البحث

عبارات مقترحة:

الوارث

كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من...

الجواد

كلمة (الجواد) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعال) وهو الكريم...

القاهر

كلمة (القاهر) في اللغة اسم فاعل من القهر، ومعناه الإجبار،...

الذين صبروا والفوز الكبير

العربية

المؤلف عبد الله بن عبد العزيز المبرد
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - كتاب الجهاد
عناصر الخطبة
  1. تحول الإسلام من الضعف إلى القوة بالفتح .
  2. بيان عظم من يضحي بنفسه وماله قبل العزة والتمكين .
  3. بلوغ الدين ما بلغ الليل والنهار .
  4. النصر لا يأتي إلا بعد ابتلاء وتمحيص .
  5. تكالب الأعداء –مع تنوعهم- على المجاهدين .
  6. التعجب من جعل المجاهدين منبوذين .
  7. خذلان بعض الحكومات للمظلومين .
  8. تمييز الله للناس بهذه الشدائد.
  9. هتوف العالم الإسلامي بالجهاد .
  10. إبعاد أساطين الرياضة الشباب عن هموم الأمة .
اهداف الخطبة
  1. تذكير المسلمين بعظم أجر من وقف وقت الشدائد
  2. ترغيب الناس بنصرة المستضعفين
  3. تبشير الناس بقرب نصر الله
  4. تنفير الناس من القدح في المجاهدين
  5. تنبيه الأمة بتمحيص الله لها بالشدائد
  6. إقناع المسلمين بأنه لا حل لأزمة غزة إلا الجهاد
  7. تحذير الناس من التغافل عن أزمة غزة

اقتباس

تولى أبو لهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو جهل وأمية بن خلف - سكان الحرم، وحرموا أنفسهم نصرة الدين واتباعه، وكانوا يظنون أنهم بإعراضهم سيغيرون مجرى التاريخ، وأن كفة الإسلام بدونهم خفيفة طائشة، والمجموعة المؤمنة ستظل في حاجتهم .. تولوا وأعرضوا فنصر الله الإسلام بسلمان من أرض فارس، وبلال من الحبشة، وصهيب من بلاد الروم، تولت مكة وقريشها وأعرضت الطائف وثقيفها، فأبدلها الله بالمدينة وأنصارها

الحمد لله جل ثناؤه وتباركت أسماؤه، الحمد لله توالت على عباده أفضاله وآلاؤه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله؛ جاهد في الله حق جهاده، وصبر وصابر وطاول أعداءه، وكايدهم حتى جاء نصر الله وفتحه.. فصلى الله عليه وعلى آله وصحابته وتابعيهم ومن تبعهم ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.

عباد الله أوصيكم ونفسي بالتقوى؛ فإنها زادكم في دنياكم وذخركم إلى أخراكم، هي خير ما أسررتم وأجمل ما أعلنتم، تطيب معها حياتكم الأولى والآخرة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[102سورة آل عمران].
 

أيها المؤمنون : هلموا نتلوا آية في كتاب الله عز وجل تبين منازل الناس أمام منعطفات التاريخ، وتجلي تفاوت المواقف المتشابهة في الأجر والمنزلة عند الله، وتظهر لك فضل الصدق والصبر والثبات والمسارعة إلى نصر الدين والذود عن قضاياه قال تعالى: (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [10 سورة الحديد].

 
الفتح هو فتح مكة أو صلح الحديبية، وكلاهما من بعض قريب.
 

هذا الفتح كان المنعطف التاريخي الذي تغيرت فيه موازين القوى بين أمة الإسلام وخصومها، كان هذا الفتح هو نقطة التحول بين عهد القلة والذلة والاستضعاف لأهل الإسلام وبين عهد القوة والسيادة والغلبة والعزة والتمكين في الأرض ..
 

قبل الفتح كان الداخل في الإسلام يضحي بطارفه وتليده ويعلم أنه بانضمامه إلى تلك الأمة المستضعفة سيلقى الشدائد والكروب، وسيشاركها في ضيقها وضنكها وعيشها الشديد، ولكن لصدق إيمانه يُقبل على ذلك، ويلقى ما يلقاه من الإيذاء الواقع على تلك الأمة الناشئة، أما بعد الفتح فكانت السيادة والمنعة والملك لأمة الإسلام فكان الداخل في الإسلام بعد الفتح يتفيئ مع هذه الأمة العزيزة ظلال عزها وينعم بقوتها ومنعتها والمدحة السائرة لها في الأرض.
 

ولذلك كان هذا الفارق جلياً واضحاً بين داخلٍ للإسلام، باذلٍ له ماله ودمه قبل الفتح ...، وبين لاحقٍ بالمسلمين بعد الفتح ...، يقول ابن كثير رحمه الله تعالى (( ذلك أن قبل فتح مكة كان الحال شديداً فلم يكن يؤمن حينئذٍ إلا الصديقون وأما بعد الفتح فإنه ظهر الإسلام ظهوراً عظيماً ودخل الناس في دين الله أفواجاً ولهذا قال ( أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ) [10 سورة الحديد] .

أجل أيها المؤمنون : إنها الحقيقة الكبرى التي يكررها القرآن، ويرددها التاريخ، ويشهد بها الواقع؛ والنصر والعز والتمكين للإسلام وأهله، يبلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار، ولا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل ..
 

العز لهذه الأمة بشرها رسولها صلى الله عليه وسلم بالتمكين والسناء والدين، ولكن الله يمتحن الناس ويبتلي ما في صدورهم، فتمر الأمة بحالات من الاستضعاف، ويتكاثر عليها الأعداء، ويتناوشها المنافقون والمرجفون، حتى المفاهيم والحقائق تتعرض للتشويه والطمس والتحريف؛ فالمجاهدون إرهابيون مجرمون، والتمسك بالدين انحباس ورجعية، والولاء تعصب مذموم، والبراء عداء للآخر وتنكر للإنسانية، والحشمة والعفاف والطهر تخلف، والاستسلام الذليل اعتدال ووسطية، والعمالة للعدو تعاون مع المجتمع الدولي ...، إلى آخر المغالطات التي تحصر الصادقين المجاهدين الباذلين أرواحهم وأموالهم في دائرة الاتهام والازدراء..
 

وفي تطبيق جائر لهذه المغالطات المتراكمة يصبح المدافعون عن أوطانهم ودينهم وأعراضهم، الذين يقاومون العدو ويجاهدونه ويرابطون على ثغور الأمة - يصبحون ثلة منبوذة يتهجم عليها إعلام الأصدقاء قبل الأعداء، ويسخر منها الأقربون قبل الأبعدين، أما من ينصرُهم ويدافع عن قضيتهم فإنه يناله ما ينالهم من التهمة والظنة!
 

ولإدراك هذه الحقيقة ترون جيوش الأعداء تجوس خلال ديار الإسلام، وتنتهك محرماتها، وتنهب ثروتها، وتسفك دماءها ..، ومع ذلك هل ترون من يقاومها ويجاهدها ؟ وإذا قام أحد لجهادها وباع نفسه لصدها هل ترون له نصيراً أو مادحاً ... ؟؟ هل ترون الآن -على كثرة اعتداءات العدو- هل ترون عصبة تجاهده مرضيٌ عنها، وتقف الأمةُ معها بأموالها وإعلامها، أو على الأقل تسكت عن ذمها ومطاردتها ...،
 

الله أكبر إنه عهد الاستضعاف الذي عاشته الأمة قبل الفتح .
 

وإن الفتح لآت ...  آت بعز عزيز أو ذل ذليل،  صبحه سينفلق عما قريب؛ لأن الله كتب العزة له ولرسوله وللمؤمنين ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [المنافقون:8]، والغلبة له وحده ولرسله (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [المجادلة:21] كلمة سبقت من الله لن يردها كافر متجبر ولا منافق متستر (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ*إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ*وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) [173 سورة الصافات].
 

ولكن مراحل الضعف، وقسوة العدو، وسيطرة الإعلام الفاسد، والسياسات المخذولة، وكبت الحقائق، ومطاردة الصادقين - إنما هي سحائب صيف يمتحن الله بها قلوب الناس؛ فيهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة، يميز الله بها الخبثين من الطيبين، يفصل الله بها القلوب المترعة بالإيمان من القلوب المريضة المعلولة والنفوس المدخولة؛ ليرى الله -عز وجل- من ينصر دينه ويعز كلمته، ومن يؤيد دعوته صابراً على ما يناله من همز ولمز وتهم وسخرية، أمّن يخذل الحق وأهله ويدس رأسه في غمار المؤثرين للدنيا؛ إبقاءً على دنياه، وخوفاً على مصالحه..
 

ألا إن الحق سينصره الحق -تبارك وعز- فإن أراد الله بنا خيراً جعل نصره على أيدينا وبدمائنا وأموالنا وألستنا وأقلامنا، وإن أراد بنا غير ذلك نصره بغيرنا (إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [39  سورة التوبة].  (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)    [38  سورة محمد].
 

تولى أبو لهب عم الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو جهل وأمية بن خلف - سكان الحرم، وحرموا أنفسهم نصرة الدين واتباعه، وكانوا يظنون أنهم بإعراضهم سيغيرون مجرى التاريخ، وأن كفة الإسلام بدونهم خفيفة طائشة، والمجموعة المؤمنة ستظل في حاجتهم .. تولوا وأعرضوا فنصر الله الإسلام بسلمان من أرض فارس، وبلال من الحبشة، وصهيب من بلاد الروم، تولت مكة وقريشها وأعرضت الطائف وثقيفها، فأبدلها الله بالمدينة وأنصارها ..

الدين منصور ظاهر، والصبح آت منبلج، وستتغير الموازين، وسيحق الله الحق ويبطل الباطل، وسيعود الجهاد وأهله إلى المكانة الرفيعة التي جعلها القرآن لهم، وسيسقط الدجل والتهويش والتشويش، ولكن الأجر العظيم والفضل الكبير والشرف الرفيع سيحوزه الذين صبروا وقت الشدة والانكسار، الذين ثبتوا زمن التهم والكذب والتزوير؛ فالذي ينفق ويقاتل والعقيدة الصحيحة مطاردة والأنصار قلة وليس في الأفق منفعة ولا سلطان ولا جاه ولا رخاء - غير الذي سينفق بعد الفتح والنصر بعد أن تأمن العقيدة ويمتدح المجاهد ويكثر الأنصار..
 

الذي يبذل عرضه وماله ودمه لنصرة الدين ومع ذلك لا يناله إلا الذم والتخويف ليس كمن سيبذل بعد أن يكون النصر ظاهر أو قريب والباذل مكرم محمود..
 

الذي يبذل وليس في الأفق بريق للغلبة ليس كمن يبذل فيما بعد، لا يستوون ....؛ لأن الأول متعلق بالله وحده، متجرد تجرداً كاملاً لا شبهة فيه، عميق الإيمان بوعد الله ووعيده؛ لأنه كان يمضي لربه ونصرة دينه، والأرض كلها متنكرة له تخوفه، والطريق كانت موحشة بقلة السالكين، ومع ذلك صبر لنصرة دينه وربما مات قبل أن يرى مبشرات الغلبة، أو أن ينال شيئاً من مكاسب النصر؛ كما مات حمزة بن عبدالمطلب، ومصعب بن عمير رضي الله عنهما ...، أولئك -ولا شك- غير الذين يلحقون فيما بعد إذا ظهرت المكاسب، وانكسرت شوكة الباطل، وارتفعت الفتنة وعمت النعمة، عن أنس قال: كان بين خالد بن الوليد وبين عبدالرحمن بن عوف كلام فقال لعبد الرحمن: أتستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها، فبلغنا أن ذلك ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : " دعوا لي أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد أو مثل الجبال ذهباً ما بلغتم أعمالهم ".
 

أجل فأهل العقبة الذين ضربوا بأكفهم على كفه صلى الله عليه وسلم على نصرته وبذل الأرواح والأموال، وأهل بدر الذين خرجوا ليس معهم غير ثلاثة خيول، وأصحاب بيعة الشجرة الذين بايعوه على الموت - ليس أولئك كالأمواج التي لحقت بالدعوة بعد الفتح .
 

واليوم أيها المؤمنون : الحق مطارد، وشرعة الجهاد مهضومة، والعدو ظاهر، والصادق متهم، والأمين مخوف ...
 

فطوبى لمن انتصر لدينه ودعوته.. طوبى لمن قدم لدينه في الزمن الصعب والفترة الشديدة، وإلا فإن النصر قريب، فأنتم ترون كيف انكسرت إسرائيل أمام عصبة عزلاء معزولة ..!!
 

كيف خرجت يهود من أرضهم لم تُسَكِّن سلاحهم، ولم تزحزحهم عن مواقعهم قيد أنملة ..، قد زعمت أنها لن تخرج إلا بعد إخراجهم، ولن تسكت نيرانها إلا بعد إسكات صواريخهم ؟؟
 

أنتم ترون كيف هتف العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه للجهاد وأهله، وكان قبل أيام محرم عليه أن يفوه بكلمة تؤيد الجهاد ..، أرأيتم كيف يزهق الباطل وكيف يدمغه الحق؛ فسرعان ما يسقط الزور، وينكشف الخداع.
 

وفي ذات الأيام التي يجر الجيش الإسرائيلي خطاه الذليلة ويولي الأدبار في ذات الأيام وذات اللحظات تنهزم القوات الصليبية في الصومال وتولي أدبارها؛ ليخلفها على الأرض أهل الجهاد وأنصار الحق؛ فالله أكبر ما أسرع استدارة التاريخ .
 

وصدق الحق وقوله الحق: ( وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ* وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ*أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) [142  سورة آل عمران].
 

 
الخطبة الثانية

واعلموا أن شهر المحرم هذا الذي نعيش آخر أيامه قد شهد تحولاً كبيراً في تاريخ بيت المقدس، وقد أشارت الخطب الماضية إلى الآثار الذي سيتركها هذا النصر على مشاعر المسلمين ومفاهيمهم والقضية بأسرها ..، فقد عرفت الأمة بهذا النصر المبين أن لا أمل لها في قدسها ولا أقصاها إلا عن طريق الجهاد ورجاله، وأن إسرائيل ومن وراءها ما هي إلا أشباح جوفاء ظلت تخوف الأمة عقوداً من الزمن، وتنسج في خيالها صوراً مروعة من قوتها العسكرية وقوتها الاستخباراتية ..، فإنها أعجز ما تكون أمام ثلة من المقاتلين الذين أنهكهم الجوع والحصار وأوهنهم الخذلان والنفاق ..، ومع ذلك صمدوا فكان الفتح وكان الذل والصغار على عدوهم، وكشفت هذه الأيام عن الخيانات الكبرى التي لا يحمل أهلها للقدس وقضيته أية أهمية ولا صدق ولا نية للنصرة ..، وإلا ما ظنكم بأنه يذبح أهلها ونساؤها وأطفالها، ويضربون بالفسفور الأبيض فتذوب أجسادهم وتسيل مهجهم ..، وأساطين الرياضة يجرجرون شباب الأمة في المدرجات والشوارع يتابعون أخبار المنتخبات ..، أنأسى على قتلانا في غزة وهم شهداء عند ربهم نحسبهم كذلك ..، أم نحزن على قتلانا على المدرجات الذين فقدتهم أمتهم بلا حرب ولا ضرب ولا شهادة ..؟! أي خيانة أعظم من تدجين حماة الأمة وحراسها، وتهميش وتسطيح شبيبتها الذين هم عدتها وعتادها في شدتها ورخائها ..؟!

فطوبى لمن يسهم في رد الأمة إلى سبيلها، ومن ينصرها وقت حاجتها للنصر رغم الخيانات ورغم المؤامرات ورغم القلة والذلة..
 

لقد رأيتم كيف تنتصر الأمة إذا قادها من يظنون أنهم ملاقو الله ( قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) [249 سورة البقرة].