البحث

عبارات مقترحة:

الباطن

هو اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (الباطنيَّةِ)؛ أي إنه...

المقدم

كلمة (المقدِّم) في اللغة اسم فاعل من التقديم، وهو جعل الشيء...

المقيت

كلمة (المُقيت) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أقاتَ) ومضارعه...

سورة الفتح

العربية

المؤلف مسفر بن سعيد بن محمد الزهراني
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات القرآن الكريم وعلومه - التربية والسلوك
عناصر الخطبة
  1. تعريف بسورة الفتح .
  2. إشارة لاعتنائها بالأسس التشريعية .
  3. فضلها .
  4. أسباب نزولها .
  5. لمحة عنها .
  6. إيضاح لمعاني بعض آياتها .

اقتباس

هذه السورة الكريمة مدنية، وهي تعني بجانب التشريع شأنها شأن سائر السور المدنية التي تعالج الأسس التشريعية في المعاملات والعبادات والأخلاق والتوجيه، كما تحدثت عن صلح الحديبية الذي تم بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين سنة ست من الهجرة الذي كان بداية للفتح الأعظم، فتح مكة، وبه تم العز والنصر والتمكين للمؤمنين، ودخل الناس في دين الله أفواجاً ..

الحمد لله الذي مَنَّ على رسوله وعلى المؤمنين بالفتح المبين، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا أيها المسلون: أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى حَقَّ التقوى، في السر والعلن والنجوى، وموضوعنا اليوم سورة الفتح، السورة الثامنة والأربعون في ترتيب المصحف الشريف، وآياتها تسع وعشرون آية.

هذه السورة الكريمة مدنية، وهي تعني بجانب التشريع شأنها شأن سائر السور المدنية التي تعالج الأسس التشريعية في المعاملات والعبادات والأخلاق والتوجيه، كما تحدثت عن صلح الحديبية الذي تم بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين المشركين سنة ست من الهجرة الذي كان بداية للفتح الأعظم، فتح مكة، وبه تم العز والنصر والتمكين للمؤمنين، ودخل الناس في دين الله أفواجاً.

كما تحدثت عن جهاد المؤمنين، وعن بيعة الرضوان التي بايع فيها الصحابة رضوان الله عليم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الجهاد في سبيل الله حتى الموت، وكانت بيعة جلية الشأن، ولذلك باركها الله -عز وجل-، ورضي عن أصحابها، وسجَّلَها في كتابه العظيم سطوراً من نور.

وتحدثت عن الذين تخلفوا عن الخروج مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأعراب الذين في قلوبهم مرض، ومن المنافقين الذين ظنوا الظنون السيئة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبالمؤمنين، فلم يخرجوا معه، فجاءت الآيات تفضحهم وتكشف سرائرهم.

كما تحدثت عن الرؤيا التي رآها رسول الله في منامه في المدينة المنورة، وحدَّث بها أصحابه ففرحوا واستبشروا، وهي دخول الرسول والمسلمون مكة آمنين مطمئنين وقد تحققت تلك الرؤيا الصادقة فدخلها المؤمنون معتمرون مع الأمن والطمأنينة، وخُتِمَت السورة الكريمة بالثناء على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الأطهار الأخيار.

وسميت (سورة الفتح) لأن الله تعالى بشر المؤمنين بالفتح المبين فقال: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) [1]، أي: فتحنا لك يا محمد مكة فتحاً بينا ظاهراً، وحكمنا لك بالفتح على أعدائك، والمراد بالفتح صلح الحديبية، وعَدَه الله به قبل أن يكون، وذكره ويلفظ الماضي لتحققه.

وقيل المراد به فتح مكة، وفضل هذه السورة أنها نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد مرجعه من الحديبية، ولما نزلت قال -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أنزلت عليَّ الليلة سورة هي أحب إلي من الدنيا وما فيها" أخرجه أحمد.

وعلل الله الفتح بقوله: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا) [2-3]، أي: ليغفر لك ربك يا محمد جميع ما فرط منك من ترْكِ الأَوْلَى، ويكمل نعمته عليك بإعلاء الدين ورفع مناره، ويرشدك إلى الطريق القويم، وينصرك الله على أعدائك نصراً قوياً منيعاً.

