البحث

عبارات مقترحة:

الملك

كلمة (المَلِك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعِل) وهي مشتقة من...

الطيب

كلمة الطيب في اللغة صيغة مبالغة من الطيب الذي هو عكس الخبث، واسم...

تكفير المسلمين (1) خطره وضرره

العربية

المؤلف إبراهيم بن محمد الحقيل
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات أهل السنة والجماعة
عناصر الخطبة
  1. فرض الإسلام للحدود وحُكمه بمعاقبة مَن يتعداها .
  2. التخبط في التكفير بين وعدية المرجئة ووعيدية الخوارج .
  3. التحذير النبوي الشديد من تكفير المسلمين .
  4. ضوابط التكفير ومنهج أهل السنة والجماعة فيه .
  5. الآثار الخطيرة الناجمة عن تكفير المسلمين .

اقتباس

ولما كان مَرَدُّ حكم التكفير إلى الله ورسوله؛ لم يجز أن يُكَفَّرَ إلا مَن دَّل الكتاب والسنة على كفره دلالة صريحة، فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن؛ لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة؛ وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات -مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير- فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات ..

الحمد لله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ لا خير إلا دل الأمة عليه، ولا شر إلا حذرها منه، تركنا على بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه؛ أصلح الله تعالى بالإسلام قلوبهم، وجمع كلمتهم، ولم شتاتهم، وأزال ضغائنهم؛ فكانوا كما ذكر الله تعالى إخوة متحابين، (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) [آل عمران:103]، (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال:63]، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى واجتمعوا، ولا تعصوه فتختلفوا؛ فإن الطاعة سبب كل خير، وإن المعاصي أبواب الفتن والشرور، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) [آل عمران:102-103].

أيها المسلمون: شرع الله تعالى الإسلام للمسلمين، ورضيه لعباده ديناً يدينون به، ويدعون الناس إليه، بل إن كل دين غير الإسلام، وكل طريق غير طريق الكتاب والسنة؛ فإنها إثم وضلال لا تزيد أصحابها إلا بعداً من الله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ) [آل عمران:19] ، (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ) [آل عمران:85].

هذا الدين العظيم الذي ارتضاه الله تعالى لعباده المؤمنين، وأوجبه على البشر أجمعين؛ له معالم وحدود، وواجبات وفروض، ومحرمات وقيود، لا يجوز لمن اختار الدخول فيه، ودان لله تعالى به؛ أن يتعدى معالمه وحدوده، ولا أن يضيع واجباته وفروضه، ولا أن ينتهك محرماته وقيوده؛ وإلا كان العبد عبداً لهواه ومشتهاه، مستكبراً عن عبادة ربه ومولاه.

وهذه الحدود والأوامر والنواهي منها الحتم اللازم الذي لا يسع مسلماً التفريط فيه، ومنها المندوب إليه فعلاً أو تركاً، وكل دين ليس له حدود، ولا واجبات، ولا فيه مباحات ومحرمات فليس بدين، وهكذا كثير من الأديان المحرفة أو المحدثة، لا يعرف أصحابها منها إلا توصياتٍ وتوجيهات، تُعرض ولا تفرض، ويدعى إليها، ولا عقاب عليها.

والإسلام ليس كذلك؛ بل فيه قول الله تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا) [البقرة:187] وفيه قوله -عز وجل-: (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة:229]، وفيه قوله سبحانه: (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) [الطَّلاق:1].

وليس ذلك في الآخرة فحسب؛ بل رتب الشارع الحكيم عقوبات دنيوية تقام على من تعدى هذه الحدود، وانتهك حرمات الله -عز وجل-، فالحرمات قصاص، والنفس بالنفس، والعين بالعين، والأنف بالأنف، والأذن بالأذن والسن بالسن، والجروح قصاص، والسارق يقطع، والزاني يجلد أو يرجم؛ والمحارب يقتل أو يصلب، أو تقطع يده ورجله من خلاف أو ينفى من الأرض، والمفتري وشارب الخمر يجلدان، والفئة الباغية تقاتل حتى تفيء إلى أمر الله، (فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ) [الحجرات:9]، "ومن بدل دينه فاقتلوه" أخرجه البخاري وأبو داود، ومن عمل جرماً من أي نوع كان؛ عوقب بالعقوبة التي تناسب جرمه، وتردع غيره، ولا حرية في الإسلام؛ بل هو دين العبودية والذلة والخضوع لله تعالى ولشريعته.

ومن شهد شهادة الحق؛ دخل حظيرة الإسلام، فلا يُخْرَجُ منها إلا بناقض ينقضها، ولو أتى كبائر الذنوب، وعظائم الموبقات، فلا يكفر بذلك، إلا إذا كان مستحلاً لها، أو كانت كفراً بنصوص الكتاب أو السنة.

