البحث

عبارات مقترحة:

الله

أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...

المحيط

كلمة (المحيط) في اللغة اسم فاعل من الفعل أحاطَ ومضارعه يُحيط،...

كن داعيًا

العربية

المؤلف أحمد بن عبد العزيز الشاوي
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - الدعوة والاحتساب
عناصر الخطبة
  1. نظرة على فضاءِ الجيل السالف المعطر بورودِ الإيجابية .
  2. حال الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب .
  3. عظمة مسيرة أنبياء الله ورسله وجميل ما قدموا لأقوامهم .
  4. جهود موصولة، وتضحيات نبيلة .
  5. ثمار بحر الإيجابية الذي خاضه أسلافنا .
  6. نداء للجموع الخاملة والطاقات المعطلة .
  7. شرف العمل للدين وعمومه للجميع .
  8. الدعوة إلى الله عز وجل صورة من صور العمل لهذا الدين .
  9. العمل لنصرة الدين .

اقتباس

إن الغيرة على الدين وحمل همه يجب أن تكون هاجس كل واحد منا، وهمًا يجري في عروق كل مسلم صغيرًا كان أم كبيرًا ذكرًا أو أنثى، عالمًا أو جاهلاً، صالحًا أو فاسقًا، فلا يجوز أن تكون الذنوب والخطايا حاجزًا وهميًا بين العبد وبين العمل الإيجابي لهذا الدين.

الحمد لله يهدي ويضل، ويعز ويذل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إنه هو البر الرحيم، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى الكريم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وكل من دعا إلى صراطه المستقيم ومن صار على دربه إلى يوم الدين وسلم تسليما، أما بعد:

أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون حق التقوى، واستمسكوا بالعروة الوثقى..

بعيدًا عن جوِّ هذا الزمان القاتم بغبارِ الالتزام الأجوف، والمشوه بغبرة السلبية المُفرطة، والمظهريةِ الجوفاء، نحلقُ في فضاءِ الجيل السالف المعطر بورودِ الإيجابية، ونتفيؤ ظلالَ شجرةِ البذلِ والعطاء، والتضحيةِ والفداء.

نعودُ بذكرياتنا إلى الصورِ الرائعة، لماضينا المجيد، حيث يتجلى الإيمانُ الحقُّ، وتبرزُ حقيقة الهمِّ لهذا الدين.

إن الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب استحكم الولاء له، وكان العطاء للدين سخيًا غاية السخاء لأنه معاملة مع كريم وتلقٍ لمننن من إله عظيم.

وإذا كانت الحياة تقدم فداء للدين وثمنًا للدين فهي كذلك تسخّر لخدمة الدين وللعطاء له، إذ كل ما فيها لله، وإذا هي حياة أوقفت كلها لله.

هذا نوح عليه السلام يخاطب ربه (رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَارًا) ثم قال: ( ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا) .

إنه الجهد الدائم الذي لا ينقطع ولا يمل ولا يفتر ولا ييأس أمام الإعراض ألف سنة إلا خمسين عامًا.

ماذا بقى من حياة نبي الله نوح لم يُسخّر لدعوته ولم يبذل لرسالته الليل والنهار الجهر والإسرار كلها لله حياة أوقفت كلها لله.

ثم سرح طرفك في مسيرة أنبياء الله ورسله لتقف أمام نبي الله يوسف السجين الغريب، الطريد الشريد الذي يعاني ألم الغربة وقهر السجن وألم الفراق وعذاب الظلم، في هذا كله وبين هذا كله في زنزانة السجن يسأله صاحبا السجن عن تعبير الرؤيا فلا يدع نبي الله يوسف الفرصة تفلت، ولا تنسيه مرارة المعاناة القاسية، وأجب العمل لله والعطاء لدينه فإذا به يحول السجن إلى مدرسة للدعوة، ويرى أن كونه سجينًا لا يعفيه أبدًا من تصحيح الأوضاع الفاسدة والعقائد المنحرفة فإذا به ينادى في السجن (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) .

