فقد كان الناس من قديم من عهد الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم كانوا يتورّعون عن الفتوى وينزوون عنها، ويحرص المرء إذا أفتى أن لا يسمع بفتواه إلا الواحد والاثنان؛ لأجل أنه تعظم التّبعة بعظم انتشار الفتوى؛ لأن المفتي مُوَقِّع عن رب العالمين؛ فهو ينقل حكم الله جل وعلا في المسألة التي أفتى فيها، إما بشرع مُنَزَّل، وإما باجتهاد له يقول إنه مطابق لقواعد وأصول الشرع المنزّل على نبينا صلى الله عليه وسلم.