الجميل
كلمة (الجميل) في اللغة صفة على وزن (فعيل) من الجمال وهو الحُسن،...
العربية
المؤلف | شايع بن محمد الغبيشي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - التاريخ وتقويم البلدان |
الحديث عن خير البشر خيرِ من مشى على الأرض وخيرِ من طلعت عليه الشمس بل هو شمس الدنيا وضياؤها بَهجتها وسرورها، رِيقه دواء، ونفثه شِفاء، وعرقه أطيب الطيب، أجمل البشر، وأبهى من الدّرر، يأسر القلوب، ويجتذب الأفئدة، متعة النظر، وشفاء البصر، إذا تكلّم أساخت له القلوب قبل الأسماع، فلا تسل عما يحصل لها من السعادة والإمتاع، كم شفى قلبًا ملتاعًا، وكم هدى من أوشك على الهلاك والضياع ..
حديثنا اليوم ـ عباد الله ـ عن السراج المنير الذي امتنّ الله به علينا، فأنار القلوب بعد ظلمتها، وأحياها بعد مواتها، وهداها بعد ضلالتها، وأسعدها بعد شقوتها، (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا *وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا) [الأحزاب:46]. عن العرباض بن سارية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إني عبد الله وخاتم النبيين» الحديث، وفيه أن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت حين وضعته نورًا أضاءت له قصور الشام. قال شعيب الأرنؤوط: "حديث صحيح لغيره". وقال جابر رضي الله عنه: رأيت رسول الله في ليلة أضحيان ـ أي: ليلة مضيئة لا غيمَ فيها ـ، فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر وعليه حلّة حمراء، فإذا هو أحسن عندي من القمر. رواه الترمذي. فكان صلى الله عليه وسلم النور الساطع بعد ظلام دامس، وكان صلى الله عليه وسلم الصباح بعد ليل طويل مظلم بهيم.
بزغ الصباح بنور وجهك بعدمـا | غشـت البريـة ظلمـة سوداء |
فتفتقت بالنـور أركـان الدجـى | وسعى على الكون الفسيح ضياء |
ومضى السلام على البسيطة صافيًا | تروى بـه الفيحـاء والجـرداء |
حتى صفت للكون أعظم شرعـة | فـاضت بجـود سخائها الأنحاء |
يـا سيد الثقلين يـا نبـع الهدى | يـا خيْر من سعدت به الأرجاء |
حديثنا عن الرحمة المهداة والنعمة المسداة، كنا على شفا حفرة من النار فأنقذنا الله به، (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران:103]. كنا على جهل وضلال وسوء أخلاق، فجاءنا بالهدى والنور ومكارم الأخلاق: «إنما بعث لأتمم مكارم الأخلاق». أنقذنا الله به من الموت على الكفر ودخول النار، كان أشفق بنا من الأم على ولدها، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارًا، فلما أضاءَت ما حوله جعل الفَراش وهذه الدواب التي تقَع في النار يقَعن فيها، فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحُجُزكم عن النار، وأنتم تقحّمون فيها» رواه البخاري، وقال تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)، قال العلامة ابن سعدي -رحمه الله تعالى-: "هذه المنة التي امتنّ الله بها على عباده هي أكبر النِّعَم، بل أجلها، وهي الامتنان عليهم بهذا الرسول الكريم الذي أنقَذهم الله به من الضلالة وعصمهم به من التهلكة" اهـ.
الحديث ـ أيها الكرام ـ عن خير البشر خيرِ من مشى على الأرض وخيرِ من طلعت عليه الشمس، بل هو شمس الدنيا وضياؤها، بَهجتها وسرورها، رِيقه دواء، ونفثه شِفاء، وعرقه أطيب الطيب، أجمل البشر، وأبهى من الدّرر، يأسر القلوب، ويجتذب الأفئدة، متعة النظر، وشفاء البصر، إذا تكلّم أساخت له القلوب قبل الأسماع، فلا تسل عما يحصل لها من السعادة والإمتاع، كم شفى قلبًا ملتاعًا، وكم هدى من أوشك على الهلاك والضياع. قال ابن الجوزي رحمه الله في وصفه: "من تحركت لعظمته السواكن، فحنَّ إليه الجذع، وكلّمه الذئب، وسبّح في كفه الحصى، وتزلزَل له الجبل، كلٌّ كنَّى عن شوقه بلسانه، يا جملةَ الجَمال، يا كلَّ الكمال، أنت واسطة العقد وزينة الدهر، تزيد على الأنبياء زيادة الشمس على البدر، والبحر على القطر، والسماء على الأرض، أنت صدرهم وبدرهم، وعليك يدور أمرهم".
هذا النبي العظيم الذي أرسله الله هداية ورحمة للعالمين، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:107]، فأخرج الله بهذا النبيّ الأمي عليه أفضل الصلاة والتسليم الناسَ من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى، ومن العذاب إلى الرحمة، بعدما اجتالتهم الشياطين عن صراط الله المستقيم، فأشرقت الأرض بنور الرسالة المحمدية، ورغِمت أنوف المبطلين، وانخنس الكفر وأهله، مصداقًا لقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ). فما أعظم إحسانَه للبشرية، وما أحوجَها في هذه العصور التي علا فيها زبد الباطل وانتفَش إلى نور الحق الذي جاء به.
عباد الله، بعد هذه المقدّمة المقتَضبة عن أعظم العظماء وسيّد الأولياء وإمام الأتقياء دعوني أنقل لكم الخبر الفاجعة والمصيبة الداهية، خبر يقرّح أفئدة المؤمنين ويقضّ مضاجع المتقين، فما ذلك الخبر؟ لقد سُخِر من رسول صلى الله عليه وسلم واعتُدي على شخصه الكريم، فما أجلّ الخطب، وما أعظم المصاب!! حُقّ للعين أن تدمع، وحقّ للقلب أن يحزن، شلّت يدٌ خطّت الإساءة إلى خير البرية وسيّد البشرية، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
في يوم الثلاثاء 26/8/1426هـ الموافق 30 سبتمبر الماضي تعرّض الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى هجوم حادّ وحملة حاقدة في الصحافة الدانمركية، والتي بدأت عندما أراد مؤلّف كتب أطفال دانماركي أن يضع على غلاف كتابه صورة للرسول صلى الله عليه وسلم، ورفض رسام الكاريكاتير المكلَّف بإعداد الغلاف رسم هذه الصورة، فقرّر المؤلّف إقامة مسابقة لرسم الرّسول؛ حيث تقدم لها 12 رسّامَ كاريكاتير، أرسلوا 12 صورة مسيئة لرسولنا الكريم، ولم تفوّت صحيفة "بيو لاندز بوستن" اليمينية المتطرّفة والتابعة للحزب الحاكم هذه الفرصة في التقاط هذه الصوَر ونشرها؛ استهانة بمشاعر أكثر من مليار وثلاثمائة مليون مسلم، بالرغم من أن مسلمي الدانمارك والبالغ عددهم 200 ألف ـ والإسلام هو الديانة الثانية في الدانمارك بعد المسيحية البروتستانتية ـ حاولوا الاحتجاج على القرار، وذلك عن طريق رفع مذكرة إلى الحكومة الدانماركية، إلا أن الجواب كان هو الرفض وإصرار الحكومة على دعم حملة الهجوم تحت مسمى "حرية التعبير"، بل كان الموقف الحكومي الدانماركي أكثر شراسة برفض المدّعي العام تلبية طلب الجالية الإسلامية برفع دعوى قضائية ضدّ الصحيفة.
ولنا مع هذه الحادثة وقفات:
الأولى: عِظم هذه الجريمة، فهي تنتهك حرمة أعظم رجل مشى على الأرض رسول الرحمة والهدى، والاعتداء عليه صلى الله عليه وسلم اعتداء عل المولى جل وعلا واعتداء على الدين الذي جاء به صلى الله عليه وسلم؛ ولذا فقد بيّن العلماء حكم من سبّ النبي صلى الله عليه وسلم، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "من سب النبي من مسلم أو كافر فإنه يجب قتله، هذا مذهب عليه عامة أهل العلم"، قال ابن المنذر: "أجمع عوام أهل العلم على أن حدّ من سب النبي صلى الله عليه وسلم القتل، وممن قاله مالك والليث وأحمد وإسحاق، وهو مذهب الشافعي رحمهم الله جميعًا، قال عبد الله بن الحكم: من سب النبي صلى الله عليه وسلم من مسلم أو كافر قُتل ولم يستتب".
الثانية: التأكيد على عقيدة الولاء والبراء، فالكفر ملة واحدة، وهو يناوب الأدوار في كره الدين وبغضه والعداوة له ولأهله، فمرة هجوم على الإسلام، ومرة اعتداء على القرآن، واليوم العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد أوضح الله هذا الأمر وجلّاه، قال تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) [البقرة:120]، وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا)، فالعداوة لرسول الله ودينه وكتابه باقية إلى قيامة الساعة، وهي رسالة إلى كل مسلم أن يجدّد عقيدته، فيحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحزبه المؤمنين، ويكره حزب الشيطان الكافرين.
الوقفة الثالثة: أن هذه الهجمة من أعداء الدين وأعداء النبي صلى الله عليه وسلم هي اختِبار لنا كمسلمين، هل نهبّ لنصرة نبينا صلى الله عليه وسلم وندافع عنه أم نبقى في غفلتنا ونومنا؟ وإلا فالله سبحانه قد تكفّل بالدفاع عن نبيّه ومصطفاه، قال الله جل شأنه: (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [التوبة:61]، وقال الله سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا) [الأحزاب:57]، وقال تعالى: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) [الحجر:94، 95]، وقال تعالى: (وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [المائدة:67]؛ ولذا يجب على كل مسلم أن يهبّ إلى نصرة حبيبه صلى الله عليه وسلم، ويدافع عنه بكل ما يملك.
أسأل الله العلي العظيم أن يرزقنا حبه، وأن يحشرنا في زمرته، وأن يجعلنا فداء له ولدينه.
الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى ما بدر بدا، وما ليل سجى، وعلى آله وصحبه أولي النهى.
أما بعد: الوقفة الرابعة: كيف نواجه هذا العدوان؟ وما الواجب على المسلم حيال نبيه صلى الله عليه وسلم؟
أولاً: المقاطعة التامّة لدولتي الدنمرك والنرويج سياسيًّا واقتصاديًّا؛ جزاء اعتدائهم على حبيبنا صلى الله عليه وسلم، وقد عرض ذلك مجلس الشورى، وكان من نتائج ذلك المقاطعة السياسية من بلاد الحرمين وفقها الله وحرسها، فقد تمّ استدعاء سفير المملكة بالدّنمارك، ونتج عن ذلك مقاطعة مجموعة من كبار التجار لمنتجات الدولتين، حتى إنّ بعض البضائع رُدّت من الجمارك، وأعلن العثيم مقاطعتَه لتلك المنتجات، ونتج عن ذلك خسائر خِلال الأيام السابقة تجاوزت مليار دولار، وحثّ العلماء على مقاطعة تلك المنتجات من قِبل عموم الناس، فهل نحتسب ذلك عند الله دفاعًا عن حبيبنا ورسولنا ودفاعًا عن ديننا وعقيدتنا؟ هل نقول: لا للمنتجات الدنمركية والنرويجية؟ آمل ذلك.
ثانيًا: عرضُ سيرته صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال كلّ الوسائل المتاحة؛ بالمقالة والمطوية والنشرة والكتاب الصغير والكبير، والبرامج المرئية والمسموعة، ومن خلال المدارس والمساجد والبيوت والمحافل، حتى يقف الصغير والكبير على تفاصيل سيرته وسنته صلى الله عليه وسلم، فهذا الرجل أعظم رجل في التاريخ، وهو منا، ونحن منه، وقد فزنا به، وشرفنا بالنسبة إليه، فلا يليق بنا أن نجهل تاريخه وسيرته، فلا نعرف منها إلا القليل.
ثالثًا: طاعته، قال تعالى: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، وقال تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، وقال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَّكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ).
ربعًا: تعظيم النبي وتوقيره، كان محمّد بن المنكدر إذا ذكره بكى حتى يرحمه الجالسون، وكان ابن مهدي إذا قرأ حديث النبيّ أمر الحاضرين بالسكوت: (لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ).
خامسًا: الصلاة والسلام عليه، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
سادسًا: الشوق إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
نسينا فِي ودادك كلَّ غالٍ | فأنت اليوم أغلى ما لدينا |
نُلام على مَحبتكم ويكفي | لنا شرفًا نلام ومـا علينا |
ولمـا نلقكم لكن شوقًـا | يذكرنا فكيف إذا التقينا |
تسلى الناس بالدنيـا وإنّا | لعمرو الله بعدك ما سلونا |
سابعًا: تذكُّره وتمني رؤيته، روى مسلم عن أبي هريرة مرفوعًا: «من أشد أمتي لي حبًّا ناسٌ يكونون بعدي، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله»، وروى أحمد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقدم عليكم غدًا أقوام هم أرقّ قلوبًا للإسلام منكم»، قال: فقدم الأشعريّون فيهم أبو موسى الأشعري، فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجِزون يقولون:
غدًا نلقى الأحبة | محمّدًا وحِزبَه |
فلما أن قدموا تصافحوا، فكانوا هم أول من أحدث المصافحة.
ثامنًا: محبّة قرابته وآل بيته وأزواجه، روى مسلم عن زيد بن أرقم مرفوعًا: «ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأُجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله»، ثم قال: «وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي».
تاسعًا: محبة سنته والداعين إليها، (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ).