البحث

عبارات مقترحة:

الولي

كلمة (الولي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (وَلِيَ)،...

الغفار

كلمة (غفّار) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (غَفَرَ يغْفِرُ)،...

البصير

(البصير): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على إثباتِ صفة...

قصة آدم

العربية

المؤلف مسفر بن سعيد بن محمد الزهراني
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التاريخ وتقويم البلدان
عناصر الخطبة
  1. إبلاغ الملائكة بخلق آدم وذريته في الأرض .
  2. خلق آدم من طين وأمر الملائكة بالسجود إليه .
  3. رفض إبليس السجود لآدم عليه السلام .
  4. طرد إبليس من الجنة .
  5. إغواء إبليس لآدم وزوجه وإخراجهما من الجنة .
  6. قصة ابني آدم عليه السلام .

اقتباس

ثم شاءت إرادته سبحانه واقتضت حكمته أن يخلق آدم وذريته ليسكنوا الأرض ويعمروها، فأنبأ ملائكته بأنه سينشئ خلقًا آخر، يسعون في الأرض ويمشون في مناكبها، وينتشر نسلهم في أرجائها، فيأكلون من نبتها، ويستخرجون الخيرات من باطنها، ويخلف بعضهم بعضًا. والملائكة خلق الله، اصطفاهم ..

الحمد لله الذي خلق آدم من تراب، ثم قال له: كن، فيكون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. 

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- وأطيعوه واشكروه واحمدوه أن جعلكم من المسلمين، اسألوا الله أن نكون جميعًا من عباده المخلصين من ذرية آدم -عليه السلام- الذين لا تجتالهم الشياطين، قال الله تعالى: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت 9: 12]

تعرفنا كيف خلق الله سبحانه السماوات والأرض ثم شاءت إرادته سبحانه واقتضت حكمته أن يخلق آدم وذريته ليسكنوا الأرض ويعمروها، فأنبأ ملائكته بأنه سينشئ خلقًا آخر، يسعون في الأرض ويمشون في مناكبها، وينتشر نسلهم في أرجائها، فيأكلون من نبتها، ويستخرجون الخيرات من باطنها، ويخلف بعضهم بعضًا.

والملائكة خلق الله، اصطفاهم لعبادته، وأسبغ عليهم نعمته، وحباهم بفضله، ووفقهم إلى رضاه وهداهم إلى طاعته، فكبر عليهم أن يخلق الله غيرهم، وخافوا أن يكون ذلك لتقصير وقع منهم أو لمخالفة كانت من أحدهم، فأسرعوا إلى تبرئة أنفسهم وقالوا: كيف تخلق غيرنا ونحن دائبون على التسبيح بحمدك ونقدس اسمك؟! على أن هؤلاء الذين تستخلفهم في الأرض لابد أن يختلفوا على ما فيها من منافع، ويتجاذبوا ما بها من خيرات فيفسدوا فيها، ويسفكوا الدماء غزيرة، ويزهقوا الأرواح طاهرة بريئة، قالوا ذلك رغبة فيما يزيل شبهتهم وينزع الوساوس من صدورهم، وامتد رجاؤهم إلى الله أن يستخلفهم في الأرض لأنهم أسبق إلى رعاية نعمته وأولى بمعرفة حقه، ولم يكن سؤالهم ذلك إنكارًا لفعله ولا شكًّا في حكمته ولا تنقصًا لخليفته أو ذريته؛ لأنهم أولياؤه المقربون وعباده المكرمون، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، فأجابهم الله بما اطمأنت له قلوبهم وثلجت به صدورهم فقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ[البقرة:30] ، فسأخلق أشياء وأستخلف من أريد، وسترون بعدُ ما خفي عليكم واستتر عنكم.

خلق الله آدم من طين، من حمأ مسنون، الطين الأسود المصور، ثم نفخ فيه من روحه، فسرت فيه نسمة الحياة وصار بشرًا سويًّا.

ثم أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم، فاستجابوا لربهم خاضعين، وأقبلوا على آدم معظمين، وعفروا جباهم ساجدين، إلا إبليس فقد خالف أمر ربه وانحاز لمعصيته وأبى واستكبر وكان من الكافرين؛ سأل الله -جل في علاه- إبليس عن سبب امتناعه واستنبأه حكمة تخلفه -وهو بذلك أعلم- فقال: (مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ) [ص:75]، فزعم أنه خير من آدم عنصرًا وأزكى منه جوهرًا، وظن أن لا أحد يباريه في علو قدره، ولا يستشرف إلى سمو مكانته، فردَّ بقوله: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ[ص:76]، جهر إبليس بالعصيان واستكبر عن أمر ربه، فجازاه الله على عصيانه قائلاً له: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ) [ص:77 :78]

فسأل إبليس ربه أن يمهله إلى يوم الدين -أي إلى يوم القيامة-، وأن يمد له في الحياة حتى يوم يبعثون، فأجاب الله سؤاله وقال له: (قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) [ص:80 :81] .

ولما استجيب سؤاله لم يشكر الله على فضله، بل قابل نعمته بالكفران، وفضله بالجحود والنكران وقال: (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ[الأعراف:16]، أي مترصدًا لهم، جاهدًا في إضلالهم، (ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ[الأعراف:17] .

فطرد الله -جل في علاه- إبليس من الجنة، ومد في أجله وقال له: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا[الإسراء:64]، أي وعدهم الوعود الكاذبة ومنّهم الأماني البعيدة، فلن أخلي بينك وبين من صحّت عقيدته وقويت عزيمته من عبادي المخلصين، ولن أجعل لك عليهم سلطانًا، فقلوبهم عنك منصرفة، وآذانهم لقولك غير مصغية، أما من أغويته وفتنته فحسابك عليه عسير، وجزاؤك على اقترافه عظيم، ولأملان جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين.

وقد آتى الله سبحانه آدم من علمه، وأفاض عليه من نوره، وعلّمه أسماء الكائنات، قال تعالى: (وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) [البقرة:31 : 33]  ثم بدأ إبليس في إغواء آدم وزوجه، فأخرجهما من الجنة، وناداهما ربهما: (أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ[الأعراف:22] ، فأنابا إلى الله وندما على فعلتهما، و(قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) [الأعراف:23: 24]، تاب الله عليهم وغفر لهما زلتهما، فأثلج ذلك صدريهما، وقرت به أعينهما، وانبثق الأمل في نفسيهما، بالبقاء في الجنة والتمتع بنعيمها، وقد علم الله ما جال بخاطرهما ووقف على ما تطلعت له نفسيهما، فأمرهما بالهبوط منها، وأنبأهما أن العداوة بينهما وبين إبليس ستظل قائمة إلى يوم القيامة، ليحذرا فتنته ولا يصغيا إلى إغوائه، فقال تعالى: (قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى[طه:123] .

فجعل الله -عز وجل- لآدم وزوجه أمدًا في الحياة وأملاً يسعيان إليه، وأخبرهما أنه قد انتهى طور النعيم الخالص والراحة التامة، وأنه بعد خروجهما من الجنة، وحرمانهما نعيمها، قد دخلا في طور لهما فيه طريقان: هدى أو ضلال، إيمان أو كفر، فلاح أو خسران، فمن اتبع هدى الله الذي شرعه، وسلك الصراط المستقيم الذي حدده، فلا خوف عليه من وسوسة الشيطان وإغوائه، ومن أعرض عن ذكر الله، وحاد عن سبيله، فستكون عيشته ضنكًا -أي الضيق في كل شيء-، وسيكون من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.

عباد الله: لقد ورد ذكر قصة آدم في القرآن خمسًا وعشرين مرة في سورة البقرة، في الآيات من الآية 30 إلى 39، وفي سورة آل عمران في الآية 33 والآية 59، وقصة ابنيه في سورة المائدة من الآية 27 إلى الآية 31، وفي سورة الأعراف من الآية 11 إلى الآية 28، وفي سورة الحجر في الآيات من 26 إلى 44، وفي الآية 50 من سورة الكهف، وفي الآية 58 من سورة مريم، وفي الآيات من 115 إلى الآية 127 من سورة طه، وفي الآية 60 من سورة يس، وفي الآيات من 70 إلى 85 من سورة ص... وغيرها من السور.

أسأل الله أن نكون ممن يتعظ ويقرأ ويفهم كتاب الله فيما يخص آدم -عليه السلام- أو غيره، وأن ينفعنا بهدي كتابه الكريم وسنة خاتم المرسلين، أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي قصّ علينا القصص في كتابه الكريم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فاتقوا الله -عباد الله- الذي يتقبل عمل المتقين.

عباد الله: في سورة المائدة قصّ الله -عز وجل- قصة ابني آدم، فقد وضعت حواء زوج آدم توأمين، قابيل وأخته، وهابيل وأخته، وشب الإخوة في رعاية الأبوين، وكان قابيل من زراع الأرض، وكان أخوه من رعاة الغنم، عاشا مع بعضهما في سلام وأمان في أسرة سعيدة طاهرة، فلما كبر رغب كل منهما أن تكون له زوجة ليسكن إليها ويطمئن بصحبتها، فأوحى الله تعالى إلى آدم أبي البشر، أن يزوج كل فتى من فتييه بتوأم أخيه، إلا أن قابيل ثار ولم ينزل على إرادة أبيه؛ لأن نصيبه أقل جمالاً من نصيب أخيه، ولم يرضَ بالقسمة، وود لو تكون توأمته من نصيبه دون أخيه.

كان الجمال سببًا للشقاق بين الأخوين، فجمح أحدهما عن طاعة أبيه وما حكم به، فهبت ريح عاصفة، فهدى الله آدم إلى مخرج يسد به مهب الريح، فطلب إليهما أن يقرب كل منهما قربانًا إلى الله، فأيهما تقبل منه قربانه كان أحق بما اشتهى وما أراد، فقدّم هابيل جملاً من أنعامه، وقدّم قابيل قمحًا من زراعته، وكان هابيل موفور الحظ موفق الخطوات، فتقبل قربانه ولم يتقبل قربان أخيه لأنه لم ينزل على حكم أبيه، ولم يخلص النية في قربانه، بعد ذلك سقط في يد قابيل إذ انطفأ أمله وراح ضحية الأثرة والحقد والحسد، فتوعد أخاه بالقتل، وكان هابيل رجلاً رزقه الله بسطة في العلم والجسم من الذين حملوا الأمانة فصانوها، ووُهِبوا الحكمة فأجلوها، ويؤثر رضا الله ويتعشق طاعة الأبوين، ويرضى بقسمة ربه، ويرى أن الحياة متاع زائل، وكان شديد الإشفاق على أخيه، دائب النصح له، وكان يرى في نفسه قوة من قوة الله، فما يضيره تهديد قابيل وهو غير مفتون ذي أثرة أو ذي عصيان، فهو يخاف الله، بل أخذ ينصح أخاه لعله يرجع عن غيه وحقده، وإن أبى إلا أن ينفذ تهديده فليتحمل وحده الإثم، فيكون من أصحاب النار، وذلك جزاء الظالمين، ثم قتل قابيل أخاه هابيل، ووقع هابيل فريسة الحمق والجهالة والحسد، فكان هابيل أول من قتل على ظهر الأرض، وما عرف قابيل كيف يواري جثة أخيه -أي يسترها ويدفنها-، فحمله في جوال على ظهره، وظل مضطربًا حائرًا، قلق النفس ملتاع الفؤاد، كيف لا وقد غدت نفسه ميدانًا تختصم فيه الحفيظة والعاطفة معذبًا موسد الهم والحزن والعار، ولم يدرِ كيف السبيل، هنا تهبط رحمة الله رعايةً لحق تلك الجثة الطاهرة ونظام الخليقة، وإبقاءً لكرامة آدم وولديه، فبعث الله غرابين فاقتتلا، حتى قتل أحدهما الآخر، ثم حفر له بمنقاره، ووارى جثته تحت التراب، هنا استشعر قابيل الندم والحسرة، كل ذلك في الآيات من 27 إلى 31 من سورة المائدة، أرجو من الله أن نكون من المعتبرين المتعظين بهذه القصة، وبكل قصص القرآن الكريم.

عباد الله: لم نذكر عن قصة آدم -عليه السلام- وزوجته حواء وابنيه هابيل وقابيل إلا أقل القليل، وباختصار كبير، وذلك لأن هذه خطبة جمعة، ونرى أننا قد أطلنا ونأمل من كل مسلم أن يقرأها ويتدبر معانيها ويتعظ بها وبغيرها من قصص القرآن الكريم، أسأل الله أن يوفقنا وإياكم لذلك ولما يحب ويرضى.

وصلوا -عباد الله- على خاتم رسل الله، الذي أنزل عليه القرآن الكريم وما فيه من القصص والأحكام والعظات والعبر، نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.