فاسمعوا يا معشر الأحرار الطلقاء، وتمضي قافلة العظماء من الأنبياء لتنتهي بسيدهم وخيرهم محمد صلى الله عليه وسلم والذي سُئلت عنه عائشة رضي الله عنها، أكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يصلي جالسًا قالت: نعم، بعدما حطمه الناس..

وهو النبي الذي قال الله عز وجل عنه (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ).

ويقول: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ)، وإن الإنسان ليأخذه الدهش والعجب كما تغمره الروعة والخشوع وهو يستعرض ذلك الجهد الموصول من الرسل عليهم الصلاة والسلام لهداية البشرية الضالة المعاندة.

جهود موصولة، وتضحيات نبيلة لم تنقطع على مدار التأريخ من رسل يستهزأ بهم ويحرقون بالنار أو ينشرون بالمنشار أو يهجرون الأهل والديار حتى تجيء الرسالة الأخيرة فيجهد فيها محمد صلى الله عليه وسلم ذلك الجهد المشهود المعروف هو والمؤمنون معه، ثم تتوالى الجهود المضنية والتضحيات المذهلة من القائمين على دعوته في كل أرض وفي كل جيل.

وهكذا تسير ركاب المؤمنين برسالات الله لا تدع فرصة للعمل للدين تفلت ولا فرصة للعطاء للدين تضيع، كل عطاء يقدم مهما كان قليلاً، وكل جهد يبذل ولو كان يسيرًا.

هذا الرجل الكفيف الأعمى عبدالله بن أم مكتوم رضي الله عنه مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي عذره الله في قرآنه: (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ ) لم ير أن يسعه أنه يدع فيها فرصة لخدمة الدين تفلت منه، ولتكن هناك في مواقع القتال وميدان النزال فيصحب كتائب المسلمين ويطلب أن توكل إليه المهمة التي تناسبه فقال: إني رجل أعمى لا أفر فادفعوا لي الراية أمسك بها. وتحمل كتب التاريخ أنباء ابن أم مكتوم وأنه كان أحد شهداء القادسية يوم غشيته الرماح فلم تصادف فرارًا ولا موليًا، ولا معطيًا دبره في قتال.

وهذا ضمام بن ثعلبة يأتي مسلمًا ويسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يجيب عليه فيأتيه الجواب بأن عليه الشهادتين وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام، حتى إذا عرفها آمن بها ثم قال: يا رسول الله والله لا أزيد على هذه ولا أنقص لكنه لا يرى ولا يُرى أن العمل للدين داخل فيما تحلل منه فينقلب إلى قومه داعيًا إلى الله يقول لهم: يا قوم بئست اللات بئست العزى، ويظل بين ظهرانيهم حتى لا يبقى بيت من بيوتهم إلا دخله الإسلام.

إنها نقطة في بحر الإيجابية الذي خاضه أسلافنا فأثمر جهادهم وبذلهم أعظم إنجاز يوم طوي بساط المشرق إلى الصين وبساط المغرب إلى المحيط تفتحه كتائب المجاهدين من الصحابة والتابعين ما كان هذا الإنجاز ليتحقق إلا على أيدي رجال يعلنون في كل موقعة قائلين: إن الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد.

إن هذا المعنى العظيم معنى العطاء للدين والبذل له وتسخير الحياة من أجله، هذا المعنى توارى أو خفت في نفوس كثير من المسلمين بل ضعف في نفوس الشباب المتدين ذاته.

لقد قال جل وعلا: ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ..).

وقد قام بالنصرة بالسيف طائفة من المؤمنين وهم المجاهدون الصادقون وقام بالهداية بالكتاب بعض العلماء وطلاب العلم والدعاة والعاملين، وهاتان الطائفتان هم بقية الخير في الأمة الذين قاموا بما يجب عليهم نحو دينهم، فنجوا بصلاحهم وإصلاحهم: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ).

