البحث

عبارات مقترحة:

الجبار

الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...

المؤخر

كلمة (المؤخِّر) في اللغة اسم فاعل من التأخير، وهو نقيض التقديم،...

المجيب

كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...

الحوادث الكونية عقوبات ربانية أم ظواهر طبيعية؟

العربية

المؤلف عبد القادر بن رحال
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات التربية والسلوك - التاريخ وتقويم البلدان
عناصر الخطبة
  1. القاعدة القرآنية المبيّنة لارتباط العقوبات بالمعاصي .
  2. بعض ما في القرآن من عقوبات للعاصين .
  3. معاصٍ كبار تجلب لنا العقاب بالكوارث الطبيعية .
  4. الهدي النبوي في الفزع لله بتغير الطبيعة .

اقتباس

فإذن؛ هذه الذنوب الكبار هي بلا شك أوجبت لنا هذا العذاب الأليم المتصل في كثرة الزلازل والفيضانات، وكثرة الأعاصير، والرياح التي تبلغ...إذا علمتم أن الذنوب تجلب عقاب الله، وعلمتم أن أكبر الذنوب هو الإعراض عن دين الله، والشرك به، وكذا إتيان الفواحش، والظلم، وأكل الربا، والقتل؛ فإن...

وبعد: معاشر المسلمين، يقول -تعالى-: (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا) [الإسراء:59]، قال ابن كثير: قال قتادة: "إن الله -تعالى- يخوف الناس بما يشاء من الآيات لعلهم يعتبرون، لعلهم يذّكّرون، لعلهم يرجعون". اهـ.

وقال -تعالى- بعد قصة قوم لوط: (وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) [هود:83]، قال ابن كثير: وما هذه النقمة ممّن تشبه بهم في ظلمهم ببعيدة عنه، ولهذا قال أبو حنيفة وغيره: إن اللائط يُلقَى من شاهق ويُتبَع بالحجارة، وأفتى علي بن أبي طالب  بتحريق اللوطية.

وقال -تعالى-: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) [محمد:10]، ومعنى الآية: قل للمشركين عبّاد القبور أن يسيروا في الأرض وينظروا في آثار عاد وثمود وقوم لوط وغيرهم ليعتبروا؛ فإن للكفار مثلهم من العذاب العظيم.

وقال -تعالى-: (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ) [سبأ:16-17]، قال مجاهد: ولا يعاقب الله إلا الكفور.

وقال -تعالى-: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [النحل:112].

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله: "إذا ظهر الربا والزنا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله" رواه الحاكم وهو حديث حسن.

وقبل الغوص في هذا الموضوع لا بد أن نقرّر قاعدة قرآنية قطعية وهي: إن الذنوب بأنواعها سبب رئيس للعقوبات الربانية، كما أن الطاعات والحسنات سبب الرحمات، والسُّنة الإلهية أن لا يعذب الله عباده الصالحين المتقين الملتزمين بدينه؛ لأنهم أحبابه؛ وإنما يعذّب أعداءه من الكفار والفجار.

ولهذا رد الله على اليهود والنصارى لما زعموا بأنهم أحباب الله فكذبهم، حيث قال -تعالى-:  (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) [المائدة:18].  

اعلموا أيها المسلمون أن أول ذنب في هذا الكون هو عصيان إبليس لله -تعالى-، حيث أمره أن يسجد لآدم، فأبى، فطرده الله ولعنه ومسخه وغضب عليه بعدما كان من أقرب المقربين لله -تعالى-.

وبعده ذنْبُ أبوينا آدم وحواء، لقد أكلا من الشجرة وعصيا ربهما وأطاعا عدوهما.

وما زالت الذنوب تتوالى بعد هذين الذنبين.

فهذا نوح، أول رسول إلى الأرض، كان الناس على التوحيد فصاروا يعبدون الصور ويعبدون الأصنام والطواغيت، فبعث الله نوحاً يدعو للتوحيد، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) [هود:25-26].

ولكن عصى قوم نوح رسولهم، فماذا كانت النتيجة الحتمية؟ إنه عذاب الله بالطوفان، حيث قال -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ) [العنكبوت:14-15].

وهذا هود، بعثه الله إلى عاد الأولى وعاد الثانية فنهاهم عن عبادة غير الله -تعالى-، فعصوه، حيث قال -تعالى-: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ) [الأعراف:65].

ولكن عصوا ربهم فجاءهم العذاب، قال -تعالى-:  (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ) [فصلت:16].

وقال عن عاد الثانية: (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) [الأحقاف:24-25].

وهذا صالح يدعو قومه إلى التوحيد ونبذ الشرك، فعصوه؛ بل تحدوه، فقالوا له: أخرج لنا ناقة صفتها كذا وكذا من هذه الصخور الصماء، فدعا اللهَ فأخرج لهم الناقة، ولكن عصوه وقتلوا الناقة، فحق عليهم العذاب.

قال -تعالى-: (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [الأعراف:73].

ولكن عصوه وتمردوا، حيث قال -تعالى-:  (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) [الأعراف:77-78]...

وهذا شعيب، كان قومه يعبدون الأصنام، ويطفّفون في المكيال، ويقطعون السبيل، فدعاهم شعيب إلى التوحيد فعصوه، قال -تعالى-:  (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) [هود:84].

لكن عصوه واستهزؤوا به فأخذهم عذاب يوم الظلة، وأخذتهم الرجفة وهي الزلزلة، قال -تعالى-:  (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) [الشعراء:189]، وقال:  فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) [الأعراف:91].

وهذا لوط يدعو قومه إلى التوحيد وكانوا قوماً يعبدون الأصنام، ويقطعون السبيل، ويأتون في ناديهم المنكر؛ وكانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء، وأرادوا أن يعتدوا على ضيوف لوط، وكانوا من الملائكة.

قال -تعالى-: (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) [العنكبوت:29].

لكنهم عصوا لوطاً فأنزل الله عليهم أشد العذاب، عذاب لم يسبق أن عذب الله به قوماً مثلهم، قال -تعالى-: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) [هود:82-83].

فأهلك الله قرى اللوطية، وقلبها عليهم، ثم أمطرها بحجارة شديدة المفعول، أنزلها عليهم من السماء.

وقد جاء في التفسير أنها أهلكت ديارهم وأرضهم إهلاكاً، فصارت أثراً لا حياة فيها، تغمرها المياه، وهو ما يسمى الآن بالبحر الميت، لانعدام الحياة الحيوانية فيه، وهذا من شؤم الفواحش، ولا حول ولا قوة إلا بالله!.

وصدق الله إذ قال: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [العنكبوت:40].

معاشر المسلمين: إذا علمتم أن الذنوب تجلب عقاب الله، وعلمتم أن أكبر الذنوب هو الإعراض عن دين الله، والشرك به، وكذا إتيان الفواحش، والظلم، وأكل الربا، والقتل؛ فإن هذا العالم المتقدم -زعموا- الذي نعيش فيه مليء بالذنوب والمخالفات الشرعية، فلابد علينا أن نعتبر كما أَمَرَنا الله فقال: (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) [الحشر:2]، والاعتبار هو القياس، فنقيس حالنا بحال الأمم السابقة، وننظر: هل نحن في خير أم في شر؟.

فأكبر الذنوب في العالم الإعراضُ عن دين الله ودين المرسلين، قال -تعالى-:   (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) [الأنبياء:1].

وانتشار الربا في جميع العالم، وهو من أكبر الظلم، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [البقرة:278].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ست وثلاثين زنية"  رواه الدارقطني وهو صحيح.

والفواحش التي ملأت الدنيا، فقد ذكرت الإحصائيات أن مليون زوج ذكر يوجد في العالم! كما ذكرت أن من بين كل أربعة مواليد في أوربا يوجد واحد غير شرعي!.

وفي دولة السويد وحدها من بين كل أربعة مواليد يوجد اثنان غير شرعيين، وهذا سببه قلة الزواج، وانتشار ظاهرة المساكنة والصداقة المحرمة.

كما انتشرت في أوربا ظاهرة الرقيق الأبيض، وهو بيع أعراض النساء.

ومن المصائب المنتشرة في العالم تجارة المخدرات التي أصبحت من أكبر التجارات العالمية، وكذا انتشار ما يسمى بالجريمة المنظّمة، وغيرها من الذنوب العالمية.

فإذن؛ هذه الذنوب الكبار هي بلا شك أوجبت لنا هذا العذاب الأليم المتصل في كثرة الزلازل والفيضانات، وكثرة الأعاصير، والرياح التي تبلغ قوتها مائتي كيلومتر في الساعة!.

وعلماء الغرب الطبيعيون يقولون إن هذه الظاهر الكونية لا تعدو أن تكون حوادث طبيعية ولا علاقة لها بالغيب، فمرة يقولون: سبب هذه الظواهر هو اتساع ثقب الأوزون، ومرة يقولون: ارتفاع درجة حرارة الأرض، ومرة يقولون: تحرك طبقات الأرض وغيرها من الأسباب العلمية.

فهذا الكلام فيه حق وباطل، فنقول: إن الشرع والدين لا يخالف العلم الصحيح، فمثلاً: ظاهرة الزلزال تدرس من حيث تحرك طبقات الأرض، فنقول: سبب الزلزال هو تحرك طبقات الأرض. ولكن؛ من خلق هذا السبب؟ فالجواب هو: الله  -تعالى- خالق الأسباب، والذي خلق السبب هو الذي أمر الأرض أن تتزلزل بقدرته وليست الطبيعة.

وهذا الاعتقاد هو الذي كان عليه المسلمون، وكان عليه النبي  -صلى الله عليه وسلم-، فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة قالت: كان رسول الله إذا عصفت الريح قال: "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت له، وأعوذ من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت له".

وقالت عائشة: وإذا تخيَّلت السماء تغيّر لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر، فإذا أمطرت سرى عنه، فعرفت ذلك عائشة فسألته، فقال رسول الله: "لعله يا عائشة كما قال قوم عاد: فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا".

وفي صحيح البخاري قالت عائشة: وكان إذا رأى غيماً أو ريحاً عرف ذلك في وجهه، قالت: يا رسول الله، الناس إذا رأوا الغيم فرحوا؛ رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته عُرف في وجهك الكراهية.

فقال -صلى الله عليه وسلم-: "يا عائشة، ما يأمنني أن يكون فيه عذاب؟ عذب قوما بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارض ممطرنا".

وجاء في الحديث المتفق عليه: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله -عز وجل- يخوف بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره".

ثم قال: "يا أمة محمد، والله! ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أَمَته، يا أمة محمد، والله! لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً!".

نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.