الوهاب
كلمة (الوهاب) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) مشتق من الفعل...
العربية
المؤلف | مسفر بن سعيد بن محمد الزهراني |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التاريخ وتقويم البلدان |
فزكريا دعا الله بصوت خفي ليكون أقوى في الاستجابة وأبعد عن الرياء، وأدخل في الإخلاص فاشتكى لله عز وجل من الضعف ووهن العظم، وإنما ذكر العظم لأنه عمود البدن، وبه قوامه، وهو أصل بنائه، فإذا وهن تداعي وتساقطت قوته، ولأنه أشد ما فيه وأصلبه ..
الحمد لله ينعم على من يشاء بالنبوة والصلاح والخير الكثير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، وأطيعوه واحمدوه واشكروه على نعمه، ومنها أن أنزل على نبيكم أفضل كتبه، وقص علينا فيه أفضل القصص للعبرة والموعظة والاقتداء.
عباد الله: قال الله تعالى: (كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا * يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا * قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا * قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا * يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا * وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) [مريم1 :15].
وقال تعالى: (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء89 :90].
زكريا -عليه السلام- نبي من أنبياء بني إسرائيل كبر في السن وشاب رأسه ووهن عظمه ولم يرزق من الذرية شيئًا حتى بلغ التسعين أو يزيد، وهو والد يحيى -عليهما السلام-.
في الآيات من سورة مريم من 2: 15 تحدثت عنه وعن ابنه -عليهما السلام-، فقد رحم الله زكريا بأن أعطاه والدًا في كامل النبوة وهو شيخ كبير السن، فبشره بذلك بنفسه تارة وبملائكته أخرى، وتولى الله -عز وجل- تسميته، ولم يشرك فيها من تقدمه، وجعله الله -عز وجل- هبة منه لعبده زكريا، وفي هذا دلالات على قدرة الله وعنايته بصفوته من خلقه.
فزكريا دعا الله بصوت خفي ليكون أقوى في الاستجابة وأبعد عن الرياء، وأدخل في الإخلاص فاشتكى لله -عز وجل- من الضعف ووهن العظم، وإنما ذكر العظم لأنه عمود البدن، وبه قوامه، وهو أصل بنائه، فإذا وهن تداعي وتساقطت قوته، ولأنه أشد ما فيه وأصلبه.
وكذلك قال: إن رأسه قد شاب وشبه الشيب بشواظ النار في بياضه وإنارته، وانتشاره في الشعر وكثرته منه كل مأخذ، وفي هذه الآيات تظهر آداب الدعاء جلية من زكريا -عليه السلام- مع ربه وما يستحب منه، فمنها: الإسرار بالدعاء، ومنها: استحباب الخضوع في الدعاء وإظهار الذل لله -عز وجل- والمسكنة والضعف، ومنها: التوسل إلى الله تعالى بنعمه وعوائده الجملية: (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا)، أي لم أتعود منك أن تردني خائبًا في الدعاء، وفي هذا تمهيد منه -عليه السلام- لما يستدعي الرحمة ويستجلب الرأفة، ثم ذكر أنه يدعو الله من أجل أنه يخاف على الدين من الذين يلون أمر رهطه من بعد موته، لعدم صلاحية أحد منهم لأن يخلفه في القيام فيما كان يقوم به من الإرشاد ووعظ العباد وحفظ آداب الدين والتمسك بهديه المبين، كما أن امرأته عاقر لا تلد من وقت شبابها، فدعا الله أن يهب له ولدًا يلي من الأمر ما كان إليه وارثًا من آل يعقوب في العلم والنبوة، وسأل الله أن يجعله مرضيًا عنده قولاً وفعلاً.
فاستجاب الله دعاءه وبشره بيحيى -عليه السلام-، وعن ابن عباس -رضي الله عنهما-: "لم تلد العواقر قبله مثله"، وروي أنه لم يعص الله ولم يهم بمعصية قط، فتعجب أن يكون له غلام لأن امرأته عاقر وقد بلغ من الكبر عتيًا، أي حالة لا سبيل إلى إصلاحها ومداواتها، فقال الله -عز وجل-: إن هذا الأمر عليه سهل، وامتن عليه بنعمة خلقه من العدم -إنسان ونطفة وعلقة-، فكذلك يخلف الله لكما الولد وأنتما على هذا الحال، عند ذلك طلب زكريا -عليه السلام- من ربه -عز وجل- أن يجعل له علامة تدله على تحقق المسؤول ووقوع الحمل ليطمئن قلبه، فقال الله -عز وجل-: آيتك لا تقدر على تكليم من حولك من الناس مع كونك سويًّا معافى بلا مرض في بدنك ولسانك ثلاث ليال كاملة بأيامها، وذلك ليتجرد لشكر الله، عند ذلك خرج إلى قومه من مصلاه أو غرفته فأشار إليهم رمزًا -حيث إنه لا يستطيع الكلام كما أوضحنا- أن يصلوا لله طرفي النهار صباحًا ومساءً، ثم استؤنف الكلام حيث طوى قبله جملاً كثيرة مسارعة إلى الإنباء بإنجاز الوعد الكريم من الله العزيز الحكيم، وهو وجود هذا الغلام المبشر به، ويعلمه التوراة كتاب موسى -عليه السلام- التي كانوا يتدارسونها بينهم ويحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار، وقد كان سِنُّه إذ ذاك صغيرًا، فلهذا نوّه بذكره وبما أنعم عليه وعلى والديه، وقال الله ليحيى: اقرأ التوراة بجد وحرص واجتهاد، وآتاه الله الحكمة وفهم التوراة والعلم والاجتهاد في الخير وهو صبي صغير.
كما وهب الله -عز وجل- يحيى -عليه السلام- العطف والشفقة وطهارة من الذنوب وعصمة بليغة منها، وكان يتقي الله ويخافه، بارًّا بوالديه، محسنًا إليهما، ولم يجعله الله متكبرًا عاقًّا لهما أو عاصيًا لربه، ثم أنعم الله عليه بعد ذلك بالسلام الدائم والنعيم الأبدي، والسلام بمعنى السلامة والأمان من الآفات، وفيه معنى التحية والشرف، وفي ذكر الأحوال الثلاث -الولادة والموت والبعث حيًا- زيادة في العناية به -صلوات الله وسلامه عليه-.
وفي الآيات 89 و90 من سورة الأنبياء تأكيد لما ورد في سورة مريم بأن الله استجاب لزكريا دعاءه وأصلح له زوجه بعد عقرها معجزة وكرامة من الله تعالى، فهو وابنه من الأنبياء الذين كانوا يسارعون ويبادرون في فعل الخير ويدعون الله -عز وجل- راغبين في الثواب، راجين للإجابة، ورهبة من الله وإليه، وكانوا خاشعين لله أي محبين متضرعين.
وفي سورة آل عمران في الآيات 37 إلى 41 وعندما وجد زكريا بعد أن كفل مريم العذراء أم المسيح -عليه السلام- الرزق الذي وهبه الله لمريم، كلما دخل عليها في موضعها أو غرفتها وسألها عن ذلك فقالت له: إنه من عند الله يرزق من يشاء بغير حساب، دعا زكريا -عليه السلام- الله -عز وجل- أن يهبه ذرية طيبة، إن الله سميع الدعاء.
فأجابه الله -عز وجل- وأرسل الملائكة تبشره وهو في مصلاه بيحيى -عليه السلام- نبي خلق بكلمة الله: كن فيكون، وهو -عليه السلام- نبي يسود قومه ويفوقهم، (وحصورًا) أي أن يحيى -عليه السلام- لا يقرب النساء حصرًا لنفسه، أي منعًا لها من الشهوات عفة وزهدًا واجتهادًا في الطاعة، (ونبيًا من الصالحين) أي ناشئًا منهم لأنه من أصلابهم، ثم بقية الآيات تأكيد على ما ورد في سورة مريم المذكورة سابقًا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ * قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آَيَةً قَالَ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ) [آل عمران38 :41].
هذا، وقد ذكر المفسرون أن يحيى -عليه السلام- قُتل، ومما ورد في قتله ما ذكر ابن كثير في كتابه قصص الأنبياء ص425 أنهم ذكروا في قتل يحيى -عليه السلام- أسبابًا كثيرة، من أشهرها أن بعض ملوك ذلك الزمان بدمشق كان يريد أن يتزوج ببعض محارمه، أو من لا يحل له أن يتزوجها، فنهاه يحيى -عليه السلام- عن ذلك، فبقي في نفسها منه، فلما كان بينها وبين الملك ما يحب منها، استوهبت منه دم يحيى، فوهبه لها، فبعثت إليه من قتله وجاء برأسه ودمه في طست إليها، فيقال: إنها هلكت من فورها وساعتها، وقيل: بل أحبته امرأة ذلك الملك وراسلته فأبى عليها، فلما يئست منه تحيلت في أن استوهبته من الملك، فتمنه عليها الملك، ثم أجابها إلى ذلك فبعثت من قتله وأحضر إليها رأسه ودمه في طست. وقيل غيره. والله أعلم.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وسنة خاتم رسله، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، يخلق ما يشاء ويختار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله -عباد الله- واعتبروا بما جاء من قصص ومواعظ وأحكام ومعجزات في كتاب الله القرآن الكريم.
عباد الله: وردت قصة مريم في سورة مريم مع ابنها عيسى ابن مريم -عليه السلام- في الآيات من 16 إلى 40، كما وردت قصة ولادتها في سورة آل عمران في الآيات من 35 – 37، وفي الآيات من 42 إلى 62 مع ولادتها لعيسى -عليه السلام-.
فبعد أن قال الله -عز وجل-: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [آل عمران33 :34]، ذكر الله قصة ولادة مريم من أمها امرأة عمران التي لم ترزق بولد لأنها كانت عاقرًا؛ قال تعالى: (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [آل عمران:35]، أي نذرت أن يكون حملي مخلصًا للعبادة، أو خادمًا يخدم في متعبداتك، أو وقفًا على طاعتك، لا أشغله بشيء من أموري، ودعت الله -عز وجل- أن يتقبل منها ما نذرت، فإن الله هو السميع العليم، وقال الله تعالى بعد ذلك: (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [آل عمران:36] .
فقد كانت ترجو أن يكون المولود ذكرًا، والله يعلم ما وضعت، فالذكر أقدر على خدمة موضع العبادة وأصلح بقوته وشدته للخدمة دون الأنثى، فإنها ضعيفة لا تقوى على الخدمة، وإني سميتها مريم، وهي في لغتهم بمعنى العابدة، سمّتها بذلك رجاءً وتفاؤلاً أن يكون فعلها مطابقًا لاسمها، ودعت الله -عز وجل- أن يجيرها بحفظه وذريتها من الشيطان الرجيم، فلا يكون له عليها سلطانًا، ثم قال الله تعالى: (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [آل عمران:37]، أي تقبلها الله -عز وجل- بالرضا والإثابة، وجعلها امرأة صالحة في جميع أحوالها، عفيفة سديدة مطيعة لله، وضمها إلى زكريا -عليه السلام- لتربيتها والقيام بمصالحها وتدبير أمورها، حيث كان متزوجًا بخالتها أخت أمها، وكان كلما دخل عليها وجد عندها رزقًا، قيل: فاكهة في غير وقتها مثل فاكهة الصيف في الشتاء أو العكس، فلما سألها عن ذلك قالت بأنه من عند الله الذي يرزق من يشاء بغير حساب، أي: بغير تقدير لكثرته، وإما بغير استحقاق تفضلاً من الله تعالى.
وصلوا -عباد الله- وسلموا على خاتم رسل الله نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-.