البحث

عبارات مقترحة:

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

السميع

كلمة السميع في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

المؤمن

كلمة (المؤمن) في اللغة اسم فاعل من الفعل (آمَنَ) الذي بمعنى...

فضل شهر رمضان

العربية

المؤلف عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات الصيام
عناصر الخطبة
  1. فضل شهر رمضان .
  2. الحث على تعظيمه .
  3. من فوائد الصيام .
اهداف الخطبة
  1. بيان فضل شهر رمضان والحث على الاستفادة منه

اقتباس

فهذا شهر البركات والخيرات، شهر إجابة الدعوات، شهر إقالة العثرات، شهر مضاعفة الحسنات، شهر الإفاضات والنفحات، شهر إعتاق الرقاب من النار، شهر لا يعدل به سواه من الأوقات. النافلة فيه تعدل الفريضة فيما سواه، والفريضة تعدل ...

الحمد لله الذي خصّ بالفضل والتشريف بعض مخلوقاته، وأودع فيها من عجائب حكمه وبديع حكمه ما شهدت العقول السليمة والفطرة المستقيمة بأنها من أكبر آياته، خلق فقدر، وشرع فيسر، وربك أعلم حيث يجعل رسالاته، ويختص بفضله وكراماته.

أحمده سبحانه وهو رب كل شيء ومليكه، وهو المحمود على جميع أقضيته وأحكامه وتدبيراته، وأشكره على جميع نعمه وكراماته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا نظير له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وعطائه وإحسانه وكراماته.

وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله الذي أظهر الله به الإسلام، وأرسى قواعده، ومحى الشرك وطمس علاماته.
اللّهم صلَّ على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه والتابعين له على دينه ومحبته وموالاته، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم يجمع الله فيه كل مخلوقاته.

أما بعد:

فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرته وجناته قبل انصرام العمر وفوات أوقاته.

واعلموا أنّ شهر رمضان لا يعادله شهر، فهو شهر كريم وموسم عظيم، خصه الله وفضله على سائر الشهور بالتشريف والتكريم، أنزل فيه القرآن العظيم؛ تبصرة وذكرى. فهو يستحق الإجلال والتعظيم. وفرض الله صيامه على المسلمين، وجعله أحد أركان الإسلام الخمسة، كما في حديث ابن عمر –رضي الله عنهما- وغيره، وسَنَّ قيام ليله نبيُكم الكريم، عليه من الله أفضل الصلاة وأتمَّ التسليم.

ففي الحديث: " من صام رمضان أيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". وفيه أيضاً:" من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".

فهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: " فاستكثروا فيه أربع خصال: خصلتين ترضون بها ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، فأمّا الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه. وأما الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار. من فطّر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه، وعتقا لرقبته من النار".

فيا عباد الله عظموا هذا الشهر رحمكم الله، كما عظمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة الإحسان، وتلاوة القرآن، وكثرة الصلاة، الله الله في حفظ الصيام؛ فإنه نعمة كبرى، وبه تُكَفّر الذنوب، وتُرفع الدرجات. وبه تصح الأجسام، وتعتاد الصبر وتحمل المشاق. به يتذكر الغني عندما يمسه الجوع أخاه المسلم الفقير المسكين، الذي هو في فقر وعناء طول حياته. وبه تقوى الصلة بين العبد وبين ربه؛ لبعده عن الرياء؛ لأنّه يحافظ على صومه في سره وعلانيته. وبه تسكن الغريزة الجنسية لمن لم يقدر على الزواج؛ فإنّه يضعف مجرى الدم، ومجرى الشيطان، فتقوى صلته بالله.

فهذا شهر البركات والخيرات، شهر إجابة الدعوات، شهر إقالة العثرات، شهر مضاعفة الحسنات، شهر الإفاضات والنفحات، شهر إعتاق الرقاب من النار، شهر لا يعدل به سواه من الأوقات.

النافلة فيه تعدل الفريضة فيما سواه، والفريضة تعدل سبعين فريضة فيما سواه، لمن تقبل منه مولاه.

فيا ذوي الهمم العالية، ويا ذوي المطالب السامية الغالية، الغنائم الغنائم في هذه الأوقات، والعزائم على الجد، وهجر البطالات، قبل أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله... وهل ينفعها يومئذ الندم والحسرات؟.

فاحذروا يا عباد الله من طُرق أهل الضلالات، وأصحاب التسويف والبطالات، و سارعوا إلى الخيرات والجنات، وبادروا بامتثال أمر رب الأرض والسموات، في قوله في محكم الآيات: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) [آل عمران:133-136].

فتوبوا يا عباد الله إلى ربكم من جميع الآثام؛ لعلكم تفلحون.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.