العربية
المؤلف | عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التوحيد |
ولما كان مقامُ التوحيدِ أعظمَ المقامات، والشّركُ أخطرَ الأمورِ وأعظمَها، فهو الذنب الأكبر، والجرم الذي لا يغفر؛ كان بيانُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم للتوحيد أعظمَ البيانِ، ونهيه وتحذيره عن الشرك أعظم النهي، فهو صلى الله عليه وسلم أبان التوحيد، وحمى حماه، وأوضح الشرك، وحذر منه، وسدّ ذرائعه؛ نصحاً للأمة، وشفقة على العباد ..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعود بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وقيوم السموات والأرضين، وخالق الخلق أجمعين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الصادق الوعد الأمين، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
معاشر المؤمنين.. عباد الله: اتقوا الله؛ فإن من اتقى الله وقاه، وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه.
معاشر المؤمنين: لقد قامت دعوة نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- على النصح للعباد، وبيان دين الله -تبارك وتعالى- على التمام والكمال، لقد كان رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، رسولاً أميناً، ونبياً رحيماً، ومعلِّماً مشفقاً، كما قال الله -عز وجلّ-: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة:128]
فبلَّغ -صلواته وسلامه عليه- البلاغ المبين، وما ترك خيراً إلا دلّ الأمة عليه، ولا شراً إلا حذّرها منه، ترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعده إلا هالك، وأقام الحجة، وأبان المحجة، وأوضح السبيل، صلواتُ الله وسلامه وبركاته عليه.
عباد الله: ولما كان مقام التوحيد أعظم المقامات، والشّرك أخطرَ الأمور وأعظمها، فهو الذنب الأكبر، والجرم الذي لا يغفر؛ كان بيانُ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- للتوحيد أعظم البيان، ونهيه وتحذيره عن الشرك أعظم النهي، فهو -صلى الله عليه وسلم- أبان التوحيد، وحمى حماه، وأوضح الشرك، وحذر منه، وسدّ ذرائعه؛ نصحاً للأمة، وشفقة على العباد.
عباد الله: وعندما نتتبع السنة، سنة نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، نجد الأحاديث المتكاثرة، والنصوص المتضافرة، في بيان التوحيد، وتعلية شأنه، والتحذير من الشرك، وبيان خطورته، وسد الذرائع الموصلة إليه.
عباد الله: ومن نصح النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا المقام الخطير؛ نهيه الأمة عن الغلو في الدين، كما قال -عليه الصلاة والسلام- في حديث بن عباس -رضي الله عنهما-: "إيّاكم والغلوَّ! فإنما أهلك مَن كان قبلكم الغلوُّ في الدين".
ونهى -عليه الصلاة والسلام- عن التنطع، كما في صحيح مسلم عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "هلك المتنطِّعون"، والتنطع -عباد الله- أوّلُ سهام الغلوِّ، ونهى -عليه الصلاة والسلام- عن إطرائه والمبالغة في مدحه، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله"، ولما كان -عليه الصلاة والسلام- قد كَمَّل مقام العبودية أتمَّ تكميل، كره المِدْحة -عليه الصلاة والسلام-، كره أن يُمدح؛ تتميماً لهذا المقام، وصيانة للأمة من التمادي في المدح والغلو.
جاء في مسند الإمام أحمد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: إنّ أناساً قالوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله، أنت سيّدنا وابن سيدنا، وخيّرنا وابن خيرنا، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "قولوا بقولكم، ولا يستهوينّكم الشيطان؛ فإني لا أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله".
عباد الله: ولما كان ما يتعلق بالقبور أخطر ما يكون على الناس في الوقوع في الشرك والانزلاق في منزلقاته، كانت الحِيطة وسدّ الذرائع في هذا الباب عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- متكاثرة، ففي بدء الإسلام نهى -عليه الصلاة والسلام- عن زيارة القبور مطلقاً، حماية لحمى التوحيد، وصيانة للأمة عن الشّرك.
ثم لما قوي التوحيد في القلوب شرع ذلك وأباحه، وأبان الحكمة منه -عليه الصلاة والسلام-، فقال في حديثه الصحيح: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها فإنّها تذكركم الآخرة"، وجاءت عنه -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة فيها الاحتياط في هذا الباب وسد الذرائع، ومن ذلكم نهيه -عليه الصلاة والسلام- أن يبنى على القبر أو أن يجصّص، والحديث في صحيح مسلم.
ونهى -عليه الصلاة والسلام- أن يصلَّى إلى القبور؛ صيانة للتوحيد، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها"، وجاء عنه -صلى الله عليه وسلم- النهي الشديد والوعيد -عليه الصلاة والسلام- في اتخاذ القبور مساجد، بأن تقصد لغرض الصلاة والدّعاء والعبادة وطلب البركة.
تقول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها وأرضاها-: لما نُزل برسول الله -صلى الله عليه وسلم، أي: لما نزل به ملائكة الموت- لما نُزل برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، طفق يطرح خميصة على وجهه، فإذا اغتم كشفها، ثم قال وهو في هذه الحال-: "لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد"، قالت عائشة -رضي الله عنها-: يحذِّر مما صنعوا.