وقد يقع المسلم في الكفر قولاً كان أم فعلاً أم اعتقاداً ولكنه لا يكفر؛ لأنه جاهل أو متأول، أو مكره، فإن زال عذره، وأقيمت عليه الحجة، وبانت له المحجة، ولا يزال مُصِرَّاً على ما به يكفر، فلا يجوز الحكم بإسلامه وقد نقضه، وإلا كان الإسلام مستباح الحدود، منتهك الحرمات.

إن مسألة الإيمان والكفر مسألة كبيرة، أخطأت فيها أفهام، وزلَّت فيها أقدام، وتجاذب خطأها فرقتان: فرقة أدخلت في المسلمين مَن ليس منهم، وفرقة أخرجت المسلمين من إسلامهم، وضاع كثير من المسلمين بين هاتين الفرقتين قديماً وحديثاً.

فالمرجئة الوعدية سوَّغوا للناس الحرمات، وأباحوا لهم الشهوات، واكتفوا منهم بقول اللسان؛ اعتماداً على نصوص الوعد بالمغفرة والجنة، المبثوثة في الكتاب والسنة.

والخوارج الوعيدية حجَّروا على المسلمين واسعاً، وكفروهم بالذنوب والمعاصي؛ اعتماداً على نصوص الوعيد بالعذاب والنار.

ولا توجد طائفة من هاتين الطائفتين الضالتين في عصر من العصور، أو مصر من الأمصار؛ إلا وجدت الأخرى مقابلة لها، فحيث يوجد الإرجاء يوجد التكفير، وإذا وجد التكفير وجد الإرجاء، ولا سبيل للقضاء على هاتين البدعتين إلا بسلوك الصراط المستقيم، والتمسك بأهداب الدين، وإعمال النصوص كلها، بفهم السلف الصالح لهذه الأمة.

إن إخراج المسلم من إسلامه وهو لا يستحق ذلك؛ أمر عظيم خطير على دين من فعله؛ لأنه جعل من نفسه حاكماً على عباد الله تعالى بغير شرعه، بل بما اشتهاه؛ ولذا حذَّر النبي -صلى الله عليه وسلم- أشدَّ التحذير من ذلك في أحاديث كثيرة، وأخبر -صلى الله عليه وسلم-: "أن الرجل إذا قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" رواه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما، وفي لفظ لأبي عوانة: "إنْ قال الرجل لأخيه يا كافر وجب الكفر على أحدهما". وفي الصحيح من حديث أبي ذر -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من دعا رجلاً بالكفر أو قال يا عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه" أخرجه أحمد ومسلم. حار عليه: عاد عليه.

بل جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يفيد أن تكفير المسلم كقتله، وهذا تشبيه عجيب بديع؛ لأن من لوازم تكفيره مقاتلته؛ إذا المرتد يُقتل، فكان حكمه فيه بالكفر كالقتل له، روى ثابت بن الضحاك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن لعن مؤمناً فهو كقتله، ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله" رواه الشيخان. قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: وإذا كان تكفير المعين على سبيل الشتم كقتله، فكيف يكون تكفيره على سبيل الاعتقاد؛ فإن ذلك أعظم من قتله. أهـ.

ومن كفَّر مسلماً فمن لوازم ذلك أن يلعنه؛ لأن لعن المسلم لا يجوز، فإذا لعنه وهو لا يستحق اللعن عادت اللعنة عليه؛ كما روى أبو داود بسند جيد عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يميناً وشمالاً؛ فاذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لُعِن، فإن كان لذلك أهلاً، وإلا رجعت إلى قائلها" أخرجه أبو داود وصححه الألباني.

قال الحافظ ابن عبد البر -رحمه الله تعالى-: فالقرآن والسنة ينهيان عن تفسق المسلم وتكفيره ببيان لا إشكال فيه، ومن جهة النظر الصحيح الذي لا مدفع له: أنَّ كل من ثبت له عقد الإسلام في وقت بإجماع من المسلمين، ثم أذنب ذنباً، أو تأول تأويلاً، فاختلفوا َبْعُد في خروجه من الإسلام؛ لم يكن لاختلافهم بعد إجماعهم معنى يوجب حجة، ولا يخرج من الإسلام المتفق عليه إلا باتفاق آخر، أو سنةٍ ثابتة لا معارض لها.

وقد اتفق أهل السنة والجماعة -وهم أهل الفقة والأثر- على أن أحداً لا يُخرجه ذنبه وإن عظم من الإسلام، وخالفهم أهل البدع، فالواجب في النظر أن لا يكفر إلا إن اتفق الجميع على تكفيره، أو قام على تكفيره دليل لا مدفع له من كتاب أو سنة. أهـ.