وبقيت في الأمة جموع غفيرة تتفرج على معركة الإسلام مع خصومه، وكثير منهم ممن ينتسب إلى الصحوة المباركة، فحبهم للإسلام وحميتهم على الدين لا تتجاوز عبارات الإعجاب بالمجاهدين والمصلحين وعبارات الذم والتشنيع على الكافرين والفاسقين وهذا وإن كان خيرًا إلا أنه لا ينصر ملة ولا ينقذ أمة.
بل من هذه الجموع فئة مجالسهم تحليل وتنظير بلا عمل ولا إنتاج جل حديثهم نقد لفلان وتفسيق لعلان، وذم لهذا، وإسقاط لذاك، وإن بحثت عنهم في ميدان البذل للدين لم تجد لهم أثرًا ولم تسمع عنهم خبرًا، يبدعون في لوم العاملين، وتخطئة المجتهدين وإن قيل لهم تعالوا فاعملوا لدين الله أو ادفعوا أطرقوا بالرؤوس وهم يجمحون.

فإلى هذه الجموع الخاملة والطاقات المعطلة: كونوا أنصار الله وخوضوا المعركة مع إخوانكم وسارعوا في رد كيد الأعداء من الكفار والمنافقين، وخوضوا في بحر البذل والعطاء لدين الله دعوة وتعليمًا وأمرًا بالمعروف ونهيًا عن المنكر وجهادًا في سبيل الله.

أنت يا أخي قادر على أن تفعل للإسلام الكثير مهما قل علمك وضعف تدبيرك وخفي اسمك وجهل قدرك.

إن القلوب ينبغي ألا تشح بمشاعرها والعيون لا تبخل بدموعها فأين العطاء للدين في حياتنا؟!

إن الغيرة على الدين وحمل همه يجب أن تكون هاجس كل واحد منا، وهمًا يجري في عروق كل مسلم صغيرًا كان أم كبيرًا ذكرًا أو أنثى، عالمًا أو جاهلاً صالحًا أو فاسقًا فلا يجوز أن تكون الذنوب والخطايا حاجزًا وهميًا بين العبد وبين العمل الإيجابي لهذا الدين.

نريد أن يكون هم هذا الدين يلاحق المرأة في بيتها، والرجل في متجره، والمعلم في فصله، والطالب مع زملائه، والموظف في دائرته، بل ويحمله الشاب على الرصيف وفي مدرجات الملاعب فلم تكن الخطيئة يومًا مهما عظمت حائلاً بين المسلم وبين أن يساهم في نصرة هذا الدين..

فقد ذهب بعض الصحابة إلى غزوة أحد بعد ليلة من شرب الخمر كما في صحيح البخاري "أنه اصطبح ناس الخمر يوم أحد ثم قتلوا شهداء".

إن العمل للدين ليس وظيفة تصدر برقم وتاريخ ولكنه صدر بأمر رباني برقم مائة وخمسة وعشرين من سورة النحل (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ).

إن العمل للدين ينبغي أن يبقى ظاهرًا في حياتنا، نراه في شاب يوزع شريطًا أو كتابًا، نراه في شاب يبلغ كلمة، نراه في موظف يعلن إنكار منكر، نراه في معلم يوجه طلابه، وأب يرشد أبنائه، نراه هنا وهنا وهناك.

إن العمل للدين أمر لا نستخفي به ولا نتستر عليه بل ينبغي أن تبقى ساحتنا فوارة بالعمل الضخم للدين، نراه في كل فلته وفي كل لفته، (وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ).

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وصل الله وسلم على الهادي الأمين وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد:

أيها المسلمون: إن الدعوة إلى الله عز وجل صورة من صور العمل لهذا الدين ومظهر من مظاهر الغيرة عليه..

إن مما يقوي في قلبك الغيرة على دين الله أن تستشعر المسؤولية وجسامتها، وأن تقدر الخطر الداهم على أمتك وتستشعر استمرارية دعاة الباطل في إشاعة باطلهم..

فأنت ترى أصحاب الملل الباطلة والنحل الضالة يبذلون كل غال ورخيص دفاعًا عن باطلهم ونشرًا لمبادئهم دون انتظار لجزاء دنيوي.

في مركز من مراكز إعداد المنصرين وضعوا لوحة كبيرة كتبوا عليها: " أيها المبشر الشاب نحن لا نعدك بوظيفة أو عمل أو سكن أو فراش وثير؛ إننا ننذرك بأنك لن تجد في عملك التبشيري إلا التعب والمرض، كل ما نقدمه لك هو العلم والخبز وفراش خشن في كوخ فقير، أجرك كله ستجده عند الله، إذا أدركك الموت وأنت في طريق المسيح كنت من السعداء"!!.

