الوهاب
كلمة (الوهاب) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) مشتق من الفعل...
العربية
المؤلف | أسامة بن عبدالله خياط |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك - الصيام |
ومن مزاياه أيضًا: أنه سدَّ ذرائعَ التعمُّق التي تذرَّع بها العربُ في الجاهلية وبعضُ من سبقَنا من الأمم، فشرعَ ما لم يأذَن به الله بالزيادة فيه نوعًا أو عددًا، ظنًّا منه بأنه قُربةٌ وزُلفَى إلى الله فأحدثَ وابتدَع، فسدَّ الشارعُ ذرائعَ التعمُّق، وردَّ ما أحدثَه المُتعمِّقون حين نهى عن صوم يوم الشك ويوم الفطر، وحين رغَّب رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ..
الحمد لله الكريم المنَّان، أحمده سبحانه واهِب النعم، كريم العطايا، قديم الإحسان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ اختصَّ بالمزايا هذا الشهرَ المُبارك رمضان، وأشهد أن سيدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله صاحبُ المناقب الجميلة والصفات الحِسان، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله-، واذكروا أنكم موقوفون عليه، مسؤولون بين يديه: (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [النحل: 111].
أيها المسلمون: لئن كان الصيامُ فريضةً كتبَها الله على أهل الإسلام كما كان فريضةً على الذين من قبلهم من الأمم، فإن للصيام في الإسلام من الخصائص والمزايا ما جعل منه تشريعًا إصلاحيًّا وتنظيمًا ربَّانيًّا رفيعًا، يبلغُ به العبدُ الغايةَ من رضوان الله، ويحظَى عنده بالحُسنى وزيادة، ويُحقِّقُ به التقوى التي هي خيرُ زاد السالكين، وأفضلُ عُدَّة السائرين إلى رب العالمين.
وإنها لخصائصُ ومزايا كثيرة، يأتي في الطليعة منها: أنه سببٌ لتحقيق العبودية لله رب العالمين؛ إذ لا إمساك ولا إفطار إلا على الصفة التي شرعَها الله ورسولُه -صلى الله عليه وسلم-، وفي الزمن الذي حدَّه؛ فإن الصائم عبدٌ لله لا تتحقَّق عبوديَّته إلا بعبادته سبحانه وحده بما شرع، فجِماعُ الدين أن لا يُعبَد إلا الله، وأن لا يُعبَد إلا بما شرعَ سبحانه، ولن يصِحَّ للصائم صيامٌ ولا عبادة إلا إذا وُزِنت بهذا الميزان التي تقوم كِفَّتاه على الإخلاص لله والمُتابعة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ولذا كان الصومُ كلُّه -كما قال بعضُ أهل العلم-: "كان الصومُ كلُّه خضوعًا للأمر الإلهي، فلا أكل ولا شُرب ولا مُتعة بما حُظِر على الصائم بعد تبيُّن الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر إلى غروب الشمس، مهما جمحَت النفس، وطغَت شهوةُ الطعام والشراب".
ولا إمساك عن الطعام والشراب وما حُذِر في النهار بعد غروب الشمس مهما جمحَت طبيعةُ الزهد والتنسُّك، فليس الحُكم للنفس والشهوة والعادة؛ لكن الحُكم لله وحده، وكلما كان الصائمُ مُتجرِّدًا عن هواه مُنقادًا لحُكم الله، مُستسلِمًا لقضائه وشرعه كان أصدقَ في العبودية وأطوعَ لله.
ومن مزايا الصيام في الإسلام -يا عباد الله- أيضًا: أنه عبادةٌ فرضَها الله على كل مُسلمٍ مُكلَّفٍ قادرٍ؛ فلم يقصُر وجوبَه على طبقةٍ دون طبقةٍ، ولا فئةٍ دون فئةٍ؛ كفئة النساء دون الرجال، كما هو الشأنُ في الأمم السابقة، وفي بعض الديانات القديمة؛ بل جعلَه واجبًا على كل من شهِد منهم هلالَ الشهر برؤيةٍ صحيحةٍ مُحقَّقة، مع استثناء أصحاب الأعذار من المرضى والمُسافرين والعاجزين عن الصيام لكِبَر سنٍّ ونحوه، (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة: 185].
ومن مزاياه أيضًا: أنه سدَّ ذرائعَ التعمُّق التي تذرَّع بها العربُ في الجاهلية وبعضُ من سبقَنا من الأمم، فشرعَ ما لم يأذَن به الله بالزيادة فيه نوعًا أو عددًا، ظنًّا منه بأنه قُربةٌ وزُلفَى إلى الله فأحدثَ وابتدَع، فسدَّ الشارعُ ذرائعَ التعمُّق، وردَّ ما أحدثَه المُتعمِّقون حين نهى عن صوم يوم الشك ويوم الفطر، وحين رغَّب رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- في تعجيل الفطر وتأخير السحور، وحثَّ عليه، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن سهل بن سعد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يزالُ الناسُ بخيرٍ ما عجَّلوا الفِطرَ".
وسدَّ ذرائعَ التعمُّق أيضًا حين نهى عن الوِصال -وهو استمرارُ الصائم في صومه فلا يُفطِر اليومين أو الأيام-، فجاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الوِصال...". الحديث. وفيه: أنهم لما أبَوا أن ينتهوا عن الوِصال واصَلَ بهم -صلى الله عليه وسلم- يومًا ثم يومًا، ثم رأوا الهلالَ فقال: "لو تأخَّر الهلال لزِدتُكم". كالمُنكِّل لهم، حين أبَوا أن ينتهوا.
غيرَ أنه -صلى الله عليه وسلم- جعل لمن أراد الوِصالَ حدًّا لا يجوز له تجاوُزه، وهو أن يُواصِلَ إلى السَّحَر، كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تُواصِلوا، فأيُّكم أراد أن يُواصِل فليُواصِل إلى السَّحَر".
وهو كما قال الإمام ابن القيِّم: "أعدلُ الوِصال وأسهله على الصائم، وهو في الحقيقة تأخُّر عشائه".
وسدَّ ذرائع التعمُّق أيضًا حين أباحَ للصائم ليلة الصيام الرَّفَث إلى النساء، والأكلَ والشربَ وجميع ما حُذِر عليه بالصيام: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) [البقرة: 187].
ومن مزايا الصيام في الإسلام -يا عباد الله- أيضًا: أنه ليس رمزًا للحِداد، أو شِعارًا للحُزن، أو مُذكِّرًا بالمصائب والرزايا، كما هو الحال في ديانات بعض الأمم السابقة؛ بل هو عبادةٌ وطاعةٌ وقُربَى، وسببُ تفاؤلٍ واستِبشار، وباعثُ فرحٍ وسرور، بفضل الله وبرحمته، وكريم جزائه، وحُسن ثوابه لمن صام إيمانًا واحتِسابًا، كما جاء في الحديث: "كل عمل ابنِ آدم يُضاعف الحسنةُ بعشر أمثالِها إلى سبعمائة ضِعف"، قال الله تعالى: "إلا الصومُ فإنه لي وأنا أجزِي به، يدَعُ شهوتَه وطعامَه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحةٌ عند فِطره، وفرحةٌ عند لقاء ربه...". الحديث. أخرجه البخاري في صحيحه.
وفي الصحيحين عن سهل بن سعدٍ -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن في الجنة بابًا يُقال له الريان، يدخلُ منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخلُ منه أحدٌ غيرُهم، فإذا دخلوا أُغلِق فلم يدخل منه أحد". أخرجه الشيخان في صحيحيهما، والنسائي، والترمذي، وزاد: "ومن دخلَه لم يظمَأ أبدًا".
وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- رفعَه: "من صام رمضان إيمانًا واحتِسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه".
ومن مزايا الصيام في الإسلام أيضًا: أن الإمساك ليس مُقتصِرًا عن الكفِّ عن الطعام والشراب والشهوة وسائر المُفطِّرات الحِسِّيَّة؛ بل جاء المنعُ أيضًا عن كل ما يُنافِي مقاصِدَ الصيام وغاياته، ويُضيِّع ثمراته، ويمحو آثارَه، ويُنقِصُ من أجره، كما جاء في الحديث: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخَب، وإن سابَّه أحدٌ أو قاتلَه فليقُل: إني صائمٌ". أخرجه الشيخان في صحيحيهما.
وفي الحديث أيضًا: "من لم يدَع قولَ الزُّور والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدَع طعامَه وشرابَه".
وفي حديث عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه أنه قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الصيامُ جُنَّةٌ من النار كجُنَّة أحدِكم من القتال...". الحديث. أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي، وابن ماجه في سننهما بإسنادٍ صحيحٍ.
وكل أولئك -يا عباد الله- مما جعلَه الله تعالى سِياجًا واقيًا من الأدب والتقوى يحُوطُ صيامَ العبد ويصُونُه من التلوُّث بأقذار المعاصِي، ويحفَظه من أوزارِ الذنوب.
ألا وإن تذكُّر الصائم هذه المزايا العظيمة الكريمة في الإسلام يجبُ أن يكون باعثًا على كمال الشكر لله تعالى المُنعِم بهذه النعمة بتمام الحِرص على حُسن أدائها، ورعايتها حقَّ رعايتها، وبالحذر من إضاعة فرصتها، وتفويتِ مغنَمها، والتفريط في جميل الموعود عليها.
نفعَني الله وإياكم بهديِ كتابه، وبسُنَّة نبيِّه -صلى الله عليه وسلم-، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنبٍ، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الكريم الرحيم، أحمده سبحانه حمدًا نرجو به الفضلَ السابغَ والخيرَ العميمَ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [آل عمران: 74]، وأشهد أن سيدنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله، خيرُ من صلَّى وصامَ وسار على نهجٍ قويم، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله: إن من مزايا الصيام في الإسلام: الجمعَ بين الإيجابية والسلبية، فكما أنه لا طعامَ ولا شرابَ ولا رفَث ولا فسوق ولا لغوَ ولا كذبَ ولا غيبةَ ولا نميمةَ زمنَ الصيام، فإن زمانه أيضًا زمنُ عبادةٍ ووقتُ طاعةٍ، وموسم تلاوةٍ وقيامٍ وذكرٍ، واستغفارٍ وتسبيحٍ، وصدقةٍ وصِلةٍ وبرٍّ وإحسانٍ ومُواساة.
وقد قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجودَ الناس، وكان أجود ما يكونُ في رمضان حين يلقاه جبريل فيُدارِسُه القرآن، فلرسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أجودُ بالخير من الريح المُرسَلة". أخرجه البخاري في صحيحه.
وأخرج الترمذي في جامعه، والنسائي وابن ماجه في سننهما، وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما بإسنادٍ صحيحٍ عن زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من فطَّر صائمًا كان له مثلُ أجره غيرَ أنه لا ينقُص من أجر الصائم شيءٌ".
إلى غير ذلك من أنواع البرِّ والإحسانِ إلى النفسِ وإلى الخلق، وهو إحسانٌ لا حدود له، حتى أصبح بهذا الإحسان أصبح هذا الشهر -كما قال بعض أهل العلم-: "ربيع الأبرار والمتقين، وعيد العُبَّاد والصالحين، تتجلَّى فيه عنايةُ هذه الأمة بإقامة أحكام دينها، وإخباتها إلى ربها، ورقَّة القلوب، والتنافُس في البرِّ، والمُواساة في أروع مظاهره مما لا تبلغُه ولا تبلغُ عُشر مِعشاره أمةٌ من الأمم، أو طائفةٌ من طوائف بني آدم".
فاتقوا الله -عباد الله-، واشكروا نعمة الله عليكم؛ إذ هداكم للإسلام، ومنَّ عليكم بفريضة الصيام، وخصَّها بمزايا لا نظيرَ لها عند غيرنا من الأنام، فأحسِنوا إن الله يحبُّ المُحسِنين، وأرُوا اللهَ من أنفسكم فيه خيرًا تكونوا عنده من الفائزين المُفلِحين.
وصلُّوا وسلِّموا على خاتم النبيين ورسول رب العالمين؛ فقد أُمرتُم بذلك في الكتاب المبين: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الآلِ والصحابةِ والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا خيرَ من تجاوزَ وعفا.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزةَ الدين، ودمِّر أعداء الدين، وسائرَ الطُّغاةِ والمُفسدين، وألِّف بين قلوب المسلمين، ووحِّد صفوفَهم، وأصلِح قادتَهم، واجمع كلمتَهم على الحق يا رب العالمين.
اللهم انصر دينكَ وكتابكَ وسنةَ نبيِّك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- وعبادكَ المؤمنين المُجاهِدين الصادقين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا، وهيِّئ له البِطانةَ الصالحةَ، ووفِّقه لما تُحبُّ وترضى يا سميعَ الدعاء، اللهم وفِّقه ووليَّ عهده وإخوانه إلى ما فيه خيرُ الإسلام والمُسلمين، وإلى ما فيه صلاحُ العباد والبلاد يا مَن إليه المرجِعُ يوم المعاد.
اللهم أحسِن عاقبتَنا في الأمور كلها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرنا، وأصلِح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ.
اللهم إنا نعوذُ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفُجاءة نقمتك، وجميعِ سخطك.
اللهم تقبَّل منا الصيامَ والقيامَ، الله اجعله صيامًا إيمانًا واحتسابًا، اللهم اجعلنا ممن يصومُ هذا الشهر إيمانًا واحتسابًا يا رب العالمين.
اللهم احفظ المسلمين في كل مكان، اللهم احفظ المسلمين في سوريا، اللهم كن لهم، اللهم كن لهم، اللهم ارحم ضعفَهم، واجبُر كسرَهم، وارحم موتاهم، واكتب لهم أجر الشهادة في سبيلك، اللهم اشفِ مرضاهم، واكسُ عارِيهم، وأطعِم جائِعَهم، وفُكَّ قيدَ أسراهم.
اللهم احفظ المسلمين في كل مكان، وانصرهم على عدوِّك وعدوِّهم يا رب العالمين.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].
وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.