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: وليس لأحدٍ أن ُيَكِّفر أحداً من المسلمين وإن أخطأ وغلط، حتى تقام عليه الحجة، وتُبَيَّنَ له المحجة، ومن ثبت إسلامه بيقين، لم يزل ذلك عنه بالشك، بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة، وإزالة الشبهة.

أسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ) [آل عمران:8]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واحذروا نقمته فلا تعصوه.
أيها المسلمون: التكفير حكم شرعي مَرَدُّه إلى الله ورسوله، فكما أن التحليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله، فكذلك التكفير، وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل يكون كفراً أكبر مخرجاً عن الملة.

ولما كان مَرَدُّ حكم التكفير إلى الله ورسوله؛ لم يجز أن يُكَفَّرَ إلا مَن دَّل الكتاب والسنة على كفره دلالة صريحة، فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن؛ لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة؛ وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات -مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير- فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات.

إن فشوَّ التكفير أو التفسيق أو التبديع بين المسلمين سبب للافتراق والاختلاف، وينتج عنه الاحتراب والاقتتال، وسفك الدماء بغير حق.

واختلاف المسلمين، وتفرق كلمتهم؛ من أعظم أسباب الفشل والهزيمة، وتمكين الأعداء، كما هو واقع المسلمين في العصور المتأخرة.

يقول العلامة ابن ناصر الدين الدمشقي -رحمه الله تعالى-:" فلعن المسلم المعين حرام، وأشدُّ منه رميه بالكفر، وخروجه من الإسلام، وفي ذلك أمور غير مرضية منها: إشمات الأعداء بأهل هذه الملة الزكية، وتمكينهم بذلك من القدح في المسلمين، واستضعافهم لشرائع هذا الدين، ومنها: أنه ربما يُقتدى بالرامي فيما رمى فيتضاعف وزره بعدد من تبعه مأثماً، وقلَّ أن يسلم من رمى بالكفر مسلماً، وقد رُوينا من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- يقول: ما من مسلمين إلا وبينهما ستر من الله -عز وجل- فإن قال أحدهما لأخيه كلمة هُجْر خرق ستر الله الذي بينهما، ولا قال أحدهما: أنت كافر؛ إلا كفر أحدهما"، فهل بعد هذا الوعيد من مزيد في التهديد؟.

ولعل الشيطان يُزَيِّن لمن اتبع هواه، ورمى بالكفر والخروج من الإسلام أخاه، أنه تكلم فيه بحق ورماه، وأنه من باب الجرح والتعديل، لا يسعه السكوت عن القليل، فكيف بالجليل؟... هيهات هيهات! إن في مجال الكلام في الرجال عقبات مرتقيها على خطر، ومرتقبها هوى، لا منجى له من الإثم ولا وزر، فلو حاسب نفسه الرامي أخاه ما السبب الذي هاج ذلك؟ لتحقق أنه الهوى الذي صاحبُه هالك. اهـ.

إن المسلمين في هذا العصر محتاجون أشد الحاجة إلى اجتماع كلمتهم، ورأب صدعهم؛ لمواجهة الأخطار المحدقة بهم، وإذا كان في المسلمين من يرميهم بالكفر أو الفسوق أو البدعة بلا برهان صحيح، ولا دليل صريح؛ كان ذلك سبب تفرق واختلاف، وتحزب واحتراب؛ يخسر من جرائه المسلمون كثيراً، ويربح الأعداء ربحاً وفيراً.

والمسلمون كذلك محتاجون في هذا العصر إلى عون الله تعالى وتسديده وحفظه ونصره، ولاسيما مع تكالب الأعداء عليهم، فإذا كان في المسلمين من يُميِّع دينهم، ويُبَدِّلُ شريعتهم، ويُحَرِّف نصوصهم؛ لمجاراة الأهواء، ومسايرة الأحداث؛ فإن ذلك مؤذن بسخط الله تعالى وغضبه؛ مما يكون سبباً في رفع النعم، وحلول النقم، واختلاف المسلمين، وتسلط الكافرين والمنافقين.

ولا ينجي من هذا الضلال المتراكم، والإثم المتزايد، ومن نتائجه الخطيرة؛ إلا تعظيم الله تعالى بتعظيم شريعته، والتمسك بها، والأخذ بالنصوص كلها، دون تجزئة ولا انتقائية؛ لتحقيق مصالح آنية أو ذاتية؛ وإلا كان حال المسلمين كحال أهل الكتاب الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض؛ فلعنهم الله تعالى وغضب عليهم، وضرب قلوب بعضهم ببعض، وكتب عليهم الذلة والمسكنة.

وقد حذر الله تعالى من سلوك مسلكهم، واتخاذ طريقتهم فقال سبحانه: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران:105] وقال عز من قائل: (وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد:16].

وصلوا وسلموا على خير خلق الله كما أمركم بذلك ربكم...