ثم امتنَّ الله على رسوله وعلى المؤمنين فقال: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ)، أي: السكون والثبات والطمأنينة، (لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ)، أي: ليزدادوا يقيناً مع يقينهم، وتصديقاً مع تصديقهم، برسوخ العقيدة في القلوب، والتوكل على علام الغيوب، (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، أي: كل جنود السماوات والأرض من الملائكة والجن والحيوانات والصواعق المدمرة والزلازل والخسف والغرق جنود لا تحصى ولا تغلب، يسلطها الله على من يشاء، (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) [4].

قال المفسرون: أراد بإنزال السكينة في قلوب المؤمنين أهل الحديبية حين بايعوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مناجزة الحرب مع أهل مكة بعد أن حصل لهم ما يزعج النفوس، ويزيغ القلوب من صد الكفار لهم عن دخول مكة، ورجوع الصحابة دون بلوغ مقصودهم، فلم يرجع منهم أحد عن الإيمان بعدما هاج الناس وماجوا وزُلزلوا.

حتى جاء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: ألست نبي الله حقا؟ قال: "بلى"، وقال: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: "بلى"، قال: فلِم نعُطي الدنية في ديننا إذن؟ قال: "إني رسول الله، ولست أعصيه، وهو ناصري". أخرجه البخاري.

ثم بيَّن سبحانه فضل الفتح فقال: (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا) [5]، أي: ليدخلهم على طاعتهم وجهادهم حدائق وبساتين ناضرة من تحتها أنهار الجنة ماكثين فيها أبداً، ويمحو خطاياهم وذنوبهم، وكان ذلك عند الله فوزاً كبير وسعادة لا مزيد عليها.

(وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) [6]، أي: وليعذب أهل النفاق وأهل الشرك، الظانين بربهم أسوأ الظن، حيث ظنوا أن الله تعالى لن ينصر رسوله والمؤمنين، ثم دعا عليهم بالهلاك والدمار، وسخط الله عليهم بكفرهم، وأبعدهم عن رحمته، وبالنار في الآخرة.

(وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) [7]، تأكيداً للانتقام من أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين.

ثم امتن الله سبحانه على رسوله الكريم بتشريفه بالرسالة، وبعثه إلى كافة الخلق فقال: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) [8]، أي: شاهداً على الخلق يوم القيامة، ومبشراً للمؤمنين بالجنة، ومنذراً للكافرين من عذاب النار.

(لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ)، أي: تفخِّموه وتعظموه، (وَتُوَقِّرُوهُ)، أي: تحترموه وتُجلوا أمره، (وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [9]، أي: تسبحوا ربكم في الصباح والمساء؛ ليكون القلب متصلاً بالله في كل آن.

ثم قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ)، أي: إن الذين يبايعونك يا محمد بيعة الرضوان في الحديبية إنما يبايعون الله في الحقيقة، وهذا تشريف للنبي -صلى الله عليه وسلم- حيث جعل مبايعته بمنزلة مبايعة الله، حيث بايعوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الموت.

(يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)، قال ابن كثير رحمه الله: أي: هو تعالى حاضر معهم، يسمع أقوالهم، ويرى مكانهم، ويعلم ضمائرهم وظواهرهم، (فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ)، أي: فمن نقض البيعة فإنما يعود ضرر ونكثه عليه؛ لأنه حرم نفسه الثواب، وألزمها العقاب بنقضه العهد والميثاق، الذي عاهَدَ به ربه، (وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [10]، أي: ثواباً جزيلاً وهو الجنة دار الأبرار.

ثم ذكر الله سبحانه حال المنافقين الذي تخلفوا عن الخروج معه من أعراب المدينة، وأنهم سيقولون للنبي -صلى الله عليه وسلم- شغلنا عن الخروج معك بالأموال والأولاد فاطلب لنا المغفرة من الله، وأعلمه الله تعالى أنهم كاذبون في اعتذارهم؛ لأنهم يقولون خلاف ما يُبْطنون، وأمر الله رسوله أن يقول لهم: إنه لا يمنعكم من قضاء الله مانع، وأن الله مطلع على ما في قلوبكم من الكذب والنفاق.

وأظهر الله سبحانه ما يخفون في نفوسهم حيث، ظن المنافقون أن محمداً -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لن يرجعوا إلى المدينة، وأن عدوهم سيتأصلهم بالقتل ولا يرجع منهم أحد، وأن المنافقين مستوجبين لسخط الله وعقابه.

ثم حث الله سبحانه على الإيمان والتوبة على سبيل العموم فقال: (وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا) [13]، أي: هيأنا للكافرين ناراً شديدة مستعرة، وهو وعيد شديد للمنافقين (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [14].

عباد الله: هذه معاني بعض آيات سورة الفتح، وسنكمل الحديث عنها في الخطبة الثانية إن شاء الله، أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: عباد الله: استكمالا للحديث عن بعض معاني سورة الفتح فقد بيَّن الله سبحانه حال المنافقين المتخلفين عن الخروج مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في عمرة الحديبية عند ذهاب الرسول والمؤمنين إلى مغانم خيبر ليحصلوا عليها بأنهم سيقولون: (ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ)، أي: اتركونا نخرج معكم إلى خيبر لنقاتل معكم، (يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ)، أي: أن يغيروا وعد الله الذي وعده لأهل الحديبية من جعل غنائم خيبر لهم خاصة لا يشاركهم فيها أحد، فقال لهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا) عن المشاركة في الغنيمة، فقال تعالى رداً عليهم: (بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا) [15]، أي: لا يفهمون إلا فهماً قليلاً، وهو حرصهم على الغنائم وأمور الدنيا.

ثم قال الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- ما معناه: أن يقول لهؤلاء المتخلفين ستدعون إلى حرب قوم أشداء هم بنو حنيفة، قوم مسيلمة الكذاب أصحاب الردة، (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) [16].

ثم أثنى الله سبحانه على أهل الرضوان فقال: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ)، أي: تحت ظل شجرة بالحديبية، (فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ)، أي: رزقهم الطمأنينة والسكون النفسي عند البيعة، (وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) [17]، أي: فتح خيبر وما فيها من النصر والغنائم.

وتمضي السورة في الامتنان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووعده بالنصر والفتح مما أدعوكم فيه إلى قراءة السورة وتفسيرها، وأنتقِل إلى آخر آية في السورة التي وصف الله -عز وجل- فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه رضوان الله عليهم فقال: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ)، أي: حقاً، (وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)، أي: غلاظ على الكفار متراحمون فيما بينهم، (تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا)، أي: تراهم أيها السامع راكعين ساجدين من كثرة صلاتهم وعبادتهم، (يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا)، أي: يطلبون بعبادتهم رحمة الله ورضوانه، (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)، أي: علامتهم وسمتهم كائنة في جباههم من كثرة السجود والصلاة، (ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ)، أي: وصفهم في التوراة الشدة على الكفار والرحمة بالمؤمنين وكثرة السجود والصلاة.

(وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ)، أي: ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج خراجه وفروعه، (فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ)، أي: فقواه حتى صار غليظاً، (فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ)، أي: فقام الزرع واستقام على أصوله، (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)، أي: يعجب هذا الزرع الزارع بقوته وحسن منظره؛ ليغتاظ بهم الكفر.

وهذا مثَل في غاية البيان، فالزرع محمد -صلى الله عليه وسلم-، والشطء أصحابه رضوان الله عليهم، كانوا قليلاً فكثروا، وضعفاء فقووا؛ (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [29]، أي: وعدهم تعالى في الآخرة بالمغفرة التامة، والأجر العظيم، والرزق الكريم في جنات النعيم. اللهم ارزقنا محبتهم يا رب العالمين بعد محبتك ومحبة رسولك -صلى الله عليه وسلم-.

عباد الله: هذه لمحة عن سورة الفتح التي أحبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإيضاح لمعاني بعض آياتها بشكل مختصر.

أسأل الله أن ينفعنا بما نقول ونسمع، وأن يرزقنا تلاوة كتابه الكريم، وأن ينفعنا بسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

وصلُّوا وسلِّموا على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.