عباد الله: ولما كان تعلق الناس بالأنبياء والصّالحين، وحبهم لهم، باباً قد يفضي بالناس إلى الغلو وإلى التعلّق بالصالحين، وإلى الخلط في باب الشفاعة، جاء عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة صيانة للأمّة في هذا الباب، جاءه رجل وقال: يا رسول الله، أسألك مرافقتك في الجنة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "أعِنِّي على نفسك بكثرة السجود".
فربطه بالعبادة والإخلاص لله -جلّ وعلا-، ولما قال له أبو هريرة -رضي الله عنه-: مَن أسعدُ الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال: "أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله، خالصاً من قلبه"، فربطهم بكلمة التوحيد -عليه الصلاة والسلام-، والحديث في صحيح البخاريّ.
وفي الصحيحين أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنّ لكل نبي دعوة مستجابة، وإني ادخرت دعوتي شفاعة لأمتي، وإنها نائلة إن شاء الله مَن لا يشركْ بالله شيئا"، فجعل نَيْل شفاعته -عليه الصلاة والسلام- مرتبطاً بالإخلاص والبعد عن الشرك.
وجاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر الغلول يوماً، وعظّم أمره، وعظّم شأنه، ثم قال -عليه الصلاة والسلام-: "لا ألفينَّ أحدكم يأتي يوم القيامة وعلى رقبته بعيرٌ له رغاء، يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول له: لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك، لا ألفينّ أحدكم يأتي يوم القيامة وعلى رقبته فرس له حمحمة، يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول له: لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك، لا ألفينّ أحدكم يوم القيامة وعلى رقبته شاة لها ثقاء، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول له: لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك، لا ألفينّ أحدكم يوم القيامة وعلى رقبته رقاع تخفق، فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول له: لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك، لا ألفينّ أحدكم يوم القيامة وعلى رقبته صامت -أي الذهب والفضة- ، يقول: يا رسول الله أغثني، فأقول له: لا أملك لك من الله شيئاً، قد أبلغتك".
تأمّلوا -عباد الله- هذا النصح العظيم، والبيان الوافي من الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام-؛ فدعْوَتُهُ -صلى الله عليه وسلم- كلُّها ربط بالله، وبعبادة الله، والتوكّل على الله، والالتجاء إلى الله، لا بالتّعلق بالأنبياء أو الصالحين أو غيرهم، فإن النافع الضّار المعطيَ المانع، الذي بيده أزمّة الأمور هو الله وحده ونبينا -عليه الصلاة والسلام- وسائر -عباد الله- ليس لهم من ذلك شيء، وقد أنزل الله على نبيه: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ) [آل عمران: 128]
وتأمّلوا -رعاكم الله- في هذا المقام، حرص نبينا -عليه الصلاة والسلام- على هداية عمّه أبى طالب؛ فجاءه عند موته ولما حضرته الوفاة، وقال: "يا عمّ، قل لا إله إلا الله، كلمة أحاجّ لك بها عند الله"، ومات وهو يقول: بل على ملّة عبد المطلب، وحزن -عليه الصلاة والسلام-، وأنزل الله في تسليته: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)" [القصص: 56]
وتأمّلوا في هذا المقام: لما ركب ابن عباس -رضي الله عنه- مع نبينا -صلى الله عليه وسلم- على دابته وهو غلام، فالتفت عليه -صلى الله عليه وسلم- وقال: "يا غلام، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمّة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك".
ومن حمايته لحمى التوحيد وسده لذرائع الشرك -عليه الصلاة والسلام-؛ أنه كان في كل مقام إذا سمع ألفاظاً تخدش التوحيد أوتخل بجنابه، أو تُوقِع قائلها في الشرك، ولو في شرك الألفاظ؛ غضب غضباً شديداً، وحذر من ذلك أشد التحذير، والنقول في هذا المعنى كثيرة.
ومن ذلكم أنه -عليه الصلاة والسلام- سمع رجلاً يقول: ما شاء الله وشئت؛ فغضب -عليه الصلاة والسلام- وقال: "أجعلتني لله نداً؟! قل ما شاء الله وحده"، وسمع امرأة تنشد فتقول: وفينا رسول الله يعلم ما في غدٍ، فغضب -عليه الصلاة والسلام- وقال: "لا يعلم ما في غدٍ إلا الله" والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، والمقام لا يسع بالبسط بأكثر من هذا.
ألا فلنتقي الله -عباد الله-، ولنتأمل في هذا المقام العظيم، مقام التوحيد، ولنحذر -أيضاً- من الشرك الذي هو أخطر الذنوب وأعظمها، ولْنَحْذَرْ منه ومن وسائله وأسبابه، ونسأل الله -عز وجلّ- أن يحفظ علينا أجمعين إيماننا وتوحيدنا، وأن يعيذنا من الشرك كله صغيره وكبيره، وأن يوفقنا لكل خير يحبه ويرضاه، إنه -تبارك وتعالى- سميع الدّعاء، وهو أهل الرّجاء، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
الخطبة الثانية:
الحمد لله عظيم الإحسان، واسع الفضل والجود والامتنان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.
عباد الله-: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن تقواه -عز وجلّ- أساس السعادة، وسبيل الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة.
عباد الله: إننا حينما نتأمل في هذه النصوص العظيمة، والدلائل المباركة في حماية نبينا -صلى الله عليه وسلم- لحمى التوحيد، وسده لذرائع الشرك والباطل، إننا حين نتأمل في هذه الأحاديث -عباد الله- نأسف أشد الأسف، ونتألم أشدَّ الألم لواقع أقوام ينتسبون إلى دينه -عليه الصلاة والسلام-، ويخالفونه في هذا المعنى أشد المخالفة.
يستغيثون بغير الله، ويستنجدون بالأنبياء والأولياء والمقبورين، ويتعلقون بالقباب والأضرحة والأتربة، وغير ذلك، إذا التجئوا التجؤوا إلى غير الله، وإذا استغاثوا استغاثوا بغير الله، وإذا طلبوا الغَوْث طلبوا الغوث من غير الله، يقول قائلهم: أغثني يا رسول الله! أو يقول: المدد يا رسول الله، إن لم تُدْرِكْني يا رسول الله، فمن الذي يدركني؟!.
إن لم تأخذ بيدي فمن الذي يأخذ بيدي؟ أنا مستجيرٌ بك، مستغيث بجنابك، إلى غير ذلك من الدَّعَوات الآثمة والكلمات الشركيّة الناقلة من ملة الإسلام، فأين قائلُ هذه الكلمات من هذه الأحاديث المباركة، والنصح العظيم من رسولنا الكريم -عليه الصلاة والسلام-؟ فهو -عليه الصلاة والسلام- كما أخبر لا يملك شيئاً، فالملك بيد الله، والأمر لله مِن قبلُ ومِنْ بعدُ، ورسولنا -عليه الصلاة والسلام- عبدٌ لا يُعبَد؛ بل رسول يُطاع ويتبع.
فالواجب -عباد الله- أن يكون أهل الإسلام على حَيْطةٍ وحذر وصيانة لدينهم وتوحيدهم من أن يخالطه الشرك، أو أن يدخلوا في ذرائعه ووسائله المفضية إليه، وهو بابٌ -عباد الله- لابد فيه من حيطة شديدة، وحذر بالغ؛ ليسلم المسلم بإذن الله طالما كان ملتجئاً إلى الله، مفوضاً أمره إليه، معتنياً في هذا المقام أتم العناية.
عباد الله: ولقد تكاثرت في هذا الزمان الدّعايات المغرضة التي تستهدف خلخلة إيمان الناس وتوحيدهم وصرفهم عن عبادة الله، وربطَ قلوبهم بالأسباب لا بمسببها، فالواجب علينا -عباد الله- أن نرعى للتوحيد مقامه، وأن نعرف له شأنه، وأن نكون على أشد الحذر من الشرك.
وتأملوا هنا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيان خطورة الشّرك وتسلله للناس، قال -صلى الله عليه وسلم-: "لَلشِّرك فيكم أخفى من دبيب النمل"، فقال أحد الصحابة: أوليس الشرك أن يتخذ لله ندٌّ وهو الخالق؟!، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "والذي نفسي بيده! لَلشِّرك فيكم أخفى من دبيب النمل، أوَّلاً: أدلكم على شيء إذا قلتموه أذهب الله عنكم قليل الشرك وكثيره؟"، قالوا بلى يا رسول الله، قال: "قولوا: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم، ونعوذ بك مما لا نعلم".
وهي دعوة -عباد الله- مباركة ينبغي علينا المحافظة عليها، والإكثار منها: "اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم، ونعوذ بك اللهم مما لا نعلم".
هذا وصلوا سلموا -رعاكم الله- على الناصح الأمين، والرسول الكريم، محمد بن عبد الله، كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56] وقال صلى الله عليه وسلم : "من صلى علي واحدة، صلى الله عليه بها عشرا".
اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين، أبى بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمــَنَّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمّد -صلى الله عليه وسلم-، اللهم عليك بأعداء الدّين؛ فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم.
اللهم وفِّق ولي أمرنا لهداك، واجْعَلْ عمله في رضاك، اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما تحبه وترضاه، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، اللهم اغفر لنا ذنبنا كله، دقه وجله، أوله وآخره، سره وعلنه.
اللهم اغفر لنا ولوالدِينا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، اللهم إنا رحمتك نرجو فلا تكلنا إلا إليك، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى، وبصفاتك العليا، وبأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، يا من وسعت كل شيء رحمة وعلما، أن تسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.
اللهم أسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين، اللهم إنا نسألك غيثاً مغيثاً، هنيئاً مريئاً، سحاً طبقاً، نافعاً غير ضار، عاجلاً غير آجل، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدمٍ ولا عذابٍ ولا غرقٍ، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلِّ الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.