هذه الكلمات حركت كثيرًا من جند الشيطان المبشرين بالنيران من حملة الشهادات في الطب والجراحة والصيدلة وغيرها للذهاب إلى الصحاري القاحلة التي لا توجد فيها إلا الخيام والمستنقعات المليئة بالنتن والأمراض، والمكوث هناك السنين الطوال دون أجر وبلا منصب، فما بالنا معشر المسلمين يجلس الواحد منا شبعان متكئًا على أريكته، إذا طلب منه نصرة دين الحق أو كلف بأبسط المهام أو عوتب على تقصيره في الدعوة أو ليم على استغراقه في اللهو والترفيه انطلق كالسهم مرددًا يا حنظلة ساعة وساعة وكأنه لا يحفظ من النصوص إلا هذا !!.

تبلد في الناس حس الكفاح

ومالوا لكسب وعيش رتيب
يكاد يزعـزع من همتي سدور الأمين وعزم المريب

يا معشر المعلمين والمعلمات، يا بناة المجد وصانعي الجيال، إن أهم ما نخاطبكم به أن تمكنوا همَّ الدعوة من قلوبكم مستغلين الموارد المتاحة لكم قبل أن تنضب أو تشوبها شوائب البطالة أو تكتسحها أيدي السفالة.

أيها المعلمون والمعلمات، لماذا لا تذكون في قلوبكم هم دعوة طلابكم وطالباتكن إلى الاستقامة، ألستم توجهونهم إلى ما فيه خيرهم؟

لماذا يأخذ التلقين المجرد كل أوقاتكم مع أنه الوسيلة لا الغاية؟!.. لماذا يخرج الطلاب والطالبات من فصولهم كما دخلوا إليها؟!.. لماذا لا نستغل هذا الصرح العلمي ليكون ميدانًا لتخريج النشء المستقيم على دينه؟!.. لماذا لا نوجه علمنا الذي نلقنه للأجيال أيًا كان ذلك العلم ليكون خادمًا لشرع الله؟!..

تساؤلات ينبغي أن نهتم بها وأن نعد الإجابة عليها قبل أن نعد كشوف الدرجات ودفاتر التحضير.

إن دعوة الطلاب تكون عبر أقوالنا وأفعالنا وابتسامتنا وتواضعنا وحُسن تعاملنا ولين قولنا وتغاضينا عن الأخطاء وشرح صدورنا لهمومهم.

إن إذكاء روح الإسلام في الطالب ومخاطبة وجدانه مع حسن التعامل معه كفيلان بأن يخرجا لنا جيلاً يعتمد عليه، فيا ليت معلمينا ومعلماتنا لهذا يدركون وبه يعملون.

يا معشر الطلاب، إنكم تقضون في المدرسة والجامعة ساعات هي زبدة أوقاتكم، فإذا لم تقوموا بالدعوة في هذا الميدان فأي ميدان ستكونون أكثر إنتاجًا فيه!!

مؤسف كل الأسف أن ترى بعض شبابنا يقضي مع زملائه سنين عددًا في مقاعد الدراسة لم يتلقوا منه كلمة نصح، أو توجيهًا لمعروف أو تغييرًا لمنكر، أو مساهمة في نشر الخير ودعوة الغير.

فيا أخي الطالب ساهم في نصرة دينك بدعوة زملائك بكلمتك بهديتك، برسالتك، بالقدوة في الصلاح والسلوك.

وإلى أختي المسلمة: يحز في النفس أن يرى المرء ذلك التمرد الأخلاقي الذي يعصف بنا من كل حدب وصوب ثم يجد من بعض صالحاتنا عزوفًا أو انشغالاً عن تلك المسؤولية العظيمة فيا سبحان الله لمن تتركن الميدان !!.

