العفو
كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...
العربية
المؤلف | هلال الهاجري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التاريخ وتقويم البلدان - الصلاة |
قد يكونُ لاحظَ بعضُكم كيفَ ذكرَ أهلُ التاريخِ في أثناءِ المعركةِ، أن المسلمينَ لم يُصلُّوا الفجرَ في ذلك اليومِ إلا بعدَ طلوعِ الشمسِ، أي بعد خروجِ وقتِها، وذلك لأنَ أبا موسى الأشعري -رضي الله عنه- كانَ يقولُ بعدَ موقعةِ "تُسْتَر": "والله لقد ضُيِّعَتْ علينا صلاةُ الصبحِ، لصلاةُ الصبحِ عندي خيرٌ من ألفِ فتحٍ". وكانَ أنسُ بن مالكٍ -رضي الله عنه- إذا تذّكرَ فتحَ "تُستر" حَزُنَ حُزْناً عظيماً، فهل ذلك بسببِ مقتلِ أخيه البراءِ بن مالكٍ -رضي الله عنه- أم لماذا؟...
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ القويِ العزيزِ، ناصرِ المستضعفينَ، وكاسرِ الجبابرةِ المستكبرينَ، نحمدُه حمدَ الشاكرينَ، ونسألُه من فضلِه العظيمِ، فلا قوةَ إلا به سبحانه، ولا عِزَّ إلا في دينِه، ولا نصرَ إلا باتباعِ شريعتِه.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنّ محمداً عبدُه ورسولُه، قامَ في الناسِ في إحدى مغازيه، فقالَ: "أَيُّهَا الناس: لا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ، فإذا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ".
صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه إلى يومِ الدينِ.
أما بعد:
بعدَ هزائمِ الفُرسِ المتكررةِ من المسلمينَ، فَرَّ "الهُرمُزانُ" قائدُ الفُرسِ بجيوشِه حتى تَحَصَّنَ في مدينةَ "تُسْتَرَ" وما أدراكَ ما "تُسْتَرَ"؟
كانتْ من أعظمِ الحُصونِ الفارسيةِ على الإطلاقِ، بُنيَّتْ في منطقةٍ عاليةٍ، وحَولُها سورٌ ضخمٍ عَالٍ، وعلى السورِ أبراجٌ عاليةٌ، وحولُ السورِ خَندقٌ عظيمٌ مملوءٌ بالماءِ.
ومن رأى صُوَرَ مدينةَ: "تُسْتَرَ" رأى مدينةً تجري من تحتِها الأنهارُ، وبداخلِ المدينةِ الزروعُ والطعامُ؛ لذلك كانت لديهم قدرةٌ كبيرةٌ على الصبرِ على حصارِ المُسلمينَ.
بدأَ المسلمونَ في حصارِ الفرسِ، وكانَ من أشدِ حصاراتِ المسلمينَ، وكانَ الفرسُ يرمونَ المسلمينَ بالسهامِ من فوقِ الأبراجِ، ولا تصلُ سهامُ المسلمينَ إلى أعلى البرجِ!.
عانى فيها الجيشُ الإسلاميُ من البردِ والجوعِ و القتالِ المستمرِ مع الفرسِ ثمانيةَ عشرةَ شهراً!.
تذكّرَ المسلمونَ بعدَ أن ضاقَ الأمرُ عليهم أن معهم رجلاً قالَ عنه النبيُ -صلى الله عليه وسلم-: "كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ أي ذي ثوبينِ قديمينِ- لاَ يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مَالِكٍ".
فذهبَ المسلمونَ إلى البراءِ بنِ مالكٍ -رضي الله عنه- قائلينَ له: "يا براءُ، ألا تَرى ما نحنُ فيه؟ أَقْسِمْ على ربِك، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ لَنَا، وَاسْتَشْهِدْنِي".
في ذلك الأثناءِ طلبَ رجلٌ من أهلِ البلدِ الأمانَ من أبي موسى فأمَّنَه، فدلَّ المسلمين على مكانٍ يدخلون منه إلى البلدِ، وهو من مدخلِ الماءِ إليها، فندبَ الأمراءُ الناسَ إلى ذلك، فانتدبَ رجالٌ من الشُجعانِ والأبطالِ، وجاءوا فدخلوا مع الماءِ كالبَطِّ إلى البلدِ، وذلك في الليلِ، وجاءوا إلى البوابينَ فقتلوهم وفتحوا الأبوابَ، وكبَّرَ المسلمون فدخلوا البلدَ، وذلك في وقتِ الفجرِ إلى أن -تعالى- النهارُ، ولم يُصلُّوا الصبحَ يومئذٍ إلا بعدَ طلوعِ الشمسِ.
التقى المسلمون مع الفرسِ في معركةٍ من أعنفِ المعاركِ في الفتوحاتِ الفارسيةِ، ثلاثونَ ألفَ رجلٍ من المسلمينَ ضدَ مائةٍ وخمسينَ ألفَ رجلٍ من الفرسِ في أرضٍ مفتوحةٍ، وكان قتالاً رهيباً.
التقى "الهرمزانُ" في هذه المعركةِ العنيفةِ، وكانَ من أبرعِ القادةِ الفارسيينَ مع البراءِ بنِ مالكٍ فتقاتلا بعنفٍ، إلا أن اللهَ -تعالى- أَبى إلا أن ينالَ البراءُ الشهادةَ كما تمنى في دعائه على يدِ "الهرمزانِ".
أما الجيشُ الفارسيُ فما بينَ قتيلٍ أو جريحٍ أو أسيرٍ أو هاربٍ، وبعد أن فُتحتْ البلدُ لجأَ "الهرمزانُ" إلى القلعةِ فتبِعَه جماعةٌ من الأبطالِ، فلما حصروه في مكانٍ من القلعةِ ولم يبقَ إلا تِلافَه أو تِلافَهم، قالَ لهم بعدما قتلَ البراءَ بنَ مالكٍ، ومجزأةَ بنَ ثورٍ -رحمهما الله-: "إن معي جعبةً فيها مائةُ سهمٍ، وإنه لا يتقدمُ إليَّ أحدٌ منكم إلا رميتُه بسهمٍ فقتلتُه، ولا يسقطُ لي سهمٌ إلا في رجلٍ منكم، فماذا ينفعُكم إن أسرتموني بعد ما قتلتُ منكم مائةَ رجلٍ؟ قالوا: فماذا تريدُ؟ قال: تُؤَمِنوني، حتى أسلمَكم يَدي، فتذهبوا بي إلى عمرَ بنِ الخطابِ، فيحكمَ فيَّ كما يشاءُ".
وبعد أن تناقشَ المسلمون قَبِلَ أبو سبرةَ بنُ أبي رُهْمٍ عَرْضَ "الهرمزانِ" فألقى "الهرمزانُ" بالسهامِ وسلَّمَ نفسَه للمسلمينَ، وتمَّ إرسالَه إلى عمرَ بنِ الخطابِ ليرى فيه رأيه وليحكمَ فيه، ووصلت الأنباءُ إلى أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الخطابِ بتمامِ النعمةِ على المسلمينَ بفتحِ "تُستَرَ" بعد عامٍ ونصفٍ من حِصارِها، وأَسْرِ "الهرمزانِ".
قد يكونُ لاحظَ بعضُكم كيفَ ذكرَ أهلُ التاريخِ في أثناءِ المعركةِ، أن المسلمينَ لم يُصلُّوا الفجرَ في ذلك اليومِ إلا بعدَ طلوعِ الشمسِ، أي بعد خروجِ وقتِها، وذلك لأنَ أبا موسى الأشعري -رضي الله عنه- كانَ يقولُ بعدَ موقعةِ "تُسْتَر": "والله لقد ضُيِّعَتْ علينا صلاةُ الصبحِ، لصلاةُ الصبحِ عندي خيرٌ من ألفِ فتحٍ".
وكانَ أنسُ بن مالكٍ -رضي الله عنه- إذا تذّكرَ فتحَ "تُستر" حَزُنَ حُزْناً عظيماً، فهل ذلك بسببِ مقتلِ أخيه البراءِ بن مالكٍ -رضي الله عنه- أم لماذا؟
يقولُ: "شهدتُ فتحَ "تُسترَ"، وذلك عند صلاةِ الفجرِ، فاشتغلَ الناسُ بالفتحِ فما صلَّوا الصبحَ إلا بعدَ طلوعِ الشمسِ، فما أُحبُ أن لي بتلكَ الصلاةَ حُمْر النِّعَمِ".
اللهُ أكبرُ، يتألمونَ على صلاةِ فجرٍ واحدةٍ أخَّروها، بسببِ الجهادِ في سبيلِ اللهِ -تعالى-، وكيفَ يستطيعُ أن يُصليَّ مَنْ بَرقُ السيوفِ فوقَ رأسِه، وتطايرُ الأرواحِ من حولِه، فأينَ أنتُم أيها الرجالُ العُظماءُ، يا من عرفتُم أن النصرَ في المحافظةِ على صلاةِ الفجرِ، وأن من لم يستطعْ أن يُجاهدْ نفسَه للقيامِ من الفراشِ المُريحِ، والغطاءِ الوَثيرِ، إلى بُيوتِ اللهِ -تعالى- لإجابةِ الأذانِ، فإنه لن يستطيعَ أن يَقفَ في أرضٍ تُفصلُ فيه الرؤوسُ عن الأبدانِ.
كانَ عمرُ بنُ الخطابِ -رضي الله عنه- يقولُ للجيوشِ الإسلاميةِ: "إنكم تُنصَرونَ عليهم بطاعتِكم للهِ ومعصيتِهم للهِ، فإن تساويتم في المعصيةِ كانت لهم الغلبةُ عليكم بقوةِ العُدَّةِ والعَتادِ".
عبادَ اللهِ: إن صلاةَ الفجرِ تشتكي جفاءَ كثيرٍ من المسلمينَ، وبعدَ أقلِ من ساعةٍ تجدِ الناسَ قد خرجوا من بُيوتِهم سِراعاً إلى أعمالِهم وأسواقِهم ومدارسِهم وجامعاتِهم، وكأنَ شيئاً لم يكنْ، يتسابقونَ إلى دفاترِ التحضيرِ، وقد غفلوا عن التحضيرِ الأعظمِ، عندما يَصعدُ الملائكةُ الكِرامُ بصُحُفِهم البيضاء، ويقفونَ بين يَدي خالقِ الأرضِ والسماءِ، وعالمِ الجهرِ والخفاءِ: "فَيَسْأَلُهُمُ -وَهُوَ أعْلَمُ بِهِمْ- كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادي؟ فَيقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ".
فلا إله إلا اللهُ، من غابَ عن ذلكَ التحضيرِ فماذا يُفيدُه؟ ومن سقطَ اسمُه من تلك الصُحُفِ فمن يُعيدُه؟
ما هو شعورُك عندَ سماعِ هذا الحديثِ: "مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ في ذِمَّةِ اللهِ".
وأنت قد صليتَ الفجرَ في المسجدِ ذلك اليومُ، فلا يَضرُكَ شيءٌ ولو انطبقت الأرضُ على السماءِ، وكُلنا نحتاجُ إلى هذا الأمانِ في هذا الزمانِ الذي كَثُرتْ فيه الفِتَنُ، وتعاظمتْ فيه المِحَنُ، وأصبحتْ الأخطارُ تُحيطُ بالإنسانِ في كلِ أوانٍ ومكانٍ.
لا يستطيعُ المسلمُ العزيزُ أن يتخيل، مجرد تَخَيُّل، ذلك الموقفَ المَهِينَ، من ذلك العدو الحقيرِ، عندما ينامُ عن صلاةِ الفجرِ، ذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- نَامَ لَيْلَةً حَتَّى أَصْبَحَ، قَالَ: "ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ".
نحتاجُ في هذا الزمانِ إلى الطالبِ النشيطِ، ونحتاجُ إلى الموظفِ الطيبِ النفسِ، فكيفَ تتحققُ تلك الأخلاقُ إذا لم يبدأ صاحبُها يومَه بصلاةِ الفجر؟
قالَ صلى الله عليه وسلم: "يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ".
يقولُ ابنُ عمرَ -رضي الله عنهما-: "كنا إذا فقدنا الرجلَ في صلاةِ الفجرِ أسأنا به الظنَ".
أتعلمونَ لماذا؟
لأن النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "لَيْسَ صَلَاةٌ أَثْقَلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ مِنْ الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ".
فإيَّاك وصفاتِ المنافقينَ، فإن منازلَهم في الدركِ الأسفلِ في نارِ ربِّ العالمينَ.
أستغفرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ، لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِ ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ الذي فرضَ الصلاةَ على العبادِ رحمةً بهم وإحساناً، وجعلها صلةً بينه وبينهم ليزدادوا بذلك إيماناً، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له خالقُنا ومولانا، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه أخشى الناسِ لربه سراً وإعلاناً الذي جعلَ اللهُ قُرةَ عينِه في الصلاةِ فنعمَ العملُ لمن أرادَ من ربِه فضلاً ورضواناً صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه ومن تبعَهم بإحسانٍ وسلمَ تسليماً كثيراً.
وأما منزلةُ صلاةِ الفجرِ في الآخرةِ، فحينَ يُعطى العبادُ النورَ على قدرِ أعمالِهم: "مِنْهُم مَن يُعطى نُورَه مثلَ الجبَلِ بين يَديْه، ومِنْهُم مَن يُعطَى نُورَه مثل النَّخلةِ بِيَمينه، حتَّى يكونَ آخرُ ذلك يُعطَى نُورَه على إبهامِ قَدَمه، يُضيءُ مَرَّةً ويَطفأُ مَرَّةً، فإذا أضاءَ قدَّمَ قَدَمه، وإذا طَفئ قامَ" يأتي من مشى في الظلامِ إلى صلاةِ الفجرِ، بالنورِ التامِ يومَ الحشرِ؛ كما بشَّرَه الحبيبُ -عليه الصلاة والسلام-: "بشِّرِ المشَّائِينَ في الظُّلَمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ".
وعندما يُؤتى بجهنمَ تُقادُ من الملائكةِ العِظامِ، لها سبعونَ ألفَ زمامٌ، فلك يا صاحبَ الفجرِ أمانٌ، بتلكَ الصلواتِ التي قَدَّمتَ في سالفِ الزمانِ: "لنْ يَلِجَ النَّارَ مَن صلَّى قبْلَ طُلوعِ الشَّمسِ وقبْلَ غُروبِها".
ثم يكونُ مع الذين قالَ اللهُ -تعالى- فيهم: (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا) [مريم: 85].
لأن النبيَ -صلى الله عليه وسلم- قالَ: "مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ".
والبردانِ: صلاةُ الفجرِ والعصرِ.
ليسَ دخولَ الجنةِ فقط، بل تحصيلُ أعظمَ ما فيها النعيمِ، وهو النظرُ إلى وجهِ العزيزِ الرحيمِ، يقولُ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: "كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقَالَ: "أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لَا تُضَامُّونَ أَوْ لَا تُضَاهُونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا".
وانتبِه إلى قولِه: "فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا".
وكأنَ الأمرَ سيكونُ مُغالبةً ومنافسةً بينَ المسلمينَ، وتزاحماً شديداً على أبوابِ المساجدِ، إذا علموا فضلَ صلاةِ الفجرِ وما فيها من الأجورِ العظيمةِ، فهل ترونَ هذا في واقعِنا المؤلمِ؟.
اللهم أيقظَ قلوبَنا من الغَفَلاتِ، وطهِّر جوارحَنا من المعاصي والسيئاتِ، ونقِّ سرائرَنا من الشُرورِ والبلِّياتِ.
اللهم اختمْ بالصالحاتِ أعمالَنا، وثبتنا على الصراطِ المستقيمِ بالقولِ الثابتِ في الحياةِ الدنيا وفي الآخرةِ.
اللهم اجعلنا من المتقينَ الذاكرينَ الذين إذا أساؤوا استغفروا، وإذا أحسنوا استبشروا.
اللهم انصر إخوانَنا المجاهدينَ في سبيلِك في كلِ مكانٍ، الذين يريدونَ أن تكونَ كلمتُك هي العليا، اللهم ثبتهم وسددهم، وفرج همهم، ونفس كربهم، وارفع درجاتهم.
اللهم آمِنّا في أوطانِنا، وأصلح ووفق أئمتَنا وولاةَ أمورِنا، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.