دينهم، ردّ الله تعالى عليهم كيدهم، وعاملهم بما يستحقون.

واعتدوا على القرآن الذي جعله الله تعالى هدى للناس، فزعموا أنه يكرِّس العنف والإرهاب، ويدعو إلى القتل والفساد، واعتدوا على خاتم الرسل، وأفضل الأنبياء، محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام؛ فحكوا أنه أول إرهابي في هذه الأمة، واعتدوا على جلال الله تعالى وعظمته؛ فزعموا أن لهم رباً غير رب الناس، ووصفوا رب المسلمين بالشرير، تعالى الله عن إفكهم علواً كبيراً.

ولم يكتفوا بذلك فحسب؛ بل سيَّروا جيوشهم الجرارة، واستحلوا مدينة السلام، التي بناها المنصور العباسي، وحضر أول لبناتها الإمام أبو حنيفة النعمان، وترعرع في كنفها الأئمة الكبار: أحمد بن حنبل، وسفيان الثوري، ووكيع بن الجراح، وغيرهم عشرات؛ بل مئات وألوف من الأئمة المهديين، والأعلام المشهورين.

إنها حسرة ما فارقت كل مسلم يغار على دين الله تعالى وحرماته منذ أن دنَّست أقدامهم النجسة أرض العراق، ولن تزول تلك الحسرة إلا بزوالهم منها أذلة صاغرين، عجَّل الله ذلك بمَنِّه وكرمه، وأذاقهم ذل الدنيا قبل عذاب الآخرة.

وفي فلسطين ما ازداد حلفاؤهم من عُباد العجل إلا عتواً واستكباراً، كم من طفل قتلوه، وامرأةٍ رمّلوها، وأسرة شردوها! وكم من عزيز أذلوه، وغني أفقروه! أذلهم الله وأفقرهم، وطهَّر بيت المقدس من رجسهم وكفرهم.

إنها مصائب ونكبات تنوء بحملها الجبال، وتحتار من هولها عقول أولي الألباب، فيا الله! ما أشدَّ مصاب المسلمين! وما أعظم ما يحيط بهم! عجَّل الله تعالى بفرجٍ من عنده، وأصلح أحوال خير أمة أخرجت للناس، إنه سميع قريب.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيها الإخوة: هذه المحن العظام، يخرج من رحمها فتن تجعل الحليم حيران، فيسقط فيها من يسقط، ويُنجِّي الله تعالى من عُصم بالكتاب والسنة، والتجأ إلى الله تعالى يسأله الهداية والثبات، ولا يخذل الله -عزَّ وجل- من التجأ إليه بصدق، وسأله الحق بتجرد.

ولأهمية الدعاء بالهداية إلى الحق كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفتتح صلاته إذا قام من الليل بهذا الدعاء المبارك: "اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم" رواه مسلم.

ومن سارع إلى الفتنة فيُوشكُ أن يسقط فيها، ومن لزم داره، وأمسك لسانه؛ كان ذلك أرجى لهدايته وثباته، ومن رحمة الله -عزَّ وجلَّ- بنا أنه ما كلفنا ما لا نستطيع، ومن الدعاء القرآني المبارك: (رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ) [البقرة:286]، وقد صح في الحديث القدسي أن الله تعالى قال: "قد فعلت" رواه أحمد ومسلم والترمذي.

وجاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهيٌ صريحٌ في أن يُعرِّض الإنسان نفسه للفتنة، أو يتعرض للابتلاء؛ لأنه قد لا يصبر فَيُفْتَن، فقال عليه الصلاة والسلام: "لا ينبغي للمرء أن يُذلَّ نفسه". قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: "يتعرَّضُ من البلاء لما لا يطيق" رواه أحمد والترمذي وحسَّنه.

وقد فهم ذلك السلف الصالح فلم يسارعوا في الفتن، ولا تعرضوا للابتلاء، بل كان كثير منهم يعتزل الناس إذا ماجت فيهم الفتن، وكثر البلاء، واستحر القتل؛ كما حصل أيام صفين والجمل وما بعدهما.

وإنكار المنكر لا يوجب الخروج على السلاطين، ولا نكث البيعة، وإلا اختلط الأمر، وعظمتْ الفتنة، بل إن الإجماع منعقدٌ على أن المنكر لا يغير بمنكر أعظم منه، وأن الإنكار بالقلب يكفي في حقِّ مَن ينالُه الأذى إذا أنكر بلسانه، قال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى: قلت لابن عباس: آمر أميري بالمعروف وأنهاه عن المنكر؟ قال: إن خشيت أن يقتلنك فلا.

وجاء رجلٌ إلى ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال: هلك من لم يأمر بالمعروف وينهَ عن المنكر. فقال عبد الله: بل هلك من لم يعرف المعروف بقلبه، وينكر المنكر بقلبه.

وقال مطرف بن عبد الله بن الشخير رحمه الله تعالى: لئن لم يكن لي دين حتى أقوم إلى رجل معه مئة ألف سيف أرمي إليه كلمة فيقتلني، إن ديني إذاً لضيِّقٌ. والآثار عن السلف في ذلك كثيرة.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله والحمد.

أيها الناس: من أعظم ما يعصم الإنسان من الفتنة كثرة العبادة، وبالأخص الصلاة؛ لأن من اشتغل بالعبادة ثبته الله تعالى حال الفتنة، وهداه لأحسن السبل، وكان شغله في عبادة ربه صارفاً له عن القيل والقال، وعن الخوض فيما يضر ولا ينفع مما يفسد القلب، ويجعله يتشرب الفتن، ويستشرف لها، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "العبادة في الهَرْج كالهجرة إليَّ" رواه مسلم.

واستيقظ -عليه الصلاة والسلام- ليلةً فزِعَاً يقول: "سبحان الله! ماذا أنزل الله من الخزائن، وماذا أنزل من الفتن؟ من يوقظ صواحب الحجرات -يريد أزواجه- لكي يصلين؟ ربَّ كاسيةٍ في الدنيا عاريةٍ في الآخرة" رواه البخاري.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: وفي الحديث الندب إلى الدعاء والتضرع عند نزول الفتنة، ولا سيما في الليل، لرجاء وقت الإجابة؛ لتكشف أو يسلم الداعي ومن دعا له.

ومن أعظم الدعاء وأنفعه في أحوال الفتن خاصةً سؤالُ الله تعالى العافية، وقد سأل العباس -رضي الله عنه- النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات يقول له: ما أسأل الله تعالى؟ فيقول له النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل مرة: "سل الله العفو والعافية"، وفي المرة الثالثة قال له: "فإذا أعطيت العفو والعافية في الدنيا والآخرة فقد أفلحت" صححه الحاكم وابن حبان.

وكان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أصبح وإذا أمسى: "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي" رواه أحمد وأبو داود.

وقام عليه الصلاة والسلام على المنبر يوماً فبكى وقال: "سلوا الله العفو والعافية والمعافاة" رواه أحمد والترمذي. قال شُرَّاح الحديث: إنما بكى لأنه علم وقوع أمته في الفتن، وغَلَبَةِ الشهوة، والحرص على جمع المال، وتحصيل الجاه، فأمرهم بطلب العفو والعافية ليعصمهم من الفتن.

فاللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، اللهم عافنا في ديننا وفي أهلينا وأموالنا.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيها الناس: من أعظم الفتن نزع اليد من الطاعة، ونكثُ البيعة، والخروج المسلح على السلاطين، وما يستتبع ذلك من سفكٍ للدماء، وتدمير للعمران، وقصدٍ للآمنين من المسلمين أو المعاهدين بالقتل أو التخريب والإفساد.

ولا يتضرر بذلك إلا المسلمون، ولا يُسر به إلا أعداء الملة والدين من الكفار والمنافقين، الذين يريدون اختلال الأمن في بلاد المسلمين، واضطراب الأحوال، وسفك الدماء؛ كي يحققوا أهدافهم الدنيئة، ويصلوا إلى مآربهم الخبيثة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر؛ فإنه مَن فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتةً جاهلية" رواه البخاري.

وقوله في الحديث: "من رأى من أميره شيئاً يكرهه" يعم الشؤون السياسية والاقتصادية، بل وحتى الدينية، وقد نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى إجماعَ الفقهاءِ على وجوبِ طاعة السلطان المتغلب؛ لما في ذلك من حقن الدماء، وتسكينِ الدهماء.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

إن المخاطر الدولية تحاصر المسلمين، وإن الأعداء من يهود ونصارى ومنافقين يتربصون بالإسلام وأهله الدوائر، وذلك يستدعي رصَّ الصفوف، واجتماعَ الكلمة، وتناسي الخلافات، وتجاوز الاجتهادات الفردية، والاقلاع عن الذنوب والمعاصي؛ فإن المعاصي رافعة النعم، جالبة النقم، وكل واحد من المسلمين مسؤولٌ عما نحن فيه من ضعف وهوان بحسب موقعه، ويجب عليه الإصلاحُ حسب قدرته.

يجب أن تجتمع القلوب على الكتاب والسنة، بفهم سلف هذه الأمة، ويجب أن تحفظ شريعة الله تعالى من طعن الطاعنين، واستهزاء المستهزئين من الصحفيين والممثلين، وممن لا خلاق لهم من السوقة والمنافقين، ويجب الأخذ على أيديهم؛ حتى لا تقع العقوبات بسبب إفكهم وبهتانهم، والبلاء إذا وقع عمَّ الجميع ولا يخصهم وحدهم: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ) [ الأنفال:25].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيتها المرأة المسلمة: أيتها الصائمة القائمة: لقد كشف الأعداء من الكفار والمنافقين ومن تبعهم ممن في قلوبهم مرض، كشفوا عن حقيقة ما يريدون من المرأة المسلمة، إنهم يريدونها أن تنبذ دين الله تعالى وراءها ظهرياً، ويراودونها على طهرها وعفافها وحجابها.

يدعونها إلى الاختلاط والتعري، باسم العمل والفن والحرية، والمشاركة في الشأن السياسي، ويزينون لها ذلك بالقصة والمجلة، والبرامج المتنوعة عبر الشاشة، ولكنهم في واقع الأمر يخفون عنها حقيقة ما تعانيه النساء المتخلعات من اضطرابات نفسية، وشقاء دائم.

ولك عبرة -أيتها المسلمة- في نساء مسلمات برزن في مجالات الفنون، واعتلين خشبات المسارح، حتى بلغن في ذلك شأواً عظيماً، ثم ارتأين أن تلك الطريق لا تحقق السعادة، ولا تليق بالمسلمة، فعدنَ إلى دينهن وحجابهن وعفافهن، وهجرن الأوساط الموبوءة بالفساد والرذيلة، رغم مغريات المال والجاه والشهرة، وهنَّ بالعشرات، وعشرات العشرات. لماذا فعلن ذلك؟! لأن السعادة التي ينشدنها لم يجدنها إلا في دين الله تعالى، والتزام أمره، واجتناب نهيه، ومن طلب السعادة في غير مرضاة الله تعالى عاد أمره عليه وبالاً وشقاءً.

فإياكِ إياكِ أن يخدعك المخادعون! واحذري أن يغويك المنافقون الذين يريدون إخراجك من طهرك وعفافك إلى الخنا والمواخير، واتقي الله تعالى في أبناء المسلمين وبناتهم، اغرسي فيهم محبة الله تعالى، ومحبة ما يحبه الله، وبغض ما يبغضه الله.

حفظ الله تعالى نساء المسلمين من كيد الكافرين والمنافقين، وحماهن من شر الفاسقين والمفسدين، إنه سميع مجيب.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أيها المسلمون: افرحوا بعيدكم في حدود ما أحلَّ الله تعالى لكم، واحذروا المنكراتِ من الغناء والمعازف والاختلاط، والحفلات الغنائية، فلا تستجلبوا عقوبة الله تعالى في يوم شكره؛ ففي الأمة ما يكفيها من الابتلاءات والمصائب، وليس من الشكر أن يُعصى الله تعالى في يوم من أيامه العظيمة التي يجب أن تعظم فيها شعائره، وتُلتزم حدوده، ولا تُنتهك محارمه، ( وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [البقرة:185].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

بروا والديكم، وصلوا أرحامكم، وأحسنوا إلى جيرانكم، وانشروا الألفة في أوساطكم، وتناسوا ضغائنكم، وطهروا قلوبكم، وكونوا عباد الله إخواناً، وأتبعوا رمضان ستاً من شوال، فمن صامها كان كمن صام الدهر كله، كما صح عن المعصوم -صلى الله عليه وسلم-.

ولا تنسوا في هذا اليوم الأغر من أيام الله تعالى إخواناً لكم شردتهم القوى الظالمة، وغلبتهم على بلادهم، وانتهكت حرماتهم، في فلسطين والعراق وفي أفغانستان والشيشان وكشمير وغيرها من بلاد المسلمين المنكوبة، أكثروا لهم من الدعاء، وأعينوهم حسب المستطاع، وسلوا الله تعالى أن يفرج كربتهم، وأن يكشف غمهم، وأن يفك أسرى المأسورين من المسلمين في كل مكان، واحمدوا الله الذي عافاكم، واشكروه على نعمه.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.

أعاده الله علينا وعليكم وعلى المسلمين باليُمن والإيمان، والسلامة والإسلام، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.