يا أختي المسلمة ألا يكتوي قلبك حين ترين تلك الوحوش الكاسرة التي كشرت عن أنيابها الفضائية ومخالبها الصحفية التغريبية وراحت تعبث بأخواتك وتنتهك عفتهن وكرامتهن ألا يتفطر فؤادك وأنت ترين مظاهر التفسخ وقلة الحياء تستشري في نسائنا.

أيطيب لك عيش وأنتي ترين الفتاة تلو الفتاة وقد رمت بحجابها وراحت تركض هنا وهناك ملبية نداء تلك الأبواق الخاسئة التي ملئت بكل ألوان الدهاء والفتنة.

كيف تقوى نفسك على القعود وأنت تملكين بفضل الله القدرة على تحصين أخواتك من حبائل المفسدين.

يا أيتها المسلمة: إما أن تتقدمي أنت وإلا فإن المفسدين لنا بالمرصاد وبقدر تقصيرك يكون إقدامهم ومن أيقنت بعظيم مسؤوليتها هانت عليها كل العقبات، ومن صدق الله صدقه الله.

أيها المسلمون: لا بد من الدعوة إلى الله وعلو الهمة فيها لانتشال الأمة من تيهها الذي تهيم فيه فالسواد الأعظم قد انحرف غير ما قصد كيد ولا إرادة سوء..

لا بد من الدعوة إلى الله لاستنقاذ الظباء الجفولة والعصاة الذين تخلفوا عن منازل الفضل..

لا بد من الدعوة إلى الله وإلا فسدت الأرض، وأسنت الحياة وتعفنت وذاقت البشرية الويلات من بعدها عن منهج الله، حينما يعيش الإنسان لدعوة الله يومها فقط سيذوق معنى السعادة.

يا مسلمون فلنستحِ من الله أن يوجد مسلمون تائهون في ظلمات الذنوب والعصيان ثم لا يجدون من يدعوهم إلى صراط مستقيم أو يهديهم إلى طريق قويم..

يا مسلمون فلنستحِ من الله أن يقدم على بلادنا كفارا يعدون كما أتوا دون أن يتلقوا دعوة إلى هذا الدين القويم بكلمة أو بكتاب أو حتى بمعاملة حسنة تحببهم بالدين وترغبهم فيه.

فلنستحِ من الله أن تظل مكاتب الدعوة ومراكز الجاليات تستجدي الدريهمات لتطبع كتابًا أو تدعو كافرًا أو تنظم عمرة في وقت تذهب أموالنا في تفاهات وسخافات وترفيه وعبث فأين من يدعون إلى الله بأموالهم؟!

إنه لا أحد أحسن قولا ممن يدعوا إلى الله بلسانه فساهموا بكلمة، بمحاضرة، بمداخلة، لا أحد أحسن عطاءً ممن يدعو إلى الله بماله فدعوا بالبذل لمكاتب الجاليات فلعل أمرًا مستديمًا يُخرِج إنسان من ظلمة الكفر إلى نور الإسلام.

من عز عليه الدعوة بقلمه ولسانه فليعلم أن هناك رجالاً يحملون هم هذا الدين، وإنقاذ التائهين وإسعاد الحائرين تجدهم في مركز دعوة أو مركز جاليات فهلا شاركتهم هذا الشرف بمالك وساهمت ولو بالقليل دعما لجهودهم وتذليلا لمصاعبهم وتخفيفا لمتاعبهم "فمن جهز غازيا فقد غزا".

إنه لا أحد أحسن حركة ممن يدعو إلى الله بيده، فادعوا إلى الله بكتابه رسالة، بتوزيع كتاب أو شريط، بدخول المنتديات النافعة والمشاركة فيها.

إنه لا أحد أحسن عقلا ممن يدعو إلى الله برأيه وفكره، فادعوا إلى الله بآرائكم، باقتراحاتكم، بأفكاركم، بشفاعتكم، بجاهكم "فمن جهز غازيا فقد غزا".

وبعد يا مسلمون: فهل يا ترى تتحرك الهمم لدعوة الغافلين وإرشاد التائهين هذا هو المؤمل منا جميعًا رجالاً ونساء صغارًا وكبارًا وإنا لمنتظرون، وإننا لمتفائلون.

اللهم صل وسلم